أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - الاستخدام السياسي لقضية المهدي المنتظر














المزيد.....

الاستخدام السياسي لقضية المهدي المنتظر


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 20:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"وصلت الأمور الى حد لم يعد الناس معه يطيقون ان يصحح أحد اراءهم المتعلقة بالدين" سبينوزا.

كل قضية دينية من الممكن جدا ان يتم استخدامها سياسيا من قبل الطبقة المسيطرة، خصوصا إذا كانت سلطة هذه الطبقة سلطة دينية، ففي مثل سلطة كهذه يكون الاستخدام واضحا ولا يشكل أي احراج، فهي تتكأ تماما على القضايا الدينية، وتستثمرها لغاية حماية مصالحها وتأبيد وجودها واستمرار سيطرتها، أي ان الدين بالنسبة لها هو بمثابة درع حامي لها.

أكثر القضايا الدينية التي تستثمر بها السلطة وتجدها مفيدة لها، وتذلل لها كل العقبات هي قضية الطقوس والشعائر الدينية، انها من اهم القضايا التي تعيد بها السلطة المجتمع الى حظيرتها، فالطقوس في بعض الأحيان تعد منقذا للأنظمة الدينية، لما لها من سطوة على الناس وهيمنة، بمعنى أكثر وضوحا فالطقوس تعد عاملا مهما جدا للمحافظة على الدولة الدينية.

لكن تبقى قضية المنقذ أو المهدي المنتظر، وهي قضية موجودة في اغلب الأديان، نقول تبقى قضية مركزية جدا لدى السلطة وقادتها، فبهذه القضية كل طائفة أو دين يحافظ على جمهوره واتباعه بإقناعهم بخروج شخص خارق لينقذهم يوما ما، وبهذا تضمن الطائفة او يضمن الدين عدم خروج الاتباع وبقائهم ضمن الحلقة؛ فالمهدي او المنقذ هو بمثابة عملية إعادة انتاج ل "روح" الجماعة وعدم تفككها او تشتتها.

في العراق الحالي السلطة دينية-طائفية خالصة، هذه السلطة وخلفها المؤسسة الدينية بكاملها ترتكز في حكمها على القضايا الدينية، لا تسمح بالمطلق بأن "تخفت" شعلة هذه القضايا، بل أنها تشجع على اختراع طقوس وشعائر جديدة.

المهدي المنتظر في هذه الفترة الحرجة من عمر سلطة الإسلاميين هو الأكثر استخداما في السياسة، فمثلا في قضية تسليم سلاح الميليشيات، قام أبو علي العسكري برهن تسليم السلاح أو قرار التخلي بيد المهدي المنتظر حسب قوله؛ أي انه وضع شرطا تعجيزيا امام من يطلب تسليم السلاح، وهو استخدام لقضية دينية بشكل ذكي.

عمار الحكيم هو الاخر استخدم المهدي كورقة سياسية، فهو يقول انه جاءه في الحلم وطلب مني ان اكون خليفة العراق.

لكن يبقى مقتدى الصدر هو الاذكى باستخدام المهدي، فأول تأسيس للميليشيا قام بها مقتدى الصدر بتسمية "جيش المهدي"، وحتى عندما تصاعدت المطالب بحل "جيش المهدي" كان مقتدى الصدر يقول "حل جيش المهدي بيد المهدي نفسه"!، بل ان مجموعة كبيرة داخل التيار الصدري رأت ان مقتدى الصدر هو المهدي المنتظر.

هكذا سلطة تلعب على وتر الأوهام الدينية من الصعوبة الخلاص منها، فهي تأخذ شرعيتها من المجتمع، مجتمع يرى في هؤلاء القادة والطقوس والاسماء قضايا مقدسة لا يسمح ابدا بنقدها او حتى التفكير بإزالتها.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهدوء مع (حصر السلاح بيد الدولة)
- المرجعية.. مقتدى الصدر... وعمق الازمة
- ما الذي يعنيه (تجريم الطائفية)؟
- الانحطاط الأخلاقي لأعضاء مجلس النواب العراقي - مصطفى سند إنم ...
- لماذا إعادة المقال؟ مفيد الجزائري وعاشوراء
- مزاج ترامب
- (صير زلمه) تعليق على رواية -خبز على طاولة الخال ميلاد-
- الحرب الحالية وحرية التعبير
- حول التصريحات القذرة للمستشار الألماني ميرتس
- موقف السلطة في بغداد من الحرب
- الحرب والطرافة
- في انتظار القصف!
- حوار متخيل بين سفيرين
- اسلاميو السلطة والسياسة الخارجية
- عبد الهادي الحسناوي والمحتوى الساقط
- الشرطة والأخلاق... نقيضان لا يجتمعان
- في الانتخابات...مجلس نواب جديد.. ما الجديد؟
- الكهرباء والصيف
- المرأة ... المأزق
- اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية


المزيد.....




- أنصار الله: دعم قائد الثورة الإسلامية الإيرانية حسم المعركة ...
- المفكر الماليزي عثمان بكار: الكونفوشية والإسلام يشتركان في ا ...
- “متابعة جيدة” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل سا ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- يهود الغرب والضغط الخانق على إسرائيل
- فرنسا: إصلاحات تشريعية للحد من -خطر- الإخوان المسلمين؟
- -غرفة انتظار الجنة-..هذه البلدة تحتضن المقر الصيفي للبابا لا ...
- الاحتلال يدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابلس ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مدينة -بني براك- الإسرائيلية المركز الديني اليهودي الأكبر عا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - الاستخدام السياسي لقضية المهدي المنتظر