جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 00:08
المحور:
حقوق الانسان
تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا محوريًا في نشر الوعي، ومناهضة العنف، والدعوة إلى السلام، خاصة في أوقات النزاعات المسلحة. وقد برز هذا الدور بشكل واضح منذ نشأة هذه المنظمات في الدول الديمقراطية، خصوصًا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث ساهمت في تعزيز القيم الإنسانية، ونشر ثقافة الحوار، والتأثير على صانعي القرار.
في المقابل، غالبًا ما تُواجه منظمات المجتمع المدني بالعداء من قبل الأنظمة الديكتاتورية والشمولية، كما هو الحال في نظام ولاية الفقيه، الذي عمد إلى تقييد نشاطها، واعتقال رموزها، بل وإصدار أحكام بالإعدام ضد بعضهم، نظرا لما تمثّله هذه المنظمات من تهديد مباشر لسلطة الاستبداد.
بحسب جلوبال جورنال، بلغ عدد منظمات المجتمع المدني في العالم نحو 10 ملايين منظمة، وتلعب هذه الكيانات اليوم دورًا فاعلًا في معالجة آثار النزاعات، وتقديم الدعم للضحايا، والدعوة إلى وقف الحروب، عبر تنظيم الحملات، وفضح الجرائم، والتأثير في الرأي العام المحلي والدولي.
ويبرز هذا الدور في تجارب تاريخية وحديثة. ففي حرب فيتنام، لعبت الاحتجاجات الواسعة النطاق في الولايات المتحدة دورًا أساسيًا في إنهاء الحرب، بعد أن ساهمت منظمات مدنية وطلابية وحقوقية في تعبئة الشارع الأمريكي، والضغط على الحكومة لسحب قواتها.
وفي السياق المعاصر، شهد العالم خلال عام 2025 موجة احتجاجات شعبية واسعة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، للمطالبة بوقف الحرب على غزة.
نظمت منظمات المجتمع المدني هذه المظاهرات بالتعاون مع اتحادات طلابية، ومؤسسات حقوقية، ومنصات إعلامية مستقلة، مما شكّل ضغطًا شعبيًا على الحكومات الغربية لإعادة النظر في دعمها غير المشروط للحرب، والمطالبة باتخاذ مواقف إنسانية واضحة تجاه معاناة المدنيين في قطاع غزة ورفح.
لقد تسببت حرب غزة، التي اندلعت في أكتوبر من العام الماضي، في مقتل ما يقرب من 100 ألف شخص، من بينهم 18 ألف طفل، إلى جانب عشرات الآلاف من الجرحى والمشردين. وبما أن الجهود الدبلوماسية الدولية فشلت حتى الآن في وقف العدوان، ولم تُبدِ الدول المؤثرة موقفًا حاسمًا، فإن منظمات المجتمع المدني تمثل اليوم الأمل الحقيقي لتحريك الرأي العام العالمي، والضغط على الأطراف المتحاربة نحو إنهاء هذه الحرب الظالمة.
#جابر_احمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟