قاسيون
الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربما تفكر الآن بالبحث عن هذه العبارة على غلاف أحد الكتب التي اعتدنا أن نراها تفترش الأرصفة في وسط العاصمة مع كتب أخرى كثيرة من مجموعة الـ(كتاب بعشرة) مثل: «كيف تصبح مليونيراً خلال عشرة أيام» و «تعلم الألمانية في أسبوع» و «صناعة البيتزا» وغيرها كثير.
وإذا صدق حدسنا فأنت قررت فور قراءة هذه العبارة أن تتنازل عن عشر ليرات سورية لشراء هذا الكتاب فور العثور عليه، كونك تعيش في بلد استفحلت فيه مشكلة البطالة، مما يجعلك تضحي عن طيب خاطر بهذا المبلغ من حر مالك على أمل العثور على حل أكيد لهذه المشكلة اللعينة بين صفحات هذا الكتاب.
إذا كان الأمر كذلك، فننصحك بألا تفعل. فهذه العبارة ليست عنواناً لكتاب كما أننا لم نقصد بها الإثارة والتشويق المجاني، ونحن هنا سنوفر عليك مجهود البحث عن الكتاب، كما سنوفر عليك مالك، وسندلك على الطريق الأسرع للقضاء على البطالة. فمشكلة البطالة لها حل، وحل فوري أيضاً، ويكفي أن تتعرف على الاختراع المسمى «المجموعة الإحصائية السورية”» الذي يبدعه المكتب المركزي للإحصاء لتتأكد بنفسك.
فقد (تم تخفيض) معدل البطالة من 12.3% عام 2004 إلى 8% فقط عام 2005 !
فماذا يعني تخفيض معدل البطالة من 12.3% إلى 8% خلال سنة واحدة فقط؟!
إنه يعني ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أنه تم تأمين حوالي 375 ألف فرصة عمل خلال عام واحد (على ذمة الاختراع المذكور). وإذا علمت أن القطاع العام استطاع توفير أقل من 35 ألف فرصة عمل خلال ذلك العام، فيجب عليك أن (تقتنع) أن الـ 340 ألف فرصة عمل الباقية وفرها القطاع الخاص في سنة واحدة، مما سيولد لديك انطباعاً بأنك أينما التفت ستجد حولك عدداً هائلاً من الإنجازات والمشاريع الجديدة الخاصة التي استطاعت تشغيل معظم العاطلين عن العمل بوقت قياسي. فإذا تلفتّ حولك ولم تجد شيئاً من هذه المشاريع، فهذا يعني أن فرص العمل هذه كانت فقط على الورق وتحديداً على ورق المجموعة الإحصائية السورية 2006.
والأمر الثاني: إذا تم تخفيض معدل البطالة في عام 2005 إلى 8% وهو المعدل الذي تطمح الخطة الخمسية العاشرة لتحقيقه في عام 2010، فهذا يعني أن الخطة تحققت قبل أن تبدأ، وأننا أنجزنا في سنة واحدة ما كنا نأمل تحقيقه بعد خمس سنوات من العمل الحثيث والبرامج والمشاريع والخطط، وهذه سابقة نعتقد أن أحداً لم يسبقنا إليها.
أما الأمر الثالث: وبما أننا (أجبرنا) البطالة على التدهور إلى هذه النسبة 8% بسنة واحدة، فهذا يعني أننا سنقضي على البطالة بالضربة القاضية وإلى غير رجعة خلال سنتين قادمتين على الأكثر على يد المكتب المركزي للإحصاء.
رسالة موجهة إلى المكتب المركزي للإحصاء من جميع العاطلين عن العمل الذين يعدّون بمئات الألوف والذين لم يحالفهم الحظ بالاستفادة من فرص العمل الخيالية التي وفرها المكتب المركزي للإحصاء على صفحات مخطوطته الأخيرة:
نرجوكم ألا تستخفوا بعقولنا.. لا تكذبوا علينا.. لا تسخروا من أزمتنا.. لا تحكوا عنا.. واتركونا نحل مشاكلنا لوحدنا.
و(صدق المثل اللي قال: اللي استحوا... ماتوا)!
#قاسيون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟