جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 54 - 2002 / 2 / 4 - 11:33
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
جيلان ..
وجائزة واحدة ..
نهر واحد ولقاء واحد ..
الجيل الأول يمثله هنا الروائي نجيب محفوظ .
الجيل الثاني يمثله هنا أحمد زويل ..
أما الجائزة فهي نوبل ..
النهر هو النيل الذي علم المصريين فلاحة الأرض ، وسقى أرضهم بالماء الطيب ، وعلى ضفافه نشأت حضارة ورق البردي وقلم القصب اللذين عليهما وبهما كتب الجيلان آدابهما وعلومهما ..
أما اللقاء فهو الذي تم يوم السبت الماضي في دار نجيب محفوظ بين الجيلين اللذين رفعا الثقافة المصرية الى مصاف ثقافة العالم المتقدم كله . كانت علامتهما نياشين نوبل موضوعة فوق مؤلفاتهما الإنسانية الكثيرة..
اللقاء الودي الحميم تم بينهما بمناسبة الذكرى التسعين لميلاد نجيب محفوظ أطال الله في عمره لمزيد من الإبداع المصري . كما نتمنى للعالم المصري زويل مزيداً من النجاحات العلمية في خدمة الإنسانية جمعاء .
سعداء نحن دائماً كلما علا أسم عربي في سماء هذا العالم .
يذكرني هذا اللقاء بما آل أليه وضع أدبائنا ومثقفينا وعلمائنا اللذين عانوا وما زالوا يعانون من ظلم الحكومات المتعاقبة على دست الحكم في العراق .
في الأسبوع الماضي أطلقت الجهات الفلكية الأمريكية أسم العالم العراقي عبد العظيم السبتي على كوكبٍ مكتشفٍ حديثاً تقديراً لعلمه ونبوغه وجهوده الإنسانية .
ما زاره أحد .. لم يحتفل بميلاده أحد .. لم يستلم برقية تهنئة من أحد ..! وما سأل أحد منا عن تاريخ ميلاده ..!
شعراؤنا ومثقفونا وعلماؤنا في كل أنحاء المنافي والشتات يعانون ويتألمون .. لا يزورهم أحد ولا يسأل عنهم أحد حتى يشيعهم بعض أصحابهم في كل عام أحد أحد إلى مثواهم الأخير في مقابر أجنبية بدءاً من عبد الجبار عبد الله وبلند الحيدري وعامر عبد الله ومصطفى جمال الدين وزاهد محمد حتى حذام عبد الله..!
أدباؤنا وكتابنا وعلماؤنا في داخل الوطن يعانون من الجوع والحرمان والسجون ومختلف أنواع العذابات لا يسأل عنهم أحد .. ويموتون بصمت واحداً بعد آخر لتموت معهم منجزاتهم بصمت وسكون أيضاً ..!
أهي هبة منّت الدنيا على وطن الرافدين أن يبتلى بحكامه..! أم هي لعنة نزلت لتحز الغيظ في هذا الشعب الطيب المبدع المصر على مواصلة العطاء رغم ما يلتصق بحياته من كوارث ..؟
لا جواب على هذا السؤال غير القول : أيها المبدعون العراقيون استمروا في محبة شعبكم .. استمروا في لعنة حكامكم .. استمروا في فعل الإبداع لإنسانيتكم .. استمروا في الموت بصمت وتواضع حتى تتحقق أحلامكم بخروج الشر من بلاد الرافدين مدحوراً إلى أبد الآبدين ..!
كلام الناس : ويل للشريرين من الحكام الذين يضطهدون مبدعيهم ..!!
ـــــــــــــــ
جاسم المطير
بصرةلاهاي في 4/2/002
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟