أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد سيد رصاص - لماذا أتت أميركا إلى العراق؟














المزيد.....

لماذا أتت أميركا إلى العراق؟


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 12:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان الاحتلال الأميركي للعراق من أهم الأحداث المفصلية التي شهدتها المنطقة منذ انهيار الدولة العثمانية.رغم ذلك,فإن هذا الحدث لم تعالج مرامي وأهداف واشنطن منه,بشكل منهجي ودقيق,من قبل الباحثين العرب,بل تُرك الأمر إلى الأهواء الايديولوجية:الاسلاميون يقولون بأن الأميركان قد أتوا لمحاربة الاسلام,والقوميون يتحدثون عن ضمان أمن اسرائيل,فيما يقول اليساريون أنه النفط,بينما نرى الليبراليون وهم يتحدثون عن اتجاهات أميركية جديدة عقب 11أيلول إلى اسقاط ديكتاتوريات المنطقة ونشر الديموقراطية.كمالم تتناول الأقلام العربية,من جهة أخرى, الذرائع الأميركية لاحتلال بغداد(أسلحة الدمار الشامل-ادعاءات نشر اليموقراطية.............إلخ)إلامن خلال تناولات غلب عليها السجال الدعائي المضاد.
في الستينيات,قال الجنرال ديغول:"من يتحكم بمصير الشرق الأوسط سيقرر مصير العالم",حيث يلاحظ ,في هذا الصدد,بأن الامبراطوريات العالمية أول ماتفكر,بعد أن تستقر أمورها في جوانب المركز,بالمبادرة للسيطرة على المنطقة الممتدة بين دجلة والنيل:حصل هذا من قبل قورش الفارسي وخلفائه بين عامي(539-525ق.م),ومن قبل الإسكندر المقدوني(336-323),ثم من قبل روما بين عامي(64-31) حتى حجزها الفرس عند الفرات,فيما رأينا المسلمون وهم يتحولون إلى قوة عالمية بعد فتح االعراق والشام ومصر,وهو ماحصل أيضاً بعد سيطرة العثمانيين عليها,ثم كانت سيطرة لندن وباريس على المنطقة المذكورة بين عامي1882و1918عاملاً أساسياً في ازدياد التوتر الدولي مع برلين وحاجزاً كبيراً أمام نمو قوة دولية مضادة للعاصمتين.
كانت السيطرة على منطقة الشرق الأوسط عنواناً كبيراً من عناوين الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن,وخاصة بعد تضعضع قوتي لندن وباريس في الخمسينيات,وبالذات بعد حرب السويس,التي طرح على إثرها الرئيس الأميركي أيزنهاور مبدأ(ملء الفراغ):كان ميلان الكفة لصالح واشنطن في المنطقة بعد حرب 1967عاملاً أساسياً في حسم صراع القطبين لصالح واشنطن على الصعيد العالمي,ويلاحظ ,هنا,بأن الولايات المتحدة,بعدأن حسمت الأمور في أوروبا الوسطى والشرقية في خريف1989,قد اتجهت إلى تركيز سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط من خلال اتجاهها إلى التحرش بالعراق,عبرقضايا(تجسس فرزات بازوفت)-آذار 1990-و(الكيماوي المزدوج)-نيسان1990-حتى تمَ وضع صدام حسين في الزاوية الضيقة التي اختار منها ممارسة خطيئة غزو الكويت-آب1990-,وماتولد عن ذلك من تطورات,خلال عقد كامل,كان من الواضح أن السيطرة على المنطقة هي عنوان رئيسي لجهود الإمبراطورية الأميركية الجديدة,التي حصًلت لأول مرة ,منذ روما,وضعية القطب الواحد للعالم.
يروي(بوب وودورد)في كتابه:"بوش في الحرب",بأن رامسفيلد,ونائبه بول وولفوفيتز,كانا يضغطان,بالاجتماع الذي عقده مجلس الأمن القومي الأميركي باليوم الثاني للحادي عشر من أيلول,لصالح"سياسة كانت تريد جعل العراق الهدف الرئيسي للجولة الأولى من الحرب على الارهاب...............-كماأشار رامسفيلد إلى-الإمكانية المتاحة التي تجعل من الممكن استغلال الفرصة التي توفرت عبر الهجوم الارهابي للذهاب إلى صدام حسين مباشرة"(ص49,من طبعة نيويورك2002),إلى أن جرى تحويل ذلك إلى سياسة مقرَرة,بعد"نزهة أفغانستان",عبر خطاب بوش عن (حالة الإتحاد)في الشهر الأول من عام2002.
ربما,وضع الأميركان الكثير من البهار على طعامهم المعد لمائدتهم العراقية,وخاصة (المحافظون الجدد) منهم من أمثال وولفوفيتز وريتشارد بيرل ودوغلاس فايث الآتون من خلفية تروتسكية سابقة,لما تصوروا صيغة جديدة من(الثورة الدائمة),أرادوا نقلها بحرفيتها من صيغتها الاشتراكية التروتسكية إلى مجال(الديموقراطية),متصورين بغداد في وضعية موسكو1917لما أراد تروتسكي تصدير الثورة إلى الغرب. إلاأن ذلك لم يضع أكثر من قشرة رقيقة على الأهداف الاستراتيجية من غزو العراق,كما حددها شخص(هو أقرب إلى (المدرسة الواقعية)التي أسسها كيسنجر)مثل وزير الخارجية كولن باول لما قال ,قبل أسبوعين من الحرب,بأن الهدف هو"إعادة صياغة المنطقة",وهو شيء من الواضح عنده,وعند حركة الإدارة الأميركية في مرحلة مابعد سقوط بغداد يوم9نيسان2003,بأنه لايلامس جدول أعمال ايديولوجي,وإنما يلامس الجغرافية-السياسية للمنطقة,حيث تتيح عملية السيطرة على العراق منصة كبرى لإعادة صياغة المنطقة أوللسيطرة عليها بشكل مباشر أوللتحكم بها من خلال بلاد الرافدين التي تضم مكونات مكثِفة لبنية المنطقة الطائفية والدينية والقومية,والتي كانت أيضاً حاضناً رئيسياً لمجرى تاريخ المنطقة.
أعطت واشنطن الإنطباع,منذ زيارة الوزيرة رايس للمنطقة في أوكتوبر الماضي وحديثها عن"قوى متشددة وقوى معتدلة"بالمنطقة,بأنها قد وضعت جانباً"الخطاب التغييري الديموقراطي",وأنها ستتعامل مع بعض النظم القائمة في سبيل احداث تغييرات استراتيجية بالجغرافية السياسية للمنطقة عبرتحجيم قوى اقليمية متمددة,أولحلحلة الأمور الأميركية في العراق,حيث تدرك واشنطن بأن نجاح مشروعها للسيطرة على المنطقة سيؤدي لاستقرار وضعية القطب الواحد للعالم,فيما هزيمتها فيها ستجعل هذه الوضعية مهزهزة,كما تدرك بأن السيطرة على الشرق الأوسط,بماتعنيه من امساك حنفية النفط الرئيسية للعالم,هي التي ستجعلها تتحكم بعملية منع نشوء قطب عالمي منافس ,ربما يكون طريقه إلى العملقة السياسية-الأمنية ماراً عبر العملقة الاقتصادية.
سيعتمد ذلك,كله,على ماسيجري في العراق,بالمديين القصير والمتوسط............





#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنشقاق الايراني-الأميركي
- حول النظرات اليسارية والعلمانية إلى الاسلاميين:هل كأس البيرة ...
- فلسطين: ضخامة الجهد وهزال الحصيلة
- بين استراتيجيتين
- البنية الاجتماعية وعملية الإنتقال إلى الديموقراطية
- تربيع السياسة العربية
- هل صعود الإسلاميين هو مجرد ملءٍ للفراغ؟
- الماركسية والليبرالية:هل هما غرفتان في بيت واحد؟.........
- إلى أين يتجه السودان؟
- فراغ القوة عند العرب
- التحول الأيديولوجي وترجماته السياسية
- -أليس هناك حدود للمعارضة السياسية؟-
- مواقف القوى السورية المعارضة من حرب12تموز
- لماذا تتمتع اسرائيل بكل هذا التدليل الدولي؟..............-
- مأزق حزب الله:تباين الجهد والنتائج
- الشرق الأوسط:إلى أين يتجه صراع الاقليمي والدولي؟
- آلام المخاض والقابلة الجديدة:هل حصل اجهاض للمشروع الأميركي؟
- في صيرورة ايران جزءاً من الصراع العربي الاسرائيلي
- -هل كانت الفلسفة الإسلامية مجرد جسر بين أثينا والغرب؟.... –
- مسار التسوية:محاولة للمراجعة-


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد سيد رصاص - لماذا أتت أميركا إلى العراق؟