أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان يوسف يوسف - -مجزرة كنيسة مار الياس بدمشق-














المزيد.....

-مجزرة كنيسة مار الياس بدمشق-


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سوريا ، منذ نشأتها كدولة حديثة ، شكلت ملاذاً آمناً لمسيحيها. للأسف يبدو أنها لم تعد أو لن تبقى كذلك ويخشى أن تتحول سوريا إلى (أفغانستان طالبان) ، مع وصول جماعات إسلامية جهادية سلفية متشددة الى السلطة . هذا ما يشعر به الكثير من المسيحيين السوريين،بعد المجزرة المروعة التي حصلت مساء يوم الأحد 22 حزيران الماضي في كنيسة مار الياس بحي الدويلعة الدمشقي، حيث اقتحم انتحارياً إسلامياً الكنيسة بسلاح ناري وفجر نفسه وسط المصلين المحتفلين بقداس الأحد، أوقع نحو 30 شهيداً وأكثر من 50 جريحاً. هكذا ومن دون سبب أو ذنب ، المقدسات المسيحية دُنست.دماء أبرياء سُفكت .أرواح طاهرة زُهقت .أجساد بشر أصبحت أشلاء. أحلام جميلة قُتلت. مشهد الأشلاء والهيكل المهدم والإيقوانات المحطمة والصلبان المكسورة، أيقظت الذاكرة التاريخية الأليمة لمسيحيي سوريا والمشرق ، استحضرت مشاهد مجازر مشابهة حصلت في كنائس بدول مشرقية أخرى، مثل مصر والعراق ولبنان.
باستثناء قلة قليلة من الجهلة الحاقدين والطائفيين، الغالبية الساحقة من السوريين المسلمين أدانت واستنكرت مجزرة كنيسة مار الياس .. تضامن وتعاطف المسلمين السوريين مع أخوتهم المسيحيين تجلى في أكثر من موقف. مئات المسلمين هرعوا الى المستشفيات للتبرع بالدم للجرحى .. مسلمون تبرعوا بـ(2 مليار ليرة سورية) لترميم الكنيسة، ناهيك عن تقديم واجب العزاء والترحم على شهداء المجزرة . منهم من طالب الحكومة بإعلان "الحداد الوطني"إجلالاً لأرواح الشهداء المسيحيين. حقيقة ، الموقف الشعبي للمجتمع الإسلامي كان أكثر نضجاً ووعياً ووطنية من الموقف الرسمي لحكومة الشرع،التي تعاطت مع الفاجعة بشيء من الطائفية. حكومة الشرع، بحكم خلفيتها الإسلامية، لم تعلن "الحداد الوطني" على شهداء مجزرة الكنيسة ولم ترى في الهجوم الإرهابي على الكنيسة على أنه "طعناً بالدولة السورية". حكومة الشرع لم تنظر للمجزرة على أنها "فاجعة وطنية" والضحايا بالنسبة لها ليسوا بـ"شهداء سوريا".البيان الصادر باسم "الجمهورية العربية السورية" لم يترحم على الضحايا لأنهم مسيحيون وأسقط عنهم صفة أو قيمة"الشهادة". بينما بيان رئاسة الجمهورية ترحم على ضحايا تفجير منبج ووصفهم بـ"الشهداء"، لأنهم مسلمون. هكذا، حين تكون السلطة أسيرة "عقيدتها الجهادية الإسلامية" لن تحكم وفق (منطق الدولة) ، وإنما وفق منطق الجماعة، ولن تعدل بين مكونات وأطياف الشعب الواحد . اعلان وزارة الداخلية ،بعد ساعات قليلة من حصول المجزرة، تورط خلايا تنظيم داعش بتفجير الكنيسة ، هي رواية ضعيفة وغير مقنعة لأحد. الحديث عن ملاحقة خلايا التنظيم ومداهمة أوكاره في دمشق وريفها والقبض على بعض عناصره ،هو مجرد سيناريو مفضوح ، وضع " لذر الرماد في العيون " لا أكثر.. باعتبار حكومة الشرع هي الجهة الرسمية المسؤولة عن حماية جميع المواطنين السوريين تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن حصول مجزرة الكنيسة وغيرها من أحداث العنف الطائفي التي شهدتها العديد من المناطق السورية، مثل منطقة الساحل ذات الغالبية العلوية ، مدن جرمانا وصحنايا ذات الغالبية الدرزية.
مجزرة الكنيسة ، غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث. أحدثت جرحاً مسيحياُ وطنياً عميقاً. زعزعت ثقة المسيحيين بالعهد الجديد .أشعرت المسيحيين بأنهم باتوا مستهدفين،لقمة سائغة، من غير حماية وطنية. 13 عام من الحرب السورية لم يحصل أن انتحارياً ارهابياً فجر نفسه داخل كنيسة سورية. هذه حسنة تسجل للشعب السوري الطيب وليس للنظام البائد .. لماذا هذه المجزرة المروعة اليوم داخل كنيسة وبعد سقوط حكم الطاغية بشار الأسد؟؟ . من له مصلحة في إثارة الفتن الطائفية وتهديد السلم الأهلي في البلاد ؟؟ . من هي الجهة التي تقف خلف هذا العمل الإجرامي وما هي أهدافها؟؟. وإن كان اقتحام وتفجير كنيسة مار الياس يحمل بصمات تنظيم الدولة الإسلامية(داعش)الإرهابي، لكن شخصياً، أستبعد أن يكون داعش هو من خطط ونفذ هذا العمل الإجرامي. فما أكثر الظلاميين وفقهاء التكفير والقتل على الهوية ، الذين دخلوا سوريا ، القادرين على تعبئة الإسلاميين الجهاديين المتشددين وتسليحهم بالأحزمة الناسفة لقتل الآخر المختلف عنهم بالفكر والعقيدة. بلدة صافيتا ، ذات الغالبية المسيحية، استفاقت صباح يوم الأحد 6 تموز الجاري على منشورات منسوبة لما يعرف بـ(لواء أنصار السنة)، ملصقة على الكنائس و المحلات، تحرض على قتل المسيحيين وحرق كنائسهم. أكثر من جهة (محلية . اقليمية . دولية) لها مصلحة في إثارة الفتن الطائفية والعرقية في سوريا بهدف إرباك العهد الجديد وإسقاطه وعرقلة تعافي سوريا من ويلات 13 عام من الحرب الكارثية. شخصياً، لا أرى مصلحة للرئيس الإنتقالي( أحمد الشرع) باستهداف وضرب المسيحيين المسالمين وعيون العالم أجمع على أداء حكومته وطريقة تعاطيها مع الأقليات. أياً تكن الجهة التي خططت ونفذت مجزرة كنيسة مار الياس، هذه المجزرة ، حملت أكثر من رسالة لأكثر من جهة. رسالة للمسيحيين السوريين، أولاً.. رسالة للرئيس أحمد الشرع، ثانياً .. رسالة للغرب (الأوربي الأمريكي)، الذي قدم نفسه "كذبا " على أنه حامي المسيحيين وبقية الأقليات في سوريا.
مجزرة كنيسة مار الياس، أعادت طرح قضية الوجود المسيحي المتجذر في سوريا والمشرق. الوجود المسيحي المشرقي،دخل مرحلة الخطر الكياني/الوجودي، مهدداً بالتلاشي والزوال ،ما لم تتخذ الحكومات المعنية ما يلزم من قرارات وإجراءات سريعة كفيلة بتعزيز الحضور المسيحي وطمأنة المسيحيين لمستقبلهم في أوطانهم الأم. ختاماً: ماذا كان سيحصل لو أن مسيحياً فجر نفسه بالمصلين داخل أحد مساجد دمشق؟. طبعاً، ما من مسيحي سوري سيقدم على هكذا فعل إجرامي.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بعيون مسيحييها
- سوريا: الجولاني (رئيساً) !
- (رسالة آشورية) إلى الحاكم الجديد لسوريا( أحمد الشرع)
- هل من (يهود ومسيحيين) أكراد ؟؟؟
- أردوغان وسياسة (نبش القبور)
- تهمة الإنفصال تلاحق الأكراد
- نينوس آحو ، الشاعر الآشوري الثائر…
- آشوريو سوريا ضحايا الفاشية الحاقدة
- أكراداً يكتبون عن الدور الكردي في الإبادة ( الآشورية - الأرم ...
- مطارنة حلب المخطوفين .. (القضية المنسية)
- -عيد النوروز- في حساب العلاقة( الآشورية -الكردية )
- الأحزاب (السريانية الآشورية) ومسألة الأقليات في سوريا
- حين توقف الزمن الآشوري فجر 23 شباط 2015
- الأحزاب الكردية ومسألة الأقليات في سوريا
- (نوري اسكندر)، موسيقار آشوري سوري عالمي، خذلته حكومة بلاده
- مسيحيو المشرق في زمن -ثورات الربيع العربي-
- إضاءة على (حركة التحرر الآشورية) المعاصرة
- مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية
- الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية
- المعارضة السورية و ( مسألة الأقليات)


المزيد.....




- أنصار الله: دعم قائد الثورة الإسلامية الإيرانية حسم المعركة ...
- المفكر الماليزي عثمان بكار: الكونفوشية والإسلام يشتركان في ا ...
- “متابعة جيدة” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل سا ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- يهود الغرب والضغط الخانق على إسرائيل
- فرنسا: إصلاحات تشريعية للحد من -خطر- الإخوان المسلمين؟
- -غرفة انتظار الجنة-..هذه البلدة تحتضن المقر الصيفي للبابا لا ...
- الاحتلال يدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابلس ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مدينة -بني براك- الإسرائيلية المركز الديني اليهودي الأكبر عا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان يوسف يوسف - -مجزرة كنيسة مار الياس بدمشق-