أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكسيم العراقي - المازوشية والسادية الدينية: مفارقة الانقياد والهيمنة















المزيد.....

المازوشية والسادية الدينية: مفارقة الانقياد والهيمنة


مكسيم العراقي
كاتب وباحث يومن بعراق واحد عظيم متطور مسالم ديمقراطي علماني قوي

(Maxim Al-iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


0—مقولات تمهد للموضوع
1— المازوشية الدينية وصورة الانكسار الحكومي امام سادية الدولة العميقة التي ابتلعت الله والدين
2— مناقشة بعض المفاهيم أو الظواهر النفسية التي ترتبط بقبول شخص ما لمنصب عظيم بينما يمارس دورً القزم
3—تعريف المصطلحات الواردة في المقال مع مصطلحات اخرى ملازمة لها لم ترد!

(0)
"لا يمكنك تحرير عبد إلا إذا كسرت سلاسله. لكن لا يمكنك تحرير عبد لا يرى سلاسله."
مالكوم إكس
"السلطة تفسد، والسلطة المطلقة تفسد فساداً مطلقاً."
اللورد أكتون
"إن من يحكم عليكم، لا يملك السلطة إلا بقدر ما تمنحونه إياها."
إيتيان دو لا بويتي
"الإيمان الأعمى بالسلطة هو أكبر عدو للحقيقة."
ألبرت أينشتاين
"القدرة ليست في تمزيق العقول البشرية إلى قطع وإعادة تجميعها بأشكال جديدة من اختيارك؟"
جورج أورويل
"سلاسل العادات أضعف من أن تُشعر بها حتى تُصبح أقوى من أن تُكسر."
صموئيل جونسون
"لقد خُلق الإنسان حراً، ولكنه في كل مكان مكبل بالأغلال."
جان جاك روسو
"كل من له السلطة يميل إلى إساءة استخدامها، ويذهب إلى أقصى حد حتى يجد حدوداً."
تشارلز دي مونتسكيو
"عندما يرى الناس أن حكومتهم غير صادقة، ومجنونة، ولا تُطاق، فإنهم حتمًا يصلون إلى استنتاج مفاده أنهم يجب أن يطيحوا بها."
هـ. إل. منكن
"من يستطيع أن يجعلك تُصدّق سخافات، يستطيع أن يجعلك ترتكب فظائع."
فولتير

(1)
في سياقات اجتماعية وسياسية معقدة، حيث تتشابك خيوط الدين بالسلطة وتتعاظم أدوار الميليشيات خارج نطاق الدولة، يمكننا ملاحظة ديناميات نفسية وسلوكية بالغة التعقيد، تتراوح بين "الماسوشية النفسية" لفئة من الناس و"السادية" الممارسة من قِبل قوى أخرى. هذا التضاد يُلقي بظلاله على بنية المجتمع والدولة، ويُشير إلى تآكل في القيم الأساسية للإنسان والسيادة الوطنية.
يمكن ملاحظة هذا السلوك المتناقض في درجات متفاوتة. فمن جهة، تظهر "الماسوشية الدينية" لدى أفراد وجماعات تتقبل و وتمارس الاهانات ضد نفسها وتبارك القمع المرتكب بحقها والتدمير جيث تعاني نقصا فادحا في الامن والماء والكهرباء والخدمات والصحة والتعليم والمستقبل وذلك ياتي من سلطات دينية أو شبه دينية تسيطر تماما على الدولة.
هذا القبول، الذي يتجلى في الطاعة العمياء أو التبرير لأفعال تُلحق الضرر بهم أو بمجتمعهم، غالبًا ما يتغذى على تفسيرات روحية أو وعود أخروية تضع القهر الحالي في إطار "الاختبار" أو "الطهارة". في المقابل، تُمارس بعض الجهات، لا سيما رجال الدين الذين يمتلكون سلطة غير منضبطة أو الميليشيات التي تعمل بمنطق "القوة"، ما يمكن وصفه بـ"السادية" تجاه هؤلاء الأفراد، عبر إخضاعهم واستغلال ولائهم لخدمة أجندات خاصة. هذه الأفعال، التي تتسم بالإكراه والإذلال، تُغلف غالبًا بغطاء ديني لتبرير السيطرة المطلقة.

تتضح هذه المفارقات مثلا في سلوكيات قيادات تتقمص دور "القائد العام" بينما تنفصل عن الواقع واحترام الذات والمنصب. فمن المدهش أن تُشاهد صور قائد عام يُداس عليها من قبل ميليشيات تزعم أنها موالية له، بينما هي في حقيقتها تُوالي دولة أخرى وترفع علمها، بل وتُقدم على تحطيم بنيان دولتها نفسها خدمةً لمصالح تلك الدولة الخارجية. هذا التناقض الصارخ يُظهر استغلالًا للولاء العاطفي والديني في خدمة أجندات جيوسياسية تتجاوز حدود الوطن.
او رئيس وزراء - شياع السوداني- يقول عنه جايجي لمقتدى وزعيم ميلشيا ارهابية يتهم الان بانه عميل للموساد- بانه مدير عام عند الاطار .. ثم يصمت ويخرس.. ويعد ويخلف وعده ويصرح ويغلس الخ! وتلك صفات عبد اجير وليس قائد دولة!
وفي مثال آخر، يُصرح قائد في إحدى هذه الميليشيات بأنه سيسلم السلاح إلى "المهدي المنتظر" الذي قد يظهر بعد ألف عام، في تنصل واضح من المسؤولية الحالية عن السلاح المنتشر خارج سلطة الدولة، وتأجيل للمساءلة إلى أجل غير مسمى، وتحديا لكل السلطات والقانون وكل الدعوات مُستغلًا بذلك المعتقدات الدينية لتبرير استمرار الفوضى والتسلط.
مع ان المرجعية الدينية ومقتدى ابو تلك المليشيات قد طلبوا حل تلك المليشيات بصراحة تامة! وقام المليشياوي ذاك باتهامهم بانهم اشباه رجال! مع ان الرجل وامثاله قد فروا واختباوا عند المواجهة مع ايران وقبلها لما بدا نحر حزب الله وحماس على مذبح الولي الفقيه!

على صعيد آخر، يبرز تدهور مفهوم الدولة ومؤسساتها من خلال سلوك بعض رموزها.
فجنرال رفيع الشأن، يُفترض به قيادة الجيوش أو التخطيط الاستراتيجي، نجده يتولى منصبًا إعلاميًا هزيلا لاشان له به ويختلق التصريحات المكررة ويخلط بين المفاهيم العسكرية الأساسية والدفاع الجوي، في مشهد يثير التساؤل عن مدى مهنيته ودوره الفعلي. ومثله جنرالات آخرون، يبدو أن جلّ همّهم هو الراتب والنجوم والامتيازات والحمايات، دون أي اعتبار للواجبات الحقيقية أو الإنجازات الملموسة. الأسوأ من ذلك، هو وجود الآلاف من هؤلاء "جنرالات الدمج" الذين هم في حقيقتهم جواسيس لدول أخرى، لا يمتلكون أية مؤهلات حقيقية سوى تاريخهم في محاربة العراق سابقاً وتدمير جيشه وإلحاق الأذى بشعبه. هذا الوضع يُبرز مدى تغلغل الفساد وتآكل الولاء الوطني داخل المؤسسات الرسمية.

وتتضح مظاهر هذا التدهور في تحوّل واجبات المؤسسة العسكرية. فعندما نرى رئيس أركان الجيش يُشرف على أمن حفل ديني (مثل ركضة طويريج)، بعد أن أصبح واجب الجيش ينحصر في نقاط السيطرة والزيارات المليونية وتقديم الحمايات والأرتال للمسؤولين، فإن ذلك يُشير إلى تحوّل جذري في دور الجيش من حامي الحدود والسيادة إلى قوة شرطية داخلية، بل وأحيانًا خادمة لأجندات غير وطنية.

وفي مشهد مؤلم، يتعرض عميد في الشرطة للاعتداء والإهانة (بشق رأسه) لمجرد محاولته تنفيذ القانون وإغلاق بحيرات مياه غير قانونية أقامتها الميليشيات، بينما يعاني الناس من العطش بعد هذا الموقع وتُهمل الزراعة حتى في الأراضي القريبة من النهر. ويُصدم المرء من رؤية حشود هائلة من الأطفال والرجال يرتدون السواد ويحملون بيارق الحسين والعباس ويصرخون "هيهات منا الذلة"، في إشارة إلى رفض الظلم، بينما يُعلى الظلم من قبل من يدّعون الدفاع عن القيم الدينية، ويفلت المعتدون من العقاب، بل ويفرح الضابط المصاب بتصويره وهو ينزف وكأنه يجد في هذا الإذلال وسام شرف. هذا السلوك يعكس قبولاً غريبًا للمعاناة تحت مبررات دينية أو طائفية، وتفشيًا لغياب سيادة القانون.

والمفارقة تتجلى أيضًا حين يتهم ميليشياوي جيش بلاده بأنه "جيش استعراضات"، بينما الجيش العراقي هو بالفعل من الجيوش القليلة في التاريخ التي قاتلت لسنوات طويلة وقدمت أعدادًا هائلة من الشهداء والجرحى والأسرى والمعاقين في حروب وطنية مصيرية. هذا الاتهام يسعى إلى نزع الشرعية عن المؤسسة الوطنية الوحيدة لصالح كيانات تجسسية مافيوية غير نظامية، ويزيد من حالة التيه والاضطراب في الولاءات.

كل هذه الظواهر تُثير تساؤلات عميقة حول علاقتها بـ"جلد الذات الديني" والاستهانة بالانسان، واعتباره مجرد "عبد" واجبه الوحيد هو الطاعة العمياء لـ"السادة"، كما كان الحال في قرون مضت حيث كانت العبودية نظامًا اجتماعيًا. إنها تُشير إلى نمط تفكير ديني منحرف ينحصر في مفاهيم "العبودية" و"السادة" و"الجنس" و"السلطة" و"المال"، حيث تُصبح هذه المفاهيم مبررًا للتمتع بكل متع الدنيا من قبل النخبة، بينما يُحرم منها عامة الشعب، وتُقمع حرياتهم وكرامتهم وتنهب اموالهم ومستقبلهم تحت غطاء ديني أو ولائي زائف. هذا الوضع يُهدد بانزلاق المجتمعات إلى هوة من الفوضى والظلم باسم الدين، ويُفرغ القيم الروحية من جوهرها الإنساني.
والادهى من ذلك ان اجندات التخريب سائرة على قدم وساق بتامر الأطراف الثلاثة الشيعية والسنية والكردية!

(2)
مناقشة بعض المفاهيم أو الظواهر النفسية التي ترتبط بقبول شخص ما لمنصب عظيم بينما يمارس دورً القزم
هذه الحالة يمكن أن تثير عدة تساؤلات وتجذب تفسيرات نفسية واجتماعية مختلفة:
1. اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic Personality Disorder - NPD):
قد يسعى الشخص النرجسي للمناصب الكبيرة ليس بالضرورة لأداء واجباتها أو تأثيرها الحقيقي، بل لمجرد المكانة الظاهرية، والتقدير، والإعجاب والفساد الذي يجلبه المنصب. انه مهووسً بالرموز الخارجية للسلطة (الراتب، الحمايات، الألقاب, الواسطات, النساء, الخمط الخ) أكثر من جوهر العمل. إذا تم تقزيم الدور فعليًا او اجبر على ذلك، فسوف يتقبله الشخص النرجسي طالما أن الواجهة العامة للمنصب (اللقب، الامتيازات الخ) لا تزال قائمة، لأن ما يهمه هو الصورة لا المحتوى. شعوره بالعظمة قد يجعله يرى أن مجرد وجوده في هذا المنصب كافٍ.
هذا افتراض بناءً على سمات محتملة، ولا يعني بالضرورة أن كل من يقع في هذا الوصف نرجسي.

2. متلازمة المحتال (Imposter Syndrome):
قد يشعر الشخص الذي تم تقزيم دوره (أو الذي يعرف أن دوره ليس كما يجب) بأنه "محتال" أو غير كفؤ لهذا المنصب الكبير. قد يكون قد وصل إلى المنصب لأسباب غير الكفاءة (مثل الواسطة أو الدمج او العائلة او الحزب او القرابة)، وبالتالي، هو نفسه لا يتوقع أو لا يستطيع أداء مهام المنصب كاملةً. هذا قد يدفعه لقبول الدور المقزم لأنه يتناسب مع شعوره الداخلي بعدم الأهلية.

3. ضعف الثقة بالنفس أو قلة الكفاءة الذاتية (Low Self-Efficacy):
قد يقبل الشخص بالدور المقزم ليس لأنه يرغب في الواجهة فحسب، بل لأنه ببساطة لا يثق بقدراته على أداء مهام المنصب الكبير بشكل كامل وفعال. ربما يخشى الفشل أو لا يمتلك المهارات اللازمة، وبالتالي يفضل البقاء في منطقة الراحة لدور صغير ضمن إطار منصب كبير.
ومن الملاحظ ان الغالبية ممن يشغلون كبرى المناصب هم غير موهلين لذلك مقابل طرد ومحاربة الكفاءات لهدف تدمير الدولة! مع تداخل الصلاحيات وتضخم الدولة غير الطبيعي لتلك الغايات.

4. اضطراب الشخصية الاعتمادية (Dependent Personality Disorder - DPD):
قد يرى الشخص في المنصب الكبير (حتى لو كان مقزمًا) مصدرًا للأمان والدعم والحماية، ويعتمد على الآخرين في اتخاذ القرارات أو أداء المهام الرئيسية. خوفه من الاستقلالية أو فقدان الدعم قد يجعله يتمسك بالمنصب بغض النظر عن حجم الدور الحقيقي.

5. الرضا بالامتيازات والمكاسب الثانوية:
هذا ليس بالضرورة اضطرابًا نفسيًا، بل قد يكون خيارًا عقلانيًا (من منظور الشخص). إذا كانت المكاسب (الراتب، الحمايات، النفوذ الرمزي والفساد) من المنصب الكبير تفوق أهمية الدور الفعلي، فقد يتقبل الشخص هذا الوضع. قد لا يكون لديه دافع داخلي للأداء الفعال بقدر ما لديه دافع للحفاظ على هذه الامتيازات. هذا شائع في الأنظمة الفاسدة حيث يُعطى الأفراد مناصب وهمية لمجرد الولاء أو المحاباة او وكالة للنهب والتجسس.

6. القلق أو الاكتئاب (Anxiety´-or-Depression):
في بعض الحالات، قد يؤدي القلق الشديد من المسؤوليات الكبيرة أو الاكتئاب إلى الانسحاب وتقزيم الدور الذاتي حتى لو كان المنصب رفيعًا. قد يصبح الشخص غير قادر على التعامل مع الضغوط الكبيرة المرتبطة بالمنصب، فيلجأ إلى تقليص مهامه بشكل غير واعٍ.

7. انعدام الولاء المؤسسي أو الوطني:
إذا كان الشخص (كما هم"جنرالات الدمج") ولاؤه لجهة أخرى غير المؤسسة أو الدولة التي يخدم فيها، فقد لا يكون مهتمًا بالأداء الحقيقي لدوره. المنصب الكبير بالنسبة له هو مجرد غطاء أو وسيلة لتحقيق أجندة أخرى (ربما أجندة الجهة التي يواليها )، وليس مكاناً للإنجاز الفعلي ضمن تلك المؤسسة. هنا، تقزيم الدور ليس مشكلة بالنسبة له، بل قد يكون جزءًا من "الخطة" أو ببساطة عدم اكتراث بالنتائج.

(3)
1. المازوشية (Masochism):
هذا المصطلح مُشتق من اسم الروائي النمساوي ليوبولد فون زاخر-مازوخ (Leopold von Sacher-Masoch) في القرن التاسع عشر، الذي اشتهر برواياته التي تتناول شخصيات تستمد المتعة من المعاناة الجسدية أو الإذلال على يد شخص يمتلك السيطرة عليها. دخل المصطلح حيز التحليل النفسي على يد سيغموند فرويد، ليشير في الأصل إلى الانحراف الجنسي الذي يستمد فيه الفرد اللذة من تلقي الألم أو الإهانة.
في السياق الأوسع وسياق المقال: يتجاوز المفهوم هنا الجانب الجنسي ليشمل رغبة أو سلوكاً في تلقي الألم أو الذل كوسيلة للشعور بالتطهير أو الولاء. في المقال، يُشير هذا المفهوم المجازي إلى ميل فئة من الناس (أو قبولهم) للمعاناة، القمع، أو الإذلال من قبل السلطات الدينية أو الميليشيات. هذا القبول لا ينبع بالضرورة من مرض نفسي سريري بالمعنى الضيق، بل قد يكون متأصلاً في تفسيرات دينية تُعلي من شأن الصبر على البلاء، أو الولاء الأعمى لشخصيات دينية/قيادية تُقدم على أنها مُقدسة، أو حتى رؤية المعاناة كطريق لتطهير الذات أو ضمان لمكانة أخروية. إنها حالة يُصبح فيها الإذلال مقبولاً، بل ومرغوباً فيه أحيانًا، لأنه يُعزز شعوراً بالانتماء أو الفداء أو التقرب.
2. السادية (Sadism):
يُنسب هذا المصطلح إلى الكاتب الفرنسي ماركيز دو ساد (Marquis de Sade) من القرن الثامن عشر، الذي كانت أعماله الأدبية تصف شخصيات تستمد المتعة من إلحاق الألم الجسدي أو النفسي والتعذيب بالآخرين. على غرار المازوشية، تبنى التحليل النفسي هذا المفهوم لوصف انحراف جنسي في بدايته، ثم توسع ليشمل سلوكيات تهدف إلى السيطرة والقسوة.
في سياق المقال: يُستخدم هذا المصطلح المجازي لوصف ممارسة العنف أو الإيذاء لتحقيق المتعة أو الشعور بالهيمنة من قِبل قوى السلطة أو الميليشيات. المقال يُظهر كيف أن بعض رجال الدين أو قادة الميليشيات يمارسون القوة والتحكم، ليس فقط لتحقيق أهداف سياسية أو مادية، بل أيضاً للحصول على شعور بالرضا من خلال إخضاع الآخرين وإذلالهم، وتجاهل كرامتهم وحقوقهم. إنها ممارسة للسلطة تتجاوز الضرورة، وتُصبح غاية في ذاتها تُشبع حاجة للهيمنة والتحكم المطلق.

3. الانكسار (Submission):
لا يُعد "الانكسار" مصطلحًا نفسيًا سريريًا بمعناه الفردي كمرض، بل هو حالة سلوكية تُدرس ضمن ديناميكيات القوة والضعف، والسلطة والطاعة. يمكن أن ينبع من عوامل نفسية متعددة مثل الخوف من العقاب، الحاجة للأمان، الرغبة في الانتماء، أو تأثير الصدمات النفسية.
في سياق المقال: يُعرف "الانكسار" هنا بكونه حالة القبول بالذل والخنوع أمام رمز أو شخص مقدس. يربط المقال هذا الانكسار بمازوشية نفسية، حيث تُصبح الطاعة المطلقة والتسليم غير المشروط للسلطة (سواء كانت سياسية أو دينية) سمةً بارزة. إنه تعبير عن التنازل عن الإرادة الذاتية والكرامة لصالح ولاء أعمى، ينشأ من تأثير الأفكار التي تُعلي من شأن الرمز أو الشخص إلى درجة لا تُمكن معها مساءلته أو مقاومة أفعاله.

4. القمع (Oppression):
"القمع" ليس مرضاً نفسياً فردياً، بل هو ظاهرة اجتماعية وسياسية واسعة النطاق تُدرس في علم الاجتماع والعلوم السياسية، ولها تأثيرات نفسية عميقة على كل من القامع والمقموع. تاريخياً، يرتبط المفهوم بأنظمة الحكم الاستبدادية والأنظمة التي تستغل السلطة بشكل ظالم.
في سياق المقال: يُعرف "القمع" بأنه ممارسة العنف أو الضغط على أفراد أو جماعات للسيطرة عليهم. يُبرز المقال كيف تُمارس الميليشيات أو الجهات السلطوية هذا القمع من خلال العنف المادي (الاعتداء على ضباط الشرطة والجيش وقتلهم او قتل الكفاءات والمتظاهرين وخطفهم)، والضغط النفسي (التلاعب بالولاءات)، والتهميش الاقتصادي (ترك الناس عطشى بينما تُبنى البحيرات غير القانونية). هذا القمع لا يهدف فقط إلى السيطرة السياسية أو الاقتصادية، بل يسهم أيضاً في خلق بيئة من الخوف والخنوع تُعزز من دور السادية في ممارسة السلطة.

5. الغيبية (Eschatology):
"الغيبية" هو مصطلح لاهوتي وفلسفي، يُشير إلى دراسة "الأخرويات" أو "الأمور الأخيرة". نشأت المفاهيم الغيبية في العديد من الأديان والأنظمة الفكرية عبر التاريخ، وتتعلق بنهاية الزمان، القيامة، ظهور المخلصين، والجود النهائي للبشرية.
في سياق المقال: تُعرف "الغيبية" هنا بكونها الأفكار المتعلقة بنهاية الزمان والأحداث الدينية المرتبطة به. يُشير المقال إلى توظيف هذه المفاهيم الدينية لتبرير سلوكيات معينة أو لتأجيل المسؤوليات في الواقع. فعلى سبيل المثال، تبرير عدم تسليم السلاح بانتظار "المهدي" بعد ألف عام او مليون عام قد يُظهر... كيف يمكن أن تُستخدم الأفكار الغيبية كغطاء للتقاعس أو للحفاظ على سلطة غير مشروعة، مما يُسهم في تعميق حالة اللايقين والتسليم بالوضع الراهن، ويُغذي أشكالاً من "الماسوشية النفسية" و"الانكسار" لدى من يُؤمنون بهذه التأويلات.

لقد تناول المقال الجوهر المتمثل في كيف يُمكن لديناميكيات الماسوشية النفسية والانكسار أن تتجلى في سلوك فئة من الناس تقبل بالمعاناة والإذلال وتمارسه، بينما تُقابلها السادية والقمع من قبل سلطات عميقة مرتبطة بالخارج تسيطر عليها. هذا التفاعل يُغذى من خلال استغلال الدين والرموز المقدسة، وتأويل الأفكار الغيبية لتبرير الفوضى أو الإذعان وحتى تدمير مؤسسات الدولة. انه يسلط الضوء على تآكل الكرامة الإنسانية والولاء الوطني في بيئة يطغى فيها التسليم غير المبرر للقهر، وتُصبح الامتيازات والسلطة والمنافع المادية هي المحرك الأساسي لأصحاب النفوذ، حتى لو كان ذلك على حساب تدمير المجتمع والدولة. إنه تحليل لواقعٍ تختلط فيه الولاءات، وتُستخدم فيه المفاهيم الروحية لتبرير سلوكيات تبعد كل البعد عن القيم الإنسانية والعدالة وتستخدم لصالح برنامج متكامل تمت صياغته عبر التاريخ من قبل قوى شيطانية تحالفت في لحظة من التاريخ مع الامبريالية لتدمير بلادها.



#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)       Maxim_Al-iraqi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهيمنة عبر الافتراء: تحليل سيكولوجي لسلوك التلفيق الديني ضد ...
- جراثيم العفن (العراقية) لفرانز فانون... النفط والديون والانف ...
- العصاب الجماعي للملالي في مسرحهم الكوميدي...ولاشرقية ولاغربي ...
- رفسات البغل الايراني المحتضر ضد العراق وستراتيجية الالهاء!
- ماالعمل للعراق وقواته المسلحة امام دروس الحرب الحديثة المفزع ...
- سودانيات هادفة 14- حكومة انفاس الحرائق والعطاب والخراب والدي ...
- الحشد الثوري الايراني: بين الفساد والإرهاب والعمالة، ودعوات ...
- رادارت العراق الشهيدة بكربلاء الجديدة- توقعات صحف عالمية حول ...
- ايران تبدا بتدمير قدرات العراق العسكرية الهزيلة اصلا بعد الا ...
- ملاحظات حول الحرب الايرانية الاسرائيلية الاولى ودروس للعراق ...
- متلازمة النجف (ستوكهولم) والارتباط الاحتلالي الصدمي عند طغم ...
- امتيازات شولتز وامتيازات مماليك الطغم الاجنبية الجاثمة على ص ...
- الميليشياوي المصنّع و صناعة المليشيات في المشروع الايراني ال ...
- التحالفات الاستراتيجية التاريخية بين الفرس واليهود قبل اول ح ...
- هل سقطت نظريات الصبر الاستراتيجي والجبهات المتعددة لمحور الم ...
- كارل ماركس في أمريكا وطفرته الرابعة!
- العراق الرسمي خلال الحرب, ضركة في سوق الصفافير
- كوميديا وشيزوفرينيا خيانة الاطار ومليشيات ايران لمصالح العرا ...
- الدجل الايراني في خضم الحرب والموقف الحالي!
- الغطرسة الإيرانية والخراب القادم: حقيقة أم وهم؟


المزيد.....




- أنصار الله: دعم قائد الثورة الإسلامية الإيرانية حسم المعركة ...
- المفكر الماليزي عثمان بكار: الكونفوشية والإسلام يشتركان في ا ...
- “متابعة جيدة” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل سا ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- يهود الغرب والضغط الخانق على إسرائيل
- فرنسا: إصلاحات تشريعية للحد من -خطر- الإخوان المسلمين؟
- -غرفة انتظار الجنة-..هذه البلدة تحتضن المقر الصيفي للبابا لا ...
- الاحتلال يدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابلس ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مدينة -بني براك- الإسرائيلية المركز الديني اليهودي الأكبر عا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكسيم العراقي - المازوشية والسادية الدينية: مفارقة الانقياد والهيمنة