بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول تشكيل - مجلس الحكم - في بغداد

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 544 - 2003 / 7 / 22 - 22:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

بعد مرور ثلاثة أشهر على سقوط النظام البعثي وبعد شهرين من تنصيب بول بريمر محل جاي كارنر على رأس الإدارة الأمريكية في العراق، تم الإعلان عن "مجلس الحكم " وأخيرا يوم 13 تموز في بغداد بحضور بول بريمر وممثلي الحكومة البريطانية ومنظمة الامم المتحدة، وأعلن عن مجلس يضم أسماء 25 شخصا" باسم " مجلس الحكم " في بغداد. إن هذا المجلس مؤلف من زعماء الأحزاب ومختلف الزمر القومية الكردية والعربية والتركمانية والاتجاهات الإسلامية ورؤساء العشائر، من الذين تم وصفهم بممثلي القوميات والاديان والمذاهب والعشائر.
إن أمريكا قد بادرت إلى تشكيل هذا المجلس بحكم الضغوط التي تعرضت لها من عدة أطراف، فبعد مرور ثلاثة أشهر على سقوط النظام عجزت عن اتخاذ أية خطوة تذكر لتنظيم الإدارة والسلطة السياسية، كما وأن فراغ الإدارة والسلطة قد سببتا في شيوع حالة الفوضى وفقدان الأمن وانعدام الخدمات الأجتماعية الأساسية وتفكك نسيج الحياة الاجتماعية. وأمام هذا الوضع، فإن ظهور سخط واعتراض الأحرار وكل الذين تعرضوا للجوع وفقدان الأمن والخدمات الاجتماعية الأساسية، فسح المجال أمام فلول البعثيين للظهور وشن الهجمات على القوات الأمريكية، وفي نفس الوقت ظهور بعض الانتقاد والاعتراض من قبل تلك الأحزاب الرجعية التي ربطت كل أمانيها في الجلوس على كرسي الحكم، بالهجوم والحملة الأمريكيتين، فإن كل ذلك دفع أمريكا إلى التعجيل في إشراك مختلف القوى والزمر الرجعية في إدارة تساعدها من إحدى الجوانب على أن تكون هي مصدر القرار وتقوية سيطرتها على الوضع ومن الجانب الآخر لتظهر شكليا" أمام الرأي العام في العالم واعتراض جماهير العراق على أن إدارة البلد قد أعيدت إلى العراقيين.
لم تمنح أية سلطة تذكر إلى هذا المجلس وفي الحقيقة أنه يلعب فقط دور المستشار بالنسبة لأمريكا، فحتى  تنصيب وزير أو تنحيته سيتم بقرار أمريكي . وفي نفس الوقت فإن خاصية هذا المجلس، المتناقض كليا" وبخليط غير متجانس، تدل على أنها لا تستطيع أن تكون شيئا" راسخا" ولا أن تتقدم خطوة واحدة نحو الأمام، ولكنها تظهر بجلاء رغبة أمريكا في انتهاك إرادة جماهير العراق، وهذا يشكل خطوة أمريكية واضحة لفرض نظام رجعي على جماهير العراق.
إن هذا " المجلس للحكم " عبر ومنذ اللحظة الأولى عن عدم نضجه، حيث أن تجميع عدد من الأحزاب والقوى والمجاميع والزمر الرجعية المنافسة والمعادية لبعضها البعض في مجلس كهذا، لابد أن يكون يوم تأسيسه مناسبةً لتعميق التناقض والصراع والتنازع على كل مسألة. إن أمريكا واقفة الآن أمام الاعتراض الواسع لأحرار العراق، كما وأن هذا المجلس العقيم قبل أن يرسّخ نفسه سيتعرض للإفلاس والفضيحة.
إن هذه الخطوة تفضح بشكل واضح الادعاءات الباطلة لأمريكا حول انتهاء الدكتاتورية وتحقيق الديمقراطية لجماهير العراق. وإن محاولتهم في فرض طغمة رجعية على جماهير العراق فوق إرادتهم وبعيداً عن أي دور لمشاركتهم وبالتالي جعلهم حكاما" عليهم، تشكل تكراراً لنفس السيناريو الفارغ الذي تم مغازلته على امتداد عشرات السنين في ظل الحكومة البعثية. إن هذا المجلس هو في الجوهر مجلس                                                                               قومي ـ ديني ـ عشائري ولا يمثل أي جزء من جماهير العراق ولا يرتبط بأية صلة مع مطالب وأماني وآمال الجماهير وليس لديه أية حلول للمنازعات الحالية، بل وان هذا المجلس غارق من الرأس حتى أخمص القدمين في الرجعية، والشوفينية، ومعاداة الحرية والمرأة وكل الرغبات الإنسانية والتقدمية للجماهير. إن مؤسسي هذا المجلس هم من مفتعلي الحرب القومية في كركوك وقتلة النساء.
يعلن الحزب الشيوعي العمالي العراقي بأن هذه الخطوة الأمريكية تشكل أنتهاكا "واضحا" لحقوق وإرادة جماهير العراق ولا تمتلك أية شرعية وأنها صورة لمحاولة فرض سلطة رجعية قومية ودينية على الجماهير، وتدينها بشدة. كما وينادي الرأي العام ومختلف القوى المناصرة للحرية في العالم لإدانة هذا المخطط والمؤامرة المعادية لجماهير العراق.
وفي نفس الوقت فإن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يناضل بكل قوته وإمكانياته عن طريق تنظيم قوى العمال والنساء والشباب والجماهير المناصرة للحرية وجذبهم إلى ميادين النضال بغية افشال هذا المخطط والمؤامرة الرجعية والوصول إلى تحقيق السلطة الجماهيرية مباشرة"، وفي نفس الوقت ينادي أحرار العراق بعدم الذهاب تحت مظلة ذلك المجلس الإداري الأمريكي وعدم تبني قراراته ودستوره، وإنما بذل كل ما في وسعهم من أجل وحدة وتنظيم صفوفهم في كل المحلات والمراكز ليمسكوا بزمام مبادرة إدارة الكهرباء والأمن وحياتهم اليومية وسد الطريق أمام كل من يحاول التدخل في أمورهم فوق إرادتهم.
13تموز2003

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات