أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سمير عادل - مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية















المزيد.....

مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 55 - 2002 / 2 / 5 - 08:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



علق احد السياسين الاسرائيليين على ممارسات حكومة شارون لتصفية الشعب الفلسطيني بأنها لاتختلف عن ما ارتكب ضد الهنود الحمر. وبالرغم من ان العالم المتمدن شجب كل اشكال التنكيل بحق الهنود الحمر وفي بعض البلدان تم منحهم بعض الامتيازات مثل كندا تكفيرا عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم،لكن ما زالت قضية الشعب الفلسطيني لم تصل الى تلك المرتبة خاصة في الاعلام الغربي وردود فعل الرأي العام تجاه المجازر التي تحصد كل يوم الفلسطينين الابرياء . حتى اليسار الذي هب غاضبا لادانة الحملة العسكرية لامريكا ضد جماعة الطالبان ،وقف هو الاخر صامتا عديم الافاق لما يحدث في فلسطين .
بعد تأريخ 11 ايلول ،اخذ الناس في امريكا الشمالية يتابعون بشغف وينهمكون على قراءة التاريخ الاسلامي واسامة بن لادن و غيرها. وعلى سبيل المثال كما علق مخرج فلم "نساء في قندهار" وهو ايراني الاصل ،ان فلمه لم يكن ذي اهتمام عندما اخرجه الا انه حقق شهرة منقطعة النظير ،فجورج بوش وكولن باول وتوني بلير كانوا من الاوائل الذين شاهدوا الفلم بعد تاريخ 11 ايلول.
الانسان الامريكي الذي اصابه الذهول من هول كارثة 11 ايلول بدأ يتساءل لماذا كل هذا العداء والحقد الذي يكنوه ضدنا ؟ فكان جواب المعلقين في الصحف الامريكية الكبرى مثل واشنطن بوست والقنوات التلفزيونية مثل السي ان ان:" لان امريكا اقوى دولة في العالم من الناحية الاقتصادية والعسكرية ومصدر الحداثة ومنبع الحضارة "اما ما ترتكبه امريكا من جرائم في العراق والمساندة السافرة والمطلقة لحكومات اسرائيل الارهابية والعنصرية وغيرها في الصومال ويوغسلافيا ..كلها في طي الديماغوجية الاعلامية المضللة . الفردية المطلقة التي يربى عليها الانسان في الغرب والتي تتوج بشكل صارخ في امريكا الشمالية اضافة الى صناعة الاعلام المريعة ،يقف عائقا جديا بلفت انظار الانسان البريء العادي دافع الضرائب في امريكا الى سياسة حكومته الوحشية في الشرق الاوسط .
القضية الفلسطينية، كانت احدى الحلقات المركزية ابان الحرب الباردة . وكانت محل المزايدات السياسية والاستعراضات العسكيرة والمخابراتية .الاعلام الغربي نجح في تلك الفترة في تشويه الظلم القومي الواقع على الشعب الفلسطيني والتعتيم على جميع الاعمال الارهابية والاجرامية التي ارتكبت بحق الفلسطينين . ومن الممكن الاطلاع على كتاب نعوم جومسكي اليهودي الاصل الامريكي الجنسية "قياصرة واباطرة" سيكتشف قوة الاعلام الغربي والاسرائيلي في قلب جرائم حكام اسرائيل ضد الفلسطينيين الى عنوان الدفاع عن النفس . يكفي ان نذكر مجزرة صبرا وشاتيلا على سبيل المثال لا الحصر ،كي نبين التعتيم الاعلامي الغربي على سلسة الجرائم التي كانت ترتكبها اسرائيل وبمساندة امريكا طبعا . ولا بد ان نشير هنا الى العمليات الارهابية التي نفذتها المنظمات الفلسطينية بحق المدنيين الابرياء من الاسرائيليين في نفس الفترة السابقة ،بدأ من عمليات ميونخ التي قتل فيها عدد من الرياضيين الاسرائيليين الذي شاركوا في الاولمبياد حيث كانت تعرف تلك العمليات في الاطار الشرعي لكفاح الشعوب ضد المحتل الاجنبي .وما زالت ترتكب تلك المجازر من قبل الجماعات الاسلامية وتحت نفس اليافطة السابقة بشرعية المقاومة وعليها ترد اسرائيل بنفس المنطق الاجرامي بحق جماهير فلسطين تحت عنوان شرعية الدفاع عن النفس . هذه الصورة للظلم القومي الواقع على الشعب الفلسطيني ما زالت ضبابية وغير واضحة بل وفي بعض الاحيان هناك اجحاف واضح حتى بتوصيل حقيقة الواقع المأساوي لهذا الشعب عبر الاعلام الى الراي العام الغربي .أي بعبارة اخرى عدد المنازل التي هدمتها بلدوزرات ودبابات شارون،عدد اشجار الزيتون التي اقتلعت،عدد الشباب والاطفال الذين قتلوا،عدد المزارع التي خربت ودمرت،عدد العاطلين عن العمل،مستوى الفقر التي وصلت اليه جماهير فلسطين حيث تفيد آخر الاحصائيات تجاوز 50 من جماهير فلسطين خط الفقر..كل هذه الوقائع لم تصل الى مسامع وانظار الانسان العادي في الغرب منذ ان قرر باراك ومن ثم شارون الاجهاض على الشعب الفلسطيني وتقديس استلاب حقوقه الى الابد .
هناك حركات واصوات احتجاجية ضد ممارسات حكومة شارون سواء كان داخل اسرائيل اوحتى في امريكا نفسها. الحركة التي بدأها الحاخامات اليهود في امريكا كما اشار اليها ادوارد سعيد تبين بأن جدار الصمت على استلاب حقوق شعب منذ 54 عاما بات يصيبها الشرخ. ومن المفيد ان نذكر ايضا تكريم الفلسطينيان الشاعر محمود درويش وأستاذ الادب المقارن ادوراد سعيد من قبل مؤسسة لانان الامريكية وفي هذا الظرف بالذات .لكن ظلت هذه الاصوات هي اصوات النخبة في المجتمع.
العمل على تحريك الرأي العام الغربي من المهام الملحة الملقاة على عاتقنا. الصورة المعروفة عنا نحن القادمين من الشرق الاوسط،هي اناس غير مدنيين غير متحضرين لا نفهم لغة الحوار ،القتل وانتهاك الكرامة والاسفاف بالاخرين وتعاملنا الدوني تجاه المرأة والاطفال جزء من تقاليدنا،حقوق الانسان بعيدة كل البعد عن مفاهيمنا ،الشعب الفلسطيني يجب ان يدفع ثمن حماقات المنظمات الارهابية التي انبثق منها ،الشعب العراقي هو شعب جبان لقائد مجنون كما عبر عنه احد الساسة الامريكان ..الخ علينا بتغير هذه الصورة . علينا ان نفهم الراي العام في الغرب بأننا القادمين من الشرق نقف ضد الارهاب سواء كان اسلامي او عربي او ارهابا اسرائيليا . على الانسان العادي في الغرب ان يدرك بأن هناك اناس يؤمنون بالهوية الانسانية وهم قادمين من الشرق الاوسط. جميع الجمعيات والمنظمات العربية فشلت في توصيل هذه الفكرة الى الانسان الغربي بل كانت سدا بين الجالية وبين المجتمع الغربي كما اشرت في عدد من مقالاتي .وفيما يخص القضية الفلسطينية فأن "الجمعيات العراقية" ليس على بالها أي شيء وكأنها تأسست لمعاداة صدام حسين في الوقت الذي يلعب صدام نفسه بالورقة الفلسطينية وفرض من خلالها كل اشكال الذل والعبودية والجوع على الشعب العراقي .
بعد انطلاقة اتفاقية اوسلو لم يتحقق السلام في الشرق الاوسط، بل زادت الطين بلة . ليس هناك أي امل لصعود يسار حقيقي الى دفة الحكم في اسرائيل وليس هناك أي امل في تغيير امريكا لسياستها تجاه اسرائيل او ان يرف لها جفن ولو مرة واحدة بالكذب على سقوط شاب فلسطيني قتيلا او تهجير اسرة من منزلها . بدون ظهور خط او تيار ثالث انساني يقنع كل انسان في الغرب بأن يعيش الناس بكرامة وسلام في المنطقة، لا يمكن ان يرى الفلسطيني اليوم الذي تغادر فيه الالة القمعية العسكرية الاسرائيلية الجاثمة على صدره . ان السند الوحيد للشعب الفلسطيني هو الاعتماد على دفع الجماهير في الغرب الى التضامن معه كما ناصر الشعب الفيتنامي وشعب جنوب أفريقيا .ان هذا النوع من النشاط يحتاج الى نفس طويل وعمل شاق ودؤوب. لقد بدأناها نحن. لكن نحتاج الى أنضمام كل من يؤمن بأن الظلم الواقع على الفلسطينيين اصبح لا يطاق.









#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي
- لا تقلق .. يا بلير
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سمير عادل - مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية