أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حميد الخنيشة - تغنجة خرافة وواقع














المزيد.....

تغنجة خرافة وواقع


حميد الخنيشة

الحوار المتمدن-العدد: 1807 - 2007 / 1 / 26 - 07:44
المحور: سيرة ذاتية
    


يسرح الخيال بعيدا , يفتش في الذاكرة يبحث بين ثنايا الماضي وخبايا الحكاية , يتيه بين الخرافة والحقيقة , فيقف عند كل لقطة كانت واقعا وحاضرا وأصبحت ماضيا منسيا وجزءا من الذاكرة .
ما أكثر الخرافات والحكايات التي عشتها وسمعتها في قريتي الصغيرة الهادئة ولن أستطع سرد كل الحكايات....وما يحضرني الآن بعض اللقطات من حكاية أحمد أونميربطلها شخصية خارقة
كانت تأكل الصبية الصغار ولا تترك منهم سوى الأقدام,سمعت هذه الحكاية من أمي التي كانت ترويها لنا فترة القيلولة حتى لا نغادر المنزل ونزعجها في قيلولتها, فكنا نسمع حتى ننام بجانبها
حكاية عائشة قنديشة المرأة الحسناء التي يفتن الرجال بجمالها وكانت تأكل كل من انجرف وراء جمالها الفتان إلا أنها كانت تخاف من شيء واحد هو اشتعال النار أمامها والغريب في الأمر كنا نسمع عن رجال يسكنون القرى المجاورة اعترضت سبيلهم المرأة الفاتنة ونجوا منها بحرق عمائمهم بعد اكتشاف شيء يميزها عن النساء هو أقدامها التي تشبه قوائم الجمل وهذا يتطلب ضبط النفس لمفاجئتها بالنار والنجاة من هلاكها.
تغنجة ليست خرافة تحكى بل واقعا معاش , كانت تمثيلية رائعة تشخصها نساء القرية أيام انقطاع الغيث عن قريتي وتغنجة اسم أمازيغي للمغرفة الخشبية ولا أعرف هل ألاسم أمازيغي أم عربي أشتق من كلمة الغنج بمعنى الدلال , كنا نسمع عن هذا الكرنفال أسبوعا قبل التنظيم. تجتمع نساء القرية عند رئيستهم يزينون مغرفة بأجمل الملابس والحلي فتصبح امرأة حسناء ذات جمال فاتن تحمل وسط الزغاريد والأهازيج , كانت تعجبني تلك المومياء أتخيلها عروسا تزف ليلة الزفاف لعريس ينتظرها بشوق ولهفة الكل ينظر إليها وقلوبنا كلها أمل في سقوط قطرة ماء لتروي حقولنا الجافة كنا نردد مقطعا يعتبر لازمة متكررة لمسرحيتنا : تغنجة تغنجة يارب تجيب الشتاء كانت حناجرنا تجف كجفاف سهولنا نقف عند كل باب نطرقه ننتظر هدية لعروسنا .
في نهاية الجولة تبدأ المأساة تتجه النساء ناحية الوادي لتقذف العروس أو تغنجة في الماء عارية بعد تجريدها من ملابسها وحليها وننتظر اختبار الماء للجسد النحيل إذا انساب مع الماء وجرفته بعيدا ارتفعت الزغاريد مبشرة بقدوم سنة ممطرة وحلول عام الخيرات والويل كل الويل إذا توقف الجسد النحيل في الماء فتبشرنا العجائز بالجفاف والقحط وناذرا ما كان يحصل مثل هذا الشؤم , فكنا نعد أسبوعا واحدا لتبدأ علامات قدوم المطر فهل هي صدفة ؟ أم حلول فصل الشتاء الذي كنا لا نعرف وقته ؟ أم حسن نية نسوة القرية أم تقديم قربان تغنجة هدية للوادي ؟
كل هذه الخرافات والحكايات التي سمعتها وعشت البعض منها في طفولتي كونت لذي فلما من الرعب والخوف رغم أن النص والسيناريو من الكذب لكن تقنية الإخراج جعلته جزءا من ذاكرتي.



#حميد_الخنيشة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعب في طفولتي
- دموع الصمت
- الهمسات الليلية
- الديك المجهول
- حنين
- قلب فوق رمال البحر
- خطوة في بداية الظلام
- الوداع الأخير
- رحلة في فضاء الخيال
- المحاكمة
- الكهف


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حميد الخنيشة - تغنجة خرافة وواقع