أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - محنة الشعر العربي مع الحرب الأخيرة














المزيد.....

محنة الشعر العربي مع الحرب الأخيرة


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 19:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يملك الشعر إلا أن يكون شعرا؟
ثم هل قال لكم الشعر يوما بيعوا سيادتكم؟
هل يخطر على بال أحد أن ينصحكم بهذا دريد بن الصمة او عروة بن الورد أو عنترة بن شدّاد؟
سؤال راودني غداة الاتفاق الأخير بين إيران وإسرائيل، عندما عاينت وابلا من الشتائم واللعنات تلوكها الجموع غضبا على الشعر العربي.
- الناس مع الناس ونحن لا نزال في " لمعت كبارق ثغرك المتبسم"!
- الدول الكريمة تغزو الفضاء ونحن لا نزال في "طال الثواء على رسوم المنزل بين اللّكيك وبين ذات الحرمل"!
- الشعوب الأخرى مع الذكاء الاصطناعي ونحن مع " وتلفّتت عيني فمذ وليت عني الطلول تلفّت القلب"!
وهذه خصيصة عبرانية الهوى تنخر في الجزء الكبير من شعوبنا مع الأسف. ذلك أن الثقافة العبرانية التي تشكل لحمة وسدى بنيتنا العقلية والوجدانية اليوم، تنكّرت للشعر منذ غزوها الأوّل للحجاز.
ثم ما أعرفه وأنا شاهد على القرن الماضي والقرن الحالي، أن الناس عزفوا عن الشعر منذ سنوات عديدة تصل إلى نصف قرن تقريبا. فالفصحى لا يتحدثها الناس حتى في جامعاتنا ومنتدياتنا. والشعر لا يوجه الحياة عندنا منذ مدة. ولا يغمر الافئدة، ولا يتمثل به الناس إلا نادرا. فهو ليس ظاهرة عندنا. فلماذا نلبسه أخطاءنا وانتكاساتنا؟
الذي أعرفه أيضا، هو أننا منذ مدة مع " الزح ندح امبو" أو مع " سيدي الطالب دير ليا زوج كتوب واحد ليا وواحد للزرقة باش اتوب"... هذا هو السائد. ومع ذلك لا يلقى من اللعنات ما يلقاه امرؤ القيس ولا أحد يجرؤ على تحميله ما يُتّهم به الشنفرى.
في منتديات وقنوات فرنسية مثلا، كم مرة رأيت سياسيا أو اقتصاديا أو رجل أعمال أو حتى متداول عملات، يتمثل بأبيات لفكتور هوجو أو بكلمة لفولتير. وهم يفتخرون بذلك، ولم يردنا في أرشيف الاحتلال النازي لفرنسا أن كال الناس هناك شتائم لفولتير أو لموليير بسبب الاحتلال. وهذا حال جميع الأمم في العالم. من آسيا إلى أمريكا اللاتينية، إلا نحن!
هل يسب الناس شكسبير في بريطانيا؟ أم هل يسبون همنغواي في أمريكا؟ أو طاغور في الهند. هل يسب اللاتين غارتيا ماركيز؟ كم شككنا في شفافية نوبل نجيب محفوظ. بل و جازيناه بطعنة عبرانية مباركة. أعرف طبيبا ولد سنة 1982، أي بعد وفاة طه حسين بثماني سنوات. وهو طبيب متكون بالفرنسية، ولا يعرف من الثقافة العربية إلا ما يحتاجه في دينه من الزاد العبراني الدخيل. أي ان الأدب العربي كافة بأعلامه وأزلامه ليس من حقل اهتمامه، ومع ذلك وجدته يستشيط غضبا ويسب ويلعن طه حسين كيفما اتفق. وفي إيابي من عنده حدثني سائق الأجرة – وهو الأمّي المسحول تماما- عن "العقلية العربية" القابعة في حديث القيان والجواري وشعر أبي نواس. لدى وصولي إلى البيت، شاءت لي وفرة الوقت إلى المغرب أن أزور جارنا العجوز، فوجدته في ضيق من خلل بكهرباء بيته. فقلت لا عليك، سنصلح الامر حالا. فسألني في براءة، برأيك ما سبب العطل؟ أجبته ساخرا وناقما وآسفا في آن:
الشعر العربي...



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
- من القديم الراهن 3
- من القديم الراهن 2
- من القديم الراهن 1
- المكر الأزلي
- عبور الجزائر.. محاذير في الطريق.
- تحدي الساعة
- خصائص العبور الجزائري الجديد و كيف نحافظ عليه
- المثقف العربي بين النظام و بين بنية النظام
- حقوق العصر.. تحقيقات في جريمة ازدراء العقل و معاداة الإنسان
- علاقة داعش بالخلافة الأمريكية
- تسامح الجزائر مع اكتساح النشاط الطقوسي/السياسي للمجال العام
- سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر
- مصر تصحح مسار الربيع
- الإلحاد و الإسلام
- هوس الإعجاز عند المسلمين
- لعنة الاستراتيجيا
- طبيعة الرهان الديمقراطي في المجتمع الجزائري
- الربيع الأمريكي بالمنطقة العربية
- اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - محنة الشعر العربي مع الحرب الأخيرة