أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - الوطن ومصلحته العليا فوق المصالح الطائفية














المزيد.....


الوطن ومصلحته العليا فوق المصالح الطائفية


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 07:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تعد الساحة العراقية هي الساحة الوحيدة المتميزة بالانقسام والتناحر الطائفي بعد ان وصل شرر هذا الصراع يوم الخميس الماضي الى الساحة اللبنانية ، وإذا لم يتم تطويقه وإنهاؤه بحرص وطني قبل أي اعتبار، فهو مرشح الى الاتساع ليشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط والخليج. وان كنا لا نتمنى لهذا اللهيب الاندلاع في العراق أصلا، فضلا عن اتساعه في المنطقة، إلا ان الأطراف الطائفية العراقية المتناحرة، المنخرطة في العملية السياسية أو خارجها، لا يبدو أنها أمام مراجعة للأولويات ومن ثم اتخاذ قرار يتسم بالجرأة والحرص مضمونه، في هذه المرحلة بالذات ،الوطن والمواطنة ومصلحتهما فوق المصلحة الطائفية، لسبب بين هو خروج هذا الصراع عن كونه صراعا فكريا أو عقائديا بين فرق إسلامية يعود خلافها الى عدة مئات من القرون، ليتحول الى صراع سياسي على النفوذ والاستحواذ على مراكز القرارات السياسية والاقتصادية في عراق النفط والثروات الأخرى والموقع الجغرافي، صراع يدار وبتدخل سافر من دول الجوار المختلفة لتصفية حساباتها من جهة والعمل على بقاء الإدارة الأمريكية غائصة في الوحل العراقي ، هذه الإدارة التي لا ترى طريقا لتحقيق مصالحها إلا طريق إشعال الحروب المفتوحة، ولا يبدو وهي تتوسل فرصة أخرى للخروج من مأزقها في العراق، قد أدركت تماما خطل هذه السياسة، فهي تعزز خططها ضد إيران بالمزيد من الحشود العسكرية في المنطقة و الخليج والعراق وتهيئة الرأي العام الأمريكي والعالمي لهذه الخطط عبر التأكيد على خطورة الطموح النووي الإيراني، وعلى العثور على " جبل" من الأدلة تؤكد التدخل الإيراني في الشأن العراقي. وكما قدم صدام حسين المسوغات لفرض العقوبات الاقتصادية و تدمير العراق، فان القيادة الإيرانية الحالية تسير على ذلك النهج. وآخر تصريح لهاشمي رفسنجاني يقول فيه ان إيران نقلت الحرب الى عقر دار الأمريكان!! مؤشرا بذلك الى أفغانستان و العراق. ولا تعني النظام الإيراني المصائب اليومية التي تحل بالشعبين الأفغاني والعراقي جراء تحويل بلديهما الى ساحة صراع الآخرين مع الولايات المتحدة.

ان تصاعد حدة الحرب الإعلامية بين إيران والولايات المتحدة وازدياد التأزم في علاقاتهما تنعكس سلبا على الحالة العراقية بشكل عام وعلى تنفيذ الخطة الأمنية بشكل خاص، تلك الخطة التي أعلن عنها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي مع تأكيده ان حكومته قد حزمت أمرها لبدء شن معركة بسط سيطرتها على العاصمة بغداد وتصفية العصابات المسلحة أيا كانت انتماءاتها ومن يقف وراءها، تمهيدا لعودة الأمن لهذه العاصمة المنكوبة عبر فرض سيادة قانون الدولة فقط ، أي ان البلد يمر في ظرف عصيب ودقيق، ولذلك يغدو من المهم إسناد هذا التوجه الوطني. فهل ستلقى الحكومة التعاون والدعم من الأخوة في الدين من اجل إنقاذ أنفسهم وإنقاذ العراق الذي يعني تدميره تدميرهم أيضا، و جعل الحوار السياسي المسؤول فقط هو السبيل لحل مشاكل البلد المتراكمة وفي مقدمتها الفساد ونقص الخدمات والميليشيات تمهيدا للتخلص من القوات الاجنبية وإعانة الحكومة على تطبيق برنامجها الذي أقرته الكيانات السياسية الوطنية؟

ان العراق بحاجة اليوم وبدرجة أولى الى تجسيد وطنية مكوناته السياسية بالممارسة وليس عبر اللقاءات التلفزيونية أو الخطاب الحماسي أثناء جلسات مجلس النواب . وان لا تجعل هذه المكونات نفسها محاريث للقوى الإقليمية المتربصة التي تنفخ سمومها وتستفيد من العراق مجروحا بل وتزيد من نزف هذا الجرح؟. و أيا كان تداخل مصالح الشعب العراقي كله أو فئة منه مع مصالح دول وشعوب الجوار فان " الدعم" المقدم من هذه الدول لهذه الفئة أو تلك من الفئات العراقية المتصارعة، مبعثه مصالح الجهات الواهبة أولا، لا مصلحة العراق الذي تحول الى خط دفاعي لحماية الأنظمة المرتعدة من هيجان الثور الأمريكي الجريح منذ هجوم منظمة القاعدة على برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك في أيلول العام 2001.

ان ما سيشهده العراق في الأسابيع والأشهر القادمة على طريق تحقيق خطة امن بغداد، سيكون حاسما لتقرير حاضره والتأثير على مستقبله، فالكل في سفينة واحدة، وبقدر ما تتطلب مهمة بسط السيطرة الأمنية من حزم تجاه العصابات الإرهابية والطائفية، فان تأكيد اللحمة الوطنية عبر تحقيق المصالحة الوطنية أمر لا يحتمل التأجيل ويتطلب الجدية في التوجه والتنفيذ، والمواطن العراقي طفح كيله من الوعود التي لم تتحقق، ومن حقه ان ينعم بالأمن وبخيرات بلاده التي آلت عليه بالنقمة بدل النعمة.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات الجامعة المستنصرية...دناءة الفعل و الفاعل
- عبد الباري عطوان... زعلان
- من عواقب الفتنة والانتقام الطائفيين
- عام على انتخاب مجلس النواب
- هل تساعد دول الجوار في استقرار العراق؟
- السعودية تتخلى عن سياسة الدبلوماسية الفعالة الهادئة
- الى السيد الأخضر الإبراهيمي
- رحل رامسفيلد كبش فداء... والرئيس بوش الإبن متمسك بمساره
- مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية والفرصة الأخيرة
- أيها السادة...عاهدوا الشعب أولا
- جوعوهم تشبعوا... ألسنة تقاوم... بالسيوف تقطع
- أطلعونا على تحليلات قريبة من الواقع
- شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة
- مهام ملحة للإعلام الوطني العراقي
- ثعابين المجموعات المسلحة
- من اجل كسب ثقة مفقودة
- السيد النائب .. ونقطة نظام
- في بغداد غنائم و في غزة جرائم
- تذابح الدمى
- بداية سليمة لدرء اتساع الفتنة الطائفية ودحر الإرهاب


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - الوطن ومصلحته العليا فوق المصالح الطائفية