مصطفى حجي
كاتب وناقِد
(Mustafa Hajee / Mustafa Alhaji)
الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 02:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا كان هناك إله بالفعل، وخلق هذا العالم بهذا الشكل عامدًا متعمّدًا، فهو لا يستحق الحمد، بل جلسة تحقيق.
خلق عالمًا يفيض بالفوضى، مليئًا بالكوارث، الحروب، الظلم، الأمراض، والانقراضات.
أنشأ حياة يشوبها العذاب أكثر من الفرح.
خلق أرواحًا تنكسر، وقلوبًا تنفطر، ونفوسًا تتحطم… ثم تركنا نتخبط بين المذاهب والمعتقدات، وكل فريق يذبح باسم "الحق".
لو أن مهندسًا صمّم عمارةً بهذا السوء، لانتهى به الأمر في السجن.
فكيف لا يُسأل "الخالق" عن كل هذا العبث؟
عذر "الابتلاء" و "الحكمة الإلهية" و "الاختبار" ليس إلا تغطية باهتة لواقع غير قابل للتبرير.
ثم يقولون لك: "لا يجوز أن تحاكم الله بعقلك!".
جميل... إذًا لماذا خلق لي عقلًا أصلًا؟ لماذا منحني أداة التفكير، ثم يطالبني بتعطيلها كلما تعلق الأمر به؟
الإله الذي يغضب من الأسئلة، ويعاقب على التفكير، لا يستحق الاحترام… بل يستحق الشك.
عالم يموت فيه الأطفال، وتُرتكب فيه الإبادات الجماعية تحت رعاية "الرحمن الرحيم"
آسف، لكن ما هكذا يكون الإله… هذه أفعال الطغاة.
إنه ديكتاتور ميتافيزيقي يوزّع الهلاك، ثم يُطالبنا بالسجود.
أيها الإله -إن كنت موجودًا- لا أطلب منك تفسيرًا معقدًا
فقط اعتذر.
اعتذر عن كل هذا الخراب الذي زعموا أنك أتقنته.
وإن لم تعتذر، فلا تلُمني إن أعلنتُ تمرّدي، أو آمنتُ بالعدم بديلًا عن جنتك الموعودة.
والسلام.
#مصطفى_حجي (هاشتاغ)
Mustafa_Hajee_/_Mustafa_Alhaji#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟