|
الشيخ مرشد الخزنوي هارب من النظام القاتل إلى حضن النرويج الدافىء!
أحمد أبو مطر
الحوار المتمدن-العدد: 1810 - 2007 / 1 / 29 - 11:54
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
من يتخيل أن مسلما كرديا يلاحقه النظام البعثي القاتل في سورية، ويتجول في بلاد العرب والمسلمين فلا يجد دولة تقبله وتقدم له الحماية؟ كل بلاد المنتمين شكلا للإسلام البعيدين عن روحه وأخلاقه مضمونا!. وعندما انقطعت به السبل جاءه الفرج والأمن والأمان من بلاد من يسميهم الجهلة والضالين ( الكفار الملحدين )، وهاهو من شهور قليلة يتنفس الراحة ويشعر بالأمن في بلاد ورثة الفايكنج، في المملكة النرويجية حماها الله ونصرها على أعدائها وأعطاها المزيد من الثروة والطمأنينة. هذا المسلم الكردي هو الشيخ مرشد الخزنوي إبن الشهيد الشيخ محمد معشوق الخزنوي الذي قتلته المخابرات السورية علنا في العاشر من مايو لعام 2005 ، بطريقة علنية واضحة في بشاعتها ودمويتها، فقد كان المرحوم ذلك اليوم في مكتب واحد من المسؤولين السوريين عندما جاءه اتصال هاتفي، طلب الشيخ الإذن من مضيفه للذهاب لموعد طارىء، وخرج المرحوم ولم يعد إلا يوم الأول من حزيران 2005 جثة هامدة، بدت عليها آثار التعذيب بشكل واضح. هل يمكن أن يخرج الشيخ للقاء مع مجهول؟ الواضح المكشوف أن ذلك الاتصال جاءه من شخصية سورية هو يعرفها لذلك خرج للقائها وهو مطمئن ناسيا أن تلك واحدة من طرق البعثيين القتلة في سورية، القتلة الأغبياء الذين أعلنوا أنهم وجدوا جثته وأنه قتل على يد مجموعة إسلامية إرهابية بسبب أرائه الدينية التجديدية!!!. وبعد ذلك لمزيد من التمثيل أعلنت السلطات أكثر من مرة عن اشتباكات وهمية في المزة و جبل قاسيون مع إرهابيين لتغطي على إرهابها بأنها هي أيضا مستهدفة من إرهابيين إسلاميين، وكانت ذروة الثمثيليات المفضوحة الهجوم على السفارة الأمريكية حيث فجروا سيارة وقتلوا من فيها على بعد أمتار من السفارة دون أن يجرح حجر من سورها، وتكشف بعد ذلك أن المخابرات السورية هي التي دبرت تلك التمثيلية عبر وضع متفجرات في صندوقين في سيارة لواحد من العاملين في الجهاز، وطلبوا منه وأربعة من زملائه أن يوصلوا هذه الوثائق في الصندوقين لمكتب من مكاتب المخابرات في المنطقة التي تقع فيها السفارة الأمريكية، وعلى بعد أمتار منها كان فني من الجهاز ينتظر السيارة، ففجرها عن بعد وعناصر أخرى قامت بإطلاق الرصاص على السيارة بعد أن قتل الموظفون الخمسة وهم لا يعرفون شيئا عن هذه التمثيلية التي أراد النظام القاتل أن يقول للأمريكان من خلااها: تصوروا نحن أيضا مستهدفين من الإرهابيين فكيف تتهموننا بأننا ندعم الإرهاب في العراق؟. وقد أكدّ ت عائلات ثلاثة من الذين قتلوا في الانفجار كذب رواية السلطات السورية، وأن أولادهم الذين قتلوا يعملون في جهاز المخابرات السوري من سنوات!.
الشيخ محمد معشوق التنويري
كانت فرصة عظيمة التي التقيت فيها الشهيد محمد معشوق الخزنوي في أوسلو أسابيع قبل اغتياله الهمجي، إذ أدهشني بنظرته وفكره الإسلامي المتحرر من النظرة الظلامية السلفية التي تسيء للإسلام وتضعه في مواجهة مع العالم أجمع ،وعلى هذا الطريق يسير نجله الشيخ مرشد، فهو من منفاه الآمن في مدينة ( إستافنجر) النرويجية، يقول لصحيفة ( إستافنجر بلاد ): ( السلطات السورية لا تحتمل نوعين من النشاط المعارض: المعارضة الدينية والقضية الكردية ، ووالدي كان يمثل الحركتين معا...الكرد في سورية مضطهدون ومحرومون من حقوقهم وعندما عبر الكرد عن رفضهم لتلك السياسة في انتفاضة شعبية كبيرة عام 2004 ، ردت السلطات السورية على هذه الانتفاضة بيد من حديد وعنف لا مثيل له وراح ضحية ذلك قرابة أربعين شهيدا من أبناء الكرد ). كيف ينظر الشيخ مرشد للإسلام السياسي؟ يقول: ( نحن نريد فصل الدين عن الدولة وعندنا دراساتنا وأبحاثنا في ذلك، وعندما أمارس عملي كسياسي لا أتعامل معه من منظور إسلامي، أنا أصلي لله تعالى وفي نفس الوقت أقبل علمي....صحيح إن الإسلام يحتوي على مبادىء وقيم وأخلاقيات سياسية لكن هذا لا يرتقي إلى الزعم أنه لدينا إسلاميا برنامجا سياسيا متكاملا)، وهذه في حد ذاتها نظرة تنويرية جريئة من الشيخ مرشد الخزنوي، تأتي في الوقت المناسب حيث يحاول البعض أن يعيد أي شيء في العلم والاقتصاد والفيزياء والتكنولوجيا والكون للقرآن الكريم، قافزين عن أن القرآن كتاب في الهداية والأخلاق والسلوك والتعايش القويمين وليس كتابا في الفيزياء وعلوم الفضاء، بدليل أن الرسول ( ص ) قال: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، ولم يقل ( إنما بعثت لأتمم علوم الطبيعة والفيزياء والكيمياء ) وفي ذلك أبلغ رد على المشتغلين زورا فيما يسمى ( الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ) فالقرآن كتاب في الهداية والتقوى والخلق الرفيع والسلوك القويم ، وليس منطقيا ولا مطلوبا أن نبحث فيه عن آية تفسر ثقب الأوزون، كما ذكّر بعض هؤلاء بقوله تعالى في آية 33 من سورة الرحمن ( يمعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )، وذلك عندما كان الأمير السعودي ( سلطان بن سلمان ) أحد الرواد في مركبة الفضاء الأمريكية عام 1985 وكأنهم بهذه الهلوسات يخدمون القرآن الكريم !.
مرحبا بك في بلاد السلام والمحبة
بوصولك لمكان آمن في الحضن النرويجي الدافىء، مطلوب منك يا شيخ مرشد أن تعمل بهمة ونشاط لتجذير أفكار الوالد الشهيد محمد معشوق الخزنوي الذي كان يؤمن بالمحبة والسلام ونبذ العنف والإرهاب كما سمعناه وعرفناه في كل أحاديثه وندواته...مرحبا بك تنضم إلينا في هذا الحضن الدافىء كي نواصل معا معركتنا ضد العنف والإرهاب والقتلة أيا كانت هويتهم: إسلاميون أم بعثيون أم قومجيون أم صهاينة....وأنا على يقين أن الشيخ مرشد سيكون خير خلف لسلفه الشيخ محمد معشوق الخزنوي...فمن يعشق الوطن والحرية والعدالة والمساواة سيرشده قلبه وعقله للطريق القويم.....مرحبا بك يا مرشد!!.
#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعترافات أبو خالد العملة بين النفي والإثبات
-
هل الدين دليل على المواطنة؟
-
الأردنيون و ذهب رغد
-
بكائيات العربان في سيد الطغيان
-
لمصلحة من التحريض ضد المسلمين الشيعة؟
-
يحدث هذا في مصر
-
مذبحة أطفال غزة: صراع من أجل الكراسي أم التحرير
-
مؤتمر زيوريخ :المضطهدون والمهمشون يوحدون جهودهم
-
الحوار المتمدن لا يناسب الجينات العربية
-
عبد القادر الجنابي:أية تربية هذه؟
-
مرافعات جديدة حول استحقاق صدام لحكم الإعدام
-
هل يستحق صدام الإعدام؟هل يستحق صدام الإعدام؟
-
توقفوا عن الاستنجاد بالعرب والمسلمين
-
أهمية و ضرورة استمرار هزيمة طالبان
-
السيد ضياء الموسوي: وقاتلوهم بالحب!
-
حسابات النصر والهزيمة في حرب حزب الله الأخيرة
-
اسماعيل هنية: لمصلحة من استعداء الشعب الكردي؟
-
الحل هو تخلي حماس عن تشكيل الحكومة
-
النظام السوري والموقف من الجولان المحتل
-
جيش الهدى في غزة: هل تختلفون عن الاحتلال؟
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|