أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - ثقافتان ..














المزيد.....

ثقافتان ..


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 11:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



شاء منظمو حفل الموسيقى الصاخب السنوي في سيدني والذي يجري في ليلة عيد ميلاد أستراليا ويحضره المئات من ألاف البشر ،أن يمنعوا رفع العلم ا لأسترالي أو أعلام الأثنيات الأخرى ، وزعل هاورد رئيس الوزراء الفيدرالي ،ثم زعل رئيس الولاية ،وغضب زعيم المعارضة الفيدرالية كذلك ، فالعلم ليس مهما ً ،لكنه رمز البلاد السعيدة التي يعيش فيها جميع الأستراليين .

قال منظم الإحتفال وهو أسترالي (انكلو سكسوني ) ،من إن رفع العلم الأسترالي سيثير العنصرية ،أي إن رفع علم البلاد التي تحتفل بميلادها بالموسيقى وفرح الشباب ،سوف يؤثر سلبيا ً على المشاركين المحتفلين الذين ربما يرفعون أعلامهم الوطنية الخاصة ،مما يؤدي الى إحتقان أثني مباشر .

ينقسم الأستراليون حول العلم المرفوع أساسا ً ،ويتناقشون بكل مودة وتعصب أحيانا ً إن كان ذلك العلم المصمم بريطانيا يمثلهم أم لا ، أو إن بلادهم خاضعة رسميا ً وشكليا ً للتاج البريطاني أم لحركة الجمهورية التي ذوت وتقاعست بعد أن فشلت في إستفتائين حول إعلان الجمهورية الأسترالية ، والأستراليون ليس لديهم أديان وطوائف وتواريخ وملل ،فهم فيتناميون ولبنانيون وانكليز وأيرلنديون وعرب وأسبان وهنود وصينيون …الخ .

مايشغل الأستراليون العاديون والسياسيون ،هو خطاب الأخر (لأسترالي أيضا ً )،وهويصنف نفسه بعيدا ً عنهم ،الخطاب الأسلامي المتطرف والمعتدل على حد سواء،ومن يمثلوه من شخصيات ومؤسسات دينية إعتقدت حسب الفهم الدكتاتوري والتربية الواحدية في فرض أفضلية فكرهم الديني المتعجرف في أية فرصة تسنح لهم للتعبير عنه ،إنهم وحدهم من يمثلون الفضيلة في الحفاظ على فروج البنات ،ونظريات الدين الأوحد في إحقاق العدالة التي نسوها في بلدانهم الأصلية حيث الولاء المطلق لولي الأمر (السياسي ) أو الولي الفقيه ( الأمام ) .

يتمتع الأسترالي بحياته ، وبقدرته الفائقة على الأستمرار في إختراع الفرح والنشاط الأنساني الذي لاحدود له ، فتدور الأيام والساعات وأنواع الرياضة ومسابقاتها التي لاتنتهي أبد ا،فالذهاب الى الملاعب المتنوعة يشكل طقسا ً إجتماعيا جميلا ً لدى العائلات والأفراد ،فمن الركبي الى سباقات الخيل الى الكريكيت والسباحة ثم التنس ...،أما مقاتل بغداد وغزة ومدن الموت الأخرى ،فهي نوع من الإزعاج اليومي غير المبرر ،يفرضه الإعلام فرضا ً ،لكن الإعلام حين يُبرزُ شأنا ً يتعلق بتهديد الحياة العادية والحريات الأسترالية سيكون الأمر مختلفا ً،وتتحول النقاشات من الكريكيت والركبي والتنس الى ماقاله الهلالي والشيخ فايز وكيف كان رد هاورد وباقي الأستراليين .

ولنا أن نتصور إن فلبينيا ً حرق العلم القطري في الدوحة إحتجاجا ً على (عبودية البشر ) كما حرقه بعض الشباب اللبنانيين في سيدني وتم تصويره ونشره على الأنترنيت كفعل بطولي لأسباب عنصرية متبادلة بين شلل من المراهقين دون الثامنة عشر من العمر ، أو هنديا ً شتم مؤسس الإمارات العربية ووصفه بـ (الكلب الأميركي المطيع ) كما وصف مفتي المسلمين ألأستراليين رئيس الوزراء الأسترالي ، أو عراقيا ً يقيم في طهران ً إعتقد أن الإسلام الإيراني عبارة عن فكرة تجارية ومتعة جنسية في إيران ، أو إيرانيا ً يدعو أن تكون مكّة (فاتيكان إسلامي ) وهو يعيش في جدّة !! ،ماذا سيكون الأمر ،سينتهي بالعنف ،بأقصى العنف أليس كذلك ؟.

في الأمس قابل كيري أوبراين وهو أشد الإعلاميين الأستراليين إصرارا ً على توضيح الحقائق ،الأنسة الصومالية المسلمة الشابة أيام هيرس علي التي كانت نائبة في البرلمان الهولندي وكذلك البرلمان الأوربي ،ووجه أوبراين أسئلته المعتادة في إحراج أكبر السياسيين من جورج بوش حتى كوفي عنان ،لكن هيرس أجابته بكل وضوح وسهولة ودون خوف ،من إن الدين التي تربت عليه وهو (الإسلام ) يحمل في أساساته الأولية الدعوة ضد المرأة والمساواة البشرية ويدعو الى الدكتاتورية ،وكلما يدافع أوبراين عن الإسلام تجيبه هيرس علي بكلام يوقفه ُ عن الكلام ،وفي النهاية قالت ربما تصريحاتي هذه تؤدي الى القضاء التام على عائلتي التي تعيش في الصومال .

وفي الأمس نفسه ألغى رئيس الوزراء الأسترالي وزارة الهجرة والتعددية الثقافية ،وأسماها وزارة الهجرة والمواطنة ،والعملية تعني إن تغييرا ً قد طرأ على فكر المنظومة الأسترالية برمتها ،وبسبب المسلمين والمسلمين وحدهم وقياداتهم الغبية قد تم هذا التغيير ،الذي سيؤلب ليس (الأنكلوسكسون ) بل كل سكان استراليا ضد الدين الإسلامي ومعتنقيه من الأستراليين .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للناس ماتقول ...
- السجين الحضاري والشيخ الهلالي الأصيل
- أمّة عربية كاذبة
- العراق البعثي والعراق الأخر ..
- الإغتصاب في فكر العقل الملفوف - مساهمة في مناهضة العنف ضد ال ...
- فساد و إرهاب ....ومنطقة خضراء
- أقوى من الموت ..وأعلى
- حكاية -القندرة -العراقية
- منافقون
- حول العراق
- الدين المتمرد
- تلفزيون علي الكيمياوي
- مقاتل الأستراليين
- البكيني يقاوم التطرف الديني
- مزرعة البصل
- مسرح عراقي في سيدني
- في الحقيقة والواقع
- صنع الكراهية ..
- حرب أهلية
- مداخلة وتعليق :هل سيكون درسا ..؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - ثقافتان ..