أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن سليمان - حوار هادىء مع السيدة وفاء سلطان














المزيد.....


حوار هادىء مع السيدة وفاء سلطان


عبد الرحمن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1812 - 2007 / 1 / 31 - 11:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السيدة وفاء سلطان من الوجوه والشخصيات التي باتت معروفة اعلاميا خلال السنوات الاخيرة ، وهي أيضا كاتبة محترمة لاينقصها الحجة والبرهان للدفاع عن وجهة نظرها ، علاوة على كونها طبيبة ومختصة في علم النفس ، مما يضفي وفي أغلب الاحيان ، طابع التماسك على خطابها ومقالاتها التي لاتخلو من عقد المقارنات الصحيحة بين أساليب التربية والتوجيه وتأثيراتها البالغة الاهمية في الشخصية الشرقية أو الاسلامية تحديدا ، مع الشخصية الغربية والامريكية على وجه الخصوص . هذا ان علمنا بأنها وليدة العالمين معا . ومن المزايا النادرة والمفيدة والقليلة للهجرة ، هي تلك التي تجعلنا نزن التجربتين بميزان الحيادية والموضوعية اللازمتين لاْية دراسة أومقال أو بحث يتوخى الدقة العلمية حين يتناول مواضيع بالغة الحساسية ، كالدين والتاريخ والهوية !!ا

وبطبيعة الحال لي ملاحظاتي الخاصة على البعض من أفكارها ، والتي وددت تأجيلها لوقت لاحق ، لولا ندائها النبيل في مقالها الاخيرعلى صفحات الحوار المتمدن والذي تقول فيه : " ياكتاب العربية في كل أصقاع الارض ، اني بحاجة اليكم ، ولا أستطيع أن أؤدي رسالتي بدونكم .... " . بدءا أود القول ياسيدتي الفاضلة ، بأنك لست وحيدة ولست الوحيدة في وجه هذا التيار الجارف من الجهل والتزوير والخرافة , فثمة من دفع ثمن مواقفه المشرفة تهجيرا مثل :الاستاذ نصر حامد أبو زيد والاستاذ أحمد صبحي منصور وحصارا كالاستاذين حسن حنفي والسيد القمني ، بل وحتى اغتيالا كالمفكر حسين مروة والكاتب فرج فودة ، ومئات آخرين أمثالهم يظلوا بمثابة الشموع التي تكفي واحدة منها لهزيمة كل الظلام ، غير أن المعركة أعقد بكثير من هذه الصورة المبسطة . كما أن معك الملايين من المسلمين قبل العلمانيين ، ممن تنحصر تجربتهم الدينية في الاطار الشخصي البحت ولايختلفون كثيرا عن غيرهم من الديانات الاخرى في التفسير والتأويل لمفاهيم الخير والشر بعيدا عن الاحاديث والعنعنات والقراءات الاحادية للنصوص الدينية التي وظفت دوما لتفسير سياسي يفرغها من المحتوى الوجداني والروحي الخالص ، ومن هؤلاء آبائنا البسطاء وأمهاتنا يوم لم تكن السياسة موضوعا شعبيا!!ا

لاأعتقد ياسيدتي ، بأفضلية دين على دين آخر حين تقولين : " المسيحية كلغة أثبتت صلاحيتها لخلق انسان مهذب ، خلوق ، منتج ، مبدع ومسالم .." ، ان كنت تعتقدين بأن التهذيب والانتاج والاخلاق والابداع راجعة فقط للديانة المسيحية دونها من الديانات ، فانك تتسرعين في الحكم وتغفلين حقائق تاريخية مهمة ومنها أن خروج أوربا المسيحية من القرون الوسطى مرت عبر حروب دينية مأساوية أستمرت قرونا طويلا لغاية القرن السادس عشر ، وفي عصر الانوار الذي أستمر زهاء قرنين لاحقين ، أستطاع العقل أن يفرض سلطانه على الجميع في النهاية ، وتمكنت العلمانية عبر وسائل متعددة من بينها الاقناع أن تلفت نظر الكنيسة بأن جذور العلمانية ذاتها تكمن في قول المسيح : " ما لله لله وما لقيصر لقيصر " حيث أعتبرته النواة الاولى لفصل الدين عن الدولة ، بل وأقنعت جمهور المؤمنين بأن العلمانية هو جزء من التراث المسيحي ، ومن حينها سجل العقل الاوربي أول انتصاراته الكبرى !!ا

ان التهذيب والابداع تساهم فيه أيضا قواعد العمل وتقسيمه وفق الاختصاص والكفاءة والدقة والانضباط الذي يجد في نهاية المطاف انعكاساته في اللغة التي تقصدين ، والا كيف يمكن أن نفهم هجرة وتواجد البروتستانت في المراكز الصناعية المتقدمة وقوقعة الكاثوليك في الجنوب الاوروبي الاقل تقدما وهما من مسيحية واحدة ؟

قلت أن اللوحة معقدة عندنا ، وما يزيدها تعقيدا هو ما يضاف اليها في كل حقبة وعصر ، من التشوهات التي تنشأ من تضارب المصالح والسياسات التي لاترى في الدين الا تلك المؤسسة البالية التي تنهي وتأمر وتكفر وتفسر كما تشتهي النخب السياسية الفاسدة التي لادين لها ولا ضمير والتي تصر على التحكم برقابنا جيلا بعد جيل . وتعادي عقولنا وتسجنها وتسخر منها في العلن وتصافح من تدعي محاربته في السر . في باريس حيث أعيش ، أصدر المفكر الفرنسي الشهير " ريجيس دوبريه " قبل بضع سنوات كتابا بعنوان : " النار المقدسة " ، في خضم النقاش الذي كان يدور حول مسألة الحجاب وتداعياتها الكثيرة التي جرت مسألة العلمانية لبساط البحث وحيث وجد الخطاب العنصري المألوف ضالته ليهاجم العرب والمسلمين كالعادة ، موضوع الكتاب يدور حول أنطباعات دوبريه وهو الصديق القريب لتشي غيفارا ، أيام ثورة الفقراء اللاتينية في أوائل الستينات ، يقول : " ان معظم الفلاحين المشاركين في الثورة كانوا مؤمنين بايمانات دينية ، ولكنهم كانوا ضد الظلم " ويستدرك في مقابلة تلفزيونية قائلا : " ان الدين ليس أفيونا للشعوب وانما هو مهدىء للفقراء " !! ا

اني أتسائل ربما مثلك ياسيدتي الفاضلة ، كيف السبيل لاْزالة هذه القناعات الراسخة رسوخ الجبال والمتناقلة عبر الاجيال منذ قرون بدون أو بأقل مايمكن من دماء ودموع وأيتام وثكالى وهجرات ؟

ربما أختلف معك بأن العنف والقسوة وأسلوب الصدمة والترويع ، ليست هي السبل المثلى ، ولا يمكن لهذه الامة الا أن تختار طواعية ، وفي اختيارها موتها وفناءها وعبودتها الدائمة وفيه أيضا خلاصها وانعتاقها ودخولها الذي لامناص منه للعصر الذي تبغين ونبغي جميعا .. تحياتي واحترامي والى الامام



#عبد_الرحمن_سليمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق : تمخض الجبل فولد ف ...
- الضحية والجلاد (3) : القمر ورؤساء العراق
- الضحية والجلاد (2) : صدامان وثلاثة أعدامات
- اعدام صدام : الضحية والجلاد
- مع السيد سفيان الخزرجي مرة أخرى
- ماالذي يمكن لعراقيي المهجر فعله حقا في المرحلة الراهنة ؟
- محنة الخطاب السياسي في العراق
- المرأة:نصفنا الذي ننكر
- حديث أقل كذبا
- كل ديموقراطية وأنتم بخير
- العدالة بين صدام حسين وكمال سيد قادر
- ما بعد الانتخابات العراقية
- عقلية النهب السياسي


المزيد.....




- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية
- مجموعات الدفاع عن المسلمين واليهود تنتقد ترامب لاستخدامه كلم ...
- إصابة مستوطن في عملية إطلاق نار في سلفيت.. وقوات الاحتلال تغ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن سليمان - حوار هادىء مع السيدة وفاء سلطان