|
محمد عمارة و الشاب عبد الكريم نبيل
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1810 - 2007 / 1 / 29 - 11:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نقلت الأخبار أن نيابة أمن الدولة بمصر تحقق مع الكاتب الاسلامي " دكتور محمد عمارة " بسبب كتابه الذي الذي أحدث ضجة مؤخرا بصفته يحرض علي الفتنة الطائفية ، حيث يدعو لتكفير ومحاربة غير المسلمين وبالتحديد النصاري – الذين تعدادهم في مصر بالملايين ويشتركون مع أخوتهم المسلمين في أن الأصل المسيحي لهم جميعا ..فضلا عن أن التكفير والتحريض شمل أهل الطوائف الأخري بمصر .. أي أن الكتاب هو دعوة لحرب أهلية طائفية يحرق فيها الوطن كما هو الحال بالعراق وبلبنان وبالصومال والحرب الدينية التي جرت اليها دولة أخري !! وكان عمارة قبل استدعائه للنيابة للتحقيق معه قد أعلن عن اعتذاره (!!) بعد العاصفة التي أحدثها كتابه وقال حججا لا يقبلها كبار ولا يسوقها رجل كبير .. وانما هي من قبيل لعبة التقية ..(!) وهي لعبة تقوم علي استغفال الآخرين وخداعهم والكذب عليهم لأجل الوصول الي الغرض الذي يسعي اليه المتذرع بالتقية ، أو للافلات من تحمل المسئولية .. وفي نفس الوقت هناك شاب صغير معتقل منذ حوالي 3شهور ومحول للمحاكمة في فبراير القادم - بعد أيام – لأنه أبدي رأيه في عقيدته - والتي يدرسها كطالب بجامعة الأزهر – دون تحريض طائفة علي أخري وانما هو ضد القتل والقتال وضد العنف مما جعله ينتقد ما وجده في عقيدته – كدارس متبحر فيها يعرفه تمام المعرفة - .. كما أبدي رأيه في السياسة وهو رأي لا يخرج عن المطالبة بالحرية والديموقراطية وحق الشعب في حياة كريمة لن تتوفر له في ظل تزوير انتخابات رئاسية وسيطرة عسكرية بوليسية وحكم قانون طواريء عسكري .. وذاك مطلب تضج به كل مصر بكافة الفئات .. وكتاباته تلك هي عمل مشروع وحق مكفول بالدستور والقوانين الدولية للتعبير عن الرأي وحق في حرية العقيدة – عقيدته - وابداء الرأي فيها .. دون التعرض لمعتقدات الآخرين .. وما عبر عنه من رأي يمكن لمن يشاء الرد عليه .. ويمكن مناقشته في آرائه من خلال وسائل الاعلام والحوارات التي تجريها بين أهل الرأي والفكر .. فان كانت له أفكار أو آراء خاطئة تنكشف أمام الناس .. وان كان يحمل فكرا جديدا صحيحا وصحيا فهو جدير بأن يعرفه الناس .. هذا هو التعامل الصحيح مع أصحاب الرأي والفكر .. أما السجون والمعتقلات مع أصحاب العقائد والافكار ... فأنا شاهد عيان علي أنها لا تفيد اطلاقا ولا تغير من قناعات أصحابها علي الاطلاق .. بل ان السجون والمعتقلات تزيدهم اصرارا علي التمسك بمعتقداتهم وآرائهم ..! فقد قابلت وعشت بين الجماعات الاسلامية المختلفة – عناصر مخففة التشدد منهم ممن يسميه الأمن " التائبون عن الارهاب " – عملوا توبة .. وأعلنوا ندمهم عما ارتكبوه من جرائم وأعمال ارهابية ونبذوا العنف ..- هكذا يقولون .. وهكذا تعاقدوا مع جهاز الأمن وتعاهدوا معه علي ذلك .. .. ( وهؤلاء كما قلنا بخلاف المسجونين والمعتقلين من الجماعات الاسلامية ممن رفضوا مبادرة التوبة وهم الغالبية ) فماذ كان يفعل هؤلاء – التائبون - بداخل السجن ؟ كانوا يقرءون طوال النهار والليل ذات الكتب التي أوصلتهم لارتكاب أعمال العنف التي جاءت بهم للسجن !! وكانوا يعلنون صراحة لضابط أمن الدولة عن عدم رغبتهم في قبول اقامة عناصر أخري بنفس العنبر ممن يخالفونهم في العقيدة ويعتبرونهم كفارا ويولونها بصراحة : " هؤلاء كفار ولانريدهم معنا .. " ! .. – بل كثيرا ما كانت تقوم مناوشات وتصرفات عدائية بين مجموعتين اسلاميتين مختلفتين ! كل هذا كان يحدث وهم داخل السجن .. يرفضون قبول الآخر وهم بداخل السجن .. بل كان بعضهم يهمس لبعض بأن أفراد يتبعون جماعة اسلامية أخري بسجن آخر قريب ، قد أرسلوا يبايعونه علي الانضمام لجماعته كأمير (!!) أي أن المبايعات لا زالت جارية ..وبداخل السجن ! كل هذا كان يحدث بداخل السجن ..! أي أن السجن ليس هو مكان اصلاح وتقويم العقائد والآراء والأفكار المعوجة .. هذا عن الجماعات الدينية ..أما عن الشيوعيين ، فقد رأيت بنفسي شيوعيين محكوم عليهم في قضية سياسية لمدة 15 سنة ويعيشون مجاورين للجماعات الدينية ويختلطون بهم في النهار عند فتح الزنازين .. وقاربت مدة حكمهم علي الانتهاء – 15 سنة – ومع ذلك لم يذهبوا للصلاة بمسجد السجن أبدا الا بعد أن جاء : أمر من ضابط مباحث أمن الدولة المختص بالسجن ! – وبوسوسة أحد الاسلاميين المقربين من الضابط ...! - أي أن تغيير العقيدة لا يمكن أن يكون بالسجن .. ورأيت أتباعا لسيدة سجنت وسجنوا معها بتهمة ادعائها للنبوة .. وفي داخل الزنزانة / وبالسجن ..! كانوا يؤدون طقوسهم كما كانوا يؤدونها مع سيدتهم نبيتهم – عليها الصلاة والسلام - أحدهم كان يحمل درجة الدكتوراه في الاقتصاد .. – وفي وجود مساجين آخرين معهم في الزنزانة ، اي يمكنهم نقل أخبارهم لضابط الأمن الذي يجعل له عيون من المساجين منهم فيهم .. – أي أن السجن لم يصرفهم عن عقيدتهم ..ولو نوقشت بوسيلة من وسائل الاعلام علانية لكان ذلك أفضل .. فان كانت لها – أي لتلك العقيدة - شرور نخشي علي الناس منها نكون قد أطلعنا الجميع عليها وبيناها بالمناقشة .. وجماعة كانت تتبع شيخا – يعمل بدرجة مدير باحدي هيئات الدولية البالغة الحساسية – وسجن بتهمة ادعائه النبوة - وهم معهم – وكانوا وهم بداخل السجن يمارسون طقوسهم كما بخارجه تماما بداخل الزنزانة حتي ولوكان يشاركهم في تلك الزنزانة بعض الغرباء عن الجماعة ... بل أن زعيم تلك الجماعة كان يفد اليه أتباع آخرون من السجناء الآخرين – من الجماعات الاسلامية خاصة - ! ! وكل هذا كان يحدث وهو وهم بداخل السجن .. أي أن السجن لم يصرفه أو يصرف أتباعه عن العقيدة .. ولم يصلحهم ولم يقومهم – ان كانوا محتاجين لذلك - ولكن لو عملت لهم ندوة بالتليفزيون ونوقشت أفكارهم وعقيدتهم علي الملا فقط لتم تبصيرهم وتبصير الناس بتلك العقيدة ان كانت لها شرور يخشي علي الناس منها .. وهذا هو المطلوب وكفي الله شر السجون وتكاليفها علي الدولة ووقف أحوال ومصالح هؤلاء الناس ومن لديهم مصالح متعلقة بهم بالمجتمع والعبء النفسي والخراب المادي والاجتماعي الذي يلحق بأسرهم من جراء حبسهم ظنا من الحكومة أن الحبس سوف يصرفهم عن العقيدة .. وهناك أمثلة أخري .. ولكننا اكتفينا بذاك القدر خلاصة القول هو أن : صاحب العقيدة أو الراي والفكر لا يواجه بالسجن الا في حالة واحدة فقط هي : ممارسته للعنف لفرض عقيدته أو أفكارة غلي الناس بالقوة أو دعوته لممارسة العنف والارهاب لفرض ما يؤمن به .. وما عدا ذلك فانه مهما كانت أفكاره ومعتقداته لا يجوز مواجهتها الا بالحوار والنقاش .. فان كان الشعب ليس لديه من الوعي ما يجعله قادرا علي قبول معتقدات وأفكار غريبةعليه مما تخشي عواقبه – كما يتذرع أنصار ومحبي السجون والمعتقلات ومن يستسهلونها - .. فالرد هو : لدينا وسائل اعلام يمكنها توعية الشعب وتعويده علي قبول الرأي المخالف واحترام عقليات واعتقادات الغير مهما اختلفت عنا .. والا ما فائدة الاعلام في بلد من البلدان النامية وكيف ينمو بلد لا يتعلم شعبه قبول تعدد الآراء والأفكار والمعتقدات واحترام الآخر ..؟! وهذا ما قلناه بالحرف في مارس عام 200 لوكيل نيابة ورئيس نيابة أمن الدولة العليا وكذلك للمستشار – المحامي العام الأول – أثناء التحقيق معي في قضية رأي وفكر وعقيدة . أي منذ حوالي 7 سنوات . واليوم وبنفس التهمة يقف أمام نفس النيابة ، ونفس المحكمة – أمن الدولة العليا – اثنان بنفس التهمة هما : دكتور محمد عمارة الذي يدعو الي تكفير الغير وقتاله وقتله .. .. أي الي زعزعة الأمن والأمان والحض علي العنف والارهاب .. والآخر هو : عبد الكريم نبيل سايمان – طالب الأزهر والكاتب – المحال للمحاكمة أول فبراير القادم ، اي بعد أيام – وهو شاب ضد العنف وضد الارهاب وصاحب عقل ورأي قابل للمناقشة والتعامل معه بالنقاش عن طريق أحد برامج التليفزيون للتحاور مع من يشاء محاورته في فكره و آرائه .. وهذا ما يحدث في الغالب بكل أمم الأرض المتحضرة ، و بدون أن تتدخل فيه اجهزة الأمن ، كي لا تمرغ سمعة بلادها في الوحل أمام المجتمع الدولي ودول العالم المتحضر ..
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فريدة النقاش
-
علي هامش الحديث للتليفزيوني للمؤرخ : دكتور يونان لبيب رزق
-
مرة ثانية : دكتور فاروق الباز بين العلم والباذنجان
-
هل نعدم عقوبة الاعدام ؟
-
عفوا دكتور لبيب يونان : بل التاريخ يكرر نفسه
-
علي هامش حديث - فاروق الباز-للتليفزيون
-
( !!) أهل الأقلام والحكام .
-
د . فاروق الباز بين العلم والباذنجان (!)
-
عزاء جمعية أصدقاء الشهيد صدام
-
أفضال صدام ؟؟! ! أم استغلال للعمالة العربية ؟
-
صداميات : تعليقات الناس علي اعدامه ، وردنا عليها
-
..مصر لا تسكن فينا ، ولا نحن
-
يا عراق : عيد سعيد
-
القضاة .. في ظل العسكر والمباحث
-
القاضي المصري المنحاز
-
هل تسقط حضارة الغرب علي يد الاسلام ؟
-
ميليشيات الأخوان ظهرت .. بالأزهر ..
-
( ! )حتشبسوت في المغرب
-
حتشبسوت في المغرب
-
نحن والغرب : اطماع ، ومخاوف ، وأوهام
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|