أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - علي عظيم - العناوين المفرغة، التحقيق الابتدائي ودائرة الإصلاح العراقية مثالاً.














المزيد.....

العناوين المفرغة، التحقيق الابتدائي ودائرة الإصلاح العراقية مثالاً.


علي عظيم
كاتب ومحامٍ عراقي

(Ali Adheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 02:49
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


إنّ الفساد ظاهرةٌ عالمية، بل هو جزء من تكوين الجماعات البشرية، إذ لو قُضي عليه تماماً لاختلّ نظام الحياة، كما هو جزءٌ من النفس البشرية أيضاً، هكذا هي الحياة قائمةٌ على التناقضات -كما النفس-، فإذا زال شيءٌ زال مناقضه بالضرورة؛ لا يوجد خيرٌ لولا الشر، ولا محبة لولا الكراهية، ولا حقٌّ لولا الباطل، ولا نزاهة لولا الفساد، إلخ…، لكن الجماعة المتقدمة تسعى بصورةٍ مطردةٍ للحدِّ من ظاهرة الفساد، وأنا أتكلم بهذه المقدمة عما هو بديهي ومعروف لدى الجميع، لكن ما يحدث في غرفة التحقيق وزوايا دائرة الإصلاح العراقية معروف لدى الجميع أيضاً؟!

منذ أقل من شهرٍ، أخرجتُ أحدَ موكّليّ المحكوم عليه بالحبس والمودَع في دائرة الإصلاح العراقية (التسفيرات) عن طريق طلب الصفح، وفي ذلك اليوم شرعتُ وإياه بالحديث عما يدور داخل قاعات المكان المودَع فيه، وكنتُ قبل ذلك قد سمعتُ عن حوادثٍ جمة، وفي كلِّ مرةٍ أحسب المتحدث مبالغاً؛ مهما يكن، يبقى السجن دائرةً رسمية يتعرض موظفوه إلى العقوبات الإدارية والجزائية، إنْ ما تم ضبطه، ولا يمكن أن يفلت الجاني -الموظف- إذا ارتكب فعلاً يخلُّ بواجباته الوظيفية، وإنْ حدثتْ تلك الحوادث، فإنها على سبيل الاستثناء.

كنتُ هكذا حتى ذلك اليوم، عندما قال لي موكلي إنّ كلّ الممنوعات موجودةٌ بالداخل! وإنّ هنالك دولةً تحيطها أربعة أسوار شبيهة بدولتنا، لها رئيس ونواب ومستشارون وجهاز تنفيذي، وأيضاً مؤسستها التشريعية معطلة! وقد استوقفتني حادثةٌ واحدةٌ ممّا تلاه على مسامعي، حيث أبهرني كرم الضيافة داخل دائرة الإصلاح، يقول: “عندما يصل وافدٌ جديد أو يتم نقل النزيل من رصافة إلى أخرى، تتم ضيافته لمدة ثلاثة أيامٍ، يبقى جالساً على فراشه ويصله كل شيء: أكل، وشرب، وخمر، ومخدرات، وحتى غلام!” فعلاً إنها دائرة إصلاح، هكذا يُصلح الإنسان، وإلا فلا.

كما يؤكد لي ذلك أحد الأصدقاء، وهو يعمل باحثاً لدى دائرة الإصلاح العراقية المحترمة، ويزيدني من الشعرِ بيتاً، حيث يقول إنّ الذي يدخل إلى دائرته لا يخرج منها إلا وهو مدمن، ويقول لي أيضاً، وبحسرة، ما يتمّ تداوله بين الباحثين زملائه: لماذا نكتب البحوث؟! حقاً لماذا يكتبون البحوث؟ ولماذا أنا أكتب ما أكتبه الآن؟ ألا تكفي قضية المهندس بشري؟ أو قضية الفيديوهات المسربة من داخل الدوائر الإصلاحية التي وثقت العراك الدامي والسلوك المنحرف بين النزلاء، من منطلق مناطقي! حتى الأعزل من هو من المحافظة الفلانية أو الفلانية راح ضحيتها! لماذا أكتب؟ ما الجدوى؟

أما ما يخصُّ التحقيق الابتدائي ومشكلاته الطويلة العريضة، فسأكتب ما قاله لي صديقٌ آخر يعمل منتسباً لدى الأمن الوطني، يقول: “في إحدى الليالي جاءت قوة من رئاسة الوزراء إلى القاطع الذي أعمل بهِ، وطلبت منا الإسناد لتنفيذ عملية نوعية بحقّ أحد عناصر داعش الإرهابية، وبالفعل شرعنا بالعملية وألقينا القبض على الشخص المطلوب، وتم التحقيق معه وسُجّلت اعترافاته، وبعد فترة من الزمان، وبقرابة الستة أشهر، وإذا بي أصادف الذي قبضتُ عليه حراً طليقاً”.

وهذا المسكين الآخر، لماذا يقبض على المجرمين إذا سيتم إطلاق سراحهم فيما بعد؟! وأنا لماذا ما زلت أكتب؟! لعلها العادة التي تغلبني دائماً وتحتم عليّ أن أكتب، وكما يقول علي عليه السلام: “العادات قاهرات”



#علي_عظيم (هاشتاغ)       Ali_Adheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة بالأصابع
- أنا أمشي إذاً أنا موجود
- الحداثة المبتورة.. مقال في التجزئة والمعنى.
- تلك هي الحقيقة
- قطع الانترنت تعسف في استعمال السلطة
- إرادةٌ معيبةٌ على الدوام
- إنهاء مسيرة محامٍ كبير
- أخطاؤنا اللذيذة
- عدم دستورية التعديل الأخير لقانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة ...
- الوصية المنصبة على عقار لا تحتاج إلى التسجيل!


المزيد.....




- انتهاء الجلسة الأولى من المفاوضات بين حماس وإسرائيل دون اتفا ...
- بدء مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة وترامب يتحدث عن - ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائ ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 78 قتيلا ومواصلة البحث ...
- لبنان: حزب الله يتمسك بسلاحه ويؤكد أن التهديدات الإسرائيلية ...
- قبل لقائه نتنياهو.. ترامب يعلق على اتفاق غزة المحتمل و-نووي ...
- إسرائيل تعلن استهداف موانئ يمنية ومحطة كهرباء ومواقع للحوثيي ...
- ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه -سخيف-
- عاجل| شهيدان ومصابون بقصف على منزل وسط مخيم البريج وسط غزة
- في كهف بالعراق.. غاز الميثان يقتل 5 جنود أتراك


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - علي عظيم - العناوين المفرغة، التحقيق الابتدائي ودائرة الإصلاح العراقية مثالاً.