أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الغناء في حضرة الشهداء














المزيد.....

الغناء في حضرة الشهداء


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 544 - 2003 / 7 / 22 - 22:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

عين الحلوة -تموز-2003

 

 

هو تموز شهر التين وما بعد اللوز

هو يوليو الذي لا يعرف العوز

هو الشهر السابع من كل سنة

هو الشهر الذي أغتالت اسمه كواتم الصوت ومتفجرات الموت..

هو بداية نهاية الذين اغتالوا ناجي العلي،فأبكوا حنظلة..

هو ميلاد القيم وانبعاث الثورة في أزمنة البقر والغنم من البشر..

هو ارتحالك يا ناجي ورحيل غسان كنفاني..

متما بفعل عدو واحد ورصاص ومتفجرات،هدفها كان واحدا،قتلكما لأنكما مميزان في زمن القطعان الثورية،التي تغني في حضرة الأنظمة التبعية.

كنتما رأسان من الرؤوس الفلسطينية التي لا تلبس الأقنعة،ولا ترتدي بزة الجنرال ولا تردد شعارات الحكومات،وكنا نغني في حضرتكما لتحضر معكما قامات الشهداء،مرفوعة الجبين كبيرة العظمة،قوية الأسس،مرصوصة البنيان،متينة الحب وواسعة القلب،تعرف الانتماء وتحفظ الدرب،تنتمي للوجع الفلسطيني وتنتمي للهم الشعبي،ولا تنتمي للذين اختاروا مز ابل الحلول بعدما أتعبهم أكل لحم العجول.

 

في هذا الشهر الذي تميز باغتيال غسان كنفاني وناجي العلي،يشعر الإنسان بالمرارة على حالة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج،وتزداد المرارة مرارةً ونحن نرى عين الحلوة مخيم ناجي العلي وهو يتعذب ويحترق ببطء بفعل الصراعات الجانبية وعدم التلاقي بين أخوة الدرب ورفاق المسيرة الفلسطينية.

وهنا من عين الحلوة حيث أكتب الآن هذه الكلمات،ندعو باسم الجرح الفلسطيني ومن أجل راحة أرواح الشهداء الفلسطينيين إلى التلاقي والتسامح والتحاور والتفاوض والعمل الجماعي لأجل البلاد والعباد.

 

فلا مجال أمام الفلسطيني سوى التمسك بوحدته الوطنية والتماسك والتلاحم من أجل صد ورد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها قضية فلسطين، لأن السكين على رقاب الجميع وفوق أعناق الكل،ولا مفر من مواجهة الحقيقة و من المجابهة مع المستقبل.

فالطريق إلى فلسطين تمر بكل المخيمات وتنزل من سماوات البؤس إلى أزقة و زواريب المخيمات وطرقات الحارات،لتكون ممر الذين حملوا أرواحهم على أكفهم إلى سماوات فلسطين الخالدة.

هذه الأزقة عرفتها كلمات غسان كنفاني وأعطتها معناها الحقيقي،يوم تحدث غسان في قصصه ورواياته ومقالاته وكتاباته عن معاناة الفلسطيني،ومنها معاناة اللاجئين في الشتات.

كما كان ناجي العلي عرف تلك الأزقة وحفظها كما كان يحفظ أزقة قريته المستباحة الشجرة،فقد كان ناجي من قلب عين الحلوة،حيث أبدع في فنه وأبدع في رسومه اللاذعة والساخرة،فكان الناطق الشرعي باسم المخيم،والمعالج الطبيعي لكل أشكال الأزمات السياسية والحربية،إذ كان المخيم وجهته إلى فلسطين وفلسطين كانت حلم الناس في كل المخيمات.

 

هما غسان كنفاني وناجي العلي بطلان مميزان من هذا الزمان،في حضرتهما يجوز الغناء والتبرك بالشهداء والتعرف على معسكر الأعداء ومعسكر الأشقاء الأشقياء،وعلى الأموات الأحياء والأحياء الأموات في أزمنة التكاثر العربية،حيث لازلنا نتكاثر لكن دون فائدة.

 

في تموز الحارق، يوليو الحار، تشق السفينة الفلسطينية عباب البحر وتصارع الأمواج والتيارات والرياح،تستمر الأعاصير عاصفة والمعارك شرسة ولا تنكسر إرادة المخيم وناسه ولا تنهزم راية الكفاح الفلسطيني،مهما تكالبت القوى الشرسة على نهش اللحم الفلسطيني الحي،فشعب فلسطين لازال حيا وسيبقى كذلك.

 

في هذا الزمن العربي الذي يبتعد عن نفسه ويدخل في غيبوبة الحقوق المغيبة،لا داعي للتباكي على الضحايا لأننا كلنا أصبحنا ضحايا الخريطة،فخريطة الطريق تقودنا إلى التفحم بعد أن يلتهمنا الحريق،وطريق الحريق لا نور فيها ولا هدى،أنها فقط طريق الذين تجاوزوا شعوبهم وقبلوا بسيادة القوي على الضعيف.

 

أن الطريق إلى البلاد لا يمكن أن تكون بلا صعاب وعوائق،لكنها ليست طريق الأفراح والسعادة واللهو والمرح،لأنها طريق المقاومة الشعبية سلاحا وحجارة وكلاما ومواجهة ومفاوضات حقيقية.

أنها الطريق الفلسطيني الذي يشق نفسه بنفسه شاء من شاء وأبى من أبى، لأنها الطريق الحار والحارق الذي يوصل الناس إلى ملكوتهم والشهداء إلى ممالكهم،حيث الغناء في حضرتهم والدواء في جعبتهم.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية
- رسالة حب من سحالي اليابان
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد
- للطفولة يومها وللقتلة أيامهم
- الدنيا هيك
- وزراء غرب و وزراء شرق
- الدنيا هيك
- مبروك على الخريطة طريق شارون
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الغناء في حضرة الشهداء