أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - ما يجمع المرتزقة العرب لا يفرّق الشعب العراقي















المزيد.....

ما يجمع المرتزقة العرب لا يفرّق الشعب العراقي


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 544 - 2003 / 7 / 22 - 23:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

لا أحد يمكنه تجنب حقيقة أن العراقيين يعانون هذه الأيام من أوضاع صعبة جدا, إن كان على صعيد الحياة السياسية أو الاقتصادية أو الحياتية اليومية .. فظروف الحرب, والحصار الاقتصادي المزدوج من قبلها,  قد ساهمت وبشكل كبير من تفاقم هذه الأوضاع المأساوية, إضافة إلى تخبط وبطئ إدارة قوات الاحتلال في معالجة المشاكل الآنية التي يعاني منها المواطنون, كتوفير الأمن والعمل والكهرباء والماء والصحة والخدمات الضرورية الأخرى.. 

اليوم وقد تحقق تشكيل مجلس لإدارة الحكم في العراق يجمع طيف واسع من مكونات  شعبنا العراقي, القومية والسياسية والدينية والطائفية .. ورغم أنه وبطبيعة الحال لا يمثل الشعب العراقي كامل التمثيل بسبب غياب أعداد لا يستهان بها من أحزاب سياسية ومنظمات مهنية وثقافية , فإنه يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل الإسهام في تخفيف معاناة الشعب وحل المشاكل التي يواجهها واجتثاث بقايا عناصر النظام المخربة وتقديمها إلى محاكم نزيهة لتنال عقابها الذي تستحقه , وسن دستور للبلاد وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية تحت إشراف دولي وتشكيل حكومة تعبر عن إرادة الشعب العراقي تأخذ على عاتقها إنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق..

وبدل أن يلق شعبنا الدعم والإسناد من (أشقائه) العرب لهذه الخطوة التي تمثل حجر الزاوية في سبيل الخروج بالشعب والوطن من المحنة التي يعيشها, وتحقيق أمانيه في الحرية والديمقراطية , يخرج علينا سماسرة ومرتزقة نظام صدام المقبور من بعض الحكام العرب, وأحزاب ما يسمى بالمعارضة في الأردن ودول عربية أخرى, والسيد عبد الباري عطوان وحتى أمين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى, لكي يشككوا بهذا المجلس ويعتبرونه غير منتخب وبالنتيجة فإنه غير شرعي, ولهذا يجب عدم الاعتراف به كممثل للشعب العراقي !!

لا أدري أين كان كل هؤلاء, وفي أي جب كانوا يعيشون عندما خطف نظام العفالقة, وعن طريق انقلاب عسكري دموي غير شرعي,  ومنذ أكثر من أربعة عقود, حياة وآمال الملايين من أبناء شعبنا, إن كان عن طريق زجهم في حروبه الداخلية ومغامراته الخارجية, أو الذين مارس بحقهم كل وسائل التعذيب والأسلحة المحرمة دوليا, ثم أبادهم ودفنهم في المقابر الجماعية والتي يخجل هؤلاء (القوميين والوطنيين) حتى آخر دولار قبضوه من سيدهم, أن يشيروا إليها لا من قريب ولا من بعيد لكي لا تمس من شرف (الأمة)!! ولكننا نحن العراقيين الذين شملتنا مكارم سيدهم الدموية, نتذكر وجوههم الكالحة وهم يتقاطرون إلى بغداد بملابسهم الفاخرة وحقائبهم المعدة سلفا لاستلام هبات المجرم صدام , كما نشاهدهم عبر شاشات التلفزة, وهم يقبلون أكتافه الملوثة ويده الملطخة بدم أبناء وبنات العراق .. لقد كان كل هؤلاء شركاء في الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق العراق وشعبه, لأنهم في تلك الأيام التي كان شعبنا بحاجة ماسة إلى من يدافع عنه بالكلمة حتى,  ضد دموية وسياسة هذا النظام , كان (الاخوة الأعداء) يكيلون المديح للطاغية ويمجدون باسمه و يحاربون العراقيين وهم في منافيهم القسرية , ويقبضون ثمن هذه المواقف المخزية..أما اليوم وقد زال هذا النظام, وإلى الأبد, فلا نجد عذرا لهؤلاء  للدفاع عن جرائمه سوى كراهيتهم لشعبنا العراقي وعمالتهم لنظام المافيا البائد, وخوفهم الكبير من أن عقل وجبروت وغنى هذا المارد العراقي الذي وطيلة أربعة عقود كان حبيس قمقم كبير, ها هو قد انتفض ويحاول تضميد جراحاته, ويعيد بناء العراق الديمقراطي التعددي والذي سيكون وبسواعد أبنائه قبلة للعالم!!

يتباكى هؤلاء على (استقلال) العراق الذي فرط به, أو كرسه كما يدعون, أعضاء المجلس الانتقالي!! ولكنهم أغفلوا عن عمد, وتناسوا تماما حال العراق في ظل سيدهم,  حينما كانت أعين وكاميرات العالم تغوص عميقا في أدق تفاصيل قصور الدكتاتور ودوره الرئاسية ووزاراته..كما كانت الأمم المتحدة ولا زالت تسيطر على حاضر ومستقبل البلاد من خلال عشرات القرارات الدولية بعد غزو النظام المقبور الكويت عام 1990 .. أما أجوائه فكانت تزمجر فيها طائرات (الأعداء),  تقصف وتتجسس وتمنع تحرك طائراته , حتى المدنية منها..أما حرمة واستقلال الوطن, فحدّث ولا حرج , فالعراق كان مقسما جغرافيا ضمن خطوط عرض فرضها (العدو) , كما اقتطع كامل إقليم كردستان من سيطرة النظام , وطرد جميع أعوانه ومؤسساته العسكرية والمدنية من الإقليم .. بينما كان (الغرباء) يدخلون ويخرجون بحرية تامة من حدوده الشمالية والشرقية والغربية دون أن يتجرأ النظام لمنعهم!! فالحقيقة التي لا يستطيع هؤلاء المرتزقة حجبها بغربالهم, كما يقولون, هي أن هذا النظام المقبور هو من فرط باستقلال الوطن وحريته بسبب سياسته القمعية الرعناء وعنجهيته وحروبه المدمرة!! أما هم فكانوا يصورون كل هذا العار وكأنه انتصار كبير!! ولا أعتقد أنهم أغبياء, أو مغفلين, لا يعرفون الحقيقة, ولكن معدنهم الرديء والفاسد قد تعود على الغش والخداع والرشوة..

أما المآخذ الأخرى لدى هؤلاء السادة على هذا (المجلس المؤقت), أن جميع أعضاءه غير منتخبين, أتفق معهم في هذا.,. ولكن لا أحد يدعي بأن هذا المجلس سيكون الحاكم الناهي لأجل غير مسمى, ولهذا أطلق عليه (مجلس الحكم الانتقالي المؤقت) , وبعكس ما يحدث اليوم في الدول العربية, من أن الغالبية العظمى من حكوماتها جاءت عن طرق غير شرعية , أو عن طريق تزوير الانتخابات , كما يحاول بعض حكامها تحويل بلدانهم إلى إقطاعيات تدار ضمن العائلة .. لذلك فإنها بحق أنظمة استبدادية غير شرعية, لا بل أن غالبية الدول العربية مرتهنة سياستها (بالأجنبي)!!

ويستهوي هؤلاء أيضا العزف على أوتار الطائفية, ومحاولة دق إسفين بين القوى السياسية والدينية, أملا في زرع بذور الإحتراب الداخلي, مما سيضعف الجبهة الداخلية ويشقها,  ويمهد الطريق لعناصر النظام المقبور القفز ثانية إلى الحكم, أو هكذا يحلمون!! لقد برهن شعبنا, ورغم انهيار مؤسسات الدولة بعد سقوط النظام, وعودت الحياة ثانية لأحزاب سياسية عراقية عريقة وظهور العديد من التنظيمات والأحزاب السياسية لأول مرة منذ عقود من السنين, برهن هذا الشعب على أنه جدير بتنظيم حياته السياسية, وحريص كل الحرص على وحدته الوطنية,  فبدل التناحر والإحتراب, ساد جو من الألفة والتعاون بين تلك القوى, رغم التنافس الحر الذي تشهده الساحة العراقية والذي نأمل أن يستمر.. وهكذا سحب شعبنا البساط من تحت أقدام هؤلاء المرتزقة من إمكانية التعكّز على إبراز الطائفية والتنوع العرقي والديني, من أجل شق الصف الوطني العراقي   

وبما أننا نحن العراقيون قد سئمنا وذقنا الأمرين , وقد عشنا تحت ظل حكم دكتاتوري شمولي , لا يسعنا إلا أن نعطي الفرصة لهذا المجلس الانتقالي وأعضائه أن يثبتوا جدارتهم لتنفيذ مطالب شعبنا ومن ضمنها إعادة الدورة الاقتصادية المدنية للبلاد وإعادة الأمن والنظام والاستقرار في العراق, وحل المشاكل الجذرية التي تطالب بها فئات واسعة من أبناء الشعب مثل( توفير العمل والماء والكهرباء والخدمات الحياتية الضرورية..الخ) , وسن دستور للعراق والتهيئة لانتخابات حرة ونزيهة وتحت إشراف الأمم المتحدة ينبثق منها سلطة وطنية تمثل الشعب العراقي , ومن مهامها الرئيسية إنهاء الاحتلال الأجنبي.. 

وأخيرا نهمس في آذان هؤلاء المرتزقة من أن نعيقهم اليومي ودس الأكاذيب في نشرات أخبارهم وتصريحاتهم ضد شعبنا العراقي , لن يزيدنا إلا تصميما بالمضي قدما صوب تحقيق أهداف شعبنا في التخلص من بقايا شراذم البعث المنهار, وإحلال الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان مكان قمع وإرهاب وحروب الطاغية ونظامه المقبور ..    

      



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر: حول إدارة تكنوقراط عراقية مستقلة !
- متى يتحرر العراق من الإعلام المنحاز؟
- من وراء الاعتداءات على الكلدوآشوريين في بغداد والبصرة؟
- السيد والمسود في العراق في عصر ما بعد الاحتلال
- سقط القناع.. وبان الوجه القبيح لمستحقات الحرب
- حركات السلام: بين طبول الحرب والمطالب العادلة للشعب العراقي! ...
- لكي لا يقع شعبنا العراقي في شرك الأكاذيب مرة أخرى !!
- اليسار العراقي ..ضرورة وصمام أمان للديمقراطية وحقوق الإنسان
- وداوني بالتي كانت هي الداء !
- ضباب لندن يطبق على نتائج مؤتمر المعارضة العراقية!!
- باقة حب إلى الحوار المتمدن
- مسرحية فاشلة من مشهد واحد
- حلم من ذاكرة التأريخ !!
- هل نزع سلاح النظام العراقي ..أو تغيير النظام .. يمر عبر خيار ...
- لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!
- الشرعية الدولية...بين مفهومين
- النفط والبارود..وعود ثقاب !
- عندما تصبح الوطنية عيبا ..والعمالة للإجنبي فخرا
- قانون تحرير العراق ..أم قانون إحتلال العراق..هذا هو السؤال ...
- من تخدم الحملة الشرسة على اليسار العراقي؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - ما يجمع المرتزقة العرب لا يفرّق الشعب العراقي