أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد رضا عباس - موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور














المزيد.....

موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 04:50
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عندما تسال عراقي يمشي في الشارع عن مستشفيات العراق , يأتيك الجواب سريعا : يدخل المواطن صحيحا ويخرج بالتابوت . ليس كله صحيح , حيث ان هذا القول يسيء الى النظام الصحي في العراق بالوقت الذي تقوم الحكومة الحالية بكل طاقتها نحو تطوير هذا القطاع وهناك أطباء تدين لهم الاعناق . ومع هذا توجد هناك بؤر تحتاج الى مراقبة حكومية شديدة عليها .
طيب , اذا تبنينا راي الموطن حول وضع المستشفيات في العراق , اليس اذن من المفروض بالمواطن استخدام جميع التحذيرات المرورية وهو يسوق سيارته ؟ لا يوجد يوم واحد يمر بدون حادث سيارات , البعض منه مرعب , في بعضها تذهب العائلة بكاملها . هذه الحوادث ليست من إرادة الله وانما من إرادة البشر . هناك من يقود السيارة لا يحترم التعليمات المرورية ولا يحترم ارواح الاخرين . وحسب إحصاء وزارة التخطيط فان 78% من حوادث الطرق هي بسبب السائق.
نظام المرور في العراق ليس متطور وامامه زمن طويل ليستطيع منافسة حتى الدول المجاورة , والتي تتقدم عليه كثيرا. ولكن هذا الإخفاق الحكومي يجب ان لا يكون سببا في تزايد اعداد ضحايا حوادث السيارات . السائق خلف المقود يجب ان يفكر بحياته , بعائلته , و بحياة الاخرين . وان الانتباه في السياقة هو طريق السلامة للجميع . كما ذكرت أعلاه مع كل حادث مروري هناك سائق مسؤول عن الحادث .
وبكل اسف حوادث المرور ما زالت مرتفعة على الرغم من التأكيد الحكومي بمراقبة الشارع . لقد بلغت عدد الحوادث المرورية 11552 حادث عام 2023 , نتج عنها وفاة 3019 شخص واصابة 12314 , وهو تقريبا نفس عدد الحوادث المرورية عام 2022 والتي بلغت 11523. وكان عام 2024 ليس احسن من سابقه الا قليلا . فقد بلغت حوادث المرور في هذا العام 11763 نتج عنها 2719 وفاة و 11896 إصابة .
عالميا , حل العراق في مرتبة متقدمة بمعدلات الوفيات من جراء حوادث السوق . وبحسب تقرير مؤشر الحوادث المرورية العالمي (Road Traffic Accidents) , فان العراق حل بالمرتبة 37 من اصل 183 دولة بمعدلات الموت جراء الحوادث المرورية , وعلى المستوى العربي جاء العراق خامسا بعد كل من الصومال والسودان والسعودية واليمن .
وبلغ معدل الوفيات جراء الحوادث المرورية في العراق 34.4 وفاة لكل 100 الف نسمة عام 2024 , وهو اعلى من 2012 والذي سجل 18 حالة وفاة لكل مئة الف نسمة ,و ليستمر هذا الارتفاع بتسجيل 27 حالة وفاة لكل مئة الف نسمة عام 2019.
لقد كنت في العراق قبل اشهر وسافرت داخله في الليل والنهار , والى عدد من المحافظات , فوجدت ان الحكومة والسائق مسؤولان عن حوادث الطرق .
لقد وجدت ان بعض الطرق غير صالحة لسير السيارات وقد تسبب انزلاق السيارة مع كل زخة مطر , ووجدت غياب علامات ودلالات المرور , خاصة وانت ذاهب الى جنوب العراق , وعدم وجود علامات السرعة المسوح بها , واذا وجدت فأنها صغيرة تسقط مع كل هبت رياح . بكلام اخر , وبغياب نقاط مراقبة مرورية , فان حياتك وحياة من تحب تحت رحمة الله والسائق .
واذا كانت سفرتك ليلا , فان خطر الطريق يتضاعف عليك حتى لو كنت بطل من ابطال فورمولا 1 . ستلاحظ مرور الدرجات البخارية باتجاهك وبدون ضوء , وستجد سيارات صغيرة وكبيرة (حمل) بدون مصابيح خلفية وسيارات حمل تحمل اكثر من طاقتها, وسوف تلاحظ سيارات تسير عكس الإشارات المرورية وفي شوارع خالية من الاضاءة.
وفي النهار سوف تلاحظ الكثير من أصحاب السيارات لا يلتزم بالنظام المروري وقواعده . لقد لاحظت بعض من يقود السيارات يسوقون بيد و يحمل طفل لا يتجاوز عمره السنتين في اليد الاخرى . البعض من السواق يرى ان لبس حزام الأمان قضية تقلل من كرامته , البعض يسوق بين لبيوت وكانه يسوق في صحراء بدون بشر , وفي مواكب زفاف العرسان , البعض يترك مقود السيارة ليهز كتفه , عدا سماح بعض العوائل لأبنائهم القصر بسياقة السيارة بدون مرافق معه .
أسباب الحوادث المرورية كثيرة , وان تعاون المواطن مع الحكومة بدون شك سوف يقلص عدد الحوادث وعدد ضحاياها . ربما الخطوة الأولى من اجل تقليص عدد حوادث المرور هو الفحص الدوري للسيارة , مرة في كل عام يتم في هذا الفحص التأكد من سلامة الأجهزة الضوئية للسيارة , جهاز السيطرة , و ماسحات الزجاجة الامامية . استخدام الغرامات على السائق الذي يسوق السيارة بدون إجازة سوق , اختبار صحة عين السائق كل مرة مع تجديد إجازة السوق . ينطبق على جهاز شرطة المرور في العراق قول برنارد شو وهو يصف كثافة لحيته وصلع راسه ب ( كثرة في الإنتاج وسوء في التوزيع ) , حيث تجد تكدس شرطة المرور في كل تقاطع طرق في بغداد , ولكن سوف لن تصادف أحدا منهم وانت مسافر من بغداد الى كربلاء , وهي مسافة 103 كيلو متر.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء الحرب الأخيرة على ايران وشهداء 6 حزيران عام 1967
- نصيحة للنخبة الذهبية في العراق
- ماذا علمتنا الحرب على غزة وايران ؟
- هل يستطع نتنياهو تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
- يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق
- شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟
- رسالة أمريكية غير ودية الى الشعب العراقي
- هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
- على العالم العربي التدخل القوي لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب ا ...
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟


المزيد.....




- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية على البرازيل تؤثر سلبًا على المسته ...
- لماذا فضل فيرتز الانتقال لليفربول وليس إلى بايرن ميونيخ؟
- فيتنام: مقتل 34 شخصا وفقدان أخرين إثر انقلاب قارب سياحي فى خ ...
- قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحر ...
- واشنطن بوست: تخفيضات تمويل البث العام تترك سكان الريف الأمير ...
- 104 شهداء والاحتلال يتمادى باستهداف طالبي المساعدات في غزة


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد رضا عباس - موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور