أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - تصريحات السفير الأمريكي خرق دبلوماسي واستفزاز سياسي














المزيد.....

تصريحات السفير الأمريكي خرق دبلوماسي واستفزاز سياسي


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 15:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بقلم المحامي علي ابوحبله
في تطور لافت يعكس تحوّلاً جذرياً في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، أدلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، بتصريحات غير مسبوقة أعلن فيها أن إقامة دولة فلسطينية لم تعد هدفاً للولايات المتحدة. هذه التصريحات التي وُصفت على نطاق واسع بأنها خرق دبلوماسي واستفزاز سياسي، تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات كبرى حول مستقبل حل الدولتين ومكانة الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام.
والسؤال الذي يطرح نفسه عن مضمون تصريحات السفير الأمريكي هل هو انسحاب من الحل التاريخي بحسب ما جاء في التصريحات بنص مقابلة أجراها مع شبكة "بلومبرغ"، حيث صرّح هاكابي قائلاً: > "لا أعتقد أن قيام دولة فلسطينية أمر واقعي، وربما لن يحدث أبداً في حياتنا".
السفير الأمريكي لم يكتف بذلك، بل أضاف بأنه يرفض استخدام مصطلح "الضفة الغربية"، مفضلاً الإشارة إليها باسمها التوراتي "يهودا والسامرة"، كما لمح إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية في أماكن أخرى، دون أن يحدد أين أو كيف. هذا التصريح يُعد، بمقاييس السياسة الدولية، تخلياً واضحاً عن حل الدولتين الذي ظل لعقود حجر الزاوية في الموقف الأمريكي المعلن من الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
تشير هذه التصريحات للسفير الأمريكي هاكبي إلى تحوّل أيديولوجي في خطاب واشنطن، يتجاوز الاعتبارات السياسية التقليدية ويعكس تبنياً واضحاً لرؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف. إنكار الاحتلال وتبنّي المصطلحات الدينية–السياسية الإسرائيلية بدلاً من التسميات المعترف بها دولياً وهذا يُعدّ انزلاقاً دبلوماسياً خطيراً، يضعف مصداقية الولايات المتحدة كوسيط نزيه، ويدفع نحو شرعنة الاستيطان وانكار للحقوق الوطنية والتاريخية الفلسطينية.
كما أن تصريحات هاكابي لا يمكن فصلها عن القرار الأخير بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس، وهو ما قُرئ على نطاق واسع كخطوة أخرى تهدف إلى تقويض التمثيل السياسي الفلسطيني في النظام الدبلوماسي الأمريكي.
قوبلت تصريحات السفير الأمريكي بانتقادات واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية والدولية والإقليمية. مسئولون فلسطينيون وصفوها بأنها "استفزازية وعدائية"، فيما أعرب دبلوماسيون عرب وأوروبيون عن "قلقهم العميق" إزاء هذا التحول، مشددين على أن حل الدولتين لا يزال المسار الوحيد المقبول دولياً لحل الصراع.
كما أن هذه التصريحات قد تكون لها تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، إذ تعزز الخطاب الإسرائيلي الداعي لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وتضعف الأصوات الداعية إلى تسوية عادلة وشاملة.
تحول من السياسة إلى الأيديولوجيا . حيث تبرز في هذه التصريحات ملامح تحول أعمق في السياسة الخارجية الأمريكية، من مقاربة قائمة على "إدارة الصراع"، إلى أخرى تتبنّى رؤية أيديولوجية صلبة، ترى في إسرائيل ليس فقط حليفاً استراتيجياً، بل شريكاً في مشروع ديني–سياسي، يتجاوز حدود السياسة الواقعية.
هذا التحول لا يعكس فقط موقف السفير، بل يأتي متناغماً مع تصاعد نفوذ تيارات اليمين المسيحي داخل الحزب الجمهوري، والتي لطالما دعمت رؤية "إسرائيل الكبرى"، ورفضت صراحة أي اعتراف بهوية فلسطينية مستقلة
لحظة فارقة أم بداية النهاية؟ ... إن تصريحات هاكابي ليست مجرد انزلاق لغوي أو رأي شخصي، بل تعبّر عن توجه رسمي مقلق يعيد صياغة الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية. في حال لم تُواجه هذه التصريحات بموقف دولي حازم، فقد تشكّل مقدمة فعلية لتصفية مشروع الدولة الفلسطينية، وتُدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الصراع المفتوح، لا مكان فيها لتسويات عادلة أو حلول سياسية متوازنة.
إن الصمت على مثل هذه التصريحات، أو التعامل معها كأمر واقع، لن يؤدي إلا إلى ترسيخ الاحتلال وتكريس سياسة الإقصاء، وهو ما ستكون له كلفة سياسية وأخلاقية باهظة، ليس على الفلسطينيين وحدهم، بل على النظام الدولي بأسره.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي صحيفة صوت العروبه وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنجح الحشود الشعبية والمؤسسات الدولية في فك الحصار عن معب ...
- رسالة مفتوحة إلى الحكومة الفلسطينية: أين هي متطلبات الثبات و ...
- أمريكا تستخدم الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزه
- في ذكرى النكسة: العدوان الإسرائيلي مستمر ومخططات الضم والتهج ...
- تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل: تجاهل للتاريخ وخروج عن ...
- الضربة الأوكرانية في العمق الروسي: التداعيات على أمن أوروبا ...
- إسرائيل تمنع زيارة وفد عربي إسلامي إلى رام الله: ماهية التدا ...
- مؤتمر نيويورك بشأن فلسطين في حزيران المقبل هل يحقق الأهداف ؟
- إسرائيل تُحوّل المساعدات الإنسانية إلى ساحة إبادة جماعية
- واشنطن ترفع مستوى الضغط ؟؟؟؟
- جسدت عنصرية - دولة الاحتلال - في أبشع صورها
- على الأمم المتحدة ودولها الأعضاء التزام قانوني لتوفير الحماي ...
- الصفقة الشاملة بعيدة التحقق وإسرائيل قررت توسيع الحرب
- أين المجتمع الدولي من حماية المدنيين الفلسطينيين؟؟؟؟
- قمّة بغداد في ظل الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان وسو ...
- إلغاء أعمال تسوية الأراضي في مناطق (ج) تداعياتها ومخاطرها
- تهديد الاتحاد الأوروبي لإسرائيل وتداعياته على حكومة نتنياهو
- هل يطبع أحمد الشرع مع إسرائيل وينضم لاتفاقية ابراهام
- السادة أعضاء السلك الدبلوماسي ممثلي دولهم في فلسطين المحترمي ...
- زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط وتداعيات الحرب على غزه


المزيد.....




- في تحدّ لنظام الحزبين، إيلون ماسك يُعلن عن تأسيس حزب سياسي ج ...
- نتنياهو: بوسع ترامب المساعدة في التوصل إلى اتفاق بغزة
- مظاهرة في باريس تطالب بـ-الإفراج الفوري- عن سيسيل كولر وجاك ...
- المقاومة تكشف للجزيرة نت عن شروطها لقبول التهدئة بغزة وفرص ن ...
- انقسامات داخل بريكس وبيان مرتقب يدين الإبادة بغزة ويرفض الته ...
- ما وراء الخبر – ما خطط واشنطن وتل أبيب تجاه طهران؟
- خبير عسكري: انهيار معنويات الجنود سيجبر تل أبيب على التفاوض ...
- الدقران: الاحتلال يمارس حربا ممنهجة ضد المنظومة الصحية في قط ...
- القسام تقصف تجمعات لقوات إسرائيلية ومستوطنتين بغلاف غزة
- -تصعيد خطير- في سجن جلبوع الإسرائيلي


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - تصريحات السفير الأمريكي خرق دبلوماسي واستفزاز سياسي