|
اللاجئون العراقيون المنسيون
فضيلة يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:33
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
Jon Swain- Timesonline ترتسم مأساة العراق على وجوه أطفال خالد الستة الشاحبة والمسكونة بالخوف ويفترش الاطفال ووالدهم بلاط غرفة باردة في إحدى المدارس بعد هربهم من منزلهم ويتوفر لهم القليل من الغذاء حيث أن إيجاد عمل نادر هذه الأيام . اجبرت عائلة خالد على مغادرة منزلها بعد أربعة سنوات من الاجتياح الامريكي البريطاني للعراق نتيجة التفجيرات وفرق الموت وأصبح آلاف العراقيين المدنيين الذين كانوا يعيشون بسلام لاجئين في بلدهم . وعائلة خالد من أواخر العوائل العراقية ضحايا العنف الطائفي الذي خلق أزمة إنسانية ، وإذا استطاع هؤلاء فسوف يغادرون بلدهم وينضموا إلى مئات آلاف العراقيين الذين وجدوا ملاذاً في دول الجوار لكن مع تزايد أعدادهم فلم تعد تلك البلاد تسمح بدخولهم ويجدون أنفسهم غير مرغوب بهم في الشرق الأوسط وقد أصبحت فرص لجوئهم إلى اوروبا والولايات المتحدة اقل من قبل بعد أحداث 11 أيلول . دخل ملثمون مسلحون منزل خالد في إحدى الليالي قبل أسبوع واعتقلوه بعد ضربه ،قال خالد : غالباً ما نسمع صياحاً وإطلاق نار حيث اسكن في حي الجهاد وفي الصباح نجد جثثاً في الشارع لكن تلك الليلة كان دورنا وقد جهّزت نفسي للموت . لقد سألوني إن كان عندي أسلحة فأخبرتهم لا وقد فتشوا المنزل وقالوا لي أنهم من مكتب الصدر ولم يخبروني سبب اعتقالي وعندما وضعوني في سيارتهم كنت متأكد أنهم سيقتلوني . كان أبي متألماً ولم نعتقد أننا سنراه مرة أخرى قالت بسمة طفلة خالد لقد تم اختطاف خالد لأنه سني يعيش في منطقة شيعية لقد قسم الاختطاف والقتل والتعذيب بغداد والمدن العراقية الأخرى إلى أجزاء حسب الطائفة والدين والعرق .أحد موظفي شؤون اللاجئين قال إن الحال أصبح أسوأ منه في يوغسلافيا ورواندا والسودان . وقد تفاوض جيران خالد الشيعة مع المسلحين واخبروهم أنه جار طيب وبعد مناقشات بين المسلحين أفرجوا عنه وغادروا . لكن المستقبل مجهول وقد لا نستطيع إقناع المسلحين مرة أخرى إننا نخاف على حياتك قال جيران خالد له . وفي ساعات جمع خالد عائلته وترك منزله وأثاثه وقد أخبره الجيران أن إحدى العائلات ذات العلاقة مع المسلحين قد سكنت منزله في اليوم التالي . قال خالد : لا يوجد لنا حقوق في بلادنا لكننا معاً وقد بقينا على قيد الحياة وهذا جيد يقتل في شارعنا اناس كثيرون كل يوم .أنا لا أفهم هذا لم تكن بلادنا كذلك ،كانت تتم زواجات مختلطة ابنتي سنية وقد تزوجت من شيعي وكانت حياتها جيدة لكن بعد تفجير مسجد سامراء قام زوجها بتطليقها وتركها مع طفلتها . لقد غيّر تفجير المسجد في سامراء كل شيء . وتتجاهل الولايات المتحدة وبريطانيا مشكلة هؤلاء اللاجئين كما تقول المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، اندرو هاربر العامل في منظمة الأمم المتحدة للاجئين قال : إن العراق ينزف وواحد من كل ثمانية يضطر لاستبدال مكان سكنه داخلياً أو خارجياً . وتبعاً لأرقام رسمية فإن عدد العراقيين في مصر مئة ألف وفي لبنان أربعين ألف و700000 في الأردن و600000 في سوريا وأربعة وخمسين ألف في ايران .لكن الأرقام غير الرسمية اكبر بكثير . كاسرام مفرا منسق 300 منظمة أهلية معنية بالشؤون الإنسانية في العراق قال إن ما يقارب 1.5 ال 2 مليون انسان هجّروا داخلياً وعلى الأقل 4 ملايين عراقي هجّروا خارجياً وقال إن بعض التقديرات تشير إلى مليون عراقي خرجوا إلى كل من الاردن ومصر وسوريا . وقد زادت الحالة سوءاً في بداية العام 2007 وخاصة في بغداد حيث شهدت أكثر الأيام دموية للمدنيين منذ آذار 2003.ومع تقديرات بأن المئات قد قتلوا او جرحوا نتيجة التفجيرات في الأسبوع الأخير فإن 1500 شخص يتركون منازلهم يومياً وينتهي بعضهم في مخيمات حيث لا يجدون مكاناً يذهبون إليه . لقد شهد العراق أكبر حركة لجوء في العالم ورغم أن المزيد من العراقيين يهجّرون وتزداد احتياجاتهم الا أن المنح المقدمة لمساعدتهم تقّل.وقد طلبت المنظمة 30 مليون يورو كمساعدة طوارىء هذا الشهر قال هاربر. ويتوقّع أن يرتفع عدد المهجرين في الداخل إلى 2.7 مليون شخص في نهاية هذا العام اذا استمر العنف على نفس المستوى وهذا يجعل من عدد العراقيين بدون مأوى أكبر من العدد في دارفور في السودان . والولايات المتحدة التي دفعت 100 بليون دولار للحرب على العراق وإعادة البناء خصصت 20 مليون دولار لقضايا المهجرين فقط .ويطلب أعضاء من الكونغرس الآن من الحكومة فتح باب الهجرة للعراقيين . وكانت استجابة بريطانيا سيئة ايضاً فمن بين 1800 طلب لجوء من العراقيين وافقت الحكومة على خمسة طلبات فقط ويتوقع إعادة 27 شخص إلى العراق رغم ظروف العنف السائدة . وقال هاربر ان أحداث 11 أيلول والتفجيرات في لندن غالباً ما تقدم كسبب لعدم إدخال العراقيين الا ان عاملاً آخر مهم وهو أن هذه الظاهرة تدل على فشلهما في العراق . وسيقضي خالد وعائلته ومئات الآلاف من العراقيين مثلهم الليالي في الغرف الباردة ويستطيعون أن يختبروا صدق سياسات التحالف .
#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعادة بناء أفغانستان 2
-
إعادة بناء أفغانستان 1
-
هل كانت الحرب على العراق كارثة؟(2
-
هل كانت الحرب على العراق كارثة؟
-
في العراق رعاية صحية هاي - تك ناقص الرعاية الصحية 4
-
في العراق رعاية صحية هاي – تك ناقص الرعاية الصحية (3)
-
في العراق –رعاية صحية هاي –تك ناقص رعاية صحية
-
يا يسار الشرق الأوسط صلّ على محمد وآل محمد - الى سالم جبران
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|