أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - علي سالم عزيز - ضحايا بلا صراخ: قراءة قانونية للجرائم المرتكبة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية














المزيد.....

ضحايا بلا صراخ: قراءة قانونية للجرائم المرتكبة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية


علي سالم عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 21:29
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


في عالمٍ يسعى إلى العدالة والمساواة، يظل الأشخاص ذوو الإعاقات الذهنية على هامش الحماية القانونية، لا سيما عندما يكونون ضحايا للجرائم. فهم غالبًا ما يفتقرون إلى القدرة على التعبير عن أنفسهم والفهم القانوني لما يُرتكب ضدهم، مما يجعلهم فريسة سهلة للجناة، ويخلق تحدياتٍ كبيرةً لأنظمة العدالة من حيث التكيف والإثبات والحماية.
أولاً: تعريف الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية ووضعهم في نظام العدالة الجنائية
الأشخاص ذوو الإعاقات الذهنية هم أولئك الذين يعانون من قيودٍ عقلية وإدراكية واجتماعية تؤثر على قدرتهم على فهم الأحداث والتعبير عن أنفسهم واتخاذ قراراتٍ مستقلة. في نظام العدالة الجنائية، يتعامل القانون معهم من موقعين: كضحايا أو كجناة. تنشأ مسائل قانونية في كلتا الحالتين، لكن هذه المقالة تُركز على وضعهم كضحايا لجرائم يُخشى ألا تُكتشف أو تُوثق.
ثانياً: جوانب الجرائم المرتكبة ضدهم
تشمل الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية عدة أنواع:
• الاعتداء الجسدي والجنسي: بسبب ضعف قدرتهم على المقاومة أو الإبلاغ.
• الاستغلال الاقتصادي: من خلال السيطرة على ممتلكاتهم أو أجورهم.
• الإهمال المتعمد أو إساءة المعاملة من قِبل مقدمي الرعاية.
غالباً ما تمر هذه الجرائم دون عقاب بسبب غياب الشكوى أو ضعف الأدلة.

ثالثاً: التحديات القانونية في التوصيف والإثبات
1. غياب الشكوى: يفتقر العديد من الضحايا إلى القدرة على التعبير عن الضرر أو حتى استيعابه.
2. ضعف الشهادة: إذا أدلى الضحية بشهادته، فقد تشكك المحكمة في قدرته العقلية على استيعاب ما حدث.
3. إهمال المحققين: تفتقر بعض جهات التحقيق إلى الأدوات اللازمة للتعامل مع هذه الفئة بشكل صحيح.
4. ثغرات في النصوص القانونية: قليل من القوانين تتناول خصوصية هؤلاء الضحايا أو تُرسي افتراضات حماية لصالحهم.

رابعاً: الحماية القانونية الدولية والوطنية
• على المستوى الدولي: تنص اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على ضرورة حماية هؤلاء الضحايا من الاستغلال والعنف، مع التركيز على حقهم في الوصول إلى العدالة. • على المستوى الوطني: غالبًا ما تعاني القوانين العراقية والعربية من عمومية ونقص في التحديد، مما يحول دون تطبيق حماية هذه الفئة بشكل كافٍ.

خامساً: مقترحات لتعزيز الحماية
1. إنشاء وحدات خاصة للتحقيق مع الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، تضم خبراء نفسيين واجتماعيين.
2. اعتبار أقوالهم أمام المختصين دليلًا قانونيًا إذا وُثِّقت بشكل صحيح.
3. تعديل النصوص القانونية لإضافة ظروف مشددة إذا كان الضحية من ذوي الإعاقة الذهنية.
4. توعية القضاة والمحققين بحقوق هذه الفئة وكيفية التعامل معها.
5. دعم منظمات المجتمع المدني لرصد الجرائم وتقديم الدعم القانوني والنفسي.

الخلاصة
العدالة لا تعني فقط معاقبة الجاني؛ وهذا يعني أيضًا إنصاف الضحايا، خاصةً إذا كانوا يفتقرون إلى القدرة على الصراخ. إن حماية الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية من الجرائم ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي ضرورة قانونية وأخلاقية تُعلي من شأن الدولة ومؤسساتها. ولا تُسمع أصواتهم في المحاكم إلا إذا تكلم القانون نيابةً عنهم.



#علي_سالم_عزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة الابتزاز الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي: تحديا ...
- جرائم الاتجار بالبشر: الإشكاليات القانونية في التحقيق والمحا ...
- العنف الأسري كجريمة جنائية: دراسة في ضوء القانون العراقي
- العقوبات البديلة: مفهومها وتطبيقاتها في النظام القانوني الجن ...
- التعذيب في السجون: تحليل قانوني لأثره على حقوق الإنسان
- القتل العمد وغير العمد: الفروق القانونية والعقوبات المقررة
- جريمة غسل الأموال: آليات الكشف والمساءلة في ظل القانون العرا ...
- حقوق المتهم في مرحلة التحقيق: مقارنة بين الأنظمة القانونية ا ...
- مدى مسؤولية الذكاء الاصطناعي في ارتكاب الجرائم: دراسة في الت ...
- المسؤولية الجنائية للأطباء في حالات الإهمال الطبي الجسيم
- حماية الشهود في القضايا الجنائية: بين النص القانوني والتطبيق ...
- الجرائم التي يرتكبها الأحداث: بين العقاب والتدابير التصحيحية
- جرائم الامتناع عن الفعل في القانون الجنائي: إشكالات الإثبات ...
- السياسة العقابية في الجرائم الاقتصادية: بين الردع العام وحما ...
- الجرائم المبنية على الشكوى: بين حماية الحقوق الشخصية وتحقيق ...
- تأثير الإعلام على المحاكمة العادلة: بين الحق في حرية التعبير ...
- تأثير التحول الرقمي على الجريمة المنظمة: التحديات القانونية ...
- التدخل الجنائي في المجال الطبي: حدود المسؤولية الجنائية للأط ...


المزيد.....




- الأونروا: 82% من مناطق غزة تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية
- خطر المجاعة يهدد عشرات ملايين الأشخاص في غزة و4 دول عربية
- اعتقال جاسوس على صلة بالكيان الصهيوني في طهران
- تركيا: حملة اعتقالات جديدة تطال أعضاء بلدية إزمير معقل المعا ...
- تقرير يتوقع نفاد المساعدات للاجئين السودانيين في مصر و3 دول ...
- -هذه ليست استجابة إنسانية-.. أكثر من 130 منظمة غير حكومية تد ...
- الاحتلال يواصل جريمة الإبادة الجماعية في غزة: تهجير قسري، قت ...
- تعذيب وإهانة.. تقرير يفجر قصص الانتهاكات بحق معارضي نتنياهو ...
- ثمانون عاما على ميثاق الأمم المتحدة ... هل مازال يحتفظ بدوره ...
- -الوحدة الشبح-: شكوى دولية تتهم قنّاصيْن فرنسييْن-إسرائيلييْ ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - علي سالم عزيز - ضحايا بلا صراخ: قراءة قانونية للجرائم المرتكبة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية