أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُدفن -1














المزيد.....

بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُدفن -1


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 09:04
المحور: القضية الكردية
    


لن يفلح أيتام عهد مصانع الموت، ولا كَتَبة الخراب، في ضرب وحدة المجتمع السوري الجديد، ذلك المجتمع الحيّ الذي يسعى، رغم كل الجراح، إلى استعادة لحمته التي عرفها في عهد الاستقلال، يوم كانت المحبة والوئام دستورًا غير مكتوب بين أبنائه.
حينذاك، لم تكن الانتماءات عبئًا، بل ثراءً، ولم تكن الجغرافيا خندقًا، بل جسرًا، كان الكوردي والعربي، السرياني والآشوري، المسلم والمسيحي، سويّةً، يبنون الحلم السوري الكبير، ويكتبون فجر الخلاص من المستعمر الفرنسي، لا بأصوات البنادق وحدها، بل بعزف القلوب على أوتار الأمل.
ذلك الماضي الوطني الجميل، لا يزال حيًا في الذاكرة، لا يمكن لأحقاد البعثيين الجدد أن تطمره، ولا لأبواق الحقد أن تطفئ نوره، فكل محاولة لضرب التآلف بين مكونات سوريا، إنما هي طعنة في جسد الوطن، لن يكتب لها الخلود، لأن الشعوب التي ذاقت طعم التضامن، لا تعود تقبل الفتنة صنمًا جديدًا يُعبد.
ثمة فرق هائل بين من يكتب دفاعًا عن ذاكرةٍ، وعن أرضٍ، وعن تاريخٍ تعرض للتهميش والمسخ، وبين من ينبش القمامة ليعكر بها صفاء نهر الفرات، وجمالية الجزيرة الكوردستانية، وبين من يحاول ترميم الفجوات بين المكونات الوطنية، وبين من يستبطن الحقد ويحمل مطرقة البعث ليهوي بها على جمجمة الحقيقة.
نكتب هذا دفاعًا عن الحقيقة أولًا، وعن الكرامة التاريخية للمجتمع السوري الذي أُريد له أن يُمحى ثانيًا، وعن العلاقة التي نُحسن الظن بها، ونتألم حين يجرحها من لا خَلق له ولا خُلق.
إلى الذين جمعتنا بهم أرض سوريا كوطن، والجزيرة كجغرافية كوردستانية، وتداخلنا معهم تاريخًا وعِشرة ودمًا وزرعًا، إليكم نناشد ضمائركم، أن تردوا وتُسكتوا ألسنة الحقد الرخيص، وأقلام التزوير فلول مصانع الموت، الذي يسطرون كلمات متقيّحة، لا هي تاريخ ولا هي سرد ولا هي رأي، بل كراهية محضة مغلّفة باستعارات الجراد، واستبطانًا فاضحًا لأفكار البعث في عنصريتها وفاشيتها تجاه الكورد.
أحد من شريحة مقيته، لا تستحق حتى صفة "كاتب"، بل هو ذيل ثقافي متعفّن، أُفرغ في مستنقع الإقصاء والكذب، وظن أنه يمسك قلمًا، فخربش به على ذاكرة التاريخ، يجهل أنه حين يكتب، يكشف عن خوائه، وعن ثقافة الكراهية التي عجزت أربع عشرة سنة من الثورة السورية أن تشذبها فيه.
مقال "الذين جاؤوا مع الريح" ليس مقالة، بل نَفَسٌ متعفنٌ، ينبعث من مستنقع أيديولوجي فلول بناة سجن صيدنايا ومسالخ أقبية الفروع الأمنية، يُعيد إنتاج خطاب سلطة سقطت أخلاقيًا وتاريخيًا، لكنه يحاول إحياء مصانع الموت، عبر خزعبلات مموهة بشعرية جوفاء.
يا أبناء الوطن السوري، وأحرار الجزيرة الكوردستانية، انتبهوا إلى ما يعبث به أحد أيتام البعث، يحاول خلق الفتنة بين المجتمع، من خلال كتابات عنصرية، كالتنصل من كل الحقائق الجغرافية والتاريخية التي توثق كيف احتضن الشعب الكوردي، في أعالي الجزيرة الفراتية، العشائر العربية الهاربة من منطقة حائل بين عامي 1880 و1910م، بعد هزائم متتالية أمام قبائل عنزة لآل سعود. أو من هربوا من الجنوب النجدي، عبروا الصحراء، واحتموا بظل الجبال الكوردية، وكان الكورد لهم ملاذًا، لا خصمًا. هذه الوقائع مثبتة في مذكرات الرحالة الأوروبيين مثل الليدي آن بلَند (Lady Anne Blunt) التي زارت الجزيرة أواخر القرن التاسع عشر، ودوّنت مشاهداتها عن انتشار العشائر العربية في سهول كوردستان، واحتضنت الأخوة والعقيدة الشعبين.
فمن يلوّث نهر الذاكرة بالكذب، لن يُغيّر مجرى الحقيقة. والتاريخ، وإن طال إنكاره، لا يُمحى ببلاغات الحقد، ولا تُحرّف خرائطه بخربشات المرتزقة. ستبقى الجزيرة الكوردستانية شاهدة على الأخوّة التي احتضنت الشعبين، وعلى خيبات من باعوا الضمير ليشتروا الوهم.
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
20/6/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تُنعش سردية العداء مع النظام الإيراني تمهيدًا لمواجهة ...
- إسرائيل وغايتيها في قصف إيران إزالة النظام وتثبيت الذات في خ ...
- ميزان الخسارة إسرائيل كدولة وإيران كسلطة
- حكومة الجولاني من برلمان بلحى إلى مقبرة مشروع الدولة
- هل بدأت نهاية إيران في ظل الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة؟
- الشراكة اللامركزية السياسية هي الطريق لإنقاذ سوريا
- هل يستفيد الشعب الكوردي من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط؟
- الفرق بين اللامركزية السياسية والإدارية من تفويض الوظيفة إلى ...
- رابطة الكتّاب السوريين أمام امتحان العدالة، الكورد ليسوا خصو ...
- سياسات الأنظمة السورية البائدة تجاه الكورد من القرارات التشر ...
- الفيدرالية ليست منّة، بل خلاص لوطن أُبتلي بالاستبداد العربي ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- سوريا تحت خوذة المتطرفين، الجيش الذي لم يعد وطنيًا
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- الرهان على الحراك الكوردي بين النقد الحصيف والدعم الثابت
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- نداء مفتوح إلى سعادة السفير الأمريكي في أنقرة،


المزيد.....




- رايتس ووتش تحذر من تمرير قانون -يحرم ملايين الأميركيين من ال ...
- العقوبات أحادية الجانب، انتهاك لميثاق الأمم المتحدة
- المغرب وتشريف المنصب
- إيران.. اعتقال 3 أشخاص في سيارتين بحوزتهم 22 ألف رصاصة
- شبح المجاعة يلاحق اللاجئين السودانيين وسط تحذيرات أممية من ت ...
- اعتقال ومقتل 52 جاسوسًا للموساد في سيستان وبلوشستان
- ميرتس يدافع عن مراقبة الحدود أمام المهاجرين.. ما مصير منطقة ...
- قضية بوب فيلان وفرقة نيكاب تظهر نفاق اليمين بشأن حرية التعبي ...
- عاجل| أكسيوس عن ترامب: سيتعين علينا اعتقال زهران ممداني إذا ...
- الأونروا: توزيع المساعدات في غزة أصبح مصيدة موت.. والسكان يو ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُدفن -1