أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتباطات السياسية(5)














المزيد.....

رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتباطات السياسية(5)


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 14:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


((حارس هيئة التحرير وبواب الاعلام : تشريح سريالي لآليات التكفير الإعلامي))
في اجواء الوسائط المتشابكة، حيث تتحول الكلمات إلى كيانات مجنحة تبحث عن فضاءات النشر والتواصل والظهور للعلن ، تبرز ظاهرة "رئيس التحرير المُمسوس" ككائن هجين يجمع بين سلطة القبضة الحديدية وهشاشة الوهم والادعاء ... ؛ إنه ليس مجرد حارس بوابة او بواب صحيفة ، بل ساحرٌ يحوّل الحروف إلى رماد بمجرد لمسها لمرآة أفكاره المشوَّهة... ؛ هنا، في هذا المشهد السريالي، تُختزل حرية التعبير إلى طقوس صامتة تُمارس تحت أضواء زائفة، بينما يُحاكَم الكتّاب بمعايير أشبه بأساطير قديمة: فمن يلمس تابوهات السيد يُحوَّل إلى شبحٍ عالقٍ في فضاءات المسودات المنسية.
المفارقة تكمن في ادعاء هؤلاء "الحراس" التماهي مع المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان ، بينما يبنون سورًا من الزجاج المعتم حول عقول الجماهير ... ؛ إنهم يشبهون رسامي الخرائط في عصر الظلام، يمحون الجبال ويختلقون بحارًا وهمية كي لا يكتشف المُتلقي أن العالم أوسع من ثقب الباب الذي يفتحونه... .
بلغة التحليل النفسي السريالي، يصبح رئيس التحرير هنا "مُصادِرًا هلاميًا"؛ كائنًا لا شكل له يبتلع النصوص كي يحولها إلى وقود لأوهامه الجمعية وارتباطاته الخارجية ... ؛ أما حججه —كالطائفية أو العنصرية او التبعية او الرجعية او المناطقية او القبلية ... الخ — فهي ليست سوى أقنعة لحقيقة واحدة: خوف الممسوس من مرآة الأفكار التي تكشف تشوُّهَ عرشه وتزعج اسياده .
وفي هذا المسرح العبثي، يُحاكَم الكاتب ليس على مضمون نصه فحسب ، بل على ظله ... ؛ هنا تتحول الصحافة من فضاء للحوار إلى "مستعمرة عقابية" تُدار بقوانين التكفير الإعلامي.
لكن أيّ لعبة هذه التي يُديرها المُؤدلجون والمرتبطون والمشبوهون والمنكوسون ؟
إنهم يشبهون مهرجي السيرك الذين يرفعون شعارات الحرية بينما يشدّون الخيوط الخفية لدمى الكتّاب... ؛ يصرخون ضد الرقابة ثم يختلقون رقابةً أكثر فتكًا تحت مسمى "الحماية الوطنية او المهنية والموضوعية او مراعاة القوانين ... الخ ".
السؤال الذي يطرح نفسه هنا : كيف لـ"حارس البوابة" أن يدعي حماية الجمهور وهو يسرق منهم حقهم في رؤية كل ألوان الطيف؟
إن كانت كتابات الخصم سخيفة —كما يدعي— فلماذا يخشى نشرها؟
أليس السخف ضوءًا يكشف ذاته بنفسه؟
الغرابة تتجلى حين يتحول "رئيس التحرير الموضوعي" إلى أسطورة نادرة، كوحش البحيرة الذي يرويه الجميع ولا أحد يراه... ؛ فالمُنصف الحقيقي —بحسب جغرافيا هذا النص— يشبه بستانًا مفتوحًا تتعايش فيه الأزهار والأعشاب، حيث تُقطف الحقيقة من تعددية الأصوات، لا من حديقة مسوَّرة بأسيجة الأيديولوجيا... ؛ هنا فقط —في فضاء النقاش الحر— تُولد المعرفة كفراشة تخرج من شرنقة التحريم.
أما الكتّاب المُحاصرون، فيسيرون كشخصيات في لوحة "سلفادور دالي"، يحملون ساعات ذابلة ترمز لزمن النشر الضائع... ؛ يبحثون عن منصةٍ تشبه جزيرة ماوي الأسطورية : مكانٌ تذوب فيه أقفال الرقابة تحت أشعة شمس الحوار... ؛ لكن هل تكفي المنصات المستقلة لإنقاذ الفكر من الغرق؟
أم أن الأمر يحتاج إلى زلزالٍ ثقافي يُعيد تشكيل خريطة السلطة الإعلامية من جذورها؟
في الختام، هذه المهزلة السوداوية ليست مجرد صراع بين كاتب ورئيس تحرير، بل هي معركة وجودية بين منطقين: أحدهما يرى الأفكار كأنهار يجب أن تتدفق، والآخر يحوّلها إلى سدود تخبئ خلفها مستنقعات الركود والمياه الاسنة ... ؛ ربما الحل —في هذا الكون السريالي— يكمن في تحويل "رئيس التحرير" من حارس بوابة إلى جسرٍ عبور، لكن متى تُزرع المرايا في عيون المؤدلجين كي يروا تشوُّهَ أيديهم الخفية؟
ملاحظة :
لعل بعض القراء - في هذه السلسلة من المقالات ( رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتباطات السياسية ) – يستنكر علي تكرار المعاني بصيغ لغوية متنوعة ... ؛ نعم : أقر بذلك , واني لانتهج هذا النهج في معالجة كثير من الموضوعات الحساسة والمصيرية ... ؛ فمثل هذه القضايا تستوجب اعادة الطرق وتكرار المضامين بأشكال مختلفة ؛ لتتلاءم مع شتى الاذواق والمستويات الثقافية ؛ وكما قيل قديما : (( في الاعادة افادة )) ... ؛ لكن ذلك لا يعني بحال انني اعيد صياغة المقالة السابقة بحرفيتها , بل أغير في جوهر مضامينها الفكرية والثقافية والاشكالية ؛ سعيا لتغطية الموضوع من كافة جوانبه , واستيفاء لأبعاده المتشعبة .
وللحديث بقية ....



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتب ...
- رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتب ...
- رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتب ...
- رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتب ...
- عقد في جَوْفِ الجحيم البيروقراطي والدهاليز الورقية المتعفنة
- الحريات المنفلتة والتدخلات الخارجية : تحديات المرحلة الانتقا ...
- حَفْريَّاتُ الوَهْمِ في صَحْراءِ الوَعْي المُعَلَّب: سُريالي ...
- اعداد ضحايا الارهاب والعمليات العسكرية بين المبالغة والتضليل
- طفولة تحت الأنقاض.. جراح الطفولة تُلقي بظلالها على مراحل الع ...
- تحليل ظاهرة -الزَّعْل- في المجتمع العراقي: جذورها، تجلياتها، ...
- لقاء العيون في زمن متشظٍّ : سردية سريالية للالتقاء العابر وا ...
- التنكر للطائفية : إشكالية الإنكار وتضليل الممارسات الطائفية
- الأصدقاء: عائلة الروح ومرآة الذات
- الابتسامة المزيَّفة: قناعٌ من ذهب وحقدٌ من نار
- التشويه الديموغرافي وصراع الهوية: جرائم الاحتلال العثماني وا ...
- النزاعات العائلية والعشائرية في العراق: جذور التمزق الاجتماع ...
- العراق العلوي يدفع الجزية للحكومة الاموية في سوريا ؟!
- العراق وتنازلات السياسة الخارجية... بين الواقع والمأمول
- التعاون مع الإرهاب لمُكافحة الإرهاب : مُناقضة عَقَليّة أم خِ ...
- السياسة بين فن الممكن وواجب الدفاع عن الأرض: خور عبد الله ال ...


المزيد.....




- تداول فيديو توقيع ترامب على قميص نادلة بعد إقرار قانون الإنف ...
- كانوا بمخيم صيفي.. فقدان أطفال عدة وسط فيضانات عارمة اجتاحت ...
- مصر.. حادث طرق جديد يودي بحياة 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين
- مواجهات مستمرة.. القوات الأوكرانية تستهدف قاعدة جوية روسية ف ...
- بوتين ربما يهزأ بواشنطن بشأن كييف، لكنَّ ترامب لن يفعل شيئا ...
- مصادر فلسطينية: مقتل العشرات بغارات إسرائيلية في غزة
- ألمانيا: تراجع طلبات اللجوء 50 % في النصف الأول من عام 2025 ...
- تشهد معارك شرسة.. ما الأهمية الإستراتيجية لمدينة بابنوسة بكر ...
- عرض مسلح لحزب الله يثير انتقادا حكوميا
- الطفلان شام وعمرو.. نماذج مؤلمة لحرب التجويع الإسرائيلية بغز ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتباطات السياسية(5)