أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - إبراهيم باشا المصرى !














المزيد.....

إبراهيم باشا المصرى !


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أن تحالف الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود في منتصف القرن الثامن عشر، بدأت ملامح كيان سياسي جديد تتشكل في قلب نجد، كيان يتبنى تفسيرًا متشددًا للدين، وسرعان ما تحوّل إلى مشروع توسعي خطير هدد التوازن الإقليمي. ومع اتساع نفوذ هذا الكيان وتمدده في شبه الجزيرة، وصل زحفه إلى الحجاز، حيث سيطر على مكة والمدينة، الأمر الذي اعتُبر تحديًا صارخًا لهيبة الخلافة الإسلامية وتهديدًا مباشرًا للمقدسات.

لكن الدولة العثمانية، التي كانت تعاني آنذاك من التراجع والترهل، لم تكن تملك القوة الكافية لاحتواء هذا التهديد بمفردها. لذا لجأت إلى واليها الطموح في مصر محمد علي باشا، الذي وجد في هذه المواجهة فرصة لتثبيت سلطته وتعزيز شرعيته أمام السلطان العثماني، وكذلك للتمدد جنوبًا وشرقًا داخل الجزيرة العربية، بما يمنحه موقعًا استراتيجيًا جديدًا.
وفي عام 1811، أرسل محمد علي ابنه طوسون باشا على رأس حملة إلى الحجاز. ورغم تحقيقه بعض النجاحات، إلا أن الحملة تعثرت أمام مقاومة شرسة من القبائل الموالية للسعوديين. كما لم يكن طوسون مؤهلًا لحسم المعركة، ما دفع محمد علي إلى الدفع بأبرز قادته العسكريين وأمهر أبنائه إبراهيم باشا.
وفي عام 1816، انطلقت حملة إبراهيم باشا، وكانت أكثر تنظيمًا وانضباطًا، تليق بمواجهة خصم عقائدي شرس لا يعترف بأعراف الحرب ولا بقوانين السياسة. تقدم إبراهيم بجيشه المصري المدرب، فسيطر على الطائف، ثم مكة، فالمدينة المنورة، قبل أن يتوغل نحو قلب الدولة السعودية: الدرعية.

وبعد حصار طويل وصراع دموي، تمكن إبراهيم باشا في عام 1818 من اقتحام الدرعية، وأسر الإمام عبد الله بن سعود، الحاكم الأخير للدولة السعودية الأولى، وأرسله مكبلًا ذليلا إلى إسطنبول، حيث أُعدم بأمر من السلطان العثماني بتهمة التمرد، ونشر الفتنة، واستغلال الدين في خدمة حكم أسري متغوِّل.
وبسقوط الدرعية، انهارت الدولة السعودية الأولى، وطويت صفحة امتدت لسبعين عامًا من القتال والتكفير والتوسع تحت راية دينية مزيفة.
وكان هذا الانتصار لحظة فاصلة في تاريخ الجزيرة العربية، إذ أنهى حكمًا قبليًا متشددًا، وأعاد الاعتبار - ظاهريًا - للدولة العثمانية. لكنه فعليًا مثّل صعود مصر كقوة إقليمية لها اليد العليا على الحجاز ونجد. وبرزت مصر في عهد محمد علي كدولة ذات طموح إمبراطوري، تملك جيشًا نظاميًا حديثًا، وقيادة عسكرية بارعة، وشعبًا يلتف حول مشروع نهضوي واسع.

أما إبراهيم باشا، فقد تحوّل إلى أسطورة عسكرية، ورمز للبطولة الوطنية، يُحتفى به في مصر والمشرق العربي، بوصفه القائد الذي قهر التطرف، وأعاد التوازن للمنطقة، وفتح لمصر آفاقًا جديدة في معادلة القوة الإقليمية.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إختزال الغضب ،،
- فى عاشوراء ،جريمة لاتسقط بالتقادم !!
- قانون الإيجار والاشتراكية البيروقراطية!!
- سقطة قناة الميادين !!
- شهيدات الفقر... من أطفيح إلى المنوفية: القهر لا يزال مستمرًا ...
- المؤامرة مستمرة !
- إصمتوا قليلا !!
- الإختراق الإسرائيلى لإيران ، بين التهويل والتفسير !
- إكذوبة الكمايتة !؟
- الأهلى المصرى فى مهمة قومية!؟
- مائة وخمسون ألف قتيل وجريح، لا تكفى !!
- عبد الناصر والبنا ،بين القداسة والشيطنة !!
- ثلاث حكايات من بيراميدز والإسماعيلي والمقاولون
- إزدواجية المعايير من الملاعب إلى المواقف المصيرية!!
- التقييم المنحاز ،،
- الإمارات وإسرائيل... والأهلي وبيراميدز والزمالك؟
- الوحدة الوطنية !!
- حقوق الطفل المصرى
- إقتصاد البوظة !!
- الإنفجار النووى من كشمير إلى غزة وكييف !؟


المزيد.....




- المفكر الماليزي عثمان بكار: الكونفوشية والإسلام يشتركان في ا ...
- “متابعة جيدة” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل سا ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- يهود الغرب والضغط الخانق على إسرائيل
- فرنسا: إصلاحات تشريعية للحد من -خطر- الإخوان المسلمين؟
- -غرفة انتظار الجنة-..هذه البلدة تحتضن المقر الصيفي للبابا لا ...
- الاحتلال يدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابلس ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مدينة -بني براك- الإسرائيلية المركز الديني اليهودي الأكبر عا ...
- الأردن يحاصر الإخوان.. إجراءات ضد -واجهات مالية- للتنظيم


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - إبراهيم باشا المصرى !