|
منير شفيق وقراءة في الحداثة والخطاب الحداثي
أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 11:31
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
" إن من يريد قيم احترام الآخر والاعتراف المتبادل وإياه وتأمين المصالح على أسس مشتركة ومتوازنة .. ومن ثم احترام التعدد الثقافي وحقوق الإنسان وكرامته .. عليه ألا يبحث عن ذلك في الحداثة , إنما من خلال نقد الحداثة والوقوف في خنادق أخرى تكافح العنصرية والظلم والعولمية الأمريكية " يأخذ الكاتب "منير شفيق" على الفكر الحداثي " دعاة الحداثة " بأنه يتسم بمنهجية تعتمد على " إصدار الأحكام المتسرعة والاطلاقية عن تناول مجتمعاتنا أو تراثنا .. وآية ذلك أنهم لا يجدون فيها الإيجابي حتى وسط أكوام السلبيات .. من هنا كان نقد الكاتب للفكر الحداثي ورفضه له .. حيث يرى أن هذا الفكر يدعو إلى التغيير من باب واحد وطريق أوحد .. ذلك أن المجتمعات العربية لا يمكنها تغيير حالها إلا من خلال " نسف أساساتها .. إذ لا بد أن تتخلى عن كل ما فيها وما هي عليه .. بما في ذلك هويتها ونظرتها إلى تاريخها ودينها .. وأن تقتدي بالغرب بكل ما في الغرب " مبرراً رفضه هذا بأنه لا يمكن إصدار مثل هذه الأحكام على أمم أو على مجتمعات " اتسمت بحيوية عالية للنهوض .. فهي لم تترك محاولة للتغيير إلا وسعت غليها .. وما قامت حركة تغيير أو استنهاض إلا وجدت في هذه المجتمعات قوى هائلة تسندها وترفدها " .. خاصة وأن تلك الأحكام لا تعتمد على " قراءة التاريخ القديم والحديث .. ولا تقرأ الحركة التي تمور داخل مجتمعاتنا ولا تريد أن ترى ثقل الغطاء الضاغط عليها .. والذي يحتاج من اجل زحزحته إلى توفير عوامل خارجية مواتية للحركة الفوارة الداخلية .." ومن هنا ينطلق الكاتب نحو هدفه وهو النظر إلى مجتمعاتنا وقراءتها انطباقاً مع واقع الحال أو الحقائق .. وأن يكون تناول السلبيات وجوانب التخلف أو النقص أو العجز ملازماً لتناول عناصر القوة والإيجابية فيها .. وإمكانات القابلية للنهوض والإصلاح والتقدم كذلك .. خاصة أنه يركز على نقطة هامة وأساسية وهي أن " كل حديث عن تغيير دون أن يكون لهذا التغيير أساس داخل المجتمع المعني .. أو دون أن تكون ثمة قابلية حقيقية لتحقيقه .. يكون مجرد تصور لبناء أو رسم هندسي لبناء دون توفير الحديد والأسمنت والحجارة والأدوات والسواعد والمهارات والقيادات والروحية والوعي " .
( 1 ) يسعى الكاتب لأن يحدد مصدر خطأ تلك المنهجية وهو الخطأ الذي " ينبع من قياسها لمجتمعاتنا على مجتمعات الغرب .. أي اتخاذ مجتمعات الغرب نموذجاً وحيداً للحركة والحضارة والحداثة والقيم والعلاقات الداخلية والدولة والثقافة والإعلام والفنون .. " الأمر الذي ينتهي بهذه المنهجية بالضرورة " إلى عبث .. لأنها لا تستطيع أن تحقق مشروعيتها إلا حين يصبح أهل الصعيد في مصر مثلاً كأهل السويد .. " وهي الدعوة الصريحة التي يدعو إليها الكاتب ويرى أنها أساس التقدم والنمو وهو أن نأخذ هذه المنهجية بعين النقد حيث أنها منهجية تعتمد الاطلاقية في قراءة السلبيات وقصورها عن قراءة أو رؤية العناصر الإيجابية .. كما أنها تتخذ من نموذج الحداثة الغربية " الأمريكية " منها على الأخص .. مقياساً للحكم على مجتمعاتنا " وتبني مشروعها التغييري على أساس الاقتداء بها لا والتحول إليها .. " مع انه من ناحية أخرى يأخذ على هذه المنهجية أو هذا الفكر الذي يدعو على الحداثة في البلاد العربية تجاوزه – خلال تقديمه للظواهر الغربية – سياق الحداثة التاريخي الذي وجدت فيه والذي أدى إلى ظهورها .. مما يجعل هذا الفكر يتعامل مع هذه الظواهر " كإنجاز إنساني يمثل أرقى ما توصلت إليه البشرية .. لينتهي الحداثيون على اعتباره مصير البشرية .. أو على تعميمه على جميع الشعوب " . مما يجعل هذه الظواهر الغربية " لا تحمل خصوصية , إنما هي العام الكوني أو الإنساني " وهذا بدوره يؤدي لأن تكون هذه المنهجية قاصرة ومن ثم يكون خطابها صاخباً أو قهرياً وهي شروط لازمة " هذا الضعف وذلك القصور " . ومن ناحية أخرى نجد أن هذا الصخب " لا يسمع معه خطاب الآخر " .. أو نستطيع القول أن هذا الخطاب ونتيجة لهذا الصخب وهذا العنف يتسم " بالإقصاء والاستئصال " خاصة حينما يتعامل " والاتجاهات الفكرية التي تعتمد المرجعية الإسلامية أو تلك التي تحاول تقديم رؤية معرفية مختلفة لمجتمعاتنا وتاريخنا وتراثنا " .. ففي ذلك الخطاب الصاخب تعميماً " بداية بالحديث عن الأصولية وذلك بمعنى الأصولية في القاموس الغربي لتوضع فوراً كل الاتجاهات الإسلامية بل حتى القومية الأصيلة في سلة واحدة مع كل الأصوليات التي ليس لها الحق في الوجود .. ولا تعتبر آخر ولا تنطبق عليها مبادئ التسامح والتعددية والاعتراف بالآخر واحترام حقوق الإنسان وحرية الرأي " . كما أنه خطاب عنفي " قد أعلن حرباً لا هوادة فيها ولا يريد أن يميز بين الاتجاهات المختلفة " بالرغم من ادعاءاته أنه فكر " نقيض للأصولية بعيد عن خطاب العنف والإرهاب الفكري والتطرف والمغالاة وعدم التسامح وعدم احترام الآخر " .. ومن هنا تفتقر هذه المنهجية إلى العلمية ولا يمكن لها " أن تنسب نفسها إلى عالم المعرفة والعلم والنظرة المتفحصة المدققة .. والرؤية الشاملة والنزاهة التي تبحث عن الحقيقة .." لذا كان هدف الكاتب من نقده هذا الرد على اتجاهات الحداثة " التي تتسم بهذه المنهجية وبهذه الروحية " .. على جانب " الإسهام في تقديم جهد معرفي لمعرفة الحداثة في مرحلتها الجديدة وفي تقديم بعض الأطروحات التي تروج لها " انطلاقا من المرجعية الإسلامية .
( 2) يقتسم الكتاب أربعة فصول تتوزعها عدة موضوعات لها أهميتها بربطها خيط واحد .. يسعى الكاتب من خلالها تأييد وجهة نظره .. فهي قراءة زاوية أو من خلال مرجعية إسلامية لعدة موقف أو أطروحات لذا سوف نتعرف عن قرب على وجهة النظر هذه بعيداً عن التحديد الأيديولوجي غير المقيد وغير المفيد في موضعه .. فهي قراءة جديدة لها مقوماتها وأهدافها وضرورتها التاريخية . تدور هذه الفصول حول محور واحد هو الحداثة والتحديث .. وفي جانبها السلبي .. وليس في الحداثة بل في التوجه العربي ذاته وتوظيفه لمفهوم الحداثة كمنهجية أو كسبيل يبتعد أو يقترب من سبل التنمية ولكن عن طريق فهم قاصر لبعض جوانب التحديث . 1- نراه يطرح إشكالية أساسية حول مفهوم الإمبريالية الغربية حيث يرى أنها أكثر ما تتمثل في الأبعاد العقدية – الحضارية – الثقافية منها .. حيث نجد ضرورة حل هذه الإشكالية بعدما أضحت تهدد بضرورة " إعادة النظر في عدد من ثوابتنا الوطنية والعروبية والإسلامية .. وحول ضرورة إعادة النظر في الموقف من العلاقة بالصهيونية والغرب .. وخصوصاً العلاقة بالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية " .. على اعتبار أن الإمبريالية " أعلى مراحل الرأسمالية " . 2- ويأخذ الكاتب على المذهب الماركسي – اللينيني وأغلب أصحاب النظريات الليبرالية والاشتراكية – من الوطنيين والقوميين – أنهم تبنوا " تبنياً حاراً للحداثة الغربية ونشرها على المستوى العالمي .. وعداءً ممزوجاً بالاحتقار للثقافات والحضارات الشرقية ولا سيما الإسلامية " .. وقد اتجه أغلبهم بناءً على ذلك " إلى إحداث القطيعة الكاملة مع الإسلام والتاريخ الإسلامي والحضارة والثقافة الإسلامية .. " خاصة وأن هذا جاء اعتماداً على الفصل المسبق بين الاستعمار ومفهومه .. " كاستغلال اقتصادي وسيطرة سياسية وعدوان عسكري من جهة .. وبين الحضارة الغربية والحداثة الغربية من جهة أخرى " .. مما شكل سمة من سمات جحافل المثقفين والسياسيين " الوطنيين والماركسيين والليبراليين والديمقراطيين .. بل حتى بالنسبة إلى بعض الإسلاميين ولو كانوا قلة .. " لذا من الممكن القول أنه وبناءً على ذلك الفصل كان " هناك من ينادي بمقاومة الاستعمار والإمبريالية بأشكالهما الاقتصادية والسياسية والعسكرية القديمة مع الانخراط الكلي في الوقت نفسه في سياق الحضارة الغربية والحداثة الغربية " .. متناسين أن هذا الفصل هو " فصل تعسفي ولا يبقى على الصمود أمام الحقائق الثابتة في العلاقة العضوية التي تربط بين الاستعمار الغربي في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية .. وبينه وبينه في أبعاده الحضارية والثقافية والأيديولوجية الغربية " .. كما أن السيطرة " لا تتجزأ أو تستلزم أيديولوجية وثقافة وحضارة يتبناها الآخر تكرس تلك السيطرة إن لم تجعله يقبلها عن رضا فالعبد كان دائماً بحاجة إلى أن يحمل عقلية العبد وثقافته .. المكملتين لعقلية السيد وثقافته " . 3- وبالرغم من أن هذه الحضارة الغربية جاءت عبر " تمازج عناصر دينية وثقافية وفلسفية لها أصول إغريقية ورومانية ومسيحية كاثوليكية ثم بروتستانتية أنكلوساكسونية .. ثم توراتية – صهيونية " والتي عملت على تشكيلها في آن .. أي أنها حضارة لا تعبر عن " حالة مشكلة من عنصر واحد أو حالة ثبوتية , أو موحدة في تفاصيلها " .. بل هي حالة " معقدة مركبة تشكلت تاريخياً , وتتسم بالتعدد والتناقضات والألوان " .. نقول على الرغم من ذلك " لها اتجاهها العام , ولها سياقها المشترك , ولها سماتها المميزة " .
(3) 4- انطلاقاً من ذلك العام المشترك يتقدم الكاتب إلى فكرة الانتشار العالمي للحضارة الغربية حيث يرى أن هناك إشكالية تفرض نفسها من حيث أنها سمة غالبة للفكر الغربي ذاك أنها تعتمد على " نظرية المركز والأطراف " , أو هي بلغة أخرى " النزعة المركزية الأوروبية ( اليوروسنترسيزم ) حيث نجد أن النظام الرأسمالي العالمي يقوم " على أساس تحويل البلدان الأخرى إلى محيط التبعية له أو إلى أطرف " .. وهي نظرية بدأت في أساسها على " مرتكزات اقتصادية ثم دعمت بالأبعاد السياسية والعسكرية التي اعتبرت دائماً في خدمة الاقتصاد " .. وهذه النظرية أو التوجه الغربي في سماته وانقسامه إلى المركز والأطراف هو في حقيقته " امتداد لانقسام العالم الرأسمالي في السابق على البلدان الاستعمارية والمستعمرات " غير أن النظرية الأولى تتخذ لها مفهوم مغاير للعلاقة هو مفهوم التبعية والذي بدوره لم يقتصر فقط على كل من المجالات الاقتصادية السياسية والعسكرية إنما " في المجال الحضاري والثقافي والأيديولوجي كذلك " مما يؤدي إلى انتزاع استقلالية الحضارات الأخرى .. حيث يؤكد الكاتب على أن انتشار الحضارة الغربية أو الحداثة الغربية " ليس تعميماً " له حيث أنها وكما " الحالة الرأسمالية الغربية غير قابلة للتعميم " .. ولا توجد إلا على شكل " مركز وأطراف أو على شكل مدينة وريف , أو على شكل سيد وعبيد " .. فليس من الممكن أن يكون العالم كله " رأسمالياً مستقلاً متطوراً بمستوى تطور الرأسمالية المركز وحداثتها أو كما هو حالها " .. لذا نجد أن هناك اختلافاً عميق الأثر" بين الانتشار الحضاري الغربي عالمياً " وما اتسم به " الانتشار الحضاري الإسلامي " حيث اتخذ الإسلام من مبدأ " الدمج " وسيلة لتحقيق هدفه الإنساني من مساواة وعدل وإخاء .. فلم يقم في تاريخ الإسلام أية محاولة " لتشكيل محيط تابع وأطراف ملحقة بالمركز " حيث أن ذلك يؤدي إلى " تفجير الوحدة الإسلامية أو النظام الإسلامي أو يجعلها تقوم على ألغام " . من هنا كانت دعوة الكاتب للنظر في طبيعة العلاقة المفروضة والمحددة مسبقاً بالحداثة الغربية والتي هي في حقيقتها علاقة تابع بمتبوع لا أكثر .
( 4 ) 5- يأخذ الكاتب من الوقائع التاريخية دليلاً حاسماً على أن الغرب في مساره التاريخي وصراعه الطويل اعتمد على فكرة السيطرة ونهب الثروات الخارجية , مما دفع إلى الحاجة الملحة إلى " إحداث تغييرات داخلية في بنية النظام الاقتصادي- السياسي – الاجتماعي – الفكري السائد منذ القرون الوسطى في أوروبا , وإحلال نظام جديد يسمح بتطوير الآلة العسكرية – الأسطول .. ويسمح بالتعبئة الشعبية الشاملة للأمة حتى تتمكن من إخراج المنافسين واستيطان المناطق المكتشفة جديداً " وهذا النظام هو " النظام الرأسمالي الذي يسمح بكل ذلك .. بل جيء به ليصنع كل ذلك " .. والذي أدى أيضاً إلى الحاجة إلى " مجتمع ديمقراطي ليبرالي يسمح بالتعبئة العامة العسكرية من خلال علاقة مباشرة بين الدولة والأفراد " .. وذلك كله " يفتح الباب لإطلاق المنافسة المجنونة فيما بين الرأسماليين في الداخل ( ...... ) وما شهده العالم من حروب عالمية فيما بين الدول الرأسمالية " .. كل ذلك أدى إلى وصف المجتمعات الغربية " بمجتمعات الحراك " في مقابل " مجتمعات الركود والرتابة " وهي السمة التي يتخذها بعض دعاة الحداثة ذريعة لهم " لتعيير مجتمعاتنا وتتفيهها باعتبارها مجتمعات راكدة رتيبة لا يعرف الحراك – كما في الغرب – لها سبيل ً " . 6- فكان من هنا ضرورة نقد هذا الحراك في الغرب وفهم نزعة الهيمنة والسيطرة التي يقوم عليها مبدأ المنافسة الذي يستلزم " أكبر قوة عسكرية ممكنة شرطا " لوجوده وهو بدوره أدى إلى السعي " إلى تطوير التكنولوجيا وأدوات الإنتاج ووسائط المواصلات والاتصالات : الأمر الذي ولد دفعا متواصل ا لحراك لا يهدأ ولا يفتر " .. من هنا كان هدف الكاتب في رفض تلك النظرة التي تقدس الحراك في الغرب .. ومن ثم تقيس عليه حركة المجتمعات العربية بناءً عليه .. على اعتبار أن قياس حركة مجتمعاتنا لا بد وأن تكون على " أسس تنطلق من طبيعة الحاجة الواقعية لشحنها بحراك من نمط مناسب " يتواءم والأسس التي تشكلت عليها حال " تحولها إلى إسلامية " إلى جانب ضرورة دراسة الأسباب " التي كانت تشحن فيها الحراك أو تردها إلى الركود في تاريخنا الواقعي " .. والتفكر الجيد " بالشروط التي يتوجب توفيرها لدب حراك جديد في مجتمعاتنا يستند إلى حاضرها وما فيها من حراك وحيوية بالرغم مما يعتريها من رتابة وركود " .. وهو كما يقول الكاتب " يسمح في النهاية بالإفادة من عدد من الإنجازات العالمية في مجالات العلوم وتكنولوجيا الاتصالات " .. مع ضرورة جعل أهداف واضحة لهذا الحراك وألا نجعل لهذا الحراك من هدف " غير الحراك والسباق المجنونين " .
( 5 ) 7 – لا يجد الكاتب من مانع في أخذ الحداثة الغربية في صورتها المتعلقة " بالتطورات التقنية وثورات الاتصالات والعلوم " .. ولكن شريطة أن نرفض الحالة التي " تبقى التقنيات بمصادرها الإبداعية بعيدة عن متناولنا " .. كما أن الكاتب يرفض الاستسلام للعولمة الحداثية بل لا بد أن " ننظم دفاعاتنا ونبحث عن نقاط القوة عندنا " لنستطيع المواجهة العاقلة التي تملك من الدراية الكفاية اللازمة لإدارة شؤوننا الداخلية والخارجية واقتحام عالم العولمة الذي يسوغ قانون الغاب " بأقل ما يمكن من الخسائر والمخاطر " . 8- يأخذ الكاتب على بعض الحداثيين الذين يرون ضرورة الأخذ بأحداثه كلها حيث لا يوجد " طريقاً إلى التطور غير ذلك " ويرفضون مبدأ الانتقاء الذي يسوغ عملية التفاعل الحضاري الإيجابي والمفترض أن يكون بين حضارات متنوعة دون النظر إلى الحداثة الغربية على أنها " حداثة واحدة " .. متناسين أن طرح الحداثة " إذا استخدم بحدوده اللغوية " من الممكن أن ينطبق على كل " الدول والمجتمعات والأفراد فكلهم يعيشون ظروفاً حدثية .. بالضرورة ويواجهون مشاكل حديثة بالضرورة " . إلا أن استخدام مصطلح الحداثة يقتصر " على ما يشهده الغرب " أوروبا وأمريكا وعدد من دول العالم الأخرى .. من تطورات علمية وتقنية وصناعية وزراعية وأنماط حياة وقيم وأفكار وعادات " .. على اعتبار أن الدعوة إلى الأخذ بالحداثة كلها هي دعوة " متهافتة إلى أقصى حدود التهافت " وذلك لأنها " غير ممكنة وغير مطروحة من قبل أهل الحداثة المعنيين " .. كما أن هذه الحداثة تقوم على الفكرة المسبقة التي هي كما قلنا سمة مميزة لها وهي " سيطرة عالمية عسكرية ومالية وإعلامية " ومن ثم إن ما تعرضه اعتماداً " على المركزية المهيمنة .. الاحتكارية بطبيعتها " على غيرها من الدول هو " التبعية لها والالتحاق بها وفقاً لانتقائية تحددها هي " .. دونما اعتبار لإرادة هذه الدول .. وهنا يكمن الإشكال ومصدره حيث يرى الكاتب أن فكرة طرح الأخذ بالحداثة كلها أو ينتقى منها انتقاءً .. هي فكرة واهية فليست المشكلة هنا بل وكما يقول في الحداثة نفسها حيث أنها " لا تقدم لك نفسها لتأخذها كلها .. أو تنتقي منها انتقاءً .. فهي التي تحدد لك ما يمكن أن تأخذه أو تكون عليه .. ولا تسمح لك أن تكون مثلها وتأخذها كلها .. " .. ولا يمكن أن يصبح أو " يتحول كله إلى مراكز صناعية وتقنية وتجارية كبرى .. لأن ذلك يعني دمارها " من هنا كانت هناك شروط واجبة حتى يتم ما ترمي إليه ومن أهم هذه الشروط " هو انقسام العالم إلى أسياد واتباع " .. ويستتبع ذلك انقسام " إلى حداثة المركز وحداثة أخرى وهذه تختلف عن الأولى اختلافاً نوعياً بمستوى اختلاف السيد والعبد حتى لو اشتركا من حيث الظاهر ببعض الأخلاق والقيم والملابس .. وأسواق الاستهلاك المضاءة بالنيون .. أو الطرقات الممتلئة بالسيارات إياها .. وهذه بعض ما هو مطروح للانتقاء .." . أما العلوم والتقنية والنهوض الصناعي والزراعي الحقيقي فهو انتقاءً " غير مسموح به إلا انتزاعاً وبشق الأنفس " فالحداثة ليست كلها معروضة ولا يمكن " تعليبها وتصديرها " كأي سلعة اقتصادية ويأتي أخيراً اعتبار القيم المصدرة والتي يرى الكاتب أنها مكمن الصراع الحقيقي ولها أولوية الرفض حيث أن ما يأتي من الغرب من قيم وأخلاق هابطة والتي " يروج لها باعتبارها مظهراً من مظاهر الحداثة " والمفاهيم والأفكار التي تتعارض والفكر الإسلامي ومبادئ التوحيد .. لذا كان شعار الأخذ بالحداثة كلها دون انتقائية هو القول " بالتخلي عن كل ما عندك دون انتقائية " وينفي الكاتب معنى الحداثة بهذه الصورة مطالباً بضرورة التغيير الإيجابي والنهضة الإيجابية التي لا تتم بطريق التبعية والاستسلام والتسليم لما هو مخالف لطبيعتنا وتراثنا وقيمنا ومبادئ إسلامنا .
( 6 ) 9 – يأخذ مفهوم " الأصولية " معنيين مختلفين .. فالمصطلح بمعناه الغربي حيث أن انطلاق الوعي الأصولي من " انغلاق الوعي الذاتي على ما يعتقد الحق المطلق .. والتعصب لهذا النوع من الاعتقاد بما يؤدي إلى عدم التسامح مع المختلف والمغاير " .. وهناك المعنى الإسلامي للمصطلح والذي " يشير إلى العودة إلى الأصول .. أو اعتماد الأصول في الاجتهاد والفقه " .. إلا أنه يرى أن هناك فرقاً بين من هم يرون أن " رأيهم هو الحق المطلق لا يحتمل الخطأ " ومن يعتقد " بصوابية رأيه ويدافع عنه بقوة " .. فيأخذ على من يتحدث " عن الأصولية وأساساً الإسلامية وأقل منها القومية بخلط الأوراق ووضع الجميع في سلة واحدة " .. دون النظر أو التمييز " بين المتعصب التعصب الأعمى لرأيه والمعتقد بصوابية رأيه ويدافع عنه بقوة .. " وهذه بدورها تدفع إلى " تعزيزها بتهمة القمع الفكري أو القمع الجسدي " .. حيث أن من يتحدثون عن الأصولية والاعتقاد بأن رأيك الحق المطلق " هو ما يفعلونه بالذات وبصورة مضخمة ومنتفخة إلى أقصى الحدود .. فهؤلاء عندما يصدرون أحكامهم على كل " الأصوليات " ووضعها في سلة واحدة واتهامها " بممارسة الإرهاب الفكري والقمع بكل ألوانه .. والعنف بأشد أشكاله " إنما يمارسون " ليبراليتهم التي تنطلق من العداء للأصولية .. أو المرجعية الإسلامية " والتعصب والقمع والإرهاب الفكري والدعوة إلى العنف . 10 – وتؤخذ الحداثة على أنها أرقى صورة للنظرة إلى الآخر بمعنى " المساواة واحترام الآخر وخياراته .. والتسامح مع الآخر والحوار وإياه " .. إلا أنه يرى في الدعوة إلى الحداثة ومطالبة مجتمعاتنا " بالاندماج في تلك الحداثة وتمثلها .. والاقتداء بها في النظرة إلى الآخر " يفرض ضمنيا " التخلي عن موروثها الإسلامي والتاريخي و ما تحمله من تقاليد ومكونات اجتماعية دفعة واحدة وبلا انتقائية أو تدرجية " .. وذلك بهدف الوصول "إلى تلك الصورة الحداثية الأرقى في النظرة إلى الآخر " .. وهو ما يؤكد أن الحداثة هي الأكثر " تنكراً للآخر " .. إلى جانب أنه " يتجاوز أشكال التهميش ليدخل في نطاق التمييز الذي تقوم منه العنصرية والعلمانية والإلغائية أو الإقصائية " .. فأين تلك المجتمعات التي تقوم على أساس " الاعتراف بالآخر واحترامه وإعطائه حقوقاً وفرصاً متساوية ؟ " إن مجتمعات الحداثة وما تتسم به " من احتكارية تتحكم بالجماعات .. وفي الإعلام وفي مجالات الفنون والنشر والتوزيع " يلغي فرصة وجود مجتمعات " تعرف تعددية ثقافية " مع اتسامها " بهيمنة ثقافية الأغلبية وتهميش الثقافات الأخرى " بالرغم من الاعتراف بها . 11- وانطلاقا من ذلك يرى الكاتب أن الصراع الحقيقي الآن هو " ضد الاحتكارية الثقافية العولمية الأمريكية والتي يعطيها البعض اسماً غامضاً مثل الحداثة أو العولمة " بهدف تحقيق مبدأ أو شعار " التعدد الثقافي والعلاقة بالآخر على أساس من الاعتراف المتبادل لا الإنكار المتبادل " . ومن هنا كان دور الشعوب العربية والإسلامية والكثير من القوى الأوروبية اليابانية إلى جانب بلدان العالم الثالث لوقف " الاتجاه الرجعي للحداثة والعولمية في صورتيهما الأمريكية .. أي اتجاه إخضاع جميع الشعوب والثقافات والسياسات والاقتصاديات لسياسة واحدة وثقافة واحدة واقتصاد واحد .. الأمر الذي يشكل ارتداداً إلى شريعة الغاب في أبشع صورها " .. وقانون الغاب هو القانون الذي يفرض على العلاقة مع الآخر ومع الثقافات الأخرى علاقة تعتمد مبدأ " المنافسة والبقاء للأقوى والأكثر إمكانات عسكرية ومالية واقتصادية بعيداً عن قيم الاعتراف المتبادل والآخر .. والتعدد الثقافي وتأمين مصالح الجميع على أسس متكافئة " .. أخيراً إن الحداثة الأمريكية واتجاهها الحديث ما هي إلا " تكثيف شنيع لكل ما عرفته الحداثة في حللها الاستعمارية والإمبريالية الجديدة حتى انتهاء الحرب الباردة " .
( 7 ) أخيراً يحاول الكاتب رصد بعض صور العولمة واتجاهها الليبرالي : 1- لا يرى الكاتب – مثل كثيرين غيره – في العولمة " مرحلة جديدة في الرأسمالية .. مرحلة لها سماتها المميزة عن المراحل السابقة التي مرت بها الرأسمالية في الغرب " .. هذا لأنها تحمل في جوهرها " السمات الرئيسية للرأسمالية .. وهي السيطرة على الشعوب الأخرى وامتصاص ثرواتها وجهودها ووضعها في حالة التبعية المقيمة " .. وهو ما يتعارض مع المروجين للعولمة والذين يعبترون " أن كل ما فيها جديداً لا علاقة لها بماضي الرأسمالية " منكرين هؤلاء الدعاة لما تفرضه العولمة من " إشكالات تمس الإنسان والشعوب من جهة الحرية والهوية وحقوق الإنسان والتعدد وحق الاختلاف .. وحق الشعوب في اختبار أنظمتها وفي السيطرة على ثرواتها واقتصادها وإعلامها ونظمها التربوية " .. وهذا بالطبع يعمل على إسقاط إرادات الشعوب وفعلها " . 2- إن العولمة في جوهرها تعني هيمنة نظام عالمي على بقية النظم الأخرى .. إلى جانب هيمنة " الديناصورات المالية الأمريكية على الشركات متعددة الجنسية .. ومن ثم على السوق العالمي الذي يراد فتحه أمامها بالقوة " .. ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوز إلى أبعد من " نطاق التكنولوجيا " ونطاق " البورصات والتنافس الاقتصادي " التي في أساها ما هي إلا عملية " سياسية تقودها الدولة الأمريكية بالاعتماد على قدراتها العسكرية ونفوذها السياسي أولا ً وقبل كل شيء " . لذا يرى الكاتب أن " المرحلة التي نمر بها هي مرحلة عالمية جديدة ستتم إن عاجلاً أو آجلاً بوقوف الغالبية الساحقة من العالم شعوباً ودولاً وأفرادا وجماعات ضد العولمة " والتي تعني سيطرة " دولة واحدة وقطب واحد على النظام العالمي .. فالعالم يريد عدداً للقطبية ودوراً لجميع الدول .. وعدم سيطرة الشركات متعدية الحدود القومية على كل مناحي الحياة .. فالعالم يريد الحيلولة دون ذلك : لأنها تعتمد قانون التنافس " غير المتكافئ والذي يسمح للقوي بأن يأكل الضعيف " كما أنها .. " تعني هيمنة هوية واحدة وثقافة واحدة وإعلام واحد .. فإن العالم يريد تعدداً ثقافياً وتكريساً لحق الشعوب في هويتها المستقلة وتنميتها .. ولا تقبل أن يرى الأحداث أو تقدم له القيم من خلال إعلام واحد .. " .
( 8 ) ينتقل بنا إلى نقد الليبرالية في الفصل الثالث وذلك لما لها من فعل صاخب الأثر على " المجتمعات المعاصرة والأجيال القادمة .." لا سيما في طبيعة العلاقات بين الأفراد و " المرأة والرجل .. أو أطروحتها حول العائلة والتعليم وتربية الأطفال وحول الجريمة والعقوبة أو حول العلاقات الجنسية بين الجنس الواحد .. " والعلمانية الليبرالية تتمثلها العديد من المدارس والاتجاهات " ذات تباينات واختلافات فيما بينها " والتي تتخذ من نفسها وسيلة لنقد الكثير من السلبيات والتقاليد والقيم والتي من المفترض أنها تمثل " تقييداً للعقل وتكبيلا ًللفرد وانتهاكاً لحقوق الإنسان وجموداً أمام التطور " .. لذا نراها تقدم نفسها على أنها " حركة تحريرية تحرر الفرد والعقل والإنسان والمجتمع وتمثل الحداثة والعصرنة والتقدم والمستقبل " .. وما يأخذه الكاتب على هذا التوجه هو أنه لا يمثل إشكالاً في حقيقته بالرغم من أنه يتسم " بأحادية الجانب والسطحية والتعميم المخل " .. إنما الإشكال الحقيقي يكمن " في البدائل المقترحة " .. حيث يرى أن النقد هنا " يقوم بعملية تهديم وإبادة .. والمشروع المقترح يقوم على بدائل مرتجلة مقطوعة الأواصر مع ما هو قبلها .. " والليبرالية بهذا النقد وكأنها " تضع المجتمع أمام مجهول في كل الميادين لا يستند إلى تجربة تاريخية ولم يخرج من امتحان الحياة .. " ومن ثم يرى الكاتب أن الليبرالية ومشروعها لا يمثل " خطى في طريق التقدم أو المعاصرة .. فهي ليست بالحركة التجديدية لأنها قطيعة مع الماضي .. ومحاولة طي الصفحات .. لتخط على صفحة بيضاء تجربة فردية أو اجتماعية لا علاقة لها بتلك الصفحات سوى الموقف النقدي التعديمي العدائي .. " وهذا النهج " لا يحترم التاريخ ولا التجربة الإنسانية ولا يتأمل جيداً الأسباب والعوامل العميقة التي سمحت لقيم ما ...... أن تعيش وتستمر مئات وآلاف السنين " .. وكثيرة هي المسائل التي تعاملت وإياها الليبرالية مثل العائلة وأشكال الجريمة والعقاب والتعليم ومستوياته المختلفة والعنصرية والتمييز بين الأقليات .. إلا أنها تتسم في هذا التناول " بالخفة والطيش والارتجالية " .. في تعاملها مع تلك المسائل " ليس من جهة التقاط وظيفتها وأهدافها فحسب .. وإنما أيضاً في طريقة تحليل السلبيات والأخطر في الاستنتاج بتدميرها واقتراح بدائل مرتجلة لم تمتحنها الحياة .. " ومن ثم " تتعامل مع الفرد والمجتمع والإنسانية باعتبارهم مختبراً للتجارب " .. الأمر الذي يستولد وبالضرورة " مآسي وكوارث قد لا يكون علاجها إذا ما تفاقمت ممكناً " .. وذلك لأنها في برنامجها تتخذ من سلبيات تلك المسائل " مرتكزات لا لمعالجتها .. وإنما لاقتراح مشروعها الذي يؤدي في التطبيق العملي إلى مفاقمة العنصرية والتمييز والفقر والمظالم التي تتعرض لها المرأة والإساءة للأطفال والأجيال الصاعدة .. " . نقول أخيرا ً يأتي الكتاب ببعض من الأسئلة الصريحة والمباشرة حول موضوع الحداثة والتي يرى أنه من الضروري طرح التساؤلات والنقد لما يسمى بالحداثة وما يتعلق بها بالجوانب الإنسانية مثل " قضايا الإنسان ومصائر مئات الملايين بل الآلاف من البشر .. وإشكالات الحداثة في مجالات الصناعة والتقنية مع البيئة والطبيعة وصحة الإنسان البدنية والعقلية والعصبية " .. وما يتعلق بمسائل " الحركة والسرعة والاتجاه والهدف في تلك الحداثة .." فيما يخص شعوب العالم الثالث .. وذلك لما تمثله من مرحلة لها شروطها ومتطلباتها الضرورية . وأخيراً نقول أن الكاتب قد أخذ على سلبيات الحداثة وعدم توافقها والفكر العربي الإسلامي وأهدافه المستقبلية ومشروعاته التنموية حيث أنها حداثة لا تشكل تطور متنامي نحو الأهداف البناءة وإنما هي حداثة تعتمد فكرة الآخر وأهدافه ومشروعه الاستعماري القديم .
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- رنين العزلة .. وتوق الذات - قراءة نقدية في ديوان الشاعرة ا
...
-
قراءة في قصة - الوردة الحمراء - للكاتب صخر المهيف
-
فينومنولوجيا العولمة .. تاريخها وتعريفها
-
آليات العولمة .. آثارها وتجلياتها
-
العناصر الكامنة والفاعلة ضمن نسق العولمة
-
واقع الثقافة العربية والإسلامية في ظل العولمة
-
مخطوط ..
-
ارتحالات اللؤلؤ وتجديد الشكل عند نعمات البحيري
-
الثقافة العربية في زمن العولمة / قراءة في كتاب أحمد حجازي
-
ماجد السامرائي .. وسؤال الحرية
-
ممر خلفي .. قصة قصيرة
-
عناق .. وردة سماوية .. قصة قصيرة
-
تيار الوعي .. دراسة نقدية تحليلية لرواية الخباء للكاتبة ميرا
...
-
قراءة في قصائد متناثرة للشاعر الفلسطيني موسى أبو كرش
-
قراءة نقدية .. تهويمات على صدى الحقيقة .. لديوان - أف - للشا
...
-
ظهور الحركة الصهيونية وتحولاتها التاريخية
-
جيل دولوز بين الطبيعية والتجريبية وفقا لهيوم
-
جيل دولوز والسؤال الفلسفي
-
تهويمات على صدى الحقيقة .. لديوان - أف - للشاعر الفلسطيني مو
...
-
قراءة على هامش الأدب والنقد
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|