أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)















المزيد.....



تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 15:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


الائتلاف الصهيو امبريالي

شان الاستعمار الاستيطاني في كل البقاع وفد المستعمرون الى البلدان المبتلاة يحملون أدوات عمل متقدمة ومشروعا وقوانين مغايرة لما هو تقليد دارج؛ ناصب الاستعمار الاستيطاني بالعداء أهل البلاد الأصلييين ومارسه بتلاوين متعددة :إبادة جماعية في شمالي القارة الجديدة ، إقصاء في أستراليا ونيوزيلندا، نهب الأراضي الزراعية بأساليب قرصنية ، كما حدث في الجزائر والبلدان الإفريقية جنوبي الصحراء. اما في فلسطين فحمل معه علاوة على ما تقدم خاصتين: أولاهما ، أنه وفد في ركب الغزو الامبريالي وفي كنفه وطد مواقعه ثم اندمج في بدواته للسيطرة على المنطقة ؛ وثانيتهما انه تسلح بتاريخ مزيف أغراه بادعاء الأحقية في فلسطين والمناطق المجاورة على أهل البلاد وسكانها عبر آلاف السنين الخوالي.
كان الصحفي المؤرخ لوسيان وولف من جريدة جيويش كرونيكل منفتحا على أفكار هيرتزل في البداية بوصفها مشروعا مرحليا لكنه بعد ان فهم "المعنى الحقيقي"لحركة الاستعمار الاستيطاني عام 1903أدان الصهيونية لكونها تشكل خضوعا كاملا لأعداء السامية.
كتب بصحيفة التايمز في ذلك العام يقول انه لم يكن بوسعه ان يتصور نكسة نكراء للتاريخ اليهودي ولكفاح اليهود من اجل الحصول على المساواة كتلك التي يمثلها المشروع الصهيوني".
الفقرات التالية أوردها الكاتب البريطاني ، توماس سواريز ، في مؤلفه "إسرائيل دولة الإرهاب كيف قامت إسرائيل الحديثة على الإرهاب":
احد هعام (آشر زفي غنسبيرغ) زار فلسطين عام 1891ووجد المستعمرين" يتصرفون بقسوة وعدوانية ضد العرب، يعتدون على حدودهم، ويضربونهم دون خجل وبلا سبب بل يتباهون بذلك.(ص:43)
رفضت آني لانداو ، وكانت عضوا بارزا في التعليم المقدسي، الوقوف لدى عزف نشيد الحاتكفا – النشيد القومي الصهيوني، قرنتها جريدة هآ رتس بشخص اسمه يعقوب إسرائيل دي هان ، وصفته "من حثالة المعادين للسامية" لأنه كان ينتقد الصهيونية ووصفه بن غوريون "خائن". بعد ذلك بخمس سنوات غادر هان الكنيس بشارع يافا بالقدس في 30 يونيو /حزيران 1924 اردي قتيلا بإطلاق الرصاص عليه. كان ضحية الاغتيال السادسة بفلسطين والأول على يد منظمة الهاغاناه التابعة للوكالة اليهودية.(58)
حجب تقرير كنغ كراين (مبعوثي الرئيس الأميركي ويلسون) عام 1917حتى اواخر العام 1922، حين زود الرئيس نسخة لصحيفة نيويورك تايمز. نشرت الصحيفة التقرير كله في 3و4 ديسمبر، وقالت في تقديمها مما يؤسف له ان العالم لم يطلع عليه قبل ثلاث سنوات، قبل ان تتخذ الأحداث المجرى الذي اتخذته في الشرق الأوسط، ولم يعد بالإمكان تغييره. لم يأخذ التقرير على محمل الجد التأكيدات الصهيونية القائلة ان الميزة التي سيعطيهم اياها الكتاب المقدس اهم من رغبة الفلسطينيين في تقرير المصير. فالادعاء الذي قدمه الممثلون الصهاينة والقائل ان لهم حقا في فلسطين اساسه احتلالهم لها قبل الفي سنة لا يمكن اخذه مأخذ الجد". اتضح مرارا من لقاءات البعثة مع ممثلي اليهود ان الصهاينة يتطلعون الى تجريد السكان غير اليهود في فلسطين من كل شيء.(43)
كنب ريتشارد ماينرتسهاغن، صديق فايتسمان ، رسالة من القاهرة في سبتمبر 1919 مؤيدا خطة التطهير العرقي؛ ووصف اعتراضات الفلسطينيين على تحكم اليهود بانها "متعصبة"، حذر من "الاتصال باليهود المحليين" ، وهي الثفة التي أطلقت على يهود الشرق الأوسط الذين كانت اغلبيتهم العظمى معادية للصهيونية.(60)
"الصهيونية لم تقم قط على فكرة آلام شعبنا ، بل على أهداف سياسية". نطق بها حاخام يهودي وتطابقت مع تقرير بريطاني حول تأمين الإسكان لليهود الناجين من الهولوكوست، جاء فيه: "استغل الصهاينة اليأس لغمر البلاد بأكثرية يهودية ورفض اي نوع من انواع الإغاثة للمهجرين اليهود المعذبين سوى فلسطين.(179).
الفقرات السابقة تعطي الدليل على عنصرية الاستيطان الكولنيالي الصهيوني، وانطواؤه على أضرار فادحة يضمرها لشعب فلسطين. وهي تحمل معالم للفكر الصهيوني الذي تكامل عبر ممارسة الاستيطان الكولنيالي ، خاصة ما فرضه دافيد بن غوريون، مسترشدا بوصيتي هيرتسل بصدد عزلة اليهود وإقصاء المواطنين الذين يعيشون على أرض وطنهم حيث ستقام الدولة اليهودية ثم مصادقة الصهيونية لنزعة العداء لليهود خارج فلسطين والأقطار المجاورة والتصدي بقوة وعنف لكل عقبة تعترض الاستيطان الكولنيالي الصهيوني.
أقر بن غوريون منذ ان وطئت قدماه الأرض الفلسطينية تحريم تشغيل العرب في المشاريع اليهودية بخلاف مزاعم الصهاينة ان العرب قدموا من خارج فلسطين بعد الهجرة اليهودية بقصد العمل بالمشاريع اليهودية .أحال ثلاث قطاعات رئيسة بفلسطين حكرا لليهود : ملكية عبرية وعمل عبري ودفاع عبري. بوشر بطرد المزارعين العرب من أراض خدموها واجدادهم عبر قرون واشتراها الصندوق اليهودي القومي (كيرن كاييميت) وحظر عليهم العمل بالأجرة في المشاريع الصهيونية. كتب اسحق إبشتين ، وهو موفد المؤتمر الصهيوني عام 1905: حان الوقت لتبديد الوهم السائد بين الصهاينة، والقائل ان فلسطين أرض خالية بسبب قلة الأيدي العاملة او كسل السكان المحليين. ليس فيها حقول مهملة. ولئن كان ثمة مزارعون يسقون الأر ض بعرقهم فهم الفلسطينيون."(49 )
كما حذر سير جون هوب سمبسن، الذي عرف بانشغاله بقضايا اللاجئين، من ان شراء الأراضي من قبل الصندوق القومي اليهودي معناه ان الأرض اصبحت تخضع للأجانب ولا تبقى ارضا يمكن ان يحصل العربي منها اي فائدة ....إذ لن يكون بمقدوره ان يستأجرها او يزرعها... بعد دحض اكذوبة ان اليهود جعلوا الصحراء تزدهر قال : "ان من الظلم للفلاح الفقير الذي أخرج من هذه الأراضي يتناقل القول بأنه كان عبئا على الأرض، لم ينتج منها شيئا. يجب ان يكون واضحا تماما ان هذا القول يبتعد عن الحقيقة" .
عام 1938 ، وعلى إثر صدور الكتاب الأبيض يتضمن توصيات لجنة بيل بتقسيم فلسطين كتب أوسيشكين، الذي أسس وقاد الكيرن كاييميت وشجع الاستيطان: علّق أوسيشكين بالقول: لا يمكننا أن نبدأ الدولة اليهودية بسكان نصفهم تقريبًا من العرب [الفلسطينيين] الذين يعيشون على أراضيهم في حين يعيش اليهود على الأرض بأعداد قليلة جدًا، ويتزاحمون جميعًا في تل أبيب ومحيطها. والأسوأ من ذلك ليس فقط في أن العرب [الفلسطينيين] هنا لا يؤلفون سوى 50% أو 40%؛ وإنما لأن 75% من الأراضي بيد العرب [الفلسطينيين]. إن دولة كهذه لا يمكنها البقاء ولو لنصف ساعة... المسألة ليست في كونهم أغلبية أم أقلية في البرلمان. أنتم تعلمون أن حتى أقلية صغيرة قد تُعطل نظام الحياة البرلمانية برمته... لذلك أقول للجنة [بيل] والحكومة إننا لن نقبل بتقليص مساحة أرض إسرائيل دون أن تُعطونا الأرض من جهة، وتُبعدوا أكبر عدد من العرب [الفلسطينيين] خصوصًا الفلاحين، من جهة أخرى قبل أن نتقدم لتولي زمام الحكم في أراضينا ولو مؤقتًا.
وفي العام 1955 تحدث السفير الأميركي مع شاريت حول التعنت الإسرائيلي المستمر بصدد إعادة اللاجئين الى ديارهم ، فما كان من شاريت إلا ان قال بكل هدوء ان اسرائيل ليست بحاجة لإعادة الأرض الفلسطينية المسروقة بدعوى بالغة الغرابة مفادها انه لم يكن بين الفلسطينيين من هو متفرغ تماما للزراعة."(44)
شغل بن غوريون منصب سكرتير عام منظمة الهستدروت وحظر انضمام العمال العرب الى منظمته؛ كن هذا انتهاكا لصك الانتداب ، لكن سلطة الانتداب غضت الطرف عن الانتهاك، فحدثت صراعات حادة حول تشغيل العرب بالمشارع الصهيونية وضد تهجير المزارعين شملت عقد العشرينات والنصف الأول من عقد الثلاثينات، وبسببها اندلعت التمردات والثورة الشعبية 1936-39 .
بدأ الجهد الإرهابي والعنصري للصهيونية يأخذ منحى إقامة الدولة مع عقد المؤتمر الصهيوني لأول مرة بالولايات المتحدة في مدينة نيويورك(11 مايو /أيار 1942) أعلن المؤتمر لأول مرة ضرورة إقامة دولة صهيونية على كامل الأرض الفلسطينية، وصادق مؤتمر بلتيمور (اسم الفندق الذي عقد به) على برنامج بلتيمور، وضعه بن غوريون بتأييد فايتسمان؛ تطابقت استراتيجيا بن غوريون مع استراتيجيا الحيروتيين ورثة جابوتينسكي من الليكوديين حيث طالب ب" استسلام فلسطين كلها استسلاما تاما غير مشروط للصهاينة".
دشن مؤتمر بلتيمور انتقال الصهيونية الى الحضن الأميركي والتخلي عن بريطانيا ام الوعد. يعتقد بأن دورا في فظاعة العمليات الإرهابية ضد البريطانيين في تلك الحقبة يعود لمسعى الامبريالية الأميركية الحلول محل الامبرياليات كلها خاصة في الشرق الأوسط .عارض القاضي بروسكاور برناج بلتيمور لتطرفه ، فاعتبر في الحال "خائنا". وصفه ستيفن وايز وابا سيلفر، الزعيمان للصهيونيان بالولايات المتحدة، بأنه "خائن لقومه"! لهذه الدرجة بلغ التزمت درجة ان الصهيونية غدت المرادف لليهودية ثم البديل لها. فرض الصهاينة الأمريكيون توجه النظام الشمولي في التجربة الصهيونية. انتقد رئيس الجامعة العبرية، ييهودا ماغنس، التوجه الشمولي، أثناء زيارة للولايات المتحدة، وانتقد أيضا: "يبدو اننا فكرنا في كل شيء ما عدا العرب"؛ فثارت بوجهه هجمات لم توفر مكانته العلمية.
بالمثل اهينت ، في خضم التعصب الزميت، المكانة العلمية لآينشتين الذي عارض فكرة الدولة والتوجه الشمولي. خذل في محاولته تنظيم مؤتمر ضد السلاح النووي، يحظر استخدام العلم في الإبادة الجماعية. كان قد تلقى معارضة عملاء التجمع الصناعي – العسكري حين دعا لعقد مؤتمر ضد استخدام العلم لأغراض الحرب ، وذلك بعد إلقاء القنبلتين النوويتين، وقمعت محاولته مع تعريض بمكانته العلمية.
رفض قبول منصب رئاسة دولة إسرائيل بعد وفاة رئيسها الأول، ناحوم فايتسمان، الذي عرضه بن غوريون عليه وكتب لصديق: “سأظل مقيما هنا (بالولايات المتحدة) بقية حياتي، عازلا نفسي كلية عن الآخرين قدر استطاعتي. فكل ما أحاول عمله في المجال الإنساني يتدهور بسرعة بشكل ثابت الى كوميديا سخيفة". قال بن غوريون كان لابد لي من دعوته لتولي رئاسة الدولة ولو قبل لوضعنا في ورطة يصعب الخروج منها. وضع اينشتين كتابا عن ماغنس الذي توفي قبله في ظروف غامضة.
من بين منتقدي النهج العنصر ي للصهيونية الفيلسوف الراحل، البروفيسور يشيعياهو ليبوفيتش، حذر عام 1968 من ان إسرائيل إذا احتفظت بالأراضي المحتلة فستصاب بعدوى فساد أصاب جميع الأنظمة الكولنيالية ، ولسوف تضطر الحكومة للتعامل مع اضطهاد الثورة والاحتفاظ بخونة من الفلسطينيين (كويزلينغز). سوف يتحول الجيش إلى ’جيش احتلال‘ ". في الفيلم الوثائقي " ذي غرين كيبرز"، الذي أخرجه درور موريه وناقش فيه الأحياء من رؤساء الأجهزة الأمنية السابقين في إسرائيل حول احتلال الأرض الفلسطينية هذا الزمن المديد، رد الجميع ان على إسرائيل تقديم جهد جاد لإنهاء النزاع. وأقوى لحظات الحوار حلت حين تلا موريه مقتطفا من تصريح ليبوفيتش ، ثم توجه موريه بسؤاله إلى ديسكين[قائد سابق للموساد]: هل تفكر في هذا البيان وانت تنظر إلى إسرائيل اليوم؟ حدق ديسكين في الكاميرا وقال: اوافق على كل كلمة وردت في البيان."
في سياق انتقاد المنحى العنصري للصهيونية وإصرارها على النهج الكولنيالي الاستيطاني جاء موقف الجمهورية الإيرانية حين قطعت العلاقات مع الدولة الصهيونية واستخلصت ان مصير الدولة الصهيونية ستكون له نهاية . لم يصرح الإيرانيون يوما انهم سوف يطيحون بالدولة بهجوم عسكري ؛ لكن الدولة الصهيونية بدعم مادي وسياسي من الامبريالية الأميركية حاولت جادة الإطاحة بنظام الجمهورية الإيرانية لكنها منيت بالفشل بفضل صمود النظام وفاعليته .

تجلى النفوذ الطاغي للحركة الصهيونية داخل الولايات المتحدة في واقعة جرت قبيل انتهاء الحرب كان الرئيس الأميركي روزفيلت أحد عناصرهاا. صديق للرئيس الأميركي ، روزفيلت، يدعى مورس إرنست ، شارك في تأسيس حركة الحريات المدنية. طلب منه الرئيس التوجه الى بريطانيا في فبراير 1944، مع فتح الجبهة الغربية، من أجل فتح الأبواب امام اليهود الناجين. قبلت بريطانيا استقبال 1500. لما ابلغ إرنست صديقه بالموافقة قال ونحن نستقبل 1500 ونسعى لدى دول مثل استراليا وفي أميركا اللاتينية لإيواء 2000. لم يطل عمر المشروع سوى اسبوع؛ قال روزفيلت لإرنست “القيادة الصهيونية المهيمنة في أميركا ترفض رفضا باتأ". عارض ستيف وأبا سيلفر رئيس المنظمة بشدة توطين اليهود الناجين من الهولوكوست خارج فلسطين.. هنا شرع إرنست ، مبعوث روزفيلت، المذهول يتصل بأصدقائه الصهاينة لإقناعهم بالقبول"، لكنه " كثيرا ما جوبه بتهمة محاباة الحركة الفلسطينية وبالخيانة". استمر عناد الصهاينة حتى بعد انفضاح موقفهم؛ إذ تساءل سولز بيرغر، ناشر صحيفة نيويورك تايمز، في مقال "بحق الله لماذا يعلق مصير اليهود المساكين الذين يعيشون في مخيمات بأوروبا، بنداء واحد لإنشاء الدولة ما دام الجميع يعترفون بأن يهود أوروبا يعانون معاناة تفوق الوصف"(147)
شكل الناجون من الحرب تهديدا للصهيونية اذا ما رغبوا في الهجرة الى اي مكان آخر غير فلسطين؛ البقاء حيث هم امر يجب ان لا تسمح الوكالة "تحت اي ظرف كان" وفق ما قال شاريت في محاضرة القاها امامها. وعن إلياهو دوبكن رئيس قسم الهجرة بالوكالة يقول ان أساليب إرهابية سوف تتبع لإجبار يهود أوروبا على لذهاب الى فلسطين.... على الرغم من الجهود الصهيونية على مدى سنوات طويلة ان نسبة لا تتجاوز 15 بالمائة فقط لا تمانع في الذهاب الى فلسطين.....لذلك شنت حملة ذات ثلاثة ابعاد لمعالجة المشكلة :العزل القسري للناجين وإجبارهم؛ تخريب اي ملاد ذات أمنة تتاح لهم على مستوى دولي؛ اختطاف الأيتام اليهود.(142)
في الفصل الثامن " إسرائيل بلا حدود" يكتب توماس سواريز، في مؤلفه "إسرائيل دولة الإرهاب. كيف قامت دولة إسرائيل بالإرهاب" ،"لوعينت حدودٌ لدولة إسرائيلية، مهما كانت، وضمنتها الدول الكبرى، فلربما عاد السلام الى المنطقة"(317). [ جميع الأرقام بين هلالين في النص التالي مراجع صفحات كتاب سواريز] غير ان تقريرا لوكالة المخابرات المركزية كتب بعد أحد عشر شهرا على إعلان الدولة، أورد " لا يتحرج الزعماء الإسرائيليون الآن من التعبير، وإن بشكل غير رسمي عادة، عن مطالبتهم بامبراطورية تتوسع باستمرار، وحدودهم الحالية (خط الهدنة وليس قرار 181) ليست في نظرهم سوى موطئ قدم. (315). تلقى الصهاينة التأييد من الدولة العظمى ، الساعية لبسط سيطرتها على الحياة الدولية.
بإدراكهم دعم الولايات المتحدة المطلق أقدم الصهاينة على اغتيال الكونت برنادوت، الوسيط الأممي. مثل مأساة لورد موين، وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط ، الذي اغتاله صهاينة في 6 نوفمبر /تشرين ثاني 1945؛ وقف كلاهما ضد الأطماع الصهيونية في الاستيلاء على فلسطين التاريخية . يستشف الدعم المطلق لمشروع الصهيونية الاقتلاعي بفلسطين من تعليق "الإيكونوميست" على اغتيال اللورد موين، ،" يمثل قتله صلب المشكلة الراهنة التي تتمثل في ان الصهاينة الذين تدعمهم أميركا، يريدون فلسطين كلها، وأن اي شخص يعرض عليهم ما هو أقل من ذلك يعد عدوا لهم"(73). بات موين مستهدفا بسبب انتقاده للصهيونية؛ علق امام مجلس اللوردات قبل عامين ان الدعوة الصهيونية مخطئة في بابين: "طالبت بالهجرة على نطاق واسع الى بلد مكتظ بسكانه، والثاني الهيمنة العرقية لهؤلاء القادمين الجدد على السكان الأصليين."(118).
وضع تشرشل على قائمة اغتيالات منظمة ليهي الإرهابية لأنه استنكر اغتيال لورد موين؛ ولدى التنفيذ امسكت الجهات الأمنية رسالة ملغومة موجهة الى وينستون تشرشل . اما الصهاينة بالولايات المتحدة فقد نظموا حملة ضخمة لتصوير قاتليْ موين كأنهما "شهيدان" وطالبوا بوقف محاكمتهما ؛ إلا ان حكما بالإعدام صدر بحقهما ونفذ.(118)
من أتباع الصهيونية الثقافية وعارضوا قيام دولة لليهود مارتن بوبر ، أستاذ الفلسفة بالجامعة العبرية بالقدس، وكان يرى ان العلاقات مع العرب أمر حاسم بالنسبة للإنسانية اليهودية . شاركت في معارضة إقامة دولة إسرائيل هنريتا شولد، إحدى مؤسسات حركة هداسا للنساء. وقبيل إعلان دولة إسرائيل نشر يهودا ماغنيس مقالا في نيويورك تايمز بمثابة نداء للسلام في فلسطين. وعارض آينشتين وحنه أرندت، الفيلسوفة الألمانية، إقامة الدولة؛ وكان اينشتين قد مثُل في يناير 1946 أمام لجنة التحقيق الخاصة بفلسطين وحاجج في شهادته ضد إقامة دولة إسرائيل. نقل جيرومي في مؤلفه عن أينشتين، من شهادته تلك، إذ قال بصدد ثورة البراق عام 1929:" تم تحريض الجماهير العربية بشكل منهجي، بالإضافة إلى تدبير الاضطرابات التي شاركت حكومة الانتداب بنشاط في التحريض عليها. وفي ظل هذه الظروف لا يوجد هناك أمل بتحسين الوضع ما دام الانتداب في يد بريطانيا العظمى". أخفت الصهيونية عن اينشتين مخططاتها المضمرة لتهجير عرب فلسطين بوسائل دموية؛ لكن جميع معارضي المشروع الصهيوني أخفقوا ، رغم مكانتهم العلمية، إذ افتقروا الى القاعدة الجماهيرية وتفوقت عليهم الصهيونية بأموال الاحتكارات الرأسمالية.
هاري ترومان عام 1945 كان نائبا للرئيس روزفيلت ومرشحا للرئاسة بعد وفاته قال بدون تحرج: “أنا آسف أيها السادة، لكن على أن أرد على مئات الآلاف الذين يتوقون إلى نجاح الصهيونية؛ ليس لدي مئات الآلاف من العرب بين ناخبي”. بهذه الوضاعة حط مرشح للرئاسة الأميركية من قيمة المنصب ودوره في الحياة السياسية للولايات المتحدة؛ ومثله الأكثرية العظمى ممن رأوا في النشاط السياسي مجرد بيزنيس يدر الملايين. وبهؤلاء السياسيين نصب الصهاينة أنفسهم ممثلين لليهود تطلعات راهنة وتسلسلا وتاريخيا وورثة لمغدورين في جريمة إبادة؛ ومن ثم فرضوا القداسة لتمثيلهم السياسي؛ إذ اعتبروا مجرد انتقادهم عداء لليهود ووضعوا العرب موضع الاتهام ، نازيين جدد ؛ وبتفوقهم في الكيد والتخطيط والحشد استطاعوا في النهاية ، وقت إكتمال استعداداتهم استدراج الفلسطينيين الى صدامات مسلحة النصر فيها معقود لهم. في جميع منازلاتهم اللاحقة اختصتهم الولايات المتحدة بالدعم المادي والمعنوي- السياسي.
على غرار الرئيس ترومان مضى مرشحون لانتخابات الرئاسة يقايضون الأصوات الوازنة بتأييد الدولة الصهيونية في إجراءاتها : حفظ عن الرئيس الأميركي جون كندي قوله في ديسمبر 1961، وكان قد اغتيل قبل إكمال فترته الرئاسية “أعرف أنني انتخبت بسبب أصوات اليهود الأمريكيين. أنا مدين لهم بانتخابي. أخبروني، هل هناك شيء يمكنني القيام به للشعب اليهودي؟"
وعن الرئيس بيل كلينتون، مايو 1995، “… قبل أن يتم انتخابي لمنصب الرئاسة، تعهدت بأن أكون مؤيدًا لا يتزعزع لإسرائيل. لقد حافظت على هذا الالتزام”.
اما باراك حسين أوباما، وفضل العرب إطراءه بكنية "أبو حسين" فمن أقواله بعد انتخابه عام 2008 "...سأحمل إلى البيت الأبيض التزاماً لا يتزعزع بأمن إسرائيل.
مصدر آخر قدم شهادته على ان التأثر والتأثير يمضيان في اتجاهين متضادين؛ جاك أوكونيل، ضابط أميركي عمل مدة أربعين هاما سكرتيرا للملك الراحل حسين. الف كتابا عنوانه "مذكرات عن الحرب والتجسس والدبلوماسية في الشرق الوسط. سرد( ص134) حكاية تدخّل الرئيس كارتر لمنع بيغن من استمرار العدوان عبر الحدود باستخدام السلاح الأميركي[حدث هذا أيام زمان]. أدرك فيتس(صديق للمؤلف) تولى منصب القائم بالأعمال في غياب السفير ان رسالة كارتر الموجهة الى بيغن "من الممكن ان تمثل تصادما أميركيا – إسرائيليا كبيرا اذا رفض الاسرائيليون تلبية رغبات الرئيس". فكر ، وهو في طريقه مع فجر يوم السبت الى القدس لتسليم الرسالة ان يحجبه ويتولى إقناع بيغن بالكف عن الغارات ." كان بيغن متلهفا لمعرفة من اجل ماذا كان فيتس يزعجه صباح يوم السبت. شره فيتس في سرد ممل للحجج دون ان يحقق شيئا؛ أخيرا اخرج الرسالة وسلمها الى بيغن..." رأى فيتس اللون يتلاشى من وجه بيغن، بينما ينظر اليه وهو يقرأ الرسالة. قبل ان يكمل الرسالة نظر الى الأعلى وأعاد الرسالة الى فيتس."
يتذكر فيتس انه قال:’ لا أستطيع ان اصدق ما اقرا. لا أستطيع ان أصدق ان أي رئيس للولايات المتحدة يمكن ان يكتب مثل هذه الرسالة الى رئيس وزراء إسرائيل. ان بلدينا متقاربان جدا لدرجة لا تسمح بمثل هذا النوع من الاتصال، وهذه ليست طريقة لإدارة السياسة مع أفضل صديق. لا يمكنني ان أقرأ المزيد، يجب ان تقرأها لي.". استجاب فيتس ، ساد صمت ... يعرف ان الكونغرس ما كان ليتعاون مع هذا ، لكنه لم يخاطر . لم يكن مجلس الوزراء ليجتمع الا بعد غروب الشمس. بعد نصف ساعة على غروب الشمس اتصل بقيتس وقال :"اتصل برئيسك واخبره اننا سوف تتوقف".
كان هذا في مجال هجمات عدوانية ؛اما في مجال الأرض فما ان سمع بيغن من الرئيس إياه ، كارتر، معارضته لمشروع استيطاني اعده وزير الزراعة أنذاك، أرييل شارون، حتى انفجر متظلما "نحن لسنا جمهورية موز" ولن نقبل "مؤامرة ميونيخ" ضدنا . شن بيغن حملة خشي المراقبون حيالها على العلاقة الأميركية – الإسرائيلية ان تتصدع. حينذاك نشرت صحيفة جيروساليم بوست تحليلا أعده مراسلها العسكري في ملحقها الأسبوعي ، يوم الجمعة، على 25 صفحة تابلويد طمأن القراء ان العلاقة متينة . ختم التحليل المطول مؤكدا ان ما تقدمه إسرائيل للولايات المتحدة يفوق بكثير ما تتسلمه إسرائيل من الولايات المتحدة.
وقف الصهاينة ضد كارتر في حملة إعادة انتخابه لفترة ثانية وأيدوا ريغان رجل المحافظين الجدد.


في كنف الرعاية الأميركية
تشكل داخل الولايات المتحدة اللوبي الإسرائيلي، وهو في الحقيقة والفعل حزب اميركي تنفق عليه احتكارات يهودية وغير يهودية مثلما تنفق على الحزبين السياسيين اللذين يتناوبان الحكم ويسخرانه لمنفعة الاحتكارات، خاصة الاحتكار الصناعي – العسكري – الأمني. اللوبي الإسرائيلي عامل فعال في التحام مصالح الولايات المتحدة بمصلحة إسرائيل. يقدم اللوبي للنواب في الكونغرس "تحليلات إخبارية" تنطوي على تلفيقات واضاليل توجه قراراتهم التشريعية؛ كما يقدم الدعم المالي للنواب الموالين او لأفراد يلتقطهم للترشح مدعومين بدل نواب يتخذون مواقف مستقلة ولا يلزمون أنفسهم بدعم إسرائيل. وفي الانتخابات الأخيرة أسقطت أموال اللوبي في الانتخابات التمهيدية عضوين بمجلس الشيوخ استنكرا حرب الإبادة الجماعية في غزة
ان قيام اللوبي "الإسرائيلي" داخل الولايات المتحدة وتطور نفوذه في الحياة السياسية والتشريعية للولايات المتحدة ظاهرة غير مألوفة في العلاقات الدولية؛ ولا يمكن فهمها وتبريرها إلا في نطاق مفهوم الدولة الصهيونية، كما عبر عنه عضو الكونغرس جو بايدن "الاستثمار الأميركي الأكبر بالشرق الأوسط". عبر بايدن بدقة عن الرابطة الصهيو امبريالية بقوله "ليس من الضروري ان يكون المرء يهوديا كي يكون صهيونيا"، حقا فهناك يهود عديدون مناهضون للصهيونية ، لكن سدنة الامبريالية وعملاءها في بقاع المعمورة صهاينة غير يهود . عبر موجات العدوان كافة التي خاضتها الدولة الصهيونية كانت الامبريالية الأميركية تنجح في حشد الدفاع عن الدولة الصهيونية وتبرير جرائمها دفاعا عن النفس .
قدم بيغن تبريرات تنم عن غطرسة تزدري بالمنظمة الدولية وذلك في مؤتمر صحفي عقده في نيويورك في أول زيارة له الى الولايات المتحدة. ببساطة دافع عن اغتيال برنادوت ، ملقيا المسئولية على الأمم المتحدة " لم تعط فلسطين بكاملها مع شرقي الأردن للصهاينة عام 1947، ما جعله مطلوبا لمنظمة ليهي للتخلص منه. " هاجم اينشتين لأنه مع 21 أكاديميا ومفكرا يهود هاجموه متهمين إياه بانه يدعو صراحة الى إنشاء دولة فاشية" [نشروا بيانا في نيويورك تايمز بمناسبة الزيارة حذر الأميركيين من استقباله].
ومبرر اٍخر لمجزرة دير ياسين؛ فلدى إثارة موضوع دير ياسين رد بيغن بأنها "جريمة" القرويين قاوموا عندما غزتهم منظمته، الأرغون؛ علما ان الضحايا صرعوا داخل بيوتهم ووشاهد مندوب الصليب الحمر جثث الضحايا داخل بيوتهم.
واثناء وجود بيغن في نيويورك، أعلن بن غوريون ان إسرائيل لن تعترف بالقرار 181؛ أعلن تنديده بأي توافق مع الأمم المتحدة، وحذر من اندلاع موجة إرهاب جديدة ان بقيت القدس منطقة دولية. (309)
استند حكام إسرائيل الى الدعم المطلق من جانب الولايات المتحدة ، إذ احتكرت لنفسها الاستثناء من الالتزام بالشرعية الدولة ومنحت نفس الحق لإسرائيل .
قبلت عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة في 11مايو 1948، على رغم سلوكها " الوحشي" وتحديها للأمم المتحدة؛ لكنها نكثت بوعودها بالالتزام (من جملة الوعود قبول عودة اللاجئين) بعد اربع وعشرين ساعة ، إذ نقلت مكاتب الحكومة الى القدس مباشرة بعد منع الأمم المتحدة هذا الأمر" . (318)
اعد الكونغرس منحة لإسرائيل قيمتها 150 مليون دولار، وهذا ما جعل وزير العمل الأميركي، مورس توين، وكان آنذاك في إسرائيل، يقترح ان تشترط المنحة بالتزام إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة؛ لكن اقتراحه لم يؤخذ به.(340)
امتدحت الهاعانا الهجمات أول يناير 1947 عبر إذاعة "كول يسرائيل" بأ ن الحكومة لم تعد تسيطر على اي جزء من فلسطين؛ كان المحاربون قد نشروا الفوضى حتى في الأجزاء العربية الخالصة من البلاد.(141). وفي 3 يناير ثبت ان الولايات المتحدة مصدر رئيسي للقنابل الموجهة ضد الفلسطينيين. فقد سقط واحد من 25 صندوقا محملة على سفينة إكسيكيوتر بميناء نيو جيرسي متجهة الى مستعمرات يهودية فانفتخ وكشف ما بداخله : 65 الف باوند من مادة السايكلونايت شديدة الانفجار، و5200 سكين للقتال وحديد معد للنصنيع وآلات لصناعة الأسلحة.(284)
حاول اعضاء في الكونغرس الأميركي تمرير تشريع يجعل الخدمة في الجيش الإسرائيلي قانونيا بالنسبة لليهود الأمريكيين. كما ان" "العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرة " التابعة للإرغون جمعت عددا من اعضاء الكونغرس من الحزبين في محاولة لرعاية مبادرة من ست نقاط، والهدف "اعتراف بسيادة إسرائبل على اي ارض يمكن لميليشياتها ان تستولي عليها خارج خط التقسيم حتى قبل ظهور الدولة للوجود".(300)

تسلط الصهاينة في نظام شمولي
فرضت الوكالة اليهودية سيطرة الصهاينة المطلقة على مجتمع الييشيف وامتداد السيطرة على الخارج. يجب ان لا ننسى أن بيدها عملية التعليم تشحن عقول الأجيال بالتعصب القومي وكراهية من يقاومون مشروعها الاقتلاعي. استعدادا للصدام القادم أعلنت الوكالة اليهودية التجنيد الإجباري للشبان اليهود -17،18- ذكورا وإناثا بلا استثناء، أن يؤدوا "الخدمة الوطنية" للهاغانا . وفي العام 1944 حصل بن غوريون على تصريح من تشرشل بتشكيل الجيش اليهودي .
دعم صهاينة الولايات المتحدة بقوة التوجه الشمولي للحركة الصهيونية. أبدت الولايات المتحدة صمت القبول حيال تحذيرات استخباراتها من أن الصهاينة لن يلتزموا بالتقسيم ولسوف يستولون على جميع ما تصله الميليشيات الصهيونية. لم يضمّنوا قرار التقسيم ما يحظر على الصهاينة استخدام تفوقهم العسكري، ولم يردعوا.
اعلنت الوكالة سيطرتها على الوجود اليهودي بفلسطين ومنعت خروجهم ." وعندما اكتشفت الهاغانا ان الابن الأكبر لعائلة يهودية لم يكن موجودا بفلسطين صادرت البيت؛ كان ابن عائلة يهودية أخرى قد ذهب الى انجلترا صادرت الهاغانا بيت العائل وأجبرتها على دفع 4000 دولار (تعادل ما يقرب من 40 الفا عام 2015) واعطتها مهلة ستة اسابيع لإعادة الابن الى فلسطين، وإلا فإن غرامة 8000 دولار أخرى ستفرض الى جانب عقوبات اخرى.
أواحر فبراير حاول قرابة مائتي مواطن أميركي السفر بحرا الى بلادهم. احتلت الهاغانا منصة التحميل وراحت تقذف الى البحر جواز سفر كل يهودي بينهم الى ان اوقف العملية جنود البحرية البريطانية. (288).

دعم وتعهد النهج العدواني...دفاع عن النفس

ذكرت مذكرة داخلية بوزارة الخارجية الأميركية قبل اثني عشر يوما من انتهاء الانتداب ان" اليهود سيكونون المعتدين الفعليين على العرب...لكنهم سيدّعون انهم لا يفعلون سوى الدفاع عن انفسهم. وإذا ما قدمت مساعدة عربية من خارج فلسطين سيهرع اليهود الى مجلس الأمن بدعوى ان دولتهم تتعرض للاعتداء المسلح؛ وسوف تستخدم كل وسيلة ممكنة للتغطية على حقيقة ان اعتداءهم المسلح على العرب في الداخل هو سبب الهجوم المضاد من الجانب العربي"(299)
منع المستعمرون رجال الشرطة من إجراء التحقيق في هجوم بالأسلحة الأتوماتيكية وقنابل يدوية على مركز حرس الشاطئ في سيدنا علي؛ صمم رجال الشرطة وتجمع المستعمرون من المناطق المحيطة بواسطة الباصات لمنعهم. اخذت السلطات تتقدم الى ان اكتشفوا رجلا يعاني من جراح وبجانبه175 باوند اموتال(مادة متفجرة تستحضر بخلط مادة تي إن تي بنترات الأمونيوم ومتفجرات أخرى(135 )
حينئذ صدر بيان جاء فيه ان "القوات البريطانية دخلت ثلاث مستوطنات زراعية مسالمة يعمل فيهل مزارعون ، أوسعوا مئات الرجال والنساء ضربا... بلا سبب...واجبروا الرجاء والنساء على الخنوع". وظهرت مقالات في وسائل إعلام أميركية يدعي كاتبوها بلغة الخلاص الدرامية ان البريطانيين ارتكبوا فظائع بحق "ابناء إسرائيل"...(136)
في مساء 30 ابريل أطلقت الميليشيات الصهيونية وابلا من الرصاص على سيارتي إسعاف كان عليها الصليب بارزا، كانتا في طريقهما لنقل الجرحى من القدس. مشهد "سيتكرر في الهجمات على غزة ولبنان فيما بعد". في يافا كان قصف مدافع الهاون عشوائيا قصد منه بث الذعر بين السكان العرب. اخيرا تكرر في يافا ما حدث في حيفا ؛ أحاطت الميليشيات الصهيونية المدينة من ثلاث جهات وتركوا المنفذ مفتوحا الى البحر. رفعت الإرغون نجمة داوود على المدينة وسلمتها الى الهاغانا. ومن ثم الى الوكالة اليهودية التي اقسمت الا تعيد إنشا واحدا من هذه المدينة التي تقع على الجانب الفلسطيني من خط التقسيم. بعد نصف قرن من الزمان نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية كتابا سوغت فيه التطهير العرقي في يافا. "سرطان يتقيح وسط السكان اليهود".(297)
دقت الصحفية البريطانية ،أن مكورمك، جرس الموت لفكرة الدولتين في مقال نشرته في منتصف يناير 1949، وذلك لأن اسرائيل تخطت خط التقسيم. قالت اان فلسطين لم تعد موجودة..
قدرت قيمة الأراضي العربية المسروقة ب50 مليون جنيه فلسطيني (يعادل الإسترليني)وما سرق من اموال بين 4و5 ملايين، قرنت إسرائيل إرجاعها لأصحابها بتعويض اليهود المهجرين من الأقطار العربية.(329)
تطلب نجاح الرواية الصهيونية محو مئات القرى الفلسطينية.. زرعت إسرائيل فوق رمادها اشجارا، او بنت مستعمرات حملت أسماء جديدة ذات صبغة توراتية. (322)
اتخذ مجلس الأمن القرار رقم 194 يقضي بعودة اللاجئين الى ديارهم؛ ردت إسرائيل بأن "قتلت في سنواتها الأولى نحو خمسة آلاف فلسطيني حاولوا العودة"(328)
داست قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود مع الأردن وهاجمت بالضفة الغربية قرى قبية ونحالين ويالو وريف طولكرم وشرفات قرب القدس. وفي الساعات الأولى من 9 فبراير1951تسللت دورية مسافة كيلومترين داخل الأراضي الأردنية (بالضفة الغربية)وقتلت من صادفتهم، رجلا وابنه وابنته.
مآسٍ عديدة انزلتها بالفلسطينيين وحدات من جيش إسرائيل "تعطينا فكرة عن حاجة الدولة الإسرائيلية الى تهديد خارجي ملموس، والى إرهاب يخدم سياستها التوسعية"(340)
لا تتحرج إسرائيل في انتهاك الهدنة بلبنان في الوقت الراهن بعد صدور بيان وقف إطلاق النار؛ اعتادت منذ بداياتها حمل القانون بأيديها ومارست " الانتقام "، مزدرية لجان الهدنة المشتركة.

يتبع لطفا



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
- العدوان على إيران جولة لم تحسم الصراع
- الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة ...
- لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
- التقدميون بالولايات المتحدة: العدوان على إيران مواصلة للإباد ...
- تنتهي الإبادة الجماعية ليبدأ القصاص
- جدل السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- ألتربية النقدية تقاوم الفاشية من خلال إحياء التاريخ
- مخطط لإنقاذ غزة .. أوقفوا الهمجية الصهيو امبريالية
- صندوق النقد الدولي أداة النهب الامبريالي .. أفريقيا نموذجا
- فاشية ترامب تدعم قتل أطفال غزة وتقلص برامج رعاية الأطفال بال ...
- الشرق الأوسط .. حكام سلبيون ونيران حروب يشعلها الطامعون
- عدوان صهيو امبريالي.. الصمت تواطؤ والاكتفاء بالاستنكار والإد ...
- تدهور القيم الأخلاقية بالغرب الامبريالي
- الجنوب العالمي: نهضة باندونغ ومصدات الرأسمالية العالمية أ
- التستر على الإبادة الجماعية بغزة بتركيز البروباغاندا على خطر ...
- فلسطين عرّت عالم الكذب والتزوير في الغرب
- كارثة غزة امام العدل الدولية من جديد ولم يساند إسرائيل غير ا ...
- الرواية الصهيونية فقدت بريقها وتكشف تهافتها


المزيد.....




- منظمة: تعرض سفينة تجارية لهجمات قبالة سواحل اليمن
- قطر تحتضن جولة مفاوضات جديدة بشأن غزة.. والوفد الإسرائيلي يغ ...
- العراق.. الآلاف يحيون ذكرى عاشوراء في كربلاء
- سوريا .. حرائق الغابات تلتهم مساحة أكبر من دمشق وتشكل اختبار ...
- رسائل -تلغرام- وعروض مالية.. وثائق تكشف كيف جنّدت إيران جواس ...
- -إمارة الخليل- مقترح تقدم به شيوخ فلسطينيون للسلام مع إسرائي ...
- بين تغيّر المناخ والتوترات الجيوسياسية: كندا تدخل معركة -كاس ...
- فيديو دعائي جديد منسوب لـ-حسم-.. وتكهنات بمحاولة لإحياء نشاط ...
- بعد خلافه مع ترامب إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب جدبد
- غزة: جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في الدو ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)