|
نعود الى قصة الشوربة يا نهرو--25
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 04:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يبلغ تعداد السكان اليوم حوالي ستة مليارات أو أكثر بقليل . نصفهم لا يؤمنون باله سماوي .ونصف الذين يؤمنون باله سماوي يُريدونه باللون الأحمر القاني .يُريدونه قاتلاً سفاكاً ماكراً ، يتملكه العطش الدائم الى الدماء الطازجة . والمفارقة العجيبة الغريبة : أن هذا الاله لا يستسيغ سوى دماء النصف المؤمن الآخر . وكأن دماء النصف الغير المؤمن بهذا الاله قليلة الدسم لا تُشفي غليل الاله الدموي . فهو ابداً ، يستسيغ ، الدم المسيحي والشيعي والدرزي والاسماعيلي والارمني واليزيدي والعلوي والجعفري -------- أيها المؤمن : أُريد منك أن لا تقطع يدي وأن لا تسمل عيني وأن لا تسرقني وتنهبني وتقطع رأسي، فيما لو اختلفت معك بالرأي. فيما لو لم يعجبني لون الهك القاني الأحمر، فيما لوأعجبني اللون الأزرق السماوي، فيما لوأعجبني اللون الأبيض الناصع. فيما لو صليت صلاة تختلف عن صلاتك.
اذهبوا إلى النصف الآخر من البشرية، ومارسوا عليهم حبكم وإنسانيتكم وتسامحكم وأخلاقكم الرفيعة !!!!!
نعود الى قصة شوربة الخضار والخلافات التي رافقت تحضيرها وطبخها. اختلف الطباخون في توقيت إنزال الكوسا والباذ نجان والبطاطا في القدر الإلهي (سأحدثكم عن قصته في نهاية المقال). توقيت الإنزال: منهم من قال نزلت الخضار كلها دفعة واحدة من السوق المحفوظ في ليلة القدر. ثم نزل بعد ذلك متفرقا ً أي الكوسا فالباذنجان فالبطاطا في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين سنة أو خمس وعشرين سنة، كذلك بحسب اختلاف الطباخين في مدة إقامة صاحب الطبخة بمكة بعد البعثة.
الرأي الثاني قال: أن الخضار نزلت من السوق إلى السطوح الدنيا في عشرين ليلة قدر، أو ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين، كذلك بحسب اختلاف الطباخين في مدة إقامة صاحب الطبخة بمكة بعد البعثة، وأنه كان ينزل في كل ليلة منها ما يقدر الطباخ الأكبر على إنزاله في كل سنة، ثم أنزلت الخضار بعدها متفرقة في جميع السنة.
الرأي الثالث يقول أنه ابتدأ إنزال الخضار في ليلة القدر، ثم نزلت بعدها متفرقة في أو قات مختلفة من سائر الأوقات.
الرأي الرابع يقول: أنه نزل من السوق المحفوظ جملة واحدة، وأن الطباخين فرقوه على جبريل في عشرين ليلة، وأن جبريل فرق الخضار على صانع الطبخة في عشرين سنة. الإتقان 1-53.
وكما اختلف الطباخون على طريقة إنزال الخضار في القدر الإلهي، كذلك اختلفوا على تسمية الطبخة، بعضهم قال: شوربة خضار. وبعضهم قال: شوربة كوسا، وبعضهم: شوربة باذنجان. وأخيراً استقر القرار على شوربة خضرا.
جاء في الإتقان في علوم القران للسيوطي: واما سبب تسمية بالمصحف فانه لما جمع أبو بكر القرآن قال سموه فقال بعضهم سموه إنجيلا فكرهوه وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه فقال ابن مسعود رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه به. راجع الإتقان للسيوطي الجزء الأول باب جمع القران 1/ 69.
توقف ا لطباخون طويلاً أمام معضلة أُخرى: نضع الكوسا أولاً أم نقذف بالبطاطا، أم نضع الباذنجان. فالصنف الأول الذي يجب طبخه له أهمية كبيرة في صنع هذه الشوربة:
إن أول ما انزل من القران صدر سورة العلق: اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق.
اخرج البخاري ومسلم عن آبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف آته قال: سألت جابر بن عبد الله آي القران انزل قبل؟ فقال: يا أيها المدثر فقال أحدثكم ما حدثنا به ---سورة المدثر
سورة الفاتحة: قال في كشاف : ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت (اقرأ) واكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت فاتحة الكتاب.اتقان 1/32----سورة الفاتحة
إن أول ما انزل: بسم الله الرحمن الرحيم حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره. راجع اتقان 1/32 - 33.
وكما اختلف الطباخون حول أولوية الخضار المقذوف في القدر، كذلك اختلفوا حول آخر الخضار المقذوف في القدر. وأيضاً بعضهم قال الكوسا. وبعضهم قال الباذنجان. وبعضهم قال البطاطا.
روى الشيخان عن البراء بن عازب قال : آخر آية نزلت :
(يستفتونك قل الله يُفتيكم في الكلالة ..) الآية. وآخر سورة نزلت ببراءة
وعن ابن عباس قال : آخر آية نزلت آية الربا ، والمراد بها قوله : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ... ) ( البقرة : 278- 280
وعن ابن عباس قال : آخر شيء نزل من القرآن ( واتقوا يومًا
ترجعون فيه ..) البقرة 281.
وفي المستدرك عن آبي بن كعب قال: آخر آية أنزلت (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى آخر السورة
واخرج ابن جرير عن معاوية بن آبى سفيان انه تلا هذه الآية (فمن كان يرجو لقاء ) إلى آخر الآية، أنها آخر ما انزل من القران.
قال ابن كثير: من المشاكل على ما تقدم قوله : اليوم أكملت لكم دينكم) فأنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع ، وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها ، وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال: لم ينزل بعدها حلال ولا حرام؟. راجع الإتقان في علوم القران للسيوطي 1/32 - 33
سوق الهال 28-1-007.
-------------------------------------------------------------------------
يُحكى أن أحد النصابين الكبار وفيما كان يروي سيرة من سيره قال: فيما كنت أتصيد في يوم من الأيام ، صادفتني نبتة اسمها القرع ، طولها الف الف متر . وصمت الجميع مذهولين من هذه السيرة. وانبرى أحدهم وكان على شيء من الخبث والذكاء وقال: حدثني جدي يوماً، عن قدر أصفر اللون يتسع لمياه البحر كلها.
صمت مطبق قطعه النصاب الأول وقال: هذا ليس معقولاً ؟
فقال الخبيث: بلى انه موجودا حتى يتسع لقرعك ؟؟؟
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
15وأنا أيضاً يا نهرو أحب أخوتي المسلمين وأؤمن أن القرآن محرف
-
وفاء سلطان--ساحرة أخرجت من الوكر الثعبان
-
بطن الاسلام الرخو--
-
---وصحافة مأجورة
-
ويل لأمة تترحم على طغاتها
-
نظرة مواطن سوري الى معارضة اليوم
-
آخ يا سوريا --فساد ودعم لفساد
-
أكذوبة الهلال وحقيقة الحلفة
-
حج مبرور وسعي مشكور ---والرزق على الله
-
هواجس مواطن سوري من ضيف عراقي
-
تنبؤات أبو عمشة لعام 007
-
Pure Syrian hand
-
وأخطأ سيدنا في مقاله
-
بيان صادر عن التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي-عدل-
-
البسطار الأمريكي والنعجة والذئب
-
ليس المسيحيون فقط من يخافون حكم الإخوان يا سليمان! اوقف حوار
...
-
وقد حلم مرة ان يكون اول رئيس شيعي لجمهورية لبنانية جديدة
-
ردت سوريا باستراتيجية النفس الطويل . وبدأت تسهيل دخول طلائع
...
-
لعنة أصبحت نبوءة--قراءة في لعنة وطن
-
القبض على قاتل الحريري
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|