أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - منابر العار تهاجم مظلوم عبدي، حين يرتجف الحقد أمام الشرف














المزيد.....

منابر العار تهاجم مظلوم عبدي، حين يرتجف الحقد أمام الشرف


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 12:28
المحور: القضية الكردية
    


إلى أولئك الذين ما زالوا يكتبون بمداد الكراهية، ويعلكون خطاب السلطة الساقطة كما تعلك الضباع جثث الفرائس، نقول، كفى تدليسًا وتزويرًا، فأنتم لم تعودوا حتى بقايا نظام، بل بقايا من الوعي والضمير.
ما نُشر مؤخرًا عن لقاء المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، مع القائد مظلوم عبدي، وما تبعه من ادّعاءات أنه نعته بـ "الإرهابي" أو وجّه له تهديدات، لا يرقى حتى إلى مستوى التلفيق الغبي، بل هو محاولة فاشلة من أيتام البعث وفلول أجهزة الموت، لإعادة تدوير خطاب السلطة المهترئة عبر بوابة "الغيرة الوطنية" الزائفة، بينما هم أنفسهم لا يعرفون من الوطن إلا سجونه ومخابراته.
أولًا، تصريح (توماس باراك) تم تعديله وتصحيحه رسميًا بعد خروجه من قناة الجزيرة، التي بدورها نقلت الصيغة القطرية–التركية المعهودة، الساعية دائمًا إلى شيطنة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، في البداية، نطق باراك بما يشبه "المجاملة الإعلامية"، تحت ضغط ظاهر أو تماهٍ مؤقت مع الخطاب الذي يرضي الدولة الراعية للقناة، لكنه تراجع عن تصريحه لاحقًا في نفس اليوم، بين فيها احترام واشنطن لقوات قسد ودورها في الحرب على داعش، ومن يعرف آليات السياسة الأمريكية، يدرك أن أي تصريح يخرج عن خط وزارتي الخارجية والدفاع لا بد أن يُراجع فورًا، وهذا ما حصل.
ثانيًا، الادعاء السخيف بأن مظلوم عبدي "تعرّض لتوبيخ قاسٍ" ليس إلا محاولة بائسة لتزوير الواقع، تلفيق مفضوح كتبه حاقدون جبناء، لا يملكون شجاعة مواجهة الحقيقة، ولا شرف الاعتراف بمن صنع الفرق في حربٍ كانت سوريا فيها على شفا الهاوية. عن أي توبيخ تتحدثون؟ وكيف يتجرأ أحد على إهانة قائد ميداني كان رأس الحربة في دحر تنظيم داعش، حين كنتم أنتم إما تهربون، أو تبايعون الخليفة المزعوم من وراء شاشات الكراهية أو صالات الفنادق؟
مظلوم عبدي ليس مجرد قائد عسكري، بل هو الشريك الفعلي للتحالف الدولي، والرجل الذي يعرفه جنرالات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) جيدًا، لأنه قاتل إلى جانبهم، وخسر رجاله في المعارك التي لم تجرؤوا أن تكتبوا عنها، فضلًا عن أن تخوضوها. فهل يُعقل أن تُهان قوة تعتبر الضامن الأساسي لعدم عودة داعش، والحاجز الأخير في وجه التمدد الإيراني، وهي من تمسك اليوم بخيوط التوازن في شرق الفرات، بينما من تدافعون عنهم كانوا يسلمون المدن والقرى للخراب، ويركعون في طهران وموسكو؟
إن هذا التهريج الإعلامي المضلّل لا يُقصد به مظلوم عبدي وحده، بل يستهدف المشروع الكوردي الديمقراطي بأكمله، ويصبّ في طاحونة أعداء سوريا الحقيقية، سوريا المتعددة، الحرة، التي لن تصبح مزرعة للخلافة، ولا سوقًا للمرتزقة، ومن يظن أن فبركةً رخيصة كهذه ستهزّ ثقة الشركاء في قسد، أو تزعزع مصداقيتها، فهو لا يعرف شيئًا عن التوازنات، ولا عن التاريخ القريب الذي كُتب بدماء مقاتليها، حين كان الآخرون يبيعون الشعارات على قارعة الخراب.
ثالثًا، من يروّج لمصطلح "الجيش السوري الجديد" فهو إما جاهل أو شريك في التضليل، هذا "الجيش" ليس إلا خليطًا من الميليشيات المتطرفة، والمرتزقة الذين قاتلوا في صفوف جبهة النصرة وأحرار الشام وسواها من التنظيمات التكفيرية، قبل أن يُعاد تدويرهم تحت أسماء جديدة، بأموال تركية ورعاية استخباراتية متعددة الجنسيات، وهو ليس الجيش السوري، بل جيش أردوغان وقطر والصفقات السوداء، لا يحمل من الوطنية شيئًا، ولا من الشرعية سوى ما تمنحه له تقارير الفصائل التي تأتمر بأوامر أنقرة.
رابعًا، قسد لم تُصنّف رسميًا يومًا كمنظمة إرهابية من قِبل واشنطن، أما الربط المتكرر بينها وبين حزب العمال الكوردستاني (PKK)، فهو ادّعاء تركي قديم، تحاول بعض الأوساط تسويقه لحرف الأنظار عن الدور الإيجابي الذي تلعبه الإدارة الذاتية في محاربة التطرف، ومهما حاول المبعوث باراك أو غيره في لحظة توازن دبلوماسي أن يغازل تركيا، فإن الحقيقة تبقى واضحة، من قاتل داعش، من أنقذ الإيزيديين، من دافع عن كوباني، من بنى نموذجًا إداريًا مدنيًا في شمال شرق سوريا، هم قسد والإدارة الذاتية.
خامسًا، إلى أصحاب النص المفبرك، أنتم لا تكرهون قسد فقط، أنتم تكرهون كل من نجا من طاحونة الأسد وداعش، كل من رفض أن يكون عبدًا في حظيرة البعث أو جنديًا في سرايا الظلام، أنتم لا تعادون مظلوم عبدي، أنتم تعادون ما تبقى من شرف سوري، من ذاكرة مقاومة، من تجربة وطنية أرعبت الطغاة لأنها كشفت أن سوريا ممكنة بلا الأسد، وبلا الرايات السوداء.
لا أنتم أصحاب وطن، ولا أنتم أصحاب مشروع، بل مجرد طبول جوفاء تقرعها أجهزة الاستبداد والتكفير كلما خافت من نور الحرية.
أنتم لا تمثلون حتى أنفسكم، أنتم صوت قذر ينبعث من كهوف البعث، ومن قيعان العبودية السياسية. أنتم المشكلة الحقيقية، لا قسد ولا المبعوث الأمريكي. أنتم الخطر الذي جعل من سوريا مرتعًا للاحتلالات، وسوقًا مفتوحة لكل التجارب القذرة.
سوريا لن تكون مملكة، ولا خلافة، ولا حديقة خلفية لأوهامكم.
سوريا ستكون حرة حين تسقط كل أقنعتكم.
وستبقى قسد، وستظل الحركة الكوردية ثابتة كصوت شعب لا يُكسر، وستبقى قضية الشعب الكوردي حاضرة على موائد القرار العالمي، لا كما يتوهّم المنافقون أمثالكم، بل كما يريدها الكورد أنفسهم، أصحاب الحق والتاريخ، وستسقطون أنتم، أنتم من بعتم الصوت والشرف مقابل حفنة أكاذيب، فأنتم لا تمثلون إلا الخيانة، ولا تنطقون إلا بلسان أسيادكم.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
30/6/2025ك



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- تضخيم قصف إيران يكشف صراع الاستراتيجيات بين ترامب والدولة ال ...
- تضخيم قصف إيران يكشف صراع الاستراتيجيات بين ترامب والدولة ال ...
- تضخيم قصف إيران صراع الاستراتيجيات بين ترامب والدولة العميقة ...
- بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُد ...
- بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُد ...
- بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُد ...
- بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُد ...
- أمريكا تُنعش سردية العداء مع النظام الإيراني تمهيدًا لمواجهة ...
- إسرائيل وغايتيها في قصف إيران إزالة النظام وتثبيت الذات في خ ...
- ميزان الخسارة إسرائيل كدولة وإيران كسلطة
- حكومة الجولاني من برلمان بلحى إلى مقبرة مشروع الدولة
- هل بدأت نهاية إيران في ظل الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة؟
- الشراكة اللامركزية السياسية هي الطريق لإنقاذ سوريا
- هل يستفيد الشعب الكوردي من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط؟
- الفرق بين اللامركزية السياسية والإدارية من تفويض الوظيفة إلى ...
- رابطة الكتّاب السوريين أمام امتحان العدالة، الكورد ليسوا خصو ...
- سياسات الأنظمة السورية البائدة تجاه الكورد من القرارات التشر ...
- الفيدرالية ليست منّة، بل خلاص لوطن أُبتلي بالاستبداد العربي ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...


المزيد.....




- السفير ماجد عبد الفتاح عن إصلاح مجلس الأمن: أبقى قابلني.. ال ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: الوحدة العربية حول ...
- نتنياهو في أول زيارة لـ-نير عوز- منذ 7 أكتوبر.. هل اقتربت صف ...
- العفو الدولية تتهم -مؤسسة غزة الإنسانية- بالعمل كـ-أداة في ح ...
- إسرائيل تهاجم العفو الدولية وتتهمها بالانضمام إلى حماس
- مجازر جديدة بحق النازحين والمجوعين في غزة
- ألمانيا تسعى لاتفاقات مباشرة مع طالبان وسوريا بشأن ترحيل الم ...
- لاجئون محبطون بسبب قرار لم الشمل في ألمانيا
- مجازر جديدة بحق النازحين والمجوعين في غزة
- يائير جولان يتهم حكومة نتنياهو بالمماطلة السياسية في صفقة ال ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - منابر العار تهاجم مظلوم عبدي، حين يرتجف الحقد أمام الشرف