شبيبة قوية تحتج ضد تلوث البيئة والمناخ

شابا أيوب شابا

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 16:12
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

نشرت جريدة "الشيوعي" (1) في عددها السادس الصادر في بداية شهر حزيران الحالي مقالاً بعنوان :

شبيبة قوية
بقلم : رايكة كارلسون (2)

بتعاون من تحالف أوروبي حول المناخ ونُشطاء فلسطينيين، أطلقَ الشباب على مدار عشرة أيام حملةً شملت أنشطةً تستهدف شركة أ. ب. مولر- ميرسك (Mærsk). وهناك أسباب وجيهة لذلك.

ميرسك
لا شكّ في أن قطاع الشحن - الذي يُمثّل ٩٠٪ من التجارة العالمية - يُصدر ثاني أوكسيد الكربون، والسؤال هو: ما حجم هذه المساهمة؟
وهنا يبرز خلاف كبير ، سواءً في خارج الدنمارك أو في الداخل.
ينبعث من قطاع الشحن الدنماركي ما بين ٦٢ و ١٢٥ مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً. وهو ضعف إجمالي انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الدنماركية من باقي قطاعات الطاقة والنقل. نقطة البداية في الحساب هي أنه عندما تُمثل الدنمارك 10% من الشحن الدولي، فإنها تُمثل أيضًا 10% من إجمالي انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن الشحن.

في عام 2010، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً عن شركتي النقل الدنماركيتين DSV (3) و ميرسك، اللتين حققتا 1.6 مليار و17 مليار كرونة على التوالي في عام 2008. لكن فاتورة الأثر البيئي للشركتين بلغت 1.7 مليار كرونة. هنا، وقفت وزيرة البيئة آنذاك، الليبرالية كارين إيليمان، ورفضت رفضاً قاطعاً زيادة الضرائب البيئية وقالت:

"بالنسبة للدنمارك، من الأهمية بمكان أن يكون لدينا شركة شحن ضخمة مثل ميرسك. وفي مجال الشحن، كانت الدنمارك قوة دافعة وراء وضع قواعد جديدة للحد من التلوث".

لنترك هذا الأمر جانباً...

يقول وزير الصناعة والتجارة الحالي الاشتراكي الديمقراطي، مورتن بودسكوف، إن الحكومة تُفضل التركيز على حل عالمي، تماماً مثل ما تفكر ميرسك.

"إذا فُرِضَت ضريبة ثاني أوكسيد الكربون محلياً أو إقليمياً، فإنك تُخاطر بإنتقال الوظائف وزوال حوافز شركات الشحن واستعدادها للانخراط في الأجندة العالمية الخضراء. هذا كان ولا يزال مصدر القلق".

الاقتباس الأخير مثالٌ كلاسيكي نعلم أنه لا يصمد.

كم عدد الدنماركيين العاملين فعلياً في شركة ميرسك؟

تعود الملكية النهائية للصندوق الذي تُسيطر عليه العائلة مع الجيل الرابع تحت قيادة روبرت ميرسك أوغلا كرئيس لمجلس الإدارة.

وقد أََعلنَ في 20 ديسمبر/كانون الأول 2022: "الهدف هو خفض القوى العاملة في ميرسك من 110,000 موظف إلى 100,000 موظف حول العالم".

في الدنمارك، يُعادل خفض الوظائف في ميرسك خفض وظيفة واحدة تقريباً من كل عشر وظائف دنماركية. وهكذا تلاشت حجة الوزير.

ميرسك تسيطر على سياسيينا

تكشف رسائل البريد الإلكتروني أن ميرسك حاولت الحد من ضريبة المناخ التي يفرضها الاتحاد الأوروبي وتجنب فاتورة التلوث بمليارات الدولارات. ورغم أرباحها التاريخية البالغة مليارات الدولارات، تسعى ميرسك منذ سنوات إلى إعفاء انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الدولية لقطاع الشحن من ضريبة المناخ. ويقول فيديو من شركة الشحن حول تحولها نحو الاقتصاد الأخضر: "ميرسك رائدة في هذا المجال". (وهكذا فشلت حجة كارين إيليمان).

ولكن على الرغم من أن ميرسك تُسوّق لنفسها كشركة رائدة في مجال المناخ، وأن الشركة حققت أيضاً أكبر ربح في تاريخ الدنمارك في السنوات الأخيرة، إلّا أن ميرسك عملتْ على الحد من ضريبة المناخ في الاتحاد الأوروبي.

وَ وفقاً لوثائق مُنحت هيئة الإذاعة الدنماركية (DR) حق الوصول إليها، أَرسلتْ ميرسك رسائل مباشرة إلى السلطات الدنماركية ومُفوضية الاتحاد الأوروبي ضَغطتْ فيها ميرسك على أن لا تشمل ضريبة المناخ التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي على التلوث الناجم عن قطاع الشحن، حركة النقل الدولي لشركات الشحن، في السنوات الأولى من سريان الضريبة، إن وُجدت.

اليوم، يُعدّ الشحن البحري القطاع الوحيد في الاتحاد الأوروبي (وعالمياً) المُعفى تماماً من دفع الضرائب أو الرسوم على غازات الاحتباس الحراري الضارة بالمناخ، والتي تُصدرها السفن عند شحنها البضائع حول العالم. ويأتي هذا الكشف بعد أن وثّقتْ هيئة الإذاعة الدنماركية في شباط/فبراير مُعارضة شركة ميرسك الشديدة لفرض ضريبة الحد الأدنى العالمية على الشحن البحري، رغم أن شركة الشحن أعلنت عكس ذلك علناً. وانتهى الاتفاق العالمي بإعفاء الشحن البحري، كما أرادت ميرسك. هذه هي الرأسمالية الاحتكارية.

تمتلك شركة ميرسك موانئ في 130 دولة، وهي أكبر شركة حاويات في العالم.

ويتجاوز تأثير الشركة على المناخ حدود الدنمارك بأكملها، كما أنها تدفع ضريبة منخفضة لفروعها بشكل فاضح.

تَشحن الشركة آلاف الأطنان من المعدات العسكرية إلى إسرائيل، التي تستخدمها في إبادة الفلسطينيين في غزة والعديد من مناطق الحرب الأخرى حول العالم.

لذلك، ليس من قبيل الصدفة أن تُتخذ سلسلة من الإجراءات ضد ميرسك في هذا الوقت. إلى جانب حركات عدالة أخرى في عدة مدن من بينها هلسنكي وأوسلو وستوكهولم وبرلين، حيثُ احتجت حركة الشباب الأخضر لمدة عشرة أيام على لامُبالاة شركة ميرسك بالمناخ والطبيعة والحياة البشرية، ولا تزال تُركز جهودها في هذه القضية.

يصادف هذه الأيام الذكرى الثمانين لتحرير الدنمارك من النازيين. يأخذ الشباب قضية الحرية على محمل الجد. فهي ليست حكرًا على الماضي وعلى الدنماركيين فقط. إنهم يرون أن من واجبهم اليوم محاربة جهات فاعلة مثل ميرسك، التي تدعم، بدافع مصالحها التجارية، تدمير عالمنا المشترك.

(1) جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي

(2) رئيسة الحزب الشيوعي الدنماركي

(3) هي شركة نقل وخدمات لوجستية دنماركية تقدم خدمات النقل العالمية عن طريق البر والجو والبحر والقطارات.

ترجمة: شابا أيوب
6 حزيران 2025

#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل