أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علجية عيش - حسين مشومة شهيد الحوار الوطني في عيون رفقائه و تلامذته















المزيد.....

حسين مشومة شهيد الحوار الوطني في عيون رفقائه و تلامذته


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 21:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(شكوك ما تزال تحول حول وفاة الداعية الجزائري حسين مشومة)
الإمام الداعية الشيخ حسين مشومة واحدا من الرجال المحسوبين على التيار الإسلامي في الجزائر في مرحلة اتسمت بالإصلاحات و دخول الجزائر عهد التعدية كثر فيها الجدل داخل الجماعات الإسلامية ، خاصة و أن تعامل السلطة في الجزائر مع المؤسسات الدينية كان مشوبا بالديماغوجية و الشعبوية، كان المسجد النواة القوية لبناء الحركة الإسلامية التزم فيه رجال الدعوة بالخطاب المسجدي، و هو المسلك الذي سلكه الشيخ حسين مشومة، حسب شهادات رفاقه و تلامذته فقد عرف الشيخ حسين مشومة بخطابه المزدوج الدعوي السياسي، و وصفوه بأنه رجل دعوة و صلح و وصفوه بالموسوعي، عاش للإسلام و للجزائر بدليل أنه كان أول من وطد العلاقة بين المالكية و الإباضية
الشيخ حسين مشومة من مواليد 1948 بإشمول نشأ في أسرة محافظة، و بدأ تعليمه على يد الشيخ العربي عزوي بقرية إشمول ، و في سنة 1966 التحق بمعهد التعليم الأصلي بباتنة الذي أنشأه الشيخ عمر دردور، و كان رمزا من رموز الصحوة الإسلامية، حين بدأ نشاطه الدعوي في سنة 1968 ، كان رافعا خطاب الصلح و التسامح و الحوار خاصة في المعركة التي دارت بين نحناح و الفيس، كان الشيخ حسين مشومة من المحسوبين علي حركة الشيخ عبد الله جاب الله مؤسس النهضة و قد حضر مؤتمرها التأسيسي رفقة عبد القادر بوخمخم وغيرهم ، كانت شهادات حية حول المسار الحركي في الحركة الإسلامية للشيخ حسين مشومة ، نلتمس فيها تدين الرجل و أخلاقه الحميدة و صدق نضاله من أدل الدين و بناء وطن أمن مستقر، حيث ارتكزت دعوته علي الإجماع و التسامح ، و لعل هذه الشهادات الحيّة، التي قالها رفاق الشيخ حسين مشومة و تلامذته و هم اليوم إطارات جامعية و مفتشين في قطاع التربية (متقاعدون) كانوا يمثلون الحركة الإسلامية، تحدثوا فيها عن مأثر الشيخ حسين مشومة و خصاله ، بحضور أشقائه في لقاء مصغر احتضنته مكتبة الإحسان بباتنة، وهذه الشهادات لا شك أنها ستزيد من وزن الفقيد عند ربه إحسانا و جمالا و هو يرقد تحت التراب، و كنا نقرأ في عيونهم الصدق و الوفاء لمعلمهم و رفيق دربهم في ساحة الدعوة ، يقول عنه الأستاذ ابراهيم عاشوري مفتش تعليم متقاعد و هو من الذين عايشوا الفقيد ، بأن الشيخ حسين مشومة عرف بصراحته في القول وجديته في العمل، و جرأته في معالجة القضايا و طرحها ، لاسيما القضايا المتعلقة بالدين و السياسة و الوطن، و هذا منذ أن تعرف عليه في بداية الحركة الإسلامية و في مجال الدعوة ، لم يكن الإسلام السياسي في تلك المرحلة منتشرا ماعدا الإشتراكية و القومية العربية ، و في عهده مرت الجزائر في الفترة بين بداية السبعينيات إلى غاية منتصف الثمانينيات بعمليات تحوّل و تحوير ، و هي الفترة التي بدأ التيار الإسلامي ينتعش في الساحة الدينية و السياسية بظهور المصليات في الجامعة الجزائرية و ظهور لأول مرة الحجاب و نظام الحلقات في المساجد.
و قد عرف الشيخ حسين مشومة بقدرته على التجميع، بين أفراد المجتمع بمختلف طبقاته، خاصة و كما يقول الأستاذ صالح بخوش إطار في الملاحة متقاعد في وقت الأزمة التي دارت بين القيادات ( عباسي مدني و محفوظ نحناح) ، و في ظل الظروف الأمنية كانت للشيخ مبادرة للقاء الشيخ عباسي مدني و محفوظ نحناح ثم سليماني من أجل إيجاد صيغة لبعث الاستقرار، لقد مرت الجماعة الإسلامية يضيف الشاهد بظروف صعبة للغاية خاصة بعد محاولتهم دخول تونس من أجل الالتقاء براشد الغنوشي و كيف كان موقف الشيخ حسين مشومة مع الدركي التونسي لما نزع منه جواز سفره فكان رد الشيخ مشومة بالقول: "جواز السفر هذا مات من أجل مليون و نصف مليون شهيد جزائري" و هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أنه رجل مواقف و الوطنية تسري في دمائه، بحكم اعتزازه بهويته (كشاوي) فكان بينه و بين الشيخ عبد الله جاب الله جدل حول الهوية، عندما قال له جاب الله و من باب المزاح تريد أن نجري للأمازيغية استفتاء شعبيا ؟
في شهادته يقول الأستاذ مصطفي بلقاسمي أستاذ بجامعة الوادي : تعرفت على الشيخ حسين مشومة في سنة 1984 و قد التزمنا حضور الحلقات عندما كان إماما بمسجد خالد، و كانت الزاوية منطلق الصحوة في بسكرة، كما كانت اللقاءات التي يعقدها مع القيادات الإسلامية في سرية تامة من أجل تحقيق الوحدة بين الفصائل الإسلامية، كان المشروع هو تأسيس الجماعة الإسلامية و بناء الشخصية الدعوية، هكذا عاش الشيخ حسين مشومة للإسلام و للجزائر، يقول الإمام جمال صوالحي و هو برلماني سابق و مفتش بمديرية الشؤون الدينية ( متقاعد ) ، كان همه الأول هو أن يكون الإسلام المصدر الأول في التشريع يُوَجِّفُ و يحكم جميع تشريعاته و قراراته، و كان يأمل أن تستمد كل المؤسسات قوانينها من الإسلام في رعاية المجتمع و إصلاحه ، حسب الدكتور محمد سماير متخصص في المخطوطات و هو واحد من تلامذة الشيخ حسين مشومة ، كان الفقيد نسخة طبق الأصل للداعية حسن البنّا ، ما يحتاج إلى التنويه و ما يجدر ذكرة أن بعض وجوه الحركة الإسلامية في الجزائر اتخذوا من حركة ابن تيمية مرجعية لهم ، حيث كان الإسلام في كل أبعاده مشكلة في الجزائر و منذ الإستقلال ، لم يكف يوما عن كونه في مركز النقاشات و التوترات المتعددة.
في رده على اسئلتنا حول الخلافات التي كانت قائمة بين قادة الحركات الإسلامية يقول الأستاذ ابراهيم عاشوري أن العمل الإسلامي في الجزائر في تلك الفترة، كانت الساحة متفرقة بين جماعة الشرق ( الجماعة الإسلامية ) التي يترأسها عبد الله جاب الله، و الجماعات الأخرى و قد بدأ التفكير في جمع الإطارات التي تتبنى الإسلام كمنهج، ثم ظهرت جماعة الجزأرة و جماعة محفوظ نحناح، و كان سبب رفضْ هذه الجماعات جماعة عباسي مدني أنه لم يكن له تنظيم، لكن كان جريئا في أطروحاته، حيث تم التفكير في إنشاء حزب دون المغامرة بالتنظيمات الأخرى السالفة الذكر، يقول الشاهد: التقينا عند علي جدي و فؤاد الموشي و هو من الوادي ، و ناقشنا مسائل عديدة ، و حدث الإتفاق و الوفاق ، لكن ظهر اختلاف في الطريقة، بسبب فكرة الإنتماء لأيّ تنظيم دولي الذي طرحه نحناح، رغم أننا كنا متأثرين بأفكار الإخوان المسلمين، أما عن الشيخ حسين مشومة كان له منهجا توفيقيا و خطابا مزدوجا جمع بين الدعوة و السياسة لفك النزاعات ، كما كان ثابتا على مواقفه في الصلح بين الأطراف و جمعهم على رأي واحد و احترام تقاليد الممارسة السياسة بعيدا عن الصراعات هكذا عاش الشيخ حسين مشومة للإسلام و للجزائر و لم يغير مواقفه ، يقول محدثنا حيث ارتبطت حياته بالعمل الإسلامي المنظم و جعل من بيته مخيما دعويا و مركزا للدعوة، ظل هذا الداعية يناضل إلى غاية وفاته في 23 ماي 1993 في حادث سيارة و هو عائد من لقاء المجلس الأعلى للدولة، و لا تزال اسباب وفاته تطرح كثير من الشكوك بأن الحادث كان مخططا له أي أنها جريمة اغتيال و قد لقبه رفاقه بشهيد الحوار الوطني.



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الديني.. كيف نُسَوِّقُهُ للأخر؟
- مقترح تطبيق -الدفع المسبق- لفاتورة الكهرباء لحماية حقوق المس ...
- مطالب رجال القانون في الجزائر بوضع كاميرات مراقبة في كل المخ ...
- حجز 03 محامين جزائريين بمطار القاهرة و تجريدهم من وثائقهم ال ...
- حرب بين الوالي و مافيا العقار في عاصمة الشرق الجزائري
- عاصمة النوميديين (سيرتا) تحيي اليوم العالمي للطفولة
- الجنرال حسان يعود من الباب الواسع
- هل يجب أن يكون تفكيرنا -براغماتيا- في عالم تسوده الفوضى و ال ...
- مطالب بتدريس التلاميذ فن -الديداكتيك- بدءًا من الطور الإبتدا ...
- السقوط الفكري
- -أيام سينما الذاكرة و المقاومة- تستقطب جمهورا واسعا من عشاق ...
- خطاب صيّودة في اليوم العالمي للصحافة كان ثوريا
- الملتقي الجهوي لناحية الشرق حول استراتيجية القطاع للشفافية و ...
- من يتذكر أحداث -تينركوك- بأدرار جنوب الجزائر ؟
- خطاب سياسي لوزير الإتصال الجزائري لتجنيد الصحافة في الرد على ...
- المنظومة القانونية في الجزائر بحاجة إلى نصوص لضبط استخدام ال ...
- اللجوء في المغرب العربي وأثره على العلاقات -الأفرومغاربية
- في الحكم و واجبات الحاكم .. (نحو حكم راشد)
- عودة الرحلات عبر خط السكة الحديدية بين عاصمة الشرق و العاصمة ...
- أمال معلقة لإطلاق سراح سجناء الرأي في عيد الفطر المبارك


المزيد.....




- أنصار الله: دعم قائد الثورة الإسلامية الإيرانية حسم المعركة ...
- المفكر الماليزي عثمان بكار: الكونفوشية والإسلام يشتركان في ا ...
- “متابعة جيدة” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل سا ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- يهود الغرب والضغط الخانق على إسرائيل
- فرنسا: إصلاحات تشريعية للحد من -خطر- الإخوان المسلمين؟
- -غرفة انتظار الجنة-..هذه البلدة تحتضن المقر الصيفي للبابا لا ...
- الاحتلال يدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابلس ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مدينة -بني براك- الإسرائيلية المركز الديني اليهودي الأكبر عا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علجية عيش - حسين مشومة شهيد الحوار الوطني في عيون رفقائه و تلامذته