حركة اليسار الثوري ...عطفا على البيان التأسيسي

حركة اليسار الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 1807 - 2007 / 1 / 26 - 11:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

أتخذ مفهوم اليسار كمصطلح سياسي في فترات زمنيه محدده وعبر مراحل معينه من حركة تطور المجتمعات الانسانيه اشكالا عده وصيغا مختلفه ..تبعا لاختلاف تفسيراته من وجهة نظر المدارس الفكريه المعنيه بالنشاط الاجتماعي ..بحيث اضفى ذلك على مفهوم اليسار قدر وافي من الضبابيه وأوجد خللا في تحديد ماهيته . ..مما حتم علينا ان نسأل باديء ذي بدء ..ما هو اليسار الذي نعنيه؟ وما هو البديل الفكري والحل السياسي الذي يطرحه في ظل ظروف العراق الراهنه ؟ سيما وان المجتمع العراقي قد وقع بين فكي كماشة الاحتلال وعملائه من جهه وبين الارهاب وامتداداته من جهه اخرى والتي وصلت حرابها حتى نخاع العظم العراقي عمقا ومزقت نسيجه المدني ...وما تلك المجازر والتراجعات على جميع الاصعده بغريبه عن ذهن السياسي الواعي المسلح بالتجربه النضاليه التاريخيه فهو يدرك مسبقا بان الارهاب والوحشيه هي خصيصه من خصائص الامبرياليه وان الرجعيه الاجراميه صنو وحليف لها على طول الخط ...وما يهمنا نحن حركة اليسار الثوري التي تشكلت حديثا هو تفسير مفهوم اليسار الذي نلتزم به وتحديد اطاره الفكري والسياسي ليتسنى للجميع معرفة موقفه وبشكل دقيق من قضايا مجتمعنا العراقي .....ان جوهر اليسار في فكرنا وعقيدتنا هو ((الاشتراكيه ))) التي تعني التغيير الجذري لنمط الانتاج الراسمالي وقلبه الى نمط اشتراكي تتحول فيه ملكية وسائل الانتاج من خاصه الى ملكيه عامه وبذا يتم القضاء على كل الفوارق الطبيعيه والعمل المأجور ...على ان يتم ذلك عبر ثوره قائمه على تعبئة وتنظيم كل القوى الاجتماعيه التي ترتبط مصالحها الطبقيه بها ..وتأتي في مقدمتها الطبقه العامله وحلفائها الكادحيين المعدميين ..وتفضي هذه الثوره بدورها الى المساواة الحقيقيه الكامله بين البشر والتي هي غير المساواة القانونيه الشكليه المخادعه ...وتبعا لذلك فأن اليسار الذي نتبناه لا يعني الا تبني النهج الثوري في معالجة قضايا مجتمعنا والاهتداء الخلاق بالنظريه الاشتراكيه العلميه باعتبارها انجازا فكريا تقدميا تهدف الى تنقية المجتمع من الشوائب الخرافيه العفنه التي تحاول البرجوازيه ((مالكة وسائل الانتاج )) جاهدة الى بعثها وتقوية سلطتها كي تحافظ بدورها على امتيازاتها الطبقيه ... ومحور نضالنا وتوجهنا يدور حول تحطيم كل قيود الاستغلال الطبقي ورسم الطريق لكل المظطهديين للظفر بالحريه التامه وهي بالتأكيد نقيض للحريه البرجوازيه الليبراليه المزيفه .. هذا هو يسارنا الثوري من حيث الجوهر ومن حيث الاراده والاسلوب السياسي ....أما موقفنا من الاحتلال فيتجسد بما يلي :- ان نظام الاقتصاد العراقي نظام رأسمالي مزيج من رأسمالية الدوله والقطاع الخاص المدعوم بالسوق الحره والتي يجري التحول اليها حاليا وفق خطط حثيثه تسعى الى الخصخصه الكامله والشامله ...وفي كل الاحوال فالقاعده الاقتصاديه العريضه هي الرأسماليه التي تطلبت شروط نموها استقدام هرم الامبرياليه العالميه المتمثله بالقوه العسكريه الامريكيه ..لذا صار النضال من اجل نيل الحريه الوطنيه جزءا لا يتجزء من النضال الطبقي المباشر ..فالاحتلال والسلطه البرجوازيه المحليه هما وجهان لعمله واحده لا يمكن الفصل بينهما لا في الوجود ولا حتى في الماهيه ... وبهذا وتبعا لكل المعطيات السياسيه والقدرات والامكانيات الاجتماعيه تؤيد توجيه الجهد النضالي الى الجهه الاضعف قدره ذاتيه والاكثر تماسا وضررا مباشرا بمصالح ومعاناة الجماهير بكل شرائحها المظطهده ... وهي بذلك تؤكد على الكفاح الدوؤب المستمر ضد السلطه البرجوازيه واقطابها المتخلفه التي تستمد وجودها من اسس طائفيه ودينيه وعرقيه وعشائريه ..شرعن نفوذها برلمانها الذي لا شرعيه له
اننا اذ نناضل من اجل كشف زيف هذه السلطه ودك معاقلها فاننا بذلك نخوض غمار معركتنا الوطنيه التي يمثل ظفرنا فيها نصرا مؤكدا لكل قوى التحرر التقدميه في العالم ..لان ذلك سيمثل انهيار المشروع الامبريالي الجديد الذي رمى بكل طاقاته في الساحه العراقيه لتمثل خط الشروع في تأكيد هيمنته ولتمثل بؤرة الطاعون لسياسة ((الفوضى الفعاله ))) التي تهدف من خلالها الى سحق الشعوب واستنزاف قدراتها ..
ان انتصار حركتنا لا يستهدف ولا يعني فقط تحرير مجتمعنا من الاحتلال الامريكي في العراق ...بل يعني وبشكل مؤكد انهيار دعائم الامبرياليه العالميه وهز أسس نظامها الرأسمالي العالمي ..ولهذا فأننا نجد انفسنا امميون ونضالنا ملتصق بتطلعات ومصالح الطبقه العامله وهدفنا هو حرية الانسان وتحريره من كل اشكال القهر والعنف واللامساواة ..زان تحقيق هذه المهام لا بد وان يبدأ اليوم بالكفاح المتواصل وبكل القدرات المتاحه لنا كحركه وبدون استثناء من احداث تغيير شامل وجذري في العمليه السياسيه الجاريه في العراق والتي لابد وان تتزامن مع الوقوف الصلب والجريء ضد كل ممارسات وانشطة التطرف الطائفي الذي يمثل تسيس الدين مصدرا ومنبعا وحيدا له

#حركة_اليسار_الثوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات