أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - لقد اخفقتم في تنفيذ وعدكم















المزيد.....

لقد اخفقتم في تنفيذ وعدكم


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1807 - 2007 / 1 / 26 - 06:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمر ألأسابيع والشهور والسنين، والشعب ينتظرتنفيذ ما ألتزمت به قائمة ألأكثرية( المباركة 555 )وحليفاتها في حكومة التفرقة الطائفية، حيث لم يلمس غير ألأخفاق تلو ألأخفاق في اي وعد قطعوه للناخبين . ففي مجال ضروريات الحياة ، التي كان العراق أحسن حالآعليها قبل قرن من الزمان ، يتردى فيها مستوى ألأداء يومآ بعد يوم، من دون اي شعور بالمسؤولية الوطنية من جانب المسؤولين.
وبدلآ من التقدم الى امام من خلال تنفيذ سياسات فعالة لتنشيط ألأقتصاد ودعم المشاريع ألأنمائية ، يدفعون بالمجتمع وألأقتصاد الى الوراء نحو عصور التخلف والظلام والهمجية. فالبطالة الواسعة والتي تتوسع بأستمرار، لم يوضع أي تصور لمعالجتها،و تتحول مع مرورالوقت الى مصدر للجريمة المنظمة و الأرهاب والتدمير.
أن المئآت من المشاريع الصناعية في طول البلاد وعرضها متوقفة يهددها الصدأ، بالرغم من النداءات المستمرة من جهات أقتصادية وسياسية حريصة، دعت الى البدء في تأهيلها واعادة عمالها المعطلين اليها، حيث يعدون بمئات ألألاف مما سيسهم في تحسين ظروف حياتهم، أضافة الى أمداد السوق المحلي بمنتجاتها الذي هو بأمس الحاجة اليها لما تتمتع به طلب واسع.

ان أستهلاك المواطن العراقي من الطاقة الكهربائية تناقص الى ادنى المستويات، ليستقر الى ما دون وضعنا قبل أكتشاف النفط والغاز. كما ان أستهلاك المواطن العراقي من بقية انواع الوقود ليس أفضل من ذلك.
اما الستوى التعليمي في رياض الأطفال والمدارس فحدث ولا حرج، حيث تستبدل المناهج التعليمية التبعيثية بأخرى أشد فقرآ وسطحية،تفوح منهارائحة السموم الطائفية، على حساب المعارف العلمية التقدمية والفنون الجميلة والثقافة ألأنسانية. مما تعكس الرغبة اللا مسؤولة في أستبدال الثقافة البعثية المقرفة، بخطاب ديني مضطرب و منحاز.
وليست المعاهد والجامعات بأحسن حالآ، فقد تحولت الى ساحات بائسة لنشاط طائفي متخلف مصطنع وممل، غيرمقبول من أعضاء هيئة التدريس او من الغالبية الطلابية.
أن المستوى العلمي في ظل هذه ألأجواء،لن يكون أفضل مما آلت أليه المستويات العلمية في الدول ذات ألأنظمة الشاذة، مثل حكم طالبان المنهار في أفغانستان. ان الحصيلة الطبيعية لهكذا انحراف في النظام التعليمي العراقي، سيكون بدون أدنى شك مخيب لأمال وتطلعات ابناء شعبنافي مستقبل واعد، ترتقي فيه الحركة العلمية وألأدبية الى مستويات نظيرتها في العالم المتمدن.
ان السير في طريق التقدم والتنمية، وأزالة التخلف ألأقتصادي والثقافي الذي لحق بالبلاد والمجتمع خلال الحقبةالماضية، يتطلب حشد مختلف الطاقات العلمية والمعرفية، وزجها في عملية البناءالمعقدة والمتشعبة.

بما يعني ضرورة بناء جسور الثقة بين مؤسسات الدولة المختلفة وأصحاب الكفاءات، لأ جل تفعيل دورهم المميز في عملية صنع القرارالسياسي- ألأقتصادي . ان دور الكفاءات العراقية في الظروف الحالية، شبه معطل أن لم يكن معطلآ كليآ، في ظل الوضع ألأمني والسياسي المعقد والصعب. لكن صعوبة وتعقيد الأوضاع السياسية وألأقتصادية وألأمنية، لا يعفي السلطات العليا في الدولة، مما لحق بذوي الكفاءات من تهميش.
لقد أضطرهذا الوضع الى ما يشبه اليأس والخيبة من السلطات الجديدة التي علقوا علىمسؤوليها أمالآ أنتهت للأسف الى عزلتهم.
ان اعدادآ كبيرة من ذوي ألكفاءآت أضطر الى الهجرة وألأنتشار في أرجاء المعمورة. لقد كان حريآ بسلطة العهد الجديد، أن تحيط ذوي الكفاءات بالعناية وألأهتمام، وتتيح لهم فرص العمل وألأبداع، للقيام بدورهم المطلوب،في عملية التنمية، والمساهمة في صياغة سياساتها ودراسة سبل حل المشاكل التي تواجها ، باعتبارهم من ذوي ألأختصاص وربما التجربة في التعامل مع اوضاع اشد تعقيدآ من تلك التي تواجهها بلادنا.

أما في مجال الوئام ألأجتماعي، فقد انحدر دور الحكومة بشكل عام، وبالأخص القوى الدينية فيها، الى اللا معقول واللا مسؤول في التمترس الطائفي العنيد، والتجاهل المخجل، لما يحصل من أهانة لحق المواطنة التي أصبحت المعاناة منها ومن تبعاتها، همآ يوميآ، تتجاوز آثاره المادية والنفسية حدود التحمل والقبول.

لقد فشلت الحكومة، التي يغطي الشعب نفقات ما يفترض ان تقوم به، من واجبات حماية امن ورزق وسلامة المواطن، واصبح وجودها او عدمه سيان. واذا ما صحت الأخبار عن دور لقوى مشاركة في ألأئتلاف الحاكم، فيما يعرف بالتغاضي عن دور ميليشيا تها في القتل والتهجير، فان عدم وجودها أفضل الف مرة من وجودها.
أن حكومة لا تأبه بما يجري في أنحاء محتلفة من البلاد، وبخاصةعاصمتها، من قتل على الهوية المذهبية والدينية والقومية والشهادة العلمية، وتتغاضى عن تهجير عشرات ألألاف من العوائل العراقية وغير العراقية، من بيوتهم وقراهم ومدنهم، بل ومن بلدهم، وأغتصاب وتهديد بألأغتصاب و القتل ،أن حكومة مثل هذه، لا ينبغي ان تحكم، بل ينبغي أن تحاكم بتهمة التطهير العرقي.
ان حكومة لا تعبه ولا تهتز معنويآ، ولا تباشر في فتح تحقيق، لملاحقة قتلة مالا يقل عن خمسين مواطن يوميآ، تعثر الشرطة على جثثهم وعليها آثار تعذيب وحشي، ملقاة في المزابل اوفي النهر وعلى قارعة ألطريق، امر يثير اكثر من علامة أستفهام. وحكومة لاتتابع قتلة أساتذة جامعيين وعلماء فكر وأطباء نادري التخصص، وسياسيين ذوتأريخ وطني ومهنيين مقتدرين من رجالات الجيش العراقي، من ذوي الخبرة والتفوق،حكومة كهذه، تدعو للتساؤل فيما أذا كانت تتمتع بأي قدر من المصداقية، وفيما أذا كان من اللا زم والملح سحب الشرعية منها وتحويل ملفها الى القضاء العادل.
خلال ما يقرب من أربع سنوات، أغتيل اكثرمن مائتين مواطن، بين أستاذ وطبيب وعسكري، لم تستطع الحكومة من الوصول الى واحد من مرتكبي جرائم القتل تلك. وأذا كانت الحكومة غير مطلقة اليد في القيام بواجباتها،بسبب قيود تفرضهاالقوات الأمريكية، ألا يتطلب ذلك من اي فرد في الحكومة، ان يعلن ذلك تعبيرآ عن أبسط مشاعر الوطنية؟.

ان أعادة عجلة التطور الثقافي وألأجتماعي الى بدايات التأريخ ألأسلامي ، ليس سوى عبث وقصر نظروأستخفاف بطموحات الناس ومصادرة خياراتهم . وهي أيضآ لا تجلب الأمان وألأستقرار وألسلام ألأجتماعي والرفاهية، بل العكس، تفتح ألأبواب لصراعات لا طائل من ورائها والغالب فيها مغلوب وان أدعى ألنصر.
ان ألأحتقان الطائفي مولود غير شرعي لمؤتمر لندن، ومن بعده مجلس الحكم السيئ التوجهات وألأدارة،و يتطلب من القوى الدينية التي منحت الأذن بفتح ملف الطائفية، أن تتريث كثيرآ وهي تزيح ما تراكم على صفحاته من غبار القرون.
ينبغي غلق الملف الطائفي في ضوء المتغيرات السياسية، التي انتهى اليها الصراع بين القوى الفاعلة على الساحة العراقية، وأسقاط مشروع بريمرالطائفي من الذهن العراقي. فقد ثبت عمليآ وبما لايدع مجالآ للشك ،عمق الهوة التى حفرها بريمر بمهارة بالغة، ليتساقط العراقيون فيها، الواحد بعد ألأخر سنة وشيعة وغيرهم دون تمييز او مداهنة.
يجب العودة الى المشروع الوطني الذي تبنته القوى الوطنية طوال فترة الحكم السابق، واحتوى كل التيارات السياسية دون اشارة لمذهب او دين، و دون تهميش لأي تيارسياسي او ديني.
ينبغي العودة الى المشروع الوطني العراقي و التعامل مع الطرف ألأخرعلى قدم المساوات، بأعتباره الجزء الأخر من الجسد العراقي، بعيدآ عن الغرور و ألأحلام غير الواقعية، التي شبه للبعض واقعيتها في ظروف لم تكن واضحة المعالم كما هي ألأن.
ان ماحصل في الأعوام الأربعة التي توشك ان تمضي منذ سقوط النظام، كانت وقتآ ضائعآ من حياة العراقيين، عندما ضعف الى حد ألأحباط العمل التضامني المشترك بين القوى السياسية، وتعمق الخلاف بين فريق البناء الذي كان سيتحمل مسؤولية التنمية والتقدم ألجتماعي و ألأقتصادي. فهل سأل أعضاء حكومة الفتنة الوطنية أنفسهم، أين كنا أيام الحصار السيئ الصيت، وكيف أصبحنا ألأن بدون الحصاروبطل الحصار؟

المطلوب حاليآ العودة الى ألأرض، والهبوط من بساط الريح الخرافي، الذي لم يعد يستهوي حتى أطفال القرى النائية، والتصرف بواقعية ومسؤولية، وألأمتناع عن العزف على الحان تخدش ألأسماع، وتجرح المشاعر وتحبط الأمال التي انتعشت يوم التاسع من نيسان 2003.
أن الوضع المأساوي الذي وصله الشعب العراقي، خلال الربع ألأخير من العام الرابع منذ سقوط النظام، يطرح التساؤلات التالية :
هل نجح المشروع الطائفي، في تحقيق الوئام الأجتماعي المطلوب، لضمان الحد ألأدنى من ألأستقرارأللازم، لأنطلاق عملية التنمية ألأقتصادية، السبيل الوحيد للقضاء على الفقر والجهل وترفع المستوى المعاشي للناس ؟

ألا ينبغي للمتمترسين في الخنادق الطائفية سنة كانوا او شيعة، أن يعيدوا النظر في حساباتهم، قبل أن تتشابك السهام بالسهام ،و قبل أن يقفوا وجهآ لوجه أمام المزيد من ألأيتام وألأرامل، وقبل أن يطفو المزيد من الجثث، من سيئي الحظ في مياه نهري دجلة والفرات اللذان لم يخلقا لهذا؟؟
الا يحتاج كل هذاالى وقفة تأمل،و التفكير بما ينبغي عمله لتغيير هذا الواقع المزري؟
اليس الوئام والتوحد ونبذ الخلاف والعمل المشترك، هوأفضل السبل للسير الى أمام، من أجل خيرنا ومستقبل أجيالنا القادمة؟؟
أليس ألأفضل للسنة والشيعة ان يتركوا الحسم في خلافاتهم الشرعية، الى يوم الوقوف أمام الله تعالى يوم القيامة، وهو العالم بما في الصدور وهوعلى كل شيئ قدير؟؟



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية في العراق مسرحية بطلها مجرم وجمهورها احمق؛؛
- حضرة الرئيس بوش المحترم، دع عنك تقرير بيكر -- هاملتون وخذ عب ...
- نداء عاجل.. ياعقلاء الأمة لا تكونوا جسرآ للفتنة الطائفية؛؛
- هل يعقل ان يؤسس لنظام طالبان عراقي؟؟
- بطالة بسبب الوضع ألأقتصادي وبطالة بسبب التمييز والتهجير الطا ...
- من اجل برنامج اقتصادي عاجل لأنعاش ألأقتصاد العراقي


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - لقد اخفقتم في تنفيذ وعدكم