أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الناشف - دمشق , بغداد ... توأما الظلم والقهر














المزيد.....

دمشق , بغداد ... توأما الظلم والقهر


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 09:59
المحور: حقوق الانسان
    


لنعزز إنسانية الإنسان بوصفه قيمة كبرى, قول من ضمن آلاف الأقوال التي قالها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد , اعتدنا سماعها وقراءتها على جدران الشوارع والمدارس منذ نعومة أظافرنا , لكن ما هي طبيعة الأرض التي سيرسو عليها هذا القول؟ وأين المستقر لإنساننا المعذب ؟ أفي قلب إنسانيته التي وهبنا إياها عز وجل وميزنا بها عن سائر مخلوقاته , أم في أعشاش متعفنة حملت اسم وطن يشك في أمره؟.
نكذب على أنفسنا إذا قلنا عندنا إنسان , الغرب نفسه ورغم حالة التماسك الثقافي والسياسي المعبر عنها بالاتحاد الأوروبي , يعجز في تطبيق هذا القول بحرفيته , فلأين نحن سائرون وعلى الأرض صاغرون؟.
من جهتي لا أظن بأننا قادرون على فعل ذلك , قادرون فقط على جز رقاب بعضنا مجاناً دون مقابل حباً بتحطيم هذه الإنسانية , مستعدون لكي نرأف على الحيوان ولا نرأف على حالنا.
مصائب وفواجع وآلام تدك بغداد دكاً , أحلام وأوهام ووعود تراود مخيلة دمشق , أختان خرجتا من رحم الفواجع والأوهام غير المنقطعة , ما تجده من شعارات وخطط هنا تجده هناك .
في بغداد يموت الإنسان رخيصاً بلا ثمن , وقادته يجهدون في وضع الخطط الأمنية التي تحميهم وحدهم, والأمر سيان لدى الأخت دمشق ولو اختلفت الظروف , سيما وأن بغداد ترزح تحت احتلال أجنبي متعدد الأوجه, عسكرياً واقتصادياً وحتى دينياً, فيما يموت الإنسان بدمشق غرقاً من الخطط والمشاريع الحكومية المجمدة منذ عقود مضت , تنتهي حياة الإنسان دون أن تنتهي هذه الخطط , يموت الإنسان ويحيا حياة أخرى وهو يسمع بالأمن البغدادي والإصلاح الدمشقي , مع هالة ممجوجة بالظلم والفقر والقهر تعصف به عصفاً.
لمن لا يعرف , بغداد عاصمة الأحزان العربية , ودمشق عاصمة القهر العربي , لكثرة الدموع التي ذرفتها عيون الثكلى العراقيات على قتلاها فاض دجلة سخطاً وتحول الفرات تالياً إلى نهر الأحزان, ولشدة الفقر الذي يلف أزقة دمشق وزواريبها , أضحى الإنسان يعيش في غربة مع ذاته ومحيطه , الغربة والفقر تستولدان القهر, إن نبت القهر بيننا , نضبت الحياة ولا أمل منها بدون ماء, وها هو بردى نهر المقهورين , يغيض ولا يفيض.
تاريخ يرثى له , نتساءل هل ترك الأمويون وراءهم أناس أعماها القهر ؟ ثم كيف سمح العباسيون للحزن الممزوج بالظلم أن يتسرب لجسد بغداد.
لقد انتهكت بغداد ودمشق , جهاراً نهاراً, وأنجبتا أجيالاً وأجيالاً ارتدت أثواب الحزن والكمد , لماذا يقسوا علينا التاريخ ولا يرحمنا ؟ أمطلوبٌ منا تحرير فلسطين؟ وبعضنا مشرد مشتت لا يجد مكاناً ينام فيه, وغيرنا يلهو ويعربد غير آبهٍ بفلسطين ولا بشعبها المنكوب.
يخطئ من يظن أننا نقطن في مجتمعات بشرية, لطالما ارتشفنا الحزن صباحاً على دوي السيارات المفخخة , واحتسينا القهر مساءً على زلزال الضرائب المتهافت , المعنى الدقيق هو في مجتمعات بهائمية مع خالص احترامنا للقاطنين بها.
أين القيم الإنسانية ومعانيها الحاملة لمفاهيم الخير والعدالة والفضيلة ؟ جميع هذه المعاني موجودة كما يوجد الثمر في الشجر , لكن الغائب هو نحن , أي إنساننا , الثمر لا يأكل على الشجر إذا لم يقطفه البشر , كذلك الحال بالنسبة للقيم لا طائل منها إذا لم يتغذى بها البشر , القيمة موجودة في واد والإنسان في واد آخر , وحتى يلتقي الإنسان بالقيمة , يبقى الطريق بين دمشق وبغداد مفتوحاً للمظلومين والمقهورين إلى أجل غير مسمى.
كاتب سوري



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدر/ نصر الله : ولعبة إطفاء الحرائق
- العلاقة المتضادة بين الشعب والأمن
- عندما يصبح الرأي خيانة وطنية
- العراق: يودع صدامه
- خدام وبيضة اغتيال الحريري
- ادعموا ديمقراطيتنا كما دعمتم مقاومتهم
- سورية / فرنسا : أوهام استعمارية جديدة
- المحكمة الدولية وأزمة تشكيلها
- في سورية .. لا بد من الرشوة
- لماذا يكذبون علينا ؟
- الغرب وحواره المشروط
- ديمقراطية أغبياء قصيرة النظر عظيمة الخطر
- سأترقرق إلى أبد الآبدين
- بالمختصر.. حياتنا كلها مقلوبة
- لبنان بين التابع الوطني والطائفي
- الدولة الإسلامية وحسابات المنطقة
- السوريون وثورة الشك
- في أن يكون الوطن خدعة
- على ذكرى حرب أكتوبر .. من سيدافع عن سورية؟
- أوطان مصلوبة بأيدٍ مسلوبة


المزيد.....




- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
- مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح ...
- مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة ...
- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الناشف - دمشق , بغداد ... توأما الظلم والقهر