أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - العبثية الافتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 1














المزيد.....

العبثية الافتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 1


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 10:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شكلت المرحلة الممتدة من عام 1970 حتى الآن في سوريا ، تجلياً شاذاً لجدلية السياسة والاقتصاد ، أو السلطة والاقتصاد . وعبرت بوضوح عن تدخل الدولة السافر في حركة وبنية الاقتصاد ، وقدمت معطىً نوعياً نوعياً خاصاً لافتاً ، مفاده أن القرار السياسي الإرادوي هو صانع الاقتصاد ، وليس القرار الاقتصادي هو صانع السياسة ، وذلك بخلاف القواعد العامة وقوانين تطور المجتمع في بلدان أخرى تمتلك تقية الحرص على المصالح العامة ، حيث يوجه الاقتصاد فيها السياسة ، بمعنى أن مقتضيات ومنعكسات المصالح الاقتصادية ضمن منظومة قوانين وعلاقات إنتاج اجتماعية ، هي التي تصنع القرارت والأطر والآليات االسياسية لتحقيق تلك المصالح . أما ما حدث في سوريا في هذه المرحلة ، هو أن مقتضيات المصالح السياسية هي التي صنعت القرارات والأطر والآليات الاقتصادية لتحقيق أهداف السياسة .. السياسة أولاً .. أي النظام أولاً . ومن ثم اندمجت السياسة بالاقتصاد بقرار واحد ، مع بقاء الغلبة للسياسة في الحركة العامة لهذا الاندماج ، للقابضين على السلطة والدولة
وقد تمت ، من خلال توظيف السلطة - الدولة بالشكل الفج المباشر ، عملية تحول أهل الحكم القادمين ، بالانقلاب العسكري ، من الطبقة الوسطى .. عسكريين .. وموظفين .. ومنتمين إلى المهن الحرة ، إلى الطبقة العليا الرأسمالية ، قابضين على السلطة والثروة معاً ، ما أدى إلى احتكار الاقتصاد إلى جانب احتكار السلطة - السياسة

وقد لعبت شخصيات عدة ، تركت بصماتها المميزة ، في هيكلة ومأسسة النظام ، حتى غدا بنية شمولية عصية على النيل منها بالوسائل العادية المالوفة ، كان أبرزها في الطاقم الاقتصادي هو الدكتور محمد العمادي ، الذي لعب الدور الأهم في عملية التأسيس الكبرى في هذه المرحلة . حيث كان وزيراً للآقتصاد والعقل الاقتصادي في عدة حكومات طوال أكثر من عقدين من الزمن وخاصة في حكومة محمود الزعبي ، التي عملت بنهج اقتصادوي فاسد على امتداد 13 سنة ، والتي كان كبش الفداء فيها رئيسها الزعبي بنحره أو انتحاره

فهذا " العمادي " ، الذي تولى عهدة وزارة الاقتصاد والتجارة ، وتسخير الاقتصاد في خدمة القرارات السياسية الاقتصادية الإرادوية المافيوية ، قد تميز في العبث بالشأن الاقتصادي ، فهو المسؤول والشريك في برنامج التنمية بالتضخم النقدي ، والمتواطيء مع قمة النظام في طرح كتلة نقدية ضخمة بحجم 40 مليار ليرة - تعادل بأسعار اليوم 4000 مليار ليرة - زعم في حينه أنها لتغطية الإنفاق الاستثماري في الخطة الخمسية الرابعة . وكان ممن لازال عندهم بقايا ضمير يقولون .. ربنا ا ستر
وقام كرئيس لوزارة الاقتصاد والتجارة بالتواطؤ ايضاً مع أهل النظام وأتاح لهم المجال للتسلط على كافة إدرات وأموال ومصائر القطاع العام ومؤسسات الدولة الانتاجية والتجارية ، الذين ا ستغلوا حتى الحد الأقصى من البشاعة مراكزهم وسخروها للاستحواز على المال العام وللإثراء غير المشروع
وقد حققت بورجوازية السلطة في هذه المرحلة من نفوذ وتراكم مالي وثراء في زمن قياسي مالم تستطع أن تحققه البورجوازية التقليدية خلال قرون عدة

النتيجة لعبث " العمادية " الاقتصادي على المستوى المجتمعي المعيشي ، رغم عوائد النفط المتزايدة عاماً إثر عام ، ورغم الدعم الخليجي السخي والمنجم اللبناني ، أن فقدت الليرة السورية قدرتها الشرائية ، وارتفعت الأسعار ما بين 50 - 100 مرة ، وانخفضت الأجور والرواتب الفعلية بشكل مأساوي ، وحدثت هوة كبيرة بين الأجور والأسعار . وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى أنه كانت ثلاثمئة ليرة في الشهر في أواسط البعينات تكفي للإنفاق المعيشي لأسرة شعبية متوسطة ، أما الآن فإن ثلاثين ألف ليرة أي بزيادة مائة مرة لاتغطي هذا الإنفاق ، وفقد القطاع العام دوره وثرواته وقيمه ، وبات معظمه عاجزاً مشلولاً مهدداً بالبيع والإلغاء

من إبداعات .. !! . ؟ العمادي الاقتصادية الكبرى ، التي ينبغي أن لاتنسى ، أنه عمل تحت سقف المادة الأولى من الدستور التي تنص على أن سوريا " دولة ا شتراكية " على جعل القطاع العام الصناعي وامتداداته في مؤسسات الدولة الانتاجية والاستثمارية والإنشائية ، الذي كان يحلم الكثيرون أن يكون ذات يوم القاعدة المادية لتحولات أكثر عمقاً في عملية التقدم الاجتماعي ، عمل على جعل هذا القطاع الرحم الذي احتوى وجاء بشريحة رأسمالية مؤلفة من ماليين ومالكين قد أثروا من المال العام ، حاملين سطوة السلطة والثروة .. شريحة تمكنت بنفوذها السياسي السلطوي ، من أن تشكل رأ سمالية جديدة ذات أظافر وأنياب مسلحة بحالة الطواريء والأحكام العرفية ، وأن تحتكر التعهدات والصفقات والتراخيص التجارية الكبرى الداخلية وذات الصلة بالخارج ، والتي مالبثت أن انقضت على السوق فامتلكته ، وامتلكت امتياز إعادة إنتاج الطبقة الرأسمالية وتوسيعها ، حسب معايير مصالحها ونفوذها وسلطاتها
كما أنه عمل بالتواطؤ مع التنظيم النقابي السلطوي وأهل النظام ، على تباطؤ نمو الواتب والأجور ، إلى حد كاد أن يكون تجميداً ، ليوفر فرصاً أكثر راحة للتراكم المالي للرأسمالية المستحدثة ، ضارباً عرض الحائط بكل المعايير الاقتصادية والاجتماعية العلمية والإنسانية ، ما أدى تالياً إلى الاضطراب في حركة السوق ، وإلى تفشي الفساد والعجز في أداء الدولة الاقتصادي ، وإلى انتشار أزمة شمولية على كل الصعد في البلاد . كما أدى إلى ضرورة البحث عن مخرج " إصلاحي " يفضي إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة اقتصادية - سياسية ، لتأمين حالة ثابتة أكثر ضماناً لاستثمار الثروات المتراكمة ، بمنهجية جديدة وعقلية لاتحمل وزر المرحلة الماضية وتوحي بالثقة . ومن أجل هذه المهمة جيء بالدكتور الدردري .. أملاً في تربيع الدائرة الاقتصادية السورية



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول أثرياء حرب اقتصاد الفساد
- خلفيات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
- لاديمقراطية في الشكل ولاهم شعبي في المضمون
- أية هيبة .. أية دولة .. ؟
- الملهاة .. المأساة .. في مسرحية - عمارة النظام -
- الديكتاتور حقاً قد قبر .. الشعب حقاً قد انتصر
- الحوار أول الحركة إلى أمام
- قيمة اللحظة اللبنانية الراهنة
- في - النهج التشاركي - .. من يشارك من .. ؟
- مجتمع بلا خرائط
- أكثر من صرخة من أجل بيت حانون
- الجري وراء عدل مفقود
- فقراء البرازيل .. من دروب الجوع إلى دروب الأمل
- حجب غير متمدن .. للحوار المتمدن
- درس ديمقراطي أول
- السياسات والتقاطعات المشرفة
- قصة الجيش الأحمر السوري
- ليس حلفاً جديداً .. !! .. ؟
- بانتظار مبادرات نقابية وسياسية مناضلة شجاعة
- معركة الرغيف والكرامة والديمقراطية


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - العبثية الافتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 1