أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - عماد يضحك من الموت ويضحك عليه_ ثرثرة














المزيد.....

عماد يضحك من الموت ويضحك عليه_ ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 10:09
المحور: سيرة ذاتية
    


لا يشتكي ولا يتفاخر...هذا هو صديقي عماد.
أكثر من ربع قرن, عايشته وعشت معه بصحبة مئات الأدباء والثوريين, لا يشبه أحدا. ولا أحد يشبهه. في حضوره الفرح والفكاهة, خفّة الدم والظرف, وفي أكثر الأحوال قتامة.
الولد مولود والزوج موجود والأخ لا يعود...هذا ما تقوله المأثورات السورية, في الساحل والجبل وفي المدينة والصحراء. مات محمود سليمان محمد_الشاب_ أخو عماد . بشكل مفاجئ وصادم, وتوجهنا إلى جبلة لتعزية عماد. سينتبه لنا, بلا مطالب, وكأننا ضيوفه في حفلة.
نغادر التعزية بدون شعور بالواجب أو المسؤولية, عدا الشعور بالذنب المصاحب لتلك الحالة.
مات أبي, وكنت أنتظر موته ليرتاح, تجاوز الثمانين بلا غاية من الحياة أو هدف...معلن. طبيعي واعتيادي أن تتحول جنازته وبعدها التعزية إلى جلسة أقرباء وأصدقاء. مات محمود أخو عماد, أخبرتني زينب أختي, بحدسها الأنثوي تعرف, أن لعماد كل الاعتبار المادي والمعنوي, على راحتي ومهلي توجهت إلى تعزية صديق الدروب الطويلة.
أفكّر بلؤم....هل عماد على تلك الدرجة من المهارة الاجتماعية والنفسية, ليضع الحدود والحمايات المضمونة ضدّ الألم! أم انه ممثل بارع, ينسى متى ينتهي الدور وتبدأ الحياة, أم العكس, أفكّر بلؤم حقيقة.. وأنا راجع من جبلة.
عندما كتب منهل باريش" شعراء جبلة" كان الاعتراض الوحيد أمام عماد وعلى اسم عماد, وحّول الفكرة والحديث إلى ملح السهرة وملاحتها.
شخص لا يتباهى ولا يشتكي, وعلى مدى أكثر من ربع قرن...!
أكثرنا شاعرية, واختار عدم التنافس, لأن الحياة واليوم واللحظة, هي الأهم, كلنا يعرف ذلك, ويعرف كم يحبه عماد, بلا كلام أو تبجّح. كلنا يشعر بالثقة والتقدير الذاتي العالي بحضور عماد. أهله وزوجته...وربما حسام ابنه, لهم رأي آخر. عماد عبثي ويخرّب حياته...!
الشاعر والمهندس الكهربائي عماد الدين محمد, يتلقى التعزية بوفاة أخيه محمود, في جبلة حيّ العمارة, هو رمز ثقافة الحياة وعنوانها في جبلة. نتبادل كلمات مكررة ومحفوظة" الحي أفضل من الميت" أو حياتكم الدائمة أو....أو, وحده عماد بدون عبارات استعراض أو تبجّح أو استجداء عاطفي مضمر, كما يلمس الجميع, يسلك ويعيش خيار" احترام الحياة" ومعه نعرف وننتبه, أن الحياة ولو كانت فعليا" ومضة بين عدمين" خارجها لاشيء ولا يذكّر بها سواها.
سنلتقي يوما, ونتبادل "تعزيز التعاسة" وبعضنا يضحك والآخر يبكي, بدون ملمح فكاهة أو أثر لتعاطف حقيقي بيننا, بعد موت عماد.
سنعرف مرة أن الذي خسرناه, لا يعوّض, وحتى الأرض التي تحمل الجوهرة, لا تعرف أية لقيا, جاءت بها الأسباب المجهولة والغريبة.
سلاما يا صديقي عماد
كنت شيوعيا مختلفا وعدميا مختلفا وشاعرا مختلفا ومهندسا مختلفا, وأنت اليوم أخو ميت شاب وتختلف عن كل من عرفتهم في الفرح وفي الحزن. وسأشرب اليوم كأس أخيك وأخي_ كأس الحياة_ ولا شيء سواها.
هو الوجع يشعل كل الحرائق...كتب لي عماد مرة.
نعم يا صديقي... أعرف أنك حزين ومتألم...ليتني أعرف كيف تحوّل كلّ ذلك الألم واليأس إلى طاقة حب ومحبة, وليت اهلك ورويدة زوجتك وحسام, ينتبهوا إلى ذلك, قبل فوات الأوان.
عماد يضحك من الموت ويضحك عليه
هذا هو صديقي
لا يشتكي ولا يتفاخر
لا يشبه أحدا ولا يشبهه أحد.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفراغ والخسارة_ ثرثرة
- الهيجان اللبناني إلى أين_ثرثرة
- في وداع صديق جميل_ثرثرة
- استعادة الجزء-ثرثرة
- قلق الصباح_ثرثرة
- ملعون أبو الزمان_ثرثرة
- جرح الكلام_ثرثرة
- كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة
- طاولة مستديرة_ثرثرة
- هل يقرأ السوريون والعرب الدرس العراقي....ثرثرة
- استعاد
- ضوء في آخر النفق_ثرثرة
- مسقط رأس_ثرثرة
- لأدوار المهملة_ثرثرة
- عام جديد سعيد _ثرثرة
- رسائل جانبية_ثرثرة
- بيت في ساقية بسنادا_ثرثرة
- عودوا إلى شرب الشاي ....يا اصدقائي_ثرثرة
- مركب في الرمل_ثرثرة
- مرام في هونغ كونغ_ثرثرة


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - عماد يضحك من الموت ويضحك عليه_ ثرثرة