|
الرد على دكتورة علم النفس الأمريكية وفاء سلطان 2/5
محمد الحسيني إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 12:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الجزء الثاني : صفات الذات الإلهية بين المسيحية والإسلام .. ويتوالى الهجوم على الدين الإسلامي .. فتقول دكتورة علم النفس الأمريكية ( ذات الأصل السوري ) وفاء سلطان ..
[ لقد انتقصت الأديان جميعها من كمالية الله ، ولكن وصل انتقاص الإسلام لتلك الكمالية حدا انقلبت عنده المفاهيم وخرجت الحياة عن خط سيرها الطبيعي ، فاختلط الخطأ بالصواب وغدا الرجل المسلم عاجزا عن التمييز بينهما ]
ثم تضيف قائلة : وتجتمع ثلاثة عوامل لدى الرجل المسلم ، والتي يجب أن يتناولها كلّ باحث يسعى لاعادة إصلاح الاسلام .. وهي :
• الجانب الاول : هو ـ المسلم ـ ضحيّة تعاليم قولبت عقله وسلبته قدرته على التفكير . • الجانب الثاني : لم يستطع تحصيله العلمي ـ هذا إن وجد ـ أن يخترق ذلك القالب الحديدي ! • الجانب الثالث : لم يستطع .. .. أن يطوّر قدرته على الحوار .
وعن الجنس تضيف قائلة ..
[ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ]
• التعريف بالدكتورة وفاء سلطان ..
سبق التعريف بالدكتورة وفاء سلطان بالتفصيل في الجزء الأول من سلسلة هذه المقالات الخاصة بالرد عليها .. ولكن في إطار وحدة المقالة .. أعرض للقاريء باختصار هويتها .. حيث تقول عن نفسها في مقالها الأخير " ويل لأمة يتمشيخ طبيبها و ـ يتدكتر ـ شيخها " ( على موقع الحوار المتمدن ) :
[ مولدي في سوريّة هو هدية الله لي ، وقراري بأن أكون أمريكيّة هو هديّتي لله . أرسلني الله مسلمة عربيّة لغاية عنده ، وقررت أن أكون أمريكيّة لا دينيّة كي أصل الى غايته ! ]
وعلى الرغم من ادعائها بأنها كانت مسلمة ثم أصبحت لا دينية .. إلا أنها في حوار لها على موقع الناقد ( http://www.annaqed.com/ ) تبين أنها اعتنقت المسيحية لقولها ..
[ المسيحيّة كتعاليم استهوتني ، بل سحرتني لأنها ، أولا وأخيرا توافقت مع منطقي العلمي والعملي .. .. المسيحيّة كلغة أثبتت صلاحيّتها لخلق إنسان مهذّب ، خلوق ، منتج ، مبدع ومسالم .. .. أما الإسلام كلغة ، فقد أثبت عجزه عن خلق هذا النمط من البشر !! لقد اعتمد هذا الدين ، بصورة عامة ، لغة صحراويّة قاحلة غير مهذبة ، جلفة ، تدعو إلى العنف وتكاد تخلو من أيّ معنى انساني ! .. ]
وتتأكد صليبيتها من خطاب لها في أحد مؤتمرات الأقباط المنعقد يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2005 ( عن موقع : http://karam903.blogspot.com/2005/11/blog-post_23.html ) .. لقولها :
[ بحق صليبي الذي أحمله على ظهري . أقول لكلّ النساء في وطني عندما يقف الله ضدّ المرأة .. سأقف ضدّ الله ! ] وعلى الرغم من أن وفاء سلطان لم تنشر سوي بعض المقالات .. ولم تجر سوى بعض المقابلات التليفزيونية المعدودة إلا أن شهرتها وصلت إلى حد كبير .. نظرا لتعديها غير المسبوق .. وسبها الذات الإلهية في الإسلام في مقالها : " ويل لأمّة يتمشيخ طبيبها و ـ يتدكتر ـ شيخها !!! " ( موقع الحوار المتمدن ) .. كما وصفت آيات القرآن العظيم بالقمامة .. حيث قالت ..
[ .. ما أقبح ذلك الإله ، وما أقبح تلك القيم التي تتبجّحون بها ! .. عيب عليكم أن تطعنوا بأخلاق الغرب وتحافظون على تلك القمامة ( تقصد آيات القرآن العظيم ) في كتبكم ! .. ]
وهي دائمة استعداء الغرب على العالم الإسلامي على النحو السابق بيانه ، ولا تجيد سوى الهجوم على الإسلام بدون دراسة أو حجج لأسبابها ـ النفسية ـ الخاصة ، لأن من المعروف في الوقت الحالي .. أن أسهل الطرق في الغرب لجني المال والشهرة والنجومية هي في مهاجمة الاسلام فحسب ..!!!
ومنذ ظهورها الأكثر شهرة على قناة الجزيرة ، في برنامج الاتجاه المعاكس ، تم نشر سيرة وفاء سلطان مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز .. ولوس أنجلوس تايمز .. وصحيفة لوموند الفرنسية . كما تم تكريمها من قبل مجلة تايم بوصفها واحدة من أكثر 100 شخصية نفوذا في العالم ، وهو تصنيف تتشاطره مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ، وأوبرا وينفري .. صاحبة البرنامج الأمريكي المشهور " أوبرا " .
فهذه هي وفاء سلطان في عجالة ، وهي تؤكد ـ دائما ـ على أن الصراع القائم في العالم الآن هو صراع : " بين التخلف والحضارة ـ أو ـ بين البربرية والعقلانية " ، وذلك في مقارنة واضحة بين العالم الإسلامي والغرب المسيحي ( على التوالي ) . ولهذا كان علينا مناقشة حضارة الغرب المسيحي التي تعلن وفاء سلطان بأنها الحضارة التي سحرتها .. وتوافقت مع منطقها العلمي والعملي .. كما تروج لهذا دائما ..!!!
• صفات الكمال الإلهي بين المسيحية والإسلام ..
ونناقش ـ الآن ـ صفات الذات الإلهية بين المسيحية والإسلام .. وهي من أحد النقاط الأساسية في هجوم دكتورة علم النفس وفاء سلطان .. على الإسلام .. حيث تقول ..
[ لقد انتقصت الأديان جميعها من كمالية الله ، ولكن وصل انتقاص الاسلام لتلك الكمالية حدا انقلبت عنده المفاهيم وخرجت الحياة عن خط سيرها الطبيعي ، فاختلط الخطأ بالصواب وغدا الرجل المسلم عاجزا عن التمييز بينهما ]
وأعود لمعنى سقوط المقدس في الديانة المسيحية والذي سبق الحديث عنه في الجزء الأول من سلسلة هذه المقالات ..!!! فسقوط المقدس ـ يا دكتورة علم النفس ـ في الديانة المسيحية قد جاء : ليس فقط من سقوط الأنبياء في الكتاب المقدس نظرا لسقوط سلوكهم وفكرهم كما سبق ذكره ، بل جاء أيضا من سقوط " الإله " نفسه من عليائه إلى الحضيض الأرضي الأسطوري ..!!! فالإله في الديانة المسيحية ـ في حقيقة الأمر ـ هو : " خروف مذبوح له سبعة قرون " ، وأرجو ألا يتعجب القارئ الذي يسمع عن هذه المعلومة لأول مرة ..!!! فهذه الحقيقة .. الذي جاء بها القديس يوحنا الرائي في الكتاب المقدس بعد أن رأى الإله وجها لوجه ولهذا سُمّي بالرائي ..!!! فعندما رأى القديس يوحنا " إله المسيحية " وجده ..
[ (5) ... خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعُ أعين هى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض ] ( الكتاب المقدس : رؤيا يوحنا اللاهوتي {5} : 6 )
ولا يصح التبرير هنا والقول بالرمزيات في سرد الكتاب المقدس ، لأن الكنيسة الأورثوذكسية ـ تأكيدا لهذا المعنى ـ قدمت برهانا ( رياضيا مفصلا ومطولا ) لإثبات أن " إله المسيحية " هو بما لا يدع مجالا لأي شك : [ .. خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون .. ] .. ويمكن للقارئ المهتم الذهـاب إلى موقع " http://www.truth-4u.com " ( قسم المقالات / الخروف : إله المسيحية ) لرؤية هذا البرهان موثق من الكنيسة الأورثوذكسية ، ورؤية مدح قداسة البابا شنودة الثالث ( بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ) لهذا البرهان .. حيث يقول ـ قداسته ـ عن هذا البرهان :
[ هو تحليل علمى معاصر لصفات يسوع المسيح وماهيته الإلهية ، يكشف عن حقائق العقيدة المسيحية فى تسلسل موضوعى ، ووضوح منطقى ، ويقين ثابت ..!!! ]
فهذا هو العقل في المسيحية .. وهذا هو العلم المعاصر في المسيحية ..!!! وهذه هي المسيحية التي تتفق مع علمك وعقلك يا دكتورة علم النفس .. كما تعترفي بهذا ..!!! ونِعْم العقل .. ونِعْم العِلم ..!!!
وبديهي صفات الإله الخروف المذبوح ذو القرون السبعة .. هي ليست صفات متدنية فحسب .. بل هي صفات مفرطة في الخرافة والأسطورة والوثنية أيضا ، ولكن يدفع الإيمان بها وجود الفطرة الدينية ( دوافع العبادة ) لدى الإنسان .. وهي الفطرة التي لم تتنبه إلى وجودها دكتورة علم النفس ..!!! حيث تأتي هذه الفطرة في قوله تعالى ..
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ( القرآن المجيد ـ الذاريات {15} : 56 )
وأتمنى أن تتنبه ـ دكتورة علم النفس وأمثالها من محدودي الفكر ـ إلى الإحكام المذهل في القرآن المجيد ؛ حيث تجمع هذه الآية الكريمة بين الفطرة الدينية وبين الغايات من خلق الإنسان على حسب قرائة حركة الحرف الأخير من كلمة .. لِيَعْبُدُون ، بالسكون .. لِيَعْبُدُونْ أو بالكسر .. لِيَعْبُدُونِ وكلاهما جائز في القراءة . أي بحركة حرف واحد جمع القرآن العظيم بين الفطرة الدينية في الإنسان ، وبين الغايات من خلق الإنسان .. وأتمنى أن تصل ـ دكتورة علم النفس الأمريكية وأمثالها ـ إلى هذا المستوى الرفيع من العلم في الفهم ..!!!
بل ولم تكتف المسيحية بجعل إلهها : [ .. خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون .. ] بل تدنت بباقي صفات الإله إلى الوحل ..!!! ويكفي أن أسرد جانبا من حادثة صلب السيد المسيح ( والتي تعرف باسم : قصة الفداء والصلب ) .. وهي الحادثة التي تشكل جوهر وأساس الإيمان في العقيدة المسيحية .. حتى نرى إلى أي مدى حطم الإنسان الإله وكبريائه ، بل وصفاته ، في الديانة المسيحية ..!!! وعموما لن أترك العنان لخيال القارئ .. ولذلك سأعرض لملخص سريع لجانب من هذا الحدث المأسوي ـ قصة الفداء والصلب ـ وهو الحدث الأساسي في تشكيل فكر وفلسفة العقيدة المسيحية ..
وتتمحور قصة " الفداء والصلب " وهي أسطورة ـ غير واعية بكل ما في الكلمة من معنى ـ حول قيام الشيطان بسلب " سلطة الموت " من الإله ..!!! فعندما قرر الإله ـ من منظور الديانة المسيحية ـ خلق الإنسان قدّر له أن يحيا حياة أبدية ( واحتفظ لنفسه بسلطة الموت حتى يستطيع أن يمنحه هذه الحياة الأبدية ) .. ولكن بعد أن أخطأ الإنسان ـ بأكله من شجرة المعرفة / حيث كان مقدر له ( أي مقدرا للإنسان ) أن يحيا جاهلا ـ قام الشيطان بسلب هذه السلطة من الإله ( فكما يبدو كان يوجد رهان ما .. غير معلن .. بين الشيطان والإله على سقوط أو خطيئة الإنسان .. وبموجب هذه الخطيئة خسر الإله الرهان .. وفقد الإله بذلك سلطة الموت وانتقلت هذه السلطة إلى الشيطان ) ..!!!
وهكذا ؛ أصبح من حق الشيطان أن يميت الإنسان بموجب الخطيئة التي اقترفها الإنسان بأكله من شجرة المعرفة ..!!! ويأخذ الشيطان الإنسان معه إلى مملكته .. مملكة الجحيم ..!!! ويسرع الإله إلى مملكة الجحيم في محاولة لإخراج الإنسان منها واسترجاع سلطة الموت من الشيطان ..!!! إلا أنه يفشل في دخول المملكة لوجود الشيطان على أبوابها ..!!! ويعود الإله خائبا محسورا إلى السماء .. لفشله في إنقاذ الإنسان واسترجاع سلطة الموت من بين براثن الشيطان ..!!! وهكذا ؛ لم يعد لدى الإله سوى اللجوء إلى الحيلة .. لإنقاذ الإنسان واسترجاع سلطة الموت ( المفقودة ) من الشيطان ..!!!
ويتمخض فكر الإله عن حيلة سميت ـ فيما بعد ـ باسم : " قصة الفداء والصلب " وإطلاق صفة " الله محبة " على الإله . وتبدأ هذه القصة بقيام الإله ( الآب ) بالتجسد في صورة بشرية .. لينزل إلى الأرض .. ليحتل رحم السيدة العذراء مريم البتول .. أم الإله ..!!! وبغض النظر عن كيفية دخول الإله رحم السيدة العذراء ( من منظور الديانة المسيحية ) .. إلا أنه ظل ساكنا في رحمها مدة الحمل القانونية للإنسان على كوكب الأرض ، لتلده بعد ذلك مريم البتول ولادة عادية في صورة المسيح ( الابن ) .
ولنا وقفة ـ هنا ـ لشرح معنى الثليث في المسيحية : فكما نرى .. فإن الإله الآب والمسيح الإبن هما نفس الواحد ولكن بشخصيتين مختلفتين ـ تماما مثل قصة دكتور جيكل ومستر هايد ـ أما " الروح القدس " فهو نفس الواحد .. بعد أن تركاه ـ الآب والإبن ـ على الأرض ليعمل مع الرسل وصعدا هما الإثنين إلى السماء .. ليجلسا بجوار بعضهما البعض ..!!! ولهذا يطلق على التثليث : تثليث في وحدانية ووحدانية في تثليث .. أو بالصيغة المشهورة : " بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد .. آمين " .
ونعود ـ الآن ـ للإله الطفل ..!!! فنجد أن السيدة العذراء ( أم الإله ) تتعهده بالعناية والتربية شأنه في ذلك شأن أي طفل أرضي آخر .. يأكل ويشرب .. يتبول ويتبرز .. وهكذا في كل ما يتعلق بتربية ونشأة الأطفال الأرضية المعتادة ..!!!
ويشب الإله الطفل على كوكب الأرض في الصورة البشرية ـ في صورة المسيح الابن ـ حتى يصبح فتى يافعا ، فيتنبه الشيطان إلى وجوده فيمسك به ويحاول أن يجعله يسجد له ولكن الإله يأبى أن يسجد للشيطان .. فتسعد الملائكة بهذا الانتصار غير العادي على الشيطان .. وتأتي لتخدمه ..!!!
ولم يلبث أن يغضب الإنسان ( أو بمعنى أدق تغضب اليهود ) على الإله ( في صورة المسيح الابن ) وهو على الأرض .. فيمسكوا به ويقوموا بتعذيبه .. فيضربوه ويبصقوا عليه ( أي يضرب الإنسان الإله .. ويبصق الإنسان على الإله ) .. ويسوقوه إلى الصلب .. ثم يصلبوه .. ليموت الإله على الصليب .. ثم يقوم الإنسان بدفن الإله ..!!! وعلى الرغم من قيام الإنسان بدفن الإله يوم السبت فجرا وقيام الإله يوم الأحد فجرا .. إلا أن الكتاب المقدس يعتبر أن الإله قد ظل مدفونا في الأرض لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال .. كما حدث للنبي يونان ( يونس ) في بطن الحوت .. كما جاء في النص المقدس التالي ..
[ (40) لأنه كما كان يونان ( يونس ) فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان ( أى يسوع ) فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ] ( الكتاب المقدس : متى 12 : 40 ؛ لوقا 11 : 29 )
ويقوم الإله من الموت بعد ذلك .. ليعلن انتصاره ـ من منظوره الشخصي ـ على الشيطان ( صاحب سلطة الموت ) ..!!! ويدّعي الإله ـ بعد هذا الحدث الجلل ـ أن من حقه أن يسترجع سلطة الموت من الشيطان التي سلبها منه من قبل .. تحت دعوى أن الشيطان هو الذي أغوى اليهود أو الناس لقتله ـ أي قتل الإله بدون ذنب ـ على الصليب ..!!!
وبديهي يرفض الشيطان تلك الدعوى .. بل ويتهم الإله بخداعه .. لأن الإله لم يعلنه بنيته هذه ..!!! وهكذا ؛ يفشل الإله للمرة الثانية استرجاع سلطة الموت من الشيطان .. وما زال الإنسان يموت كما نرى ..!!! ولكن الكنائس لا تعترف بفشل الإله .. بل وتعتبرنا أننا لا نموت .. حيث يقول لنا قداسة البابا شنودة الثالث ( بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ) ..
[ أن الموت الجسدي .. لم يعد موتا بالحقيقة ] ..!!!
ويمكن للقاريء الرجوع إلى مراجع الكاتب السابقة .. لرؤية هذه القصة ( أو الأسطورة غير الواعية ) موثقة بالتفصيل من الكتاب المقدس وشروح أئمة الدين المسيحي لها . والآن ؛ لنصف بعض سياق هذا الحدث والذي يمثل الفكر الأساسي أو جوهر العقيدة المسيحية .. كما جاء في الكتاب المقدس .
فبعد أن قام الإنسان بالقبض على الإله ( إله المسيحية ) .. ساقه إلى الصلب لقتله .. وفي أثناء المسيرة قام الإنسان بالبصق في وجه الإله .. ولكم الإله .. ولطم الإله ..!!!
[ (67) حينئذ بصقوا فى وجهه ولكموه . وآخرون لطموه (68) قائلين تنبأ لنا أيها المسيح ( أي الإله ) من ضربك ] ( الكتاب المقدس : إنجيل متى {26} : 67 - 68 ) ثم قام الإنسان بجلد الإله ..!!!
[ (15) فبيلاطس .. أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع (الإله المتجسد) بعد ما جلده ليصلب ] ( الكتاب المقدس : إنجيل مرقس {15} : 15 )
ثم يعرى الإنسان الإله .. ويضفر له " إكليلا من الشوك " ويضعه على رأسه ، ثم يضربه الإنسان بالقصبة على رأسه الإلهي .. فتنغرس الأشواك فى الجبين الإلهى حتى تدميه .. فيبصق الإنسان على الإله .. وهكذا تتوالى إهانات الإنسان للإله ( إله المسيحية ) .. ويمنع الإنسان الماء عن الإله ويسقيه خلا بدلا منه .. ثم يمضى الإنسان بـ " الإله " إلى الصلب ..
[ (27) فأخذ عسكر الوالى يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة (28) فعروه وألبسوه رداء قرمزيا (29) وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه وقصبه فى يمينه . وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود (30) وبصقوا عليه وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه (31) وبعد ما استهزأوا به نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب ] ( الكتاب المقدس : إنجيل متى {27} : 27 - 31 )
ولم يكتف الإنسان بهذا ، بل قام الإنسان بالتنكيل بالإله على الصليب ..!!!
[ (34) لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء ] ( الكتاب المقدس : إنجيل يوحنا {19} : 34 )
وهكذا يطعن الإنسان " الإله " وهو على الصليب ، تلك الطعنة النجلاء فى جنبه الإلهى ليسيل منه الدماء طهرا على الأرض كلها ( على حسب وصف الكنيسة ) ..!!! ثم يموت الإله على الصليب ..!!!
ونكتفي بهذا القدر بالتنكيل بالإله .. وإذلال الإله بالضرب والبصق واللعن .. ثم نصل إلى ذروة المأساة .. حين قام الإنسان بقتل الإله على الصليب .. ثم القيام بدفنه ، ويمكن للقارئ المهتم الرجوع أيضا إلى موقع الكاتب : " http://www.truth-4u.com " لرؤية القصة بالتفصيل .. وكيف انتهت .. ورأي الكنيسة فيها ..!!!
فهذه هي صفات الكمال الإلهي في الفكر المسيحي .. ولا أعتقد أن أي إنسان يحمل في رأسه ذرة عقل يمكنه أن يقبل بهذه القصة ، وقبول كل هذه الإهانات أن ألحقها الإنسان بالإله خالقه .. وخالق الكون العظيم ..!!!
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) ( القرآن المجيد ـ الإسراء {17} : 43 - 44 )
حليما على هذا الإنسان الجاهل .. غفورا إذا ما تاب وأناب إليه ..!!!
ولهذا يقول الفيلسوف الألمانى فريدريك نيتشه على الرغم من كونه من أسرة إكليركية :
" أن الإيمان بالعقيدة المسيحية معناه الانتحار المتواصل للعقل البشرى "
وقبل أن أنتقل إلى الفكر الإسلامي .. الخاص بالكمالات الإلهية أعرض الملحوظة الهامة التالية ..
ملحوظة هامة : لقد طالبت مرارا في كتاباتي السابقة من الكنيسة العربية أن ترفع لفظ الجلالة " الله " ( سبحانه وتعالى ) من الكتاب المقدس .. حيث لم يرد ذكر هذا اللفظ ـ الله ـ في الأصول الأولى للكتاب المقدس والتي كتبت باللغات العبرانية ، والكلدانية ، واليونانية . فالحقيقة ـ التي لا تقبل الجدل ـ أن الديانة المسيحية لا تعرف لإلهها اسما .. ولهذا استعارت الكنيسة العربية هذا اللفظ ـ الله ـ من الدين الإسلامي وألصقت به كثيرا من الوثنيات الفكرية على النحو الذي رأيناه . ولا يحتج عليّ أحد بالقول : بأن المسيحية تسبق الإسلام بستة قرون .. فكيف يكون هذا ؟!!! فأرد بالقول ..
أولا : لفظ " الإله " المتداول في الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية هو " GOD " ، وليس لفظ الجلالة " الله " ( Allah ) .. حيث لا يجوز ترجمته إلى " GOD " لأنه اسم علم . كما وإن كلمة " GOD " هي كلمة عامة تعني أي إله لا تخصيصية فيها .
ثانيا : أن أول ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة العربية تمت في 23 أغسطس سنة 1864م ، أي بعد نزول الإسلام بأكثر من ألف سنة ، وفي 29 مارس سنة 1865م تم الاحتفال بإنجاز الطبعة الأولى الكاملة من الكتاب المقدس . ومن هنا جاء سياق استعارة لفظ الجلالة " الله " ( سبحانه وتعالى ) من القرآن المجيد .
ثالثا : للتحقق من ذلك يمكن للقارئ المهتم الذهاب إلى أي " قاموس إنجليزي/ إنجليزي " لرؤية معنى لفظ الجلالة " الله " ، وأذكر هنا هذا المعنى كما جاء في " قاموس الميراث الأمريكي : The American Heritage Dictionary " والذي يأتي على النحو التالي ..
Allah : The supreme being in the Moslem religion.
فإذا كان هذا هو معنى لفظ الجلالة " الله " ـ سبحانه وتعالى ـ بأنه " إلإله " في الدين الإسلامي .. فكيف يتسنى للكنيسة الناطقة باللغة العربية استعارة هذا الاسم من الدين الإسلامي .. إلا إذا كانت المسيحية لا تعرف لإلهها اسما ..!!! وأود أن أشير ـ هنا وفي هذا الصدد ـ إلى أن الكنيسة الغربية ( الكنيسة الإنجيلية البروتستانتينية ، وجماعة شهود يهوا ) كانت لا تحتمل سماع لفظ الجلالة " الله " عندما كنت أتفوه به أمام مجاميع التنصير التي كانت تتردد عليّ أنا وأسرتي في محاولة لتنصيرنا .. أثناء إقامتنا في الولايات المتحدة الأمريكية ..!!!
والآن ؛ ما هي صفات " الله " ـ عز وجل ـ في الدين الإسلامي ( الوحي الصادق ) ..؟
وقبل التعرض لإجابة هذا السؤال .. أبدأ بالقول بأن الإسلام قد قام ـ أولا ـ بوضع عيسى ( عليه السلام ) في سياقه أو دوره الطبيعي كرسول من أولي العزم من الرسل .. وليس إله أو حتى شبهة إله فيه بأي حـال من الأحوال ..!!! وأرجو أن تتنبه دكتورة علم النفس الأمريكية ( وفاء سلطان ) .. للمنطق عالي الدقة والإعجاز في الإحكام .. في الحوار الدائر بين " الله " ( سبحانه وتعالى ) وبين عيسى ( عليه السلام ) في يوم البعث .. كما جاء في قوله تعالى ..
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) ( القرآن المجيد ـ المائدة {5} : 116 - 120 )
ويعجز اللسان عن وصف هذا المنطق العالي في هذا الحوار .. ولهذا يأتي وصف المولى ( عز وجل ) للجاحدين .. بقوله تعالى ..
.. .. فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) ( القرآن المجيد ـ الحج {22} : 46 )
وأتحدى أن تفهم ـ دكتورة علم النفس مدّعية الإسلام ـ معنى قوله تعالى : .. وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .. لماذا يا دكتورة ..؟!!! لأن الدراسات والبحوث الحالية ـ والتي لم تنتهي بعد على مستوى العالم كله ـ أثبتت ، بعد نجاح عمليات " زرع القلب " ، أن القلب له العقل الخاص به وهو يشارك المخ كمستودع للذكريات في الإنسان .. وبالتالي تنتقل صفات وملكات الشخص المانح للقلب إلى الشخص الممنوح ..!!! وبديهي تستطيعي التحقق من هذه المعلومة الطبية التي ذكرها القرآن المجيد من أكثر من خمسة عشر قرنا بالبحث في الموسوعات الطبية عنها ..!!! ولهذا يصف المولى ( عز وجل ) الإنسان المُعرض عن الفهم .. وعن هذا الحق بقوله تعالى ..
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (180) ( القرآن المجيد ـ الأعراف {7} : 179 - 180 )
[ تفسير الآية : ( ولله الأسماء الحسنى ) : التسعة والتسعون اسما أو صفة الوارد بها الحديث ، والحسنى مؤنث الأحسن / ( فادعوه ) : سموه ( بها وذروا ) : اتركوا / ( الذين يلحدون ) : من ألحد ولحد ، يميلون عن الحق في أسمائه وصفاته / ( سيجزون ) : من الآخرة جزاء ( ما كانوا يعملون ) ]
ثم قام الإسلام بعد ذلك بتنزيه صفات الخالق العظيم ( عز وجل ) من الحضيض الفكري ـ أو الوحل ـ التي ألصقته به الديانة المسيحية .. إلى ما جاء في قوله تعالى ..
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) ( القرآن المجيد ـ الحشر {59} : 21 - 24 ) وهو ..
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ .. (255) ( القرآن المجيد : البقرة {2} : 255 ) فهو .. الله ..
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) ( القرآن المجيد : الشورى {42} : 11 )
[ تفسير الآية : فاطر السماوات والأرض : خالقهما ومبدعهما وما بينهما / السماوات : كما سبق الأكوان الموازية أو الأكوان المتراكبة / يذرؤكم فيه : أي يخلقكم .. خلقا من بعد خلق .. وجيلا من بعد جيل .. ونسلا بعد نسل ]
وهو .. اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ( القرآن المجيد : الإخلاص {112} : 2 - 4 )
والصمد : هو الأبدي ، اللا متغير ، وهو المقصود في الحوائج على الدوام المتفرد في الكمالات والوحدانية لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ .. وليس له مكافئ أو معادي . وهو ..
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى (8) ( القرآن المجيد : طه {20} : 8 )
وفي السنة النبوية الصحيحة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعاً وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة " ونأتي إلى ذكرها .. أي هذه الأسماء الحسنى ( أو الصفات أو الكمالات الإهية ) كما وردت في القرآن والسنة النبوية الشريفة ..
أسماء الله الحسنى .. أو الكمالات الإلهية في الفكر الإسلامي .. هي 99 صفة تأتي على النحو التالي ..
الله . الرحمن . الرحيم . الملك . القدوس . السلام . المؤمن . المهيمن . العزيز . الجبار . المتكبر . الخالق . البارئ . المصور . الغفار . القهار . الوهاب . الرزاق . الفتاح . العليم . القابض . الباسط . الخافض . الرافع . المعز . المذل . السميع . البصير . الحكم . العدل . اللطيف . الخبير . الحليم . العظيم . الغفور . الشكور . العلي . الكبير . الحفيظ . المقيت . الحسيب . الجليل . الكريم . الرقيب . المجيب . الواسع . الحكيم . الودود . المجيد . الباعث . الشهيد . الحق . الوكيل . القوي . المتين . الولي . الحميد . المحصي . المبدئ . المعيد . المحيي . المميت . الحي . القيوم . الواجد . الماجد . الواحد . الصمد . القادر . المقتدر . المقدم . المؤخر . الأول . الآخر . الظاهر . الباطن . الوالي . المتعال . البر. التواب . المنتقم . العفو . الرؤوف . مالك الملك . ذو الجلال والإكرام . المقسط . الجامع .الغني . المغني . المانع . الضار . النافع . النور . الهادي . البديع . الباقي . الوارث . الرشيد . الصبور .
وبديهي من المفيد في هذا السياق أن نعرض لصفات الذات الإلهية في الفكر المسيحي .. لنبين إلى أي مدى تجنت علينا دكتورة علم النفس الأمريكية .. المنسلخة من الإسلام ـ كما تدّعي ـ والتي تحمل صليبها على ظهرها وتتحدى الخالق العظيم ( استغفر الله العظيم على هذا التجاوز اللفظي ) إذا وقف في وجه المرأة ..
أسماء ( صفات ) " الإله " الحسنى .. أو الكمالات الإلهية في الفكر المسيحي .. 18 صفة تأتي على النحو التالي ..
يسوع المسيح . الرب . ابن الإنسان . المخلص . ابن داود . رئيس الكهنة الأعظم . ابن الله . الألف والياء . السيد . البر . النبي . نرجس شارون . سوسنة الأودية . الشفيع . أسد يهوذا . الخروف . آدم الثاني . المعلم .
[ مأخوذة عن : " حقائق وأساسيات الإيمان المسيحي " ؛ ر. ك. سبرول ؛ ترجمة : نكلس نسيم سلامة . مكتبة المنار . ص : 111 ] . كما توجد أسماء أخرى للإله تعترف بها الكنائس أيضا كما وردت في سفر الرؤيا ( 4 : 6-7 ) ، ولكن ربما لا يكتبوها للحرج ، وذكرها التفسير التطبيقي للكتاب المقدس في صفحة : 2766 وهي ..
[ الحيوان . الأسد . العجل . وجه الإنسان . النسر الطائر ]
يا دكتورة علم النفس الأمريكية .. هذه هي صفات إله المسيحية ..!!! المسيحية التي استهوتك وتوافقتي معها علميا وعمليا وتركتي الإسلام العظيم من أجلها .. هذا إن كنتِ ـ أصلا ـ مسلمة ..!!! يا دكتورة علم النفس .. لقد فضحت نفسك بنفسك.. بعد أن اعترفت ـ بدون أن تتنبهي ـ في رسالتك الأخيرة ( في 23/1/2007 ) لشكر موقع الحوار المتمدن .. أنك ولدت وتربيتي في عائلة غير متدينة ..!!! فكيف تدعين ـ إذن ـ إنك كنت مسلمة وأنت لا تعرفين عن الإسلام غير الاسم ..!!!
والآن ؛ في عجالة سريعة ما هي صفات الذات الإلهية في الديانة اليهودية ..!!! ولن أتوسع في عرض صفات الإله في الفكر اليهودي .. بل أكتفي بعرض الآتي ..
لقد ورد في التلمود .. أن الله يقضي ساعات النهار الإثنى عشر على النحو التالي :
• الساعات الثلاث الأولى : يطالع فيها الإله الشريعة . وكما هو معروف أن الشريعة هي توراة موسى التي أنزلها الإله على موسى من قبل . وبهذا المعنى فإن الإله يدرس ما سبق وأن أرسله ..!!! • الساعات الثلاث الثانية : يحكم الإله فيها البشرية . • الساعات الثلاث الثالثة : يطعم الإله العالم . • الساعات الثلاث الرابعة : يجلس الإله ليلعب مع الحوت ملك الأسماك ..!!!
ويعلق الحاخام : " مناحم " قائلا أن الله لا شغل له خلال الليل سوى تعلم ( يدرس ) التلمود مع الملائكة وأسمودية ( ملك الشياطين ) وذلك في مدرسة السماء .. حيث يصعد إليها ( أسمودية ) كل ليلة للدراسة .. ثم يهبط بعد الدراسة إلى الأرض في الصباح ( ليضل البشر ) ..!!!
[ وهذا الوصف نقلا عن : " التلمود : نشأته ـ تاريخه ـ مقتطفات من نصوصه " ؛ إعداد : راهب من دير البرموس ، ومراجعة نيافة الأنبا : إيسوذورس . دار الجيل للطباعة . ص : 76 / 77 . وهو منقول عن كتاب : " الكنز المرصود ـ القسم الأول " ؛ روهلنج . وهو الكتاب الذي نقل عنه أغلب المؤلفين الذين تعرضوا لموضوع التلمود . ]
والآن .. هل كنتِ يا دكتورة ـ علم النفس ـ على علم بكل هذه الحقائق عن المسيحية واليهودية عندما وصفتي الإسلام العظيم .. بقولك :
[ لقد انتقصت الأديان جميعها من كمالية الله ، ولكن وصل انتقاص الاسلام لتلك الكمالية حدا انقلبت عنده المفاهيم وخرجت الحياة عن خط سيرها الطبيعي ، فاختلط الخطأ بالصواب وغدا الرجل المسلم عاجزا عن التمييز بينهما ]
يا دكتورة علم النفس .. هل صفات إله المسيحية : الحيوان .. العجل .. النسر الطائر .. أسد يهوذا .. الخروف ذو القرن السبعة .. وهو الإله الذي يلعب مع الحوت ـ ملك الأسماك ـ في وقت فراغه .. يمكن أن تقترب من صفات الخالق العظيم السابق ذكرها في الدين الإسلامي ..!!! وهل ـ نحن المسلمين ـ من اختلط علينا الخطأ بالصواب ..؟!!! وكما رأيتي بعينيكي ـ الآن ـ هل يتساوى إله المسيحية الذي أذله الإنسان وضربه بالنعال .. ولطمه وبصق عليه ثم صلبه وقتله ودفنه .. مع مفهوم " الله " الخالق المطلق والعظيم سبحانه وتعالى ..
.. كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (6) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (7) ( القرآن المجيد ـ الكهف {18} : 6-7 )
[ باخع نفسك : مهلك نفسك من الغم عليهم لعدم إيمانهم بالقرآن العظيم ]
وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) ( القرآن المجيد ـ الجاثية {45} : 37 )
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ( القرآن المجيد ـ الروم {30} : 27 )
يا دكتورة علم النفس .. هل اختلط علينا ـ نحن المسلمين ـ الخطأ بالصواب .. كما تزعمين ..؟!!! صارحيني بربك الحق ( وليس بالرب الخروف ذو القرون السبعة .. وليس بالرب الذي يلهو مع الحوت ملك الأسماك .. وليس في هذا تهكما أو تدليسا .. كما رأيتي ) .. هل كنتِ على علم بكل هذه الحقائق عن الدين المسيحي الذي تحاولي الانتساب إليه قبل أن تطلقي علينا سهامك الموتورة ..!!! وإن كنتِ لا تعلمي هذه المعلومات فكيف تحكمين بغير دراسة .. أليس هذا جهل منك ..!!!
وإذا كنتِ تتشدقين بمن يعرف الفرق بين نص الإنجيل وكلمات شكسبير .. كما جاء في كتاباتك ..!!! فلما لا تحاولي معرفة الفرق بين نص الإنجيل .. وبين آيات القرآن العظيم .. وخصوصا إنك من الناطقين بالعربية .. أم أنه التحامل المغرض .. والنجومية الزائفة التي تدفعك للتقول على الإسلام العظيم بإخطائك الفادحة ..!!! وهي النجومية التي لن تقودك إلا إلى خسران وجودك ومصيرك .. وهلاكك الأبدي في النهاية ..!!!
وحتى يكتمل الرد عليكي .. تقولين : [ إن الإلحاد خير من الإيمان بإله .. ( هو خير الماكرين ) ] .. وكعادتك تقطعين الفقرة من سياق معناها في القرآن العظيم لتدسي فيها سمومك .. وهذا هو النص كاملا .. كما يأتي في قوله تعالى ..
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (24) ( القرآن المجيد ـ الحشر {59} : 21 - 24 )
[ شرح الآية الكريمة : ( و ) اذكر يا محمد ( إذ يمكر بك الذين كفروا ) وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة ( ليثبتوك ) يوثقوك ويحبسوك ( أو يقتلوك ) كلهم قتلة رجل واحد ( أو يخرجوك ) من مكة ( ويمكرون ) بك ( ويمكر الله ) بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبروه وأمرك بالخروج ( والله خير الماكرين ) أعلمهم به ]
فهل فهمت ـ يا دكتورة ـ معنى هذه الآية الكريمة ..؟!!! وهل تنبهتي إلى أن المكر في هذه الآية الكريمة ( وأحد معانيه هو أن تصرف غيرك عن مقصده بالحيلة ) كان في مقابل تآمر أهل الكفر والشرك على وأد رسالة الإسلام في مهدها ..!!! وعلى الرغم من المناسبة الخاصة بتنزيل هذه الآية الكريمة على النحو السابق ذكره .. إلا أنها تصلح لكل العصور في مواجهة مكر أهل الكفر وأهل الشرك والملحدين .. ومنهم أمثالك أيضا ..!!!
والآية الكريمة في مجملها تعني : هل يمكن للإنسان أن يتذكى ( من ذكاء ) على الله ( سبحانه وتعالى ) وهو الخالق لهذا الذكاء ..!!! ومع ذلك لم تحتوي أسماء الله الحسني على صفة " الماكر أو المكار " تعالى الله عن هذا علوا كبيرا .. لسبب بسيط جدا لأن الله سبحانه وتعالى ..
فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16) ( القرآن المجيد ـ البروج {85} : 16 ) وإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ..
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) ( القرآن المجيد ـ يس {36} : 82 )
وأخيرا ؛ كما يوجد " المكر السيئ " .. كما جاء في قوله تعالى ..
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) ( القرآن المجيد ـ فاطر {35} : 42 - )
بديهي يوجد المكر الصالح .. الذي لا يراد به إلا الإصلاح .. فهل استوعبت يا دكتورة علم النفس ـ والتي تدعي الإسلام من قبل ـ هذه المعاني ..!!!
واحتججتي ـ أيضا ـ على بعض صفات الله الأخرى .. وأوردت في كتاباتك هذه الصفات : [ القهّار . الجبّار . الضار . المتكبّر . المتعال . المهيمن . المنتقم . المقيت . المذل ] .. أي تسع صفات فقط ( من 99 صفة ) ذكرها المولى ـ عز وجل ـ ليتجلى بها على الكفرة والظلمة والطواغيت .. وعلى أمثالك ..!!!
فعلى سبيل المثال ؛ فصفة " المنتقم " هي من صفات الألوهية حيث ينتقم الله ـ سبحانه وتعالى ـ من الظالمين المتجبرين ، فماذا ينتظر - شارون - مثلاً وما يفعله في الفلسطينيين ، وماذا ينتظر الأمريكان وما يفعلوه في شعب العراق .. وما يفعلوه في الشعوب الإسلامية سوى الانتقام ، فلابد أن يكون هناك انتقام من الظالمين المفسدين في الأرض . وهكذا بالنسبة لباقي الأسماء التي تعترض عليها الدكتورة .. فهي ضرورة لتجليات المولى ـ عز وجل ـ لردع وعقاب العصاة والطواغيت والمفسدين في الأرض ..!!!
ثم يبقى 90 اسما أو صفة تشمل الرحمة والعطف بالإنسان .. ويمكن للقارئ مراجعة أسماء الله الحسنى السابقة مرة أخرى ..!!! ويوجد مراجع كاملة ـ كما توجد مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت ـ تشرح معاني هذه الصفات وتجليات هذه الأسماء على العباد .. ويمكن للقارئ الرجوع إليها .. .. وأكتفي بهذا القدر ..
وسبحان الله .. فلم أكن أتصور أبدا .. أن يتدنى العقل البشري إلى مثل هذه الدرجة من الانحطاط الفكري ..!!!
وأخيرا ؛ يبقى أن ألفت النظر إلى أن الإسلام العظيم هو ـ في حقيقة الأمر ـ اليد الممدودة ، بكل العقل .. وبكل العلم .. وبكل الرحمة ، إلى البشرية كافة .. لإنقاذها من الهلاك المحتوم .. لكي يجعلها تقوم بتحقيق الغايات من خلقها .. حتى تنال السعادة الأبدية المنشودة ..
وللحديث بقية ..
#محمد_الحسيني_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرد على دكتورة علم النفس الأمريكية وفاء سلطان 1/5
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|