أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - هل من حل لمشكلة الفلسطينيين في العراق؟؟















المزيد.....

هل من حل لمشكلة الفلسطينيين في العراق؟؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:36
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اختلف الوضع كليا على اللاجئين الفلسطينيين في العراق بعدما تعرض الأخير للغزو والاحتلال من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مع مطلع عام ،2003 ، فبعد أن كان الفلسطينيون يعيشون كما إخوانهم العراقيون ويتمتعون بحقوقهم الإنسانية والمدنية التي كفلتها المواثيق والتشريعات الدولية، أصبح اللاجئون معرضين لحملات متتالية ازدادت وتيرتها في العامين الأخيرين، فمن عمليات قتل واختطاف واعتقال إلى أعمال مشينة أخرى غريبة عن بيئة المجتمع العراقي ، تمثلت بنهب وسرقة أموال وممتلكات هؤلاء اللاجئين ، هذه الأعمال العدائية والوحشية تأتي في سياقات طائفية ومذهبية حاقدة افتعلها الاحتلال وعمل على تغذيتها، هذا بالإضافة إلى دور "الموساد" الإسرائيلي الفاعل في هذا الاتجاه .

ما تعرض له الفلسطينيون أودى بحياة المئات منهم، وإصابة واعتقال وتعذيب أعداد كبيرة منهم أيضا ، التقارير والوثائق تؤكد ذلك وتكشفه ، أما من تم تهجيرهم ، فان العالقين في مخيم الرويشد على الحدود مع الأردن، وكذلك الموجودين في مخيم النتف على الحدود مع سوريا ، يشهد حالهم هذا على ما آل إليه وضع الفلسطينيين في العراق ، ولاشك أن وضع الفلسطينيين في المخيمين المذكورين مزري وصعب للغاية حيث العيش في العراء مع انعدام وعدم توفر الخدمات الإنسانية الضرورية والمطلوبة ، وهناك يعيش الفلسطينيون جنبا إلى جنب مع مختلف أنواع الزواحف السامة منها والضارة على وجه العموم ، ومن يشك في ذلك عليه أن يتابع ويراجع آخر التقارير والإنباء التي تصف حالهم ، ومن بينها التقرير الذي أعده الدكتور إبراهيم حمامي قبل أشهر عن مخيم النتف في الحدود مع سوريا ، حيث شارك الأستاذ حمامي في وفد طبي وصحي لتقديم العلاج والخدمات الصحية للفلسطينيين هناك وأيضا لاستقصاء أوضاعهم وأحوالهم المعاشة والملموسة على الأرض .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، لماذا يتعرض اللاجئون الفلسطينيون في العراق إلى كل هذا الذي اشرنا إليه سابقا ؟
الإجابة عن هذا السؤال تتعلق بعدة جوانب لتوضيح الذي يجري للفلسطينيين في العراق منذ الاحتلال ، فمن جهة أن الاحتلال أصلا جاء للعراق لتحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية المتزاوجة والمرتبطة ببعضها البعض ، فالإدارة الأمريكية الحالية أرادت من الاحتلال للعراق أن يكون فاتح مشروعها في الشرق الأوسط بتقسيم المنطقة برمتها إلى كانتونات طائفية يسهل السيطرة عليها وعلى ثرواتها ومقدراتها، هذا ما كانت ولازالت الإدارة الأمريكية تروج له، وأما بالنسبة لإسرائيل، فهذا يعني ضمان عدم وجود خطر يهدد كيانها العنصري القائمة على مفهوم الدولة النقية والتي جاءت على أنقاض وتهجير شعب آخر، ومن جهة أخرى تكون إسرائيل هي الأداة القوية والموحدة في لجم الكانتونات المذهبية والطائفية التي تخرج عن عصا الطاعة لأمريكا والغرب ، ولكن يبدو أن المشروع شرق أوسطي تلقى الفشل في العراق وفي لبنان وفي فلسطين ، لان إرادة الشعوب أقوى من مشاريع الاستعماريين ، ولذلك فان مايتعرض له الفلسطينيون هي نتيجة لخط الاحتلال وسياسته، ومبتغاة في محاولة العمل على تشتيت شتات الفلسطينيين وإخضاعهم بالقوة والإرهاب من جديد لقبول مشاريع التوطين التي رفضوها عبر الستين سنة الماضية ، ولهذا وللأسف تساوقت بعض الأطراف العربية وعقدت الاتفاق مع بعض الحكومات الأجنبية وبوساطة المفوضية السامية للاجئين لنقل هؤلاء اللاجئين والعمل على توطينهم في كندا والنرويج وغيرها من الدول الأوروبية لتكون سابقة خطيرة في مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين ، لو لم تكن نية الاحتلال الأمريكي وأدواته عدم توطين اللاجئين المهجرين من العراق ، فلماذا لايسمح لهم بالدخول إلى الأردن وسوريا مؤقتا إلى أن يتم تحقق حقهم الطبيعي والقانوني بالعودة إلى الديار والممتلكات ، 280 لاجئ فلسطيني في مخيم الرويشد لازالوا عالقين على الحدود مع الأردن ولا تسمح السلطات الأردنية لهم بالدخول ، ربما تتحجج الحكومة الأردنية بأنها لاتستطيع استيعابهم ، وهذا تبرير غير مقبول للأسف ، فالذي يستطيع استيعاب 600000 عراقي يستطيع ولاشك استيعاب هذا الرقم المتواضع البسيط ، الموقف السوري كان أفضل في كل الأحوال حينما سمح لأعداد من الفلسطينيين القادمين من العراق بدخول أراضية، بل وإعداد مخيم وتجمع لهم، فالفلسطينيون فعلا يتعرضون لمؤامرة كبيرة على طريق توطينهم وشطب حقهم بالعودة، وأراها للأسف تخط بدايتها من العراق، وهذا ماحذرت منه سابقا في مقالة بعنوان: " التآمر على حق العودة يبدأ من العراق "

ليكن المرء واضحا وعلميا وواقعيا فيما يطرح ، إن جزءا مما يحدث للفلسطينيين في العراق يعود إلى حالة الحقد الطائفي لبعض جماعات الشيعة ، والتي بفعل غبائها أصبحت أدوات خبيثة لخدمة الاحتلال وتحقيق أهدافه ، لاننكر نحن الفلسطينيون أن جماعات منا في عهد الرئيس الراحل صدام حسين كانت تقوم ببعض الأعمال المخابراتية للنظام ، ويبدو أن أخواننا في الشيعة يريدون أن يأخذوا الجميع بجريرة البعض وهذا مما لايجوز أبدا ومطلقا ، الاحتلال الأمريكي والصهيوني لايفرق ما بين سني وشيعة، فهم في نظره مسلمون يجب إخضاعهم والسيطرة عليهم وعلى ما يملكون من ثروات ومقدرات ، هذه الحقيقة التي يجب أن يعيها الجميع ، ولذلك مطلوب من إيران ومن المرجعيات الشيعية أن تضبط عناصرها ومؤيديها وان تبين لهم أن الخلافات ما بين الشيعة والسنة هي خلافات مفتعلة ومرجعيتها أحداث تاريخية فيها الصواب والخطأ في الآن نفسه ، وبالتالي وحدة المسلمين تقدم على هكذا تفاهات وترهات.

كنت فيما مضى قد دعوت إلى إيجاد حل مؤقت لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وأولئك العالقين منهم على الحدود مع الأردن وسوريا، وذلك بالعمل على السماح لهم بالدخول إلى الأردن أو سوريا لتلافي ما يخطط له من محاولات توطين هؤلاء في أماكن نائية وخارجة عن الإطار الإقليمي للمنطقة حتى لاتكون سابقة خطيرة تحقق مشاريع التوطين الأمريكية والغربية والإسرائيلية التي فشلت منذ شرع بها مع بداية النكبة وتحققها بفعل وعي وصمود اللاجئين ونضالاتهم المديدة والمريرة مع الغاصب والمحتل ، أو أن يسمح لهؤلاء اللاجئين الفلسطينيين بالدخول إلى الأراضي المحتلة، وهذا ما كشف عنه وزير شؤون اللاجئين اليوم أ.د عاطف علاونة. حيث أشار إلى أن هناك اقتراح لوزارة اللاجئين بالعمل على إدخال اللاجئين في العراق إلى الضفة والقطاع ، ولكن هذا الاقتراح لم يعرض بعد على المجلس التشريعي .

في كل الأحوال ، إذا لم ينح اقتراح وزارة شؤون اللاجئين في إدخال اللاجئين إلى الأراضي المحتلة ، فالحل التالي، وهو أن يسمح للفلسطينيين في العراق بدخول الأردن أو سوريا، أو أي من الدول العربية مؤقتا، إلى أن يتم التوصل إلى حل بشان قضيتهم بالاستناد إلى القرار 194 المتعلق بحقهم في العودة إلى الديار والممتلكات .

عملية إدخال اللاجئين الفلسطينيين في العراق إلى أراضي الضفة والقطاع ليس أمرا سهلا، حتى وإن وافق المجلس التشريعي عليها ، تبقى العقبة الأولى والأخيرة إسرائيل ، فهي أصلا لاتسمح وحسب اتفاقية المعابر بدخول الفلسطينيين اللذين لايحملون هوية ، وهي من قبل كانت تعترض على عودة نازحي سنة 67 بحجة عدم قدرة الأراضي المحتلة على استيعاب هؤلاء اللاجئين اقتصاديا واجتماعيا ، فما بالنا بلاجئي العراق الذين هجروا سنة48؟؟، لكن لابد أن تكون هنالك مساع حثيثة وجدية من اجل الضغط على إسرائيل بإدخال لاجئي العراق إلى الضفة والقطاع، نظرا لمعاناتهم الشديدة والتي تتطلب حلا إنسانيا عاجلا ، مطلوب من الرئاسة ، الحكومة ،الأطراف الإقليمية ،اللجنة الرباعية ، وكالة الغوث ومفوضية اللاجئين السامية العمل على إيجاد الحل المناسب لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق بما لايؤثر مطلقا على حقهم في العودة الذي كفلته الشرعية الدولية وقوانين حقوق الإنسان.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعالجات الجذرية للخلافات الداخلية الفلسطينية
- اللجان الفلسطينية الحاضرة الغائبة عن العمل
- الحالة الراهنة للقارىء والكتاب في الاراضي الفلسطينية
- جوهر الصراع يكمن في قضية اللاجئين الفلسطينيين
- المناورة الاخيرة
- فيم الاختلاف مع حماس؟
- سيناريو المشهد الاخير في مواجهة حماس
- تبكير الانتخابات بالدم الفلسطيني!!
- التآمر على حق العودة يبدأ
- هل تعلم جماهير فتح بالحل الذي يقبله الرئيس عباس ؟؟
- الحل الامثل للتوصل الى حكومة الوحدة الفلسطينية
- هل دعوة الرئيس عباس للانتخابات المبكرة قانونية؟؟
- في المنطقة مشهدان فقط!!
- حقوق الانسان لاتشمل الفلسطينيين والعرب!!
- قراءة في رهاني قطبي الساحة الفلسطينية
- حماس والمسار المطلوب
- اين تكمن المشكلة في المشهد الفلسطيني؟؟
- المأجورون يخربون بيت فتح!!
- وإذ يحدثونك عن حكومة الوحدة الفلسطينية
- مهزلة التعويل على مجلس الامن والامم المتحدة!!


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - هل من حل لمشكلة الفلسطينيين في العراق؟؟