مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قرأت رسالتك أكثر من مرّة ، ومن خلالها تبين أنك إنسانة مفكرة ، وهذا هو بيت القصيد ، ان الذين يفكرون يتعبون لأنهم سيصلون بالنتيجة إلى الحقائق التي تشقي ولا تسر ، لأن ذو العقل يشقى في النعيم بعلمه وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ، هذا هو قدرنا أيتها الأخت ، وعلى فرض وجود الله الصانع لهذا الكون المفزع والمرعب بحجمه وضآلتنا بل تفاهة حجم كرتنا الأرضية أمام الكون الشاسع تصوري أن كرتنا الأرضية بحجمها لاتشكل سوى بذرة سمسم في قاع بحر .. وهذه الملايين من البشر تحتويها حبّة السمسم هذه ، وتريدين من هذا الخالق الجبار أن يغطس في البحر ليدخل في حبة السمسم ويبحث فيها عن ملايين البشر ليهديهم بواسطة أكثر من أربعين نبياً وهو قادر على هدايتهم بشخطة قلم كما يقول المثل ...؟
أيتها الفاضلة كما أسلفت مشكلتنا أننا نفكر ومن يفكر لن ينزل إلى مستوى شارع قد وًئِدَت أفكاره في مُجَسّمٍ زخرفي وانساق يعوم في بحر من الخرافات إلى درجة أنه يمكن لأي إنسان ماكر أو ذكي أن يقنعهم بما يراه هو ويجعلهم مريدين له ولأفكاره ، .. وكيف يفكر الجاهل و80% من الشعوب العربية في مستنقع الأمية وحتى أكثرية المتعلمين منهم وهم 20% غير مفكرين أقصد لاثقافة لديهم ، لأن حامل الشهادة الجامعية وحتى مستوى الدكترة قد يكون في خانة الأميين ثقافياً لأنه لم يكن يقرأ سوى برنامجه الدراسي لنيل الشهادة ، وهناك أيضاً من الذين يقرؤون ولكن في نمطٍ واحد من معتقداتهم ويرفضون قراءة أفكار الآخرين وحتى مجادلتهم ، ومن خلال هذه الحقائق ، فالمفكرون وأقصد المثقفون هم قلّة قليلة ولا يمكنهم فعل شيء أمام أو حيال الجائحة السلفية بامتياز، انهم يقلدون أباءهم وأجدادهم بما شاهدوه منهم وباستسلام مقيت ..
أيتها الأخت الفاضلة ، إذا دخلت مدينة (العوران) يجب عليك أن تضعي يدك على عينك وإلا كنت شاذة ، وعليك أن تسايسي هذه أو تلك الجموع المستسلمة وغير المفكرة والمسيّرة ، وأما أفكارك النيرة لن تستطيعي أن تشاركي بها حتى أقرب المقربين إليك ، لابأس أن تكتبي لنا ، اقنعي نفسك بوجود خالق ، علينا أن نساير الناس في معتقداتهم لأن مجابهتهم إهانة لما يعتقدونه هم وإهانة لإنسانيتهم هذه هي أفكارهم ويجب أن نحترمها ، والمثقفون المفكرون هم إنسانيون بالدرجة الأولى وهم يحترمون الآخرين لأن الإنسانية مجمّع للبشرية، والعاقل المفكر يعرف ماله وما عليه فهو يمارس زبدة الأوامر الدينية دون أن يكون ملزماً لأية جهة ، فلا يقتل ولا يسرق ولايخون الأمانة ولا يكذب ، أما مسألة العبادة فهي علاقة ما بين الخالق والمخلوق وقد تكون العبادة لحظة تأمل بلا أية حركة .. والخوض في مسألة الأديان مشواره طويل ، وفي رسائل قادمة سنحاول الخوض فيها بتعقل ، والآن آسف لأنهاء الرسالة بسبب ظروف طارئة وأنتظر منك الرد وشكراً
ملاحظة : أعيدت الرسالة لخطأ في عنوان بريدك الالكتروني ، يرجى تدارك ذلك ؟
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟