أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثابت عكاوي - هل نجرؤ على الاحتجاج لأجل موقفه!














المزيد.....

هل نجرؤ على الاحتجاج لأجل موقفه!


ثابت عكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 544 - 2003 / 7 / 22 - 22:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ديفيد كيلي


هل نجرؤ على الاحتجاج لأجل موقفه!

د. ثابت عكاوي
رام الله المحتلة

هل تجرَّأ ديفيد كيلي وكشف جزءاً من مؤامرة احتلال العراق؟ أم وُعد بالمال والشهرة، أم بكليهما معاً. هذا ما لا نستطيع البتَّ به. ولكن ما يمكننا الجزم به حقاً، هو ان هذا الرجل لم يقم بما قام به بتحفيز من اي نظام عربي ولا حتى من منظمة "حقوق انسان او غير حكومية او مجتمع مدني" عربية. حاشى وكلا .

لست متأكداً الى أي حد سوف تنفع توني بلير رُقى البلاغة الانجليزية وتأدبها المصطنع في إخفاء حقيقة اغتيال إنسان هكذا على رؤوس الاشهاد؟ وأين؟ في بريطانيا التي تزعم بأنها أم القوانين والمجتمع المدني "وحاضنة" معارضي حكومات بلدانهم من مختلف أنحاء العالم!

وحيث اوضح التاريخ البشري دوماً ان وراء الأكمة ما ورائها، فلا شك ان اغتيال الرجل بهذه السرعة وبهذه "العلنية" لا يتوقف عند شخصه او في حدود ما قاله. ولنفترض ان الرجل قال ما عنده، فما هو مبرر الاغتيال بعد أن أُفشي السرُّ؟ وعليه، قد تكون قضية التزوير في ملف العراق التسليحي هي الاجندة الحقيقية لزيارة بلير للولايات المتحدة. فدائماً بين المتآمرين، يفضل الحديث مشافهة وحتى باقتراب مقدمتي الرأسين كي لا يسمع أحداً. كيف ولا وبريطانيا والولايات المتحدة هما صانعتي تراث التنصت على كل مواطن، بما في ذلك رئيس الدولة ورئيس الوزراء.

لا بد اذن ان احد مقاصد الاغتيال هو كمُّ أفواه كثيرين قد يحاولوا قول الحقيقة. وقول الحقيقة حسب الثقافة الراسمالية الغربية هو في اغلب الاحيان  مشروع اقتصادي Business. فطالما ان العدوان على العراق واحتلاله أصبح تحت دائرة الشك ثم النقد ثم الفضائح، فإن كثيرين ممن يعرفون الاسرار قد يقوموا ببيع هذه الاسرار ليكسبوا الاموال فيُثرو ويشتهروا في الوقت نفسه. ولكي لا يتشجع كثيرون لتسريب معلومات او بيعها كان لا بد من قتل الرجل الذي فتح الباب.

والسؤال هو: هل هناك آخرين "شربوا حليب السباع" وبالتالي سوف يتحدثون؟ هل ستشجعهم التطورات الاخيرة في العراق:" من دخول المقاومة مستوى حرب العصابات، وتطوير حرب التحرير الجزائرية وجنوب اليمن واطروحات جيفارا وماو تسي تونغ في حرب العصابات، وكارلوس مارجيلا في حرب المدن؟ هذا اضافة الى بقاء الرئيس العراقي حياً، والأهم إصراره على المقاومة والعودة الى الشارع العراقي بخطاباته التي اخترقت صمت المرحلة؟ لا يهمنا بالطبع ان يعود الرئيس العراقي او لا يعود، وهل هذا ممكن ان محال، المهم ان في العراق مقاومة.

وبدون هذا وذاك، فإن ما رشح كافٍ لكشف ان اسلحة الدمار الشامل ليست سبب الاحتلال. ودون ان نخوض في الاسباب والنتائج، فإن ما نود التعامل معه هو طبيعة المجتمع الغربي الذي دوخنا بالديمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع المدني. وهي امور لسنا ضدها في مطلق الاحوال، ولكن اين هي في القضايا الاساسية؟

دعنا نقول بأننا لا نطالب الشعوب الغربية بأن تناضل من أجل شعوبنا في العالم الثالث. فلو كانت مرشحة لذلك لفعلت وحالت دون العدوان. ومع تقديرنا للذين تظاهروا ضد الحرب، إلا انهم ليسوا الاكثرية، وها هم قد صمتوا كما صمت الشارع العربي بالطبع.

أما قضية ديفيد كيلي فمختلفة تماماً. فهو بريطاني، جرى قتله على يد مخابرات بلاده، وربما متعاونة مع مخابرات أخرى، ولا عجب ان يكون للموساد دور في ذلك. فقد تؤكد التحقيقات "اذا كانت نزيهة" ان دور الصهيونية في احتلال العراق موازٍ للنهم لشفط نفط العراق. وبما ان الرجل بريطاني، ولم يقتله عربي او مسلم او شيوعي من امريكا اللاتينية، يصبح لزاماً على الشارع البريطاني وخاصة منظمات المجتمع المدني هناك التحرك ضد حكومة بلادها.

اما ما يمكنا القيام به نحن العرب، فهو إعادة التفكير في تقييمنا لمدى جدية ديمقراطية الغرب الراسمالي، واقل ما يمكن فعله هو ان نمطر القنصلية البريطانية هنا وهناك برسائل البريد الالكتروني احتجاجاً على اغتيال الرجل. فبما انه قال بعض الحقيقة، بغض النظر عن الاسباب والدوافع،  فقد خدم القضية العربية، وإذا لم يكن طامعا بشيء ما فقد اثبت عالميته، وبالتالي، فإن عدالة بريطانيا العظمى متهمة من الانسانية باسرها.

قد يذكرنا هذا الاغتيال بمصرع الاميرة ديانا. فإذا كان مصير من يتحدث ببعض الموضوعية عن امر متعلق بالعرب هو الموت الزؤام، فما بالك بمن تزوجب عربي قد تنجب منه ولي عهد الامبراطورية التي كانت مشمسة ابداً.



#ثابت_عكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصلت قائمة الإستحقاقات الى الحزب الفلسطيني -الحاكم-
- في العراق: مقاومون وأُسلويون!
- إعادة انتشار الاحتلال الاميركي في السعودية!
- الترانسفير المالي- أعدوانٌ بتمويلٍ عربي!
- ترانسفير سياسي
- دعم حزب العمل والايقاع بفلسطينيي 48


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثابت عكاوي - هل نجرؤ على الاحتجاج لأجل موقفه!