ناضل حسنين
الكاتب الصحفي
(Nadel Hasanain)
الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 23:36
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
يثير القصف الإيراني لقاعدة "العديد" الأمريكية في قطر الكثير من التساؤلات حول أهدافه الحقيقية ودلالاته، خاصة في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن. فعلى الرغم من إعلان إيران أنها استهدفت أكبر قاعدة أمريكية في الخليج، فإن النتائج الميدانية للهجوم كانت شبه معدومة؛ لم تُسجل إصابات أو أضرار تُذكر، ما يُشير بوضوح إلى أن الضربة لم تكن مصممة لإلحاق الأذى الفعلي بالجانب الأمريكي، بل جاءت كرسالة سياسية وعسكرية مركّبة.
من الناحية العسكرية، يبدو أن إيران حرصت على تنفيذ رد محسوب بدقة، إذ تزامن الهجوم مع إعلان مسبق وتوقعات أمريكية بتحرك إيراني، مما أتاح للولايات المتحدة إخلاء القاعدة والاستعداد بأنظمة الدفاع الجوي.
هذا الترتيب يُظهر أن طهران سارت على خط دقيق للغاية: وجهت ضربة رمزية دون أن تدفع واشنطن إلى رد شامل قد يخرج الأمور عن السيطرة. اختيار قاعدة "العديد" تحديداً يحمل رمزية كبيرة، فهي مركز الثقل العسكري الأمريكي في المنطقة، لكن التنفيذ جاء بطريقة تضمن بقاء الرد في إطار الرسائل دون التسبب في تصعيد عسكري مباشر.
أما من الناحية السياسية، فقد أرادت إيران أن تُظهر لشعبها وبيئتها المؤيدة أنها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الهجمات الأمريكية، وأنها قادرة على الرد حين تقتضي الحاجة.
في الوقت نفسه، حرصت على عدم تجاوز الخطوط الحمراء مع واشنطن، لتجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تهدد استقرارها الداخلي وتفاقم أزماتها الاقتصادية.
بهذا المعنى، يمكن وصف الضربة بأنها من باب "رفع العتب الاستراتيجي": إيران لا تريد أن تبدو ضعيفة أمام الداخل والخارج، لكنها أيضاً لا ترغب في حرب شاملة في ظل ظروفها الداخلية الهشة.
في المحصلة، الضربة الإيرانية لقاعدة "العديد" كانت محسوبة بدقة، وموجهة بالدرجة الأولى لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية، أكثر من أي هدف عسكري ميداني. هو رد بحجم الصورة، لا بحجم الفعل، يعكس رغبة إيران في الحفاظ على هيبتها وردع خصومها دون المغامرة بمواجهة قد تكون عواقبها وخيمة في هذا التوقيت الحساس.
#ناضل_حسنين (هاشتاغ)
Nadel_Hasanain#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟