|
حول الستراتيجية الجديدة للرئيس بوش
وصفي السامرائي
الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعترفت السيدة اولبرايت.-وزيرة الخارجية الامريكية السابقة-خلال ادلائها لشهادتها امام الكونغرس -ان السبب الرئيسي للسيناريو الاسود الذي يعيشه بنات و ابناء الشعب العراقي هو تواجد قوات بلادها في بلدهم. لكن السيدة اولبرايت نست او تناست ان سياسات الادارات الامريكية المتعاقبة هي التي نمت الارهاب في عالمنا الاسلامي عن طريق دعمها للانظمة الدكتاتورية في مصادرتها للحريات و ما نتج عن ذلك من فساد مالي و اداري ادى الى تراجع التنمية مسببا فقرا مدقعا وبطالة بلغت ارقام قياسية خصوصا في اوساط الطبقات المسحوقة بالشكل الذي اوجد بيئة صالحة لانتشار الافكار المتطرفة التي اخذ اصحابها يبشرون بها مستفيدين من فشل المشروع اليساري العربي بشقيه الاممي و القومي. كما ان الدعم الا محدود التي قدمته هذه الادارات لسياسات اسرائيل التوسعية في المنطقة و ما سييته من هزائم منكرة للانظمة العربية في معظم حروبها مع اسرائيل تولد عنها حالة من الاحباط و التذمر الشديدين في اوساط الجماهير الشعبية و بشكل خاص عند الشباب و عندما قامت القوات الامريكية بغزو العراق بحجة تحريره من اعتى دكتاتورية عرفها العالم سعيا منها لبناء نموذج ديمقراطي تحتذي به دول المنطقة -حسب ادعائها- لتبدا سلسلة من الاخطاء القاتلة لهذه الادارة في تعاملها مع الشان العراقي عن طريق ذهابها الى مجلس الامن الدولي لتستصدر قرارا يشرعن احتلالها للعراق بعد ان اعلنت ان قواتها ستبقى في العراق الى اجل غير محدود و بدل ان تقوم بتشكبل حكومة علمانية تعمل على اعادة بناء اجهزة الدولة و خصوصا الامنية منها بعد ان انهارت هذه الاجهزة بعيد الاحتلال على اساس المواطنةقامت بتشكيل مجلس الحكم على اساس طائفي وعرقي. كما فتحت الحدود على مصراعيها لدخول الارهاب العالمي الى العراق لنجعل منه ساحة الصراع الاساسية معه دفع ثمنه بنات وابناء الشعب العراقي انهارا من الدم الطاهر و تدمير بنيته التحتية المخربة بالاساس بسبب سياسات النظام السابق و حروبه العبثية و الحصار الجائر الذي فرض على شعبه بقرار اممي. و كرد فعل على هذا الارهاب و غياب السلطة تشكلت المليشيات بحجة الدفاع عن احد مكونات الشعب ليتاجج الصراع الطائفي المقيت في مسعى من الاطراف المتصارعة لتقسيم البلد الى كانتونات عرقيةو طائفية متصارعة مما يسهل على قوات الاحتلال السيطرة عليه بضنها بالاضافة الى سعي بعض دول الجوار لابقاء العراق دولة ضعيفة تتمكن من خلال ذلك السيطرة على اجزاء واسعة منه . وقد ازداد تدخل دول الجوار الاقليمي في الشان العراقي عن طريق دعم الاطراف المتصارعة لافشال المشروع الامريكي او على الاقل توريط هذه القوات في مستنقع لاتتمكن من الخروج منه بسهولة لتدفع بذلك شبح تدخل هذه القوات بشؤنها الداخلية . وبعد ان وصلت امور البلد الى هذا المنزلق الخطير اعلن الرئيس بوش ستراتيجيته الجديدة والمبنية على عدة محاور اهمها زيادة عدة وعديد القوات الامريكية للسيطرة على الاوضاع الامنية المتفاقمة خصوصا في بغداد مقرونة بتحسين اداء القوات العراقية التي بنيت على اساس خاطئ بالضافة الى انها مخترقة من قبل الارهاب والمليشيات مع مغازلة القوة القومية المسلحة لادخالها في العملية السياسية المشوهة مع جهد دبلماسي على بعض دول المنطقة تمثل بالجولة المكوكية لوزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايز لتحشيد تحالف عربي بالضد من ايران مستغلة تزايد مخاوفها من تصاعد النفوذ الايراني في المنطقة ولدفعها نحو التدخل الايجابي في الشئن العراقي . ان حضوض نجاح هذه الستراتيجية ضعيفة ان لم نقل انها مستحيلة كونها تعتمد على ذات القوى التي اعتمدت عليها منذ البداية كون هذه القوى لا يهمها سوى الحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب الحزبية الضيقة ولو على حساب الشعب العراقي. ان الحل الامثل ..-حسب رايي المتواضع- للخروج من هذا المازق يتمثل باعادة النظر بهذه العملية السياسية البائسة وكل ما نتج عنها الذي يحمل في ثناياه قنابل موقوتة ممكن ان تنفجر في اية لحضة مع وضع جدول زمني لخزوج قوات الاحتلال لسحب البساط من تحت اقدام القوى التي تلجا الى العنف بحجة المقاومة و لقطع الطريق امام دول الجوار لمنع تدخلها في شوؤن العراق الداخلية و اقامة دولة علمانية تهيء لانتخابات نزيهة تحت اشراف الامم المتحدة و العمل على صياغة دستور عصري يضمن حقوق كل بنات و ابناء الشعب
#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات حول المصالحه الوطنيه
-
العقليه الاقصائيه لاحزاب الاسلام السياسي
-
الطائفية الاسباب والنتائج و كيفية النعاطي معها
-
الحوار الهاديء سبيلنا للخروج من المحنة
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|