أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهدي الداوودي - حذار من توريط البيشمه ركه في القتال















المزيد.....

حذار من توريط البيشمه ركه في القتال


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 07:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تناقلت وكالات الأنباء خبر إرسال لوائين كرديين، أحدهما من السليمانية والثاني من أربيل، إلى بغداد وذلك للمساهمة في الصراع المسلح الدائر حول السيطرة على بغداد. ومن حيث شئنا أم أبينا نرى أن هذا الصراع المؤسف يدور في إطار المحاصصة السياسية الطائفية بين السنة والشيعة، فسواء انتصرت الشيعة أو السنة، رغم أيماننا بعدم وجود منتصر ومهزوم في مثل هذا الصراع المسلح العبثي، فإن مثل هذا الانتصار الموهوم لا يغير شيئا في عملية استتباب الاستقرار والبناء في البلد، إذ أن كلا الجانبين – كما أظهرت السنوات الثلاث الماضية – لا يهمها مصير العراق والجماهير الكادحة، بقدر ما يهمها مصالحها الذاتية الضيقة والاغتناء على حساب الشعب واستعمال أشرس أساليب القتل والخطف والابتزاز.
ويبدو أن حكومة المالكي التي لا زالت عاجزة عن ترك مخدعها في المنطقة الخضراء قد اقتنعت بأنها تجلس على برميل من بارود وأنه ليس حتى بإمكان الأمريكان، رغم الخطة الأمريكية الجديدة، من الحفاظ على كرسيه، ولذلك أثمرت قريحته وقريحة حكومته المعتصمة في المنطقة الخضراء عن خطة جديدة، يمكنه بواسطتها أن يضرب عصفورين بحجر واحد، ألا وهي الاعتماد على الورقة الكردية. ولما كانت قوات البيشمه ركة قد تحولت إلى قوات نظامية خاضعة لقيادة الجيش المركزية في بغداد، لذلك عليها الإذعان لأوامر الحكومة المركزية والدفاع عن كرسيها الهزاز المعتصم في المنطقة الخضراء.
ترى، لماذا لا تعتمد الحكومة على ميليشياتها وميليشيلت المهدي، المدربة على قتال الشوارع أحسن تدريب، للقضاء على عصابات القتل على الهوية وفرق الموت والمفخخات البشرية؟ أم أن لهؤلاء واجب آخر، أهم وأقدس، واجب تحريض بسطاء الشيعة ضد الكادحين السنة والاستيلاء على أموال الناس وخلق مناطق مقفلة، غايتها تمزيق البلد وتحويله إلى ساحة قتال لمصالح دول مجاورة؟
إن الاستنجاد بقوات البيشمه ركه في مثل هذا الظرف الدقيق الذي تتحرك فيه أمريكا باتجاه تصعيد القتال ورفع عدد الجنود، لا يخلو من خلفيات مشبوهة، الغاية منها ليس القضاء على بؤر الجريمة، بل إعطاء صورة بشعة لهذه القوة التقدمية التي ناضلت منذ نصف قرن، ليس من أجل الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي فحسب، بل من أجل الديمقراطية والتقدم للعراق كله.
إذا كانت الحكومة تريد فعلا إنهاء الأوضاع المزرية وإيقاف سيطرة العصابات على الشارع العراقي، عليها أن تقوم بما يلي:
1- القيام بتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية واسعة من داخل البرلمان وخارجه، تنبذ الحاصصة السياسية الطائفية وتقوم بتشكيل حكومة تكنوقراطية تعتمد على الكفاءات والاخلاص، بعيدة عن الفساد، تقوم بمهمة تمتين الوحدة العراقية وتصنيع البلد والقضاء على البطالة بدون تهريج وبدون رفع شعارات ديماغوغية فارغة لا تتماشى مع روح العصر.
2- إعادة تأسيس الجيش العراقي وأجهزة الشرطة والمخابرات والتحقيقات الجنائية على أساس الاعتماد على الضباط الكفوئين والوطنيين ممن لم ينسجموا مع الطغمة الديكتاتورية، كما وينبغي الحذر من تسلل عناصر الميليشيات، سواء أكانت سنية أم شيعية، إلى القوات المسلحة والمخابرات.
3- عدم التلويح بخراعة الأكثرية في الانتخابات، إذ تبين لأبسط فرد بأن العملية جرت بصورة غير حضارية، وأن الفرد البسيط أبدى صوته بصورة عشوائية تحت تأثير المحاصصة الطائفية والمذهبية دون الالتزام بالهوية العراقية أو ببرنامج سياسي واضح.
4- فتح دورات خاصة للمحققين العدليين تتميز بالكفاءة العالية سواء في المجال النظري أم في مجال التكنيك العالي تحت إشراف مختصين عالميين في تعقيب المجرمين والقضاء على شبكاتهم.
5- القضاء على الميليشيات وقطع سبل انتعاشها والاحتكام إلى القانون الذي يجب أن يكون فوق كل شئ.
6- فتح باب النقاش والمفاوضات مع القوى التي تعتبر نفسها معارضة للنظام، على أن لا تكون أيديها ملطخة بدماء الأبرياء ودون الاعتماد على أسلوب المحاصصة الطائفية المتخلفة.
إن مشكلة السلطة في العراق إنما تحل باسلوب ديمقراطي حقيقي وواعي يعتمد على تحقيق النقاط المذكورة وغيرها بروحية المواطنة العراقية الأصيلة التي هي فوق اعتبارات المحاصصة الطائفية، وليس بزيادة الجنود الأمريكيين أو إرسال البيشمه ركه الكورد إلى بغداد ومناطق أخرى تصعب السيطرة عليها من قبل قوات التحالف والجيش العراقي.
إن على القيادة الكردية أن تنتبه إلى هذه المسالة بصورة جدية وتحيل دون تورط الكورد في حرب المحاصصة الطائفية التي لا تجلب على الشعب الكوردي سوى العار والشنار وكراهية العرب وتعميق الصدع بين القوميات والطوائف. إن واجبات الكورد تكمن في إحلال السلام والوحدة الوطنية وايجاد وسائل اللقاء بين السنة والشيعة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والفدرالية وليس لعب دور المرتزق الذي سبق أن قام به أكثر من مرة في تاريخه الطويل دون أن يحصل من ورائه، سوى على البؤس والدمار والشقاق والكراهية. يكفي أن نذكر ما عاناه الكورد في العام 331 قبل الميلاد عندما انقسموا إلى قسمين في الحرب الفارسية اليونانية، قسم حارب إلى جانب الاسكندر المقدوني والقسم الآخر حارب إلى جانب داريوس (دارا). ولم يكتسب الكورد عداء الطرفين فحسب، بل انشقوا على أنفسهم لقرون عديدة. وأعادت العملية نفسها في الحرب الصفوية – العثمانية في جالديران (1514) بحيث تحولت الحرب إلى معارك بين كورد الدولة الصفوية وكورد الدولة العثمانية وأمتد الانقسام هذه المرة إلى يومنا هذا.
مهما كانت الأسباب والدواعي لتوريط البيشمه ركه في حرب تختلف عن الحرب التحررية التي خاضتها في سبيل التحرر والديمقراطية والتقدم، فإن المسئولية التاريخية عن كل ما يترتب من ذلك، ستقع على عاتق القيادة الكوردية التي ليس من حقها إرغام أفراد البيشمه ركه الأبطال للدخول في حرب لا تجلب لهم سوى البؤس.
إن السمعة الجيدة التي تتمتع بها البيشمه ركة الأبطال، ترتكز على دماء آلاف الشهداء من أبناء الشعب الكردي خاصة والشعب العراقي عامة، لذلك فإن أي إساءة إلى هذه السمعة إنما تعتبر إساءة وإهانه لأرواح شهداء حلبجة والأنفال وروح كل شهيد سقط في سبيل الحرية وفي مقدمتهم الزعيم الخالد مصطفى البارزاني.




#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن نكون أو لا نكون


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهدي الداوودي - حذار من توريط البيشمه ركه في القتال