حزب كادحي العراق التقدمي الديمقراطي
الحوار المتمدن-العدد: 1810 - 2007 / 1 / 29 - 11:54
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ان الاحتلال الامبريالي الصهيوني لبلادنا في نيسان 2009 , الذي جاء على بقايا نظام عميل منهار, النظام البعثي الفاشي, وجاء بنظام عميل اخر, طائفي عنصري فاشي,قد وضع , اي الاحتلال , خطا فاصلا بين مرحلتين تأريخيتين في تأريخ العراق الحديث , امتدت المرحلة الاولى منذ انقلاب 8شباط 1963 البعثي الرجعي الفاشي , والمرحلة الثانية التي ابتدات في 9 نيسان 2009
لقد تميزت المرحلة الاولى بالانقلابات المشبوهة , والشعارات المزيفة , والتحالفات الخيانية على الصعيد الوطني ( التحالف الذيلي بين البعث الفاشي والقيادة اليمنية الذيلية للحزب الشيوعي العراقي) والتحالف الخياني على صعيد القضية الكردية( تحالف البعث الفاشي والقيادة العشائرية العنصرية الكردية) , غير ان التحالف المشبوه الاخطر, كان هو ذلك الذي تم بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 التحررية ( التحالف القومجي الطائفي ) الذي ضم البعث الفاشي والبارتي البارزاني والطائفي الشيعي جماعة الحكيم والسني الطائفي جماعة الحزب الاسلامي, هذا التحالف الموجه ,المقاد , المدعوم من قبل الاستخبارات الامريكية, التحالف العميل الذي اطاح بثورة 14 تموز 1958 والنظام الجمهوري الوطني التحرري في انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي , قد وضع العراق ومنذ ذاك اليوم الاسود, في حقبة القتل والدمار وهدر الثروات والفقر والجوع خدمة للهدف الامبريالي الاكبر , اخراج العراق من دائرة الصراع العالمي بين الحركة الثورية العالمية من جهة, والامبريالية والرجعية من جهة ثانية
ان المرحلة الثانية , الراهنة , التي ابتدأت بالاحتلال المباشر لارض الرافدين, مهد الحضارات , ارض الخيرات والثورات , ارض اقوى واكبر حزب يساري ثوري في المنطقة برمتها, عراق شهداء الحرية , تستهدف الاستعباد المباشر للشعب العراقي , والتاسيس لنظام طائفي عنصري عميل " امارات- دويلات" يضمن للامبريالية الامريكية اكبر عملية نهب للنفط العراقي على مدى العقود الاربعة المتبقية من عمر النفط , لتلوي بذلك عنق الصين واليابان والمانيا بشكل خاص , والعالم الصناعي كله بشكل عام
ان نظرة طبقية ثورية على القوى الطائفية العنصرية التي جاءت على ظهر الدبابة الامريكية , توضح بانها هي ذات القوى, التي كانت قد شاركت في اسقاط نظام ثورة 14 تموز 1958 الوطني التحرري , ثورة الاصلاح الزراعي , وقانون 80 النفطي , قانون الاحوال الشخصية , قانون التعليم المجاني , قانون الضمان الاجتماعي , اسقاط حلف بغداد الاستعماري , قانون تحرير العملة الوطنية العراقية من الجنيه الاسترليني . اما الجديد في تركيبة هذه القوى ,فهو استبعاد حزب فاشي عميل , البعث , بعد انتهاء صلاحية استخدامه امبرياليا , وحلول زمرة انتهازية مافيوية محله , زمرة صنيعة للطرف الكردي العنصري , الخادم المطيع للامبريالية الامريكية في انقلابها الاول في 8 شباط 1963 واحتلالها الراهن للعراق في 9 نيسان 2009
ان اصطفاف القوى الطائفية العنصرية طبقيا في خندق الامبريالية الامريكية , هو فعل طبقي منطقي , كما أن انهيار المؤسسة اليمنية الذيلية الانتهازية وتفسخها , تلك المؤسسة التي هيمنت على قيادة الحزب الشيوعي العراقي منذ استشهاد قيادته الثورية التأريخية , تلك القيادة, التي عملت على تطوير ثورة 14 تموز من ثورة وطنية الى ثورة عمالية ديمقراطية , هذه المجموعة المطرودة والمجمدة رسميا , قد حولت الحزب الشيوعي العراقي الى كتلتين مرتزقتين , الاولى مرتبطة بالقيادة الكردية العشائرية العنصرية , المرتمية اليوم باحضان الامبريالية الامريكية على المكشوف , اما الثانية فهي تلك رهنت وجودها , وبرنامجها , بالبعث القومجي الفاشي , حتى وصل بها الاسفاف في ان تصدر بيانا تصف فيه المجرم المقبور صدام حسين بالشهيد
ان الحركة الثورية العراقية تعيش اليوم افضل مراحلها منذ فقدانها للقيادة التاريخية عام 1963 , فمرحلة التشويش الفكري قد انتهت , بالتخلي العلني للمؤسسة اليمنية عن النظرية الثورية , ومرحلة الهيمنة التنظيمية قد انتهت هي الاخرى , بالتفسخ الشامل لهذه المؤسسة اليمنية الذيلية الانتهازية , وتشرذم رموزها بين تابع للقيادة الكردية القومية العنصرية , ونعني بها العصبة المافيوية , وتابع لبقايا البعث القومجي الفاشي على المكشوف
ان الحركة الثورية العراقية ممثلة باحزابها ومنظماتها اليسارية الثورية , تخوض اليوم معركة تأريخية كبرى , هي معركة تحرير الوطن من المحتل , هذا التحرير الذي سينهي القطب الامريكي الامبريالي الاوحد , وسيفتح الطريق لاقامة التحالف الثوري الاممي مع الحركات الثورية في امريكا اللاتينية وافريقيا واسيا والعالم اجمع
ان الحركة الثورية العراقية ممثلة باحزابها ومنظماتها اليسارية الثورية , ترفع شعارات وطنية ثورية مشتركة وان اختلفت تعبيراتها, وتعددت سبل النضال من اجل تحقيقها , فالى جانب شعار تحرير العراق الذي يقف في مقدمة جميع الشعارت المرفوعة , يأتي شعار تحقيق العدالة الاجتماعية , واقامة دولة القانون الديمقراطية المستقلة, شعار فصل الدين عن الدولة , شعار تحرير المرأة العراقية وتحقيق مساواتها التامة بالرجل , هذه الشعارات المرفوعة كلها كأهداف تصبوا منظمات واحزاب اليسار الثوري نحو تحقيقها
ان توزع الحركة الثورية العراقية على احزاب ومنظمات وفصائل , ظاهرة صحية , فقد ولى زمن المقولة- الفكرة القائلة بوجوب احتكار حزب واحد لتمثيل اليسار الثوري, فالكفاح الثوري اليومي والمهمات الكبرى التي يطرحها , ستصل خطواتنا النضالية بعضها بالبعض الاخر موضوعيا , لا لرغبة ذاتية عند هذا الفصيل او ذاك, كما ان الحياة .. الشجرة الخضراء, لا النظرية .. اليابسة, هي من سيقدم الحلول والاجوبة على المسائل النظرية العالقة
ان تفسخ المؤسسة اليمينية وانتقالها الخياني المكشوف الى معسكر العدو الطبقي , قد قدم خدمة كبرى للحركة الثورية العراقية , فالاصطفاف الطبقي تخندق في خندقين , الاول خندق معسكر الثورة والتحرر , اما الخندق الثاني فمعسكر الاحتلال وعملاؤه من الطائفيين والعنصرين والانتهازيين , ان هذا الاصطفاف الطبقي سيساعد الطبقات الكادحة العراقية على تقرير مصيرها, بالانحياز الموضوعي الى معسكر الثورة والتحرر الوطني في مواجهة المعسكر الاحتلالي الظلامي الخياني
تحضرنا اليوم , في ظل المرحلة التي يعيشها وطننا وشعبنا , كلمات الشهيد القائد العمالي الثوري سلام عادل , تلك الكلمات المفعمة ثقة لا حدود لها بالشعب العراقي المجيد وقدراته الخلاقة على الثورة والانتصار على الاعداء, كلمات قالها الشهيد سلام عادل في عام 1956 , حيث لم يمر الا وقتا قصيرا , ليثور الشعب ويسقط النظام الملكي العميل , في ثورة 14 تموز1958 المجيدة , التي الثورة التي قضت على الاستعمار البريطاني . يوجه سلام عادل كلمته للشعب بالقول
( ان حزبنا الذي خرج من قلب هذا الشعب وترعرع على هذه الارض الكريمة , سيظل أمينا للشعب الذي انجبه , وللارض الني نبت عليها .
لقد عرف عراقنا منذ القديم بأنه ارض العزة والكرامة, ووطن الافذاذ من رجال الحرية ورواد الفكر , وعرف شعبنا منذ القديم , بأنه الشعب الذي استعصى على طغيان الحكام وبطش الولاة , وبربرية الغزاة.
فمنذ قرون , وثورات الجماهير وانتفاضات عبيد الارض , تشتعل على ارض العراق... في سهول الجنوب وعلى ذرى كردستان.
لقد هزم الباطل في العراق مرة بعد أخرى , وأخفقت بايدي الطغاة على مر الازمان كل السياسات التي أريد بها لهذا الشعب ان يستكين ويخضع , ويحني هامته تحت وقع سياط الغزاة والمستبدين.
لقد ظل هذا الشعب امينا لامجاده التأريخية ولتقاليده النضالية , ومن جيل الى جيل راية النضال تنتقل , وحولها يتساقط الشهداء.
واليوم اذ يجهز الاستعمار بكل قوته وبمعاونة أشر عملائه على حرية هذا الشعب , محاولا ان يطفئ حماسته ويسخر بتأريخه تنبري من بين الصفوف , كما أنبرت في السابق , طلائع الاحرار من ابناء العراق , فتنزل الى ساحة الصراع قوية واثقة من نفسها , أمينة على تاريخ الوطن وتقاليد الاسلاف , مصممة تصميما لا رجعة فيه على دك صرح السياسة المعادية للشعب , ورد كرامة الوطن الجريح .
أن الشيوعيين العراقيين , الذين يحملون في قلوبهم آمال الامة , ويجسدون في عملهم الكفاحي وفي ميزاتهم الثورية, أفضل سجايا المواطن العراقي الشهم , سيتابعون رسالتهم التأريخية التي وهب حياتهم ثمنا لها قائدهم الراحل فهد والرفيقان حازم وصارم , وغيرهم من الرجال البواسل في قافلة الشهداء... سيظلون كما خبرهم الشعب في ايام المحن , رجالا متفانين لا يعرفون الخور ولا التردد, اسخياء في البذل والتضحية, لا يضنون بحياتهم وحريتهم واعز ما يملكون في سبيل حرية الشعب وعزة الوطن .
ان عقرب الزمن يشير الى نهاية حكم الاستعمار وعملائه وشيكة لا محال .... وشعوب العالم باجمعها تنهض في سبيل حريتها وكرامتها , في سبيل تحررها الوطني والقومي ...ولن يتخلف شعبنا العراقي الابي عن ركب العربة السائر الى امام في هذا الموكب الجليل المتعاظم الزاخر بالحيوية
أن آفاق المستقبل مفعمة بالامل , وامام القوى الوطنية ان تعالج الموقف بيقظة تامة وبروح واثقة مقدامة ... وان اقصى ما يكافح حزبنا من أجله هو أن يحقق التزاماته التي قطعها لجماهير الشعب , وان يبرر الثقة العظمى التي وضعتها فيه , وأن ينهض بقسطه في هذا الواجب التاريخي النبيل .)
بعد أقل من عامين على كلمة الشهيد سلام عادل
القائد العمالي الثوري , اطاح الشعب بالحكم الاستعماري وعملائه في ثورة الشعب الكبرى , ثورة الاستقلال والتقدم , ثورة 14 تموز 1958, وسوف لن يهدا بال الشعب العراقي حتى دحر المحتل الامريكي , ورمي اذنابه في مزبلة التأريخ
عاش العراق حرا عزيزا
عاش الشعب العراقي المجيد
الهزيمة والعار للمحتل وعملائه
#حزب_كادحي_العراق_التقدمي_الديمقراطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟