|
جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
سمير عادل
الحوار المتمدن-العدد: 55 - 2002 / 2 / 5 - 08:44
المحور:
حقوق الانسان
عزيزي السيد سعادة تحية طيبة .. ارجو نشر مقالي هذا في جريدتكم الغراء
جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
قد نعذر ماري روبنسون مسؤولة حقوق الانسان في منظمة الامم المتحدة ،عندما تتأسف لفقدان الولايات المتحدة الامريكية عضويتها في لجنة مراقبة حقوق الانسان التابعة للمنظمة . فأمريكا كما تعرفها السيدة روبنسون والعالم ، هي اكبر ممولة مادية للمنظمة المذكورة .ودون دعمها "كما هدد عدد من اعضاء الكونغرس بعدم دفع مستحقات بلادهم للامم المتحدة بعد الحادث المذكور "، فلا بد ان تواجه المنظمة العالمية خطر الافلاس.وقد يدفعها ان تتبع سياسة الترشيق -على غرار سياسة صدام حسين عندما اصدر قرار بترشيق الدولة قبيل انتهاء الحرب العراقية-الايرانية مما ادى الى تسريح المئات الفائضين من العمل وكان معظمهم من النساء- حيث غلق عدد من اقسامها لتخفيف او تقليل مصاريفها ورمى عدد من عامليها في سوق البطالة ، وقد تكون من ضمنهم السيدة ماري روبنسون .والعكس صحيح لو اعيد انتخاب امريكا للجنة لكانت روبنسون سعيدة جدا . ان روبنسون تدرك جيدا دورها ومركزها عند حكومات العالم من خلال المنظمة التي تعمل بها، وتفهم ايضا انها عندما تدلي بمثل هذه التصريحات وفي الاوقات العصيبة التي تمر بها ومنظمتها سيكون لها وقعا مؤثرا على مسامع صانعي القرارات في البيت الابيض ووكالة المخابرات المركزية ودهاليز مجلس الشيوخ . والنتيجة ستكون بالتالي على المدى المنظور لصالح مستقبل بقائها في مركزها. لكن ما لم نفهمه ابدا عندما يتوج السيد جورج منصور نفسه ودون سابق انذار مراقبا غير مخولا ومنحازا على مراقبة حقوق الانسان في كردستان العراق ، ليدل بالتالي بتصريحات مثل ماري روبنسون. لكن هذه المرة كي يطرب مسامع الزعيمين القوميين الحاكمين .ويبدو السيد منصور ومن خلال حديثه في الندوة التي نظمها "اتحاد الشبيبة الاشوري" في مدينة تورنتو، التي نشرتها جريدتي "المشرق العربي" و"اخبار العرب" الصادرة في 25 كانون الثاني 2002 عبر بيان او تقرير لم يذكر فيه المصدر، لا يستند على الوثائق الدولية مثل منظمة العفو الدولية وغيرها. وخوفي ان تؤمن المنظمات العراقية العاملة في ميدان حقوق الانسان كما كانت تؤمن جماعة الطالبان بأن منظمة العفو الدولية وغيرها المعنية بحقوق الانسان، بدعة غربية ! قال السيد جورج منصور حسب التقرير المنشور((وتطرق الى اوضاع المنطقة فأكد وجود ممارسة ديمقراطية واحترام لحقوق الانسان)) . نحن نسأل السيد جورج منصور رئيس جمعية حقوق الانسان العراقية-الكندية ماذا عن قيام الاتحاد الوطني الكردستاني باغتيال خمسة من اعضاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مدينة السليمانية في تموز عام 2000 وغلق اذاعته وجميع مقراته الى يومنا هذا ؟ وماذا عن اعتقال العديد من اعضائه واجبارهم بالقوة والتهديد والتعذيب والامتهان من انسانيتهم على توقيع البراءة من الحزب على عادة حزب البعث في السبعينات من القرن الماضي ؟ وهل يدرك السيد جورج منصور ان صحف الحزب الشيوعي العمالي _بوبيشوه لسان حال منظمة كردستان – ممنوعة من الطبع في المطابع الخاصة والتابعة لحكومة الاقليم وممنوعا بيعها وتوزيعها في المناطق التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بشكل علني ؟ وماذا عن غلق الاتحاد الوطني لمقر منظمة النساء المستقلة وغلقه ايضا "لمركز حماية النساء" ملجأ النساء الوحيد في الشرق الاوسط على غرار المراكز الموجودة في كندا ؟ هذه الحقائق موثقة في منظمة العفو الدولية ونشرت في حينها في الصحف الدولية مثل "الحياة"و"الزمان" والمحلية مثل "اخبار العرب" و"المستقبل". وقبل شهرين اغلق الحزب الديمقراطي الكردستاني مقرات الحزب العمل المستقل ومنع جميع نشاطاته وفعالياته -ناهيك عن غلق جميع مقرات الاحزاب التركمانية قبل عام من الان - . ولا ندري ان كان السيد منصور اخبر بهذا الموضوع ام حاول ان يغمض عينه عن هذه الحقيقة اثناء زيارته الى كردستان كي لا يزعل الحزب الحاكم صاحب كمارك ابراهيم الخليل ! عندما خاطبنا السيد جورج منصور حينها حول مختلف خروقات حقوق الانسان في كردستان العراق من قبل الاحزاب القومية الحاكمة والجماعات الاسلامية والجدير بالذكر-قتلت اكثر من 5000 امرأة بتهمة جرائم الشرف- كان الجواب ودون أي عناء ((هناك منظمات لحقوق الانسان في كردستان العراق ولا شأن لنا بها)). لكن لماذا اليوم يتحول السيد منصور الى مراقب لحقوق الانسان في كردستان العراق ،وتجدر الاشارة الى ان جمعيته لم تقل كلمة واحدة عن اغتيال النساء في كردستان العراق وما زال مسلسل العار _قتل الشرف- مستمرا ،ولم تنطق بكلمة واحدة عن قتل الاسرى والتمثيل بالجثث عندما كان الاقتتال دائرا بين الحزبين الحاكمين((راجع كتاب الاكراد في المسألة العراقية لسعد البزاز اضافة الى وثائق منظمتي العفو الدولية مراقبة حقوق الانسان الامريكية )) ولم تتطرق ولو مرة واحدة الى الاعمال التي نفذها جهاز الباراستن القمعي التابع للديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني ضد الذين شاركوا في الاعتراضات الجماهيرية في اواخر عام 2000 في مناطق دهوك ضد مظالم الحكام والمسؤولين وسياسات الديمقراطي بحق الجماهير ،حيث ازدحمت المعتقلات ومورس اعمال التعذيب اضافة الى امتهان كرامتهم مثل السب والشتم والركلات ..بحق المعترضين ؟ الاجابة بسيطة جدا ولقد بينتها في عدد من مقالاتي، نشرت العديد منها في جريدة "اخبار العرب" ومقال واحد في جريدة "المغترب" في عام 2000. ان فلسفة جمعية حقوق الانسان العراقية-الكندية اسوة ببقية الجمعيات العراقية الاخرى ذات نفس الاختصاص المنتشرة في انحاء المعمورة هي ان الانسان مباحة حقوقه في ظل الحكومة البعثية (وفقط)!.وهذه النقطة كانت محل جدل في المؤتمر التأسيسي الاول للجمعية المذكورة حيث كانت مجموعة من الحاضرين من الشخصيات ورموز بعض اطراف المعارضة العراقية –ومن الواضح ان السيد جورج منصور يمثلهم الان – حاولت ان تستثني مناطق كردستان خارج عمل الجمعية للتزلف الى الحزبين القوميين الكرديين والجماعات الاسلامية لانها في "المعارضة" .اضافة الى ان هناك اصوات داخل الجمعية تمثل الحزبين والمجموعات الاسلامية ،ناهيك ان مثل هذه الجمعيات تتشكل رأس حربة ضد نظام صدام واداة ضغط عليه، لا ان تنشر وعي حقوق الانسان داخل الجالية العراقية والعربية وتكون اداة ضغط على جميع القوى السياسية في المعارضة والحكومة بعدم تجاوز حقوق الانسان وتثبيت الحقوق المدنية وان تصبح جزء فاعل في بناء المجتمع المدني والمؤسسات المدنية العراقية .وللامانة العلمية علينا ان نذكر ان الجمعية المذكورة اصدرت بيات حول قتل 47 اسير وهم اعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني من قبل جند الاسلام في نهاية العام المنصرم واشرت الى ذلك الحادث الوحشي في مقال لي "كردستان العراق والاسلام السياسي –جريدة المستقبل العدد 516" لكن اضافة الى ذكر تلك الامانة علينا ان نضيف الى جانبها ،لولا كون القتلى من عناصر الاتحاد الوطني لما كانت جمعيتنا الموقرة والسيد جورج منصوركلف نفسه العناء في اصدار بيان ادانة. عندما أغتال الاتحاد الوطني خمسة اعضاء من الحزب الشيوعي العمالي العراقي كان الخرس مطبقا على الجمعية آنذاك ! انني اختتم مقالي لاقول بأننا لن ندع حقوق الانسان لتتحول الى لعبة سياسية بيد المعارضة العراقية واداة للابتزاز والتملق والكسب المادي والسياسي او ورقة عمل لتحقيق مشاريع تصب في غير صالح الانسان في العراق وكردستان . نحن لا نعترض ابدا ان يكون السيد منصور مراقبا على حقوق الانسان ،بل هذا يفرحنا جدا ولكن بشرط ان ينظر ويعمل من خلال الدفاع عن الانسان، من خلال هويته الانسانية لا من خلال ما يحمله من افكار وتتطابق مع مصالح السيد منصور المادية والذاتية والحزبية .
#سمير_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال
...
-
-اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
-
رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج
...
-
"العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين
...
-
كردستان العراق والإسلام السياسي
-
لا تقلق .. يا بلير
-
CNN قناة الجزيرة و
-
محنة الأطفال في ظل البعث
-
صدام حسين والمرأة العراقية
-
بين هولوكوست والأدب
-
المنطق الوحشي والنفاق السياسي
-
الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
-
مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
-
مفارقات عنصرية
-
ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟
المزيد.....
-
كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقا
...
-
-المملكة المتحدة ستفي بالتزاماتها القانونية-.. لندن تعلق على
...
-
5 شهداء وعشرات الإصابات بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس
...
-
شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس
...
-
مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين
...
-
مذكرة اعتقال نتانياهو.. هل تتخذ إدارة ترامب المقبلة -خطوات ع
...
-
نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلو
...
-
زاخاروفا تعلق بسخرية على تهديد أمريكي للجنائية الدولية بشأن
...
-
ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
-
كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|