أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب: السياسات الأمنية في العراق بين التحديات والإصلاح














المزيد.....

في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب: السياسات الأمنية في العراق بين التحديات والإصلاح


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 09:54
المحور: المجتمع المدني
    


في السادس والعشرين من حزيران من كل عام يحيي العالم اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب في رسالة إنسانية وأخلاقية تؤكد أن الكرامة لا تُنتزع بالقوه وأن العدالة لا تُبنى على الألم.
وفي العراق حيث لا تزال الذاكرة الوطنية مثقلة بإرث من العنف والانتهاكات تبرز الحاجة الملحة إلى مراجعة شاملة للسياسات الأمنية بما يضمن ألا يتحول الأمن إلى ذريعة لانتهاك الإنسان.
إرث ثقيل وتحديات متراكمة خلال العقود الماضية تعرض العديد من العراقيين لممارسات عنيفة في السجون ومراكز التحقيق بعضها موثق وبعضها لا يزال في طي الكتمان.
ورغم التحولات السياسية والدستورية بقيت هناك فجوة بين النصوص القانونية والممارسات الميداني خاصة في ما يتعلق بآليات التحقيق وضمانات حقوق الموقوفين وغياب الرقابة المستقلة على أماكن التوقيف الاحتياطي والموسسات الاصلاحية.
التعذيب كأداة فاشلة للأمن التعذيب ليس فقط جريمة أخلاقية وقانونية بل هو أيضًا أداة غير فعالة استخباريًا، فقد أثبتت التجارب أن الاعترافات المنتزعة بالإكراه غالبًا ما تكون مضللة، وتُفقد الأجهزة الأمنية قدرتها على بناء ملفات قضائية متماسكة، والأسوأ من ذلك أنها تقوّض ثقة المواطن بمؤسسات الدولة وتخلق بيئة خصبة للكراهية والانقسام.
الحاجة إلى إصلاح أمني شامل لكي تستعيد الاجهزه الأمنية في العراق ثقة الشارع فإن الإصلاح لا يجب أن يقتصر على تطوير المعدات والأنظمة، بل يجب أن يشمل:
تحديث آليات التحقيق والتحقيقات الجنائية بعيداً عن الاعتراف كدليل وحيد.
تدريب العناصر الأمنية على حقوق الإنسان وقوانين المعاملة الإنسانية.
إنشاء وحدات مستقلة لمراقبة الموسسات الاصلاحية واماكن التوقيف الاحتياطي.
ترسيخ مبدأ المحاسبة القانونية لأي تجاوز مهما كانت رتبته.
منطق الدولة لا منطق الانتقام إن إحياء هذا اليوم في العراق يجب ألا يقتصر على إصدار البيانات بل يجب أن يتحول إلى محطة تقييم صريحة للسياسات الأمنية، ومحفز لتأسيس عقل أمني جديد، يرى في العدالة عنصر قوة لا ضعف، ويؤمن بأن محاربة الجريمة لا تعني سحق حقوق الإنسان بل تتطلب توازنًا دقيقًا بين الفاعلية الأمنية والالتزام القانوني.
الخلاصة
الكرامة ليست خيارًا إنها حق والأمن الذي لا يحترم الإنسان فهو أمن هش قابل للانهيار عند أول اهتزاز سياسي أو اجتماعي فلنجعل من هذا اليوم الدولي منطلقًا حقيقيًا لبناء منظومة أمنية عراقية، تنطلق من قيم المواطنة وتحترم الدستور وتُحاكم من يعذّب لا من يُعذّب.



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الثانيه عشرلفرار اخطر المحكومين بتاريخ البشرية
- أثر الحروب الإقليمية على الأمن الداخلي العراقي
- القاضي القدوة..حين يكون الضمير قاضياً
- دور هيئة الراي بوزارة الداخلية بين حقبتين
- نقد لثقافة الفكر الدكتاتوري (رغبة الأمر. أمر)
- الشرطة ومبدأ -نفّذ ثم ناقش- الطاعة بين الانضباط والقمع
- دبابيس حادة في خارطة الأمن
- دور الأمن المناطقي في تحقيق الأمن الشامل
- قمة بغداد وإزالة المظاهر العسكرية خطوات نحو المدننه
- دور قائد الشرطة في رصد المتميزين ورعايتهم وإنصافهم
- اشتراط الفحص النفسي والسلوكي لشغل المناصب القيادية بالشرطة ب ...
- جرائم الجمال موت مؤجل خلف أبواب مراكز التجميل
- مدى قانونية التفتيش الجسدي للمواطنين في الشوارع من قبل المفا ...
- مافيات الفصول العشائرية..ابتزاز باسم العرف
- تحليل إحصاءات الانتحار للاشهر الثلاث 2025
- التحديات التي تواجه مراقبة غرف التحقيق
- ماذا تعلمت من مهنة الشرطة
- قراءة في حادث المهندس بشير من زاوية الإصلاح الجنائي
- قراءه احصائية للحوادث المرورية خلال عيد الفطر
- صورة رجل الشرطة بالمسرح العراقي


المزيد.....




- ثمانون عاما على ميثاق الأمم المتحدة ... هل مازال يحتفظ بدوره ...
- -الوحدة الشبح-: شكوى دولية تتهم قنّاصيْن فرنسييْن-إسرائيلييْ ...
- اعتقال إسرائيليين اثنين بتهمة التجسس لصالح إيران
- اعتقال زوجين في إسرائيل بتهمة التجسس لصالح إيران
- صحيفة معاريف تكشف كواليس اعتقال إسرائيليين بتهمة التجسس لصال ...
- شهيدان واعتقالات وإصابات في تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة ال ...
- بالتفاصيل.. اعتقال زوجين في إسرائيل بتهمة التجسس لصالح إيران ...
- ممثلو دول العالم بالأمم المتحدة يُحيُّون شهداء العدوان الصهي ...
- إيران: على مجلس الأمن والأمم المتحدة اعتبار اميركا و-اسرائيل ...
- منظمات حقوقية: حملة اعتقالات وإعدامات تطغى على إيران عقب الح ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب: السياسات الأمنية في العراق بين التحديات والإصلاح