أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مؤشرات نجاح إستراتيجية بوش الجديدة















المزيد.....

مؤشرات نجاح إستراتيجية بوش الجديدة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك أبغض عند العرب من كلمة (النجاح) وخاصة إذا ارتبطت هذه بالعملية السياسية الجارية في العراق. فتقرأ مثلاً تعليقات صاخبة ومتطيرة من هؤلاء على أي مقال لكاتب ليبرالي يريد الخير للعراق، وذمه وتسفيهه واتهامه بالجهل..الخ. وبالمقابل نقرأ التمجيد بأي مقالة تشير إلى الفشل للسياسة الأمريكية في العراق والثناء على كاتبها ووصفه بغزارة المعرفة والحيادية وصواب التحليل!! فهؤلاء يريدون العراق أن يتحول إلى خرائب وأنقاض ينعق فيه البوم كما وعدهم سيدهم المقبور صدام حسين. ولكن لسوء حظهم أنهم جهلة لا يعرفون شيئاً اسمه منطق التاريخ وأن هذا التاريخ سيسحقهم بعجلاته الثقيلة دون رحمة وأن ما يجري في العراق لا يعرف غير النجاح.

نعم الأمريكان، وكغيرهم من البشر، يخطؤون. ولكنهم في نفس الوقت لن يملوا ولن يستحوا أن يراجعوا خططهم واستراتيجياتهم بين حين وآخر ليبحثوا عن الخطأ ويعترفوا به إن وجدوه، ليضعوا البديل إلى أن ينجحوا في إيجاد البديل الصحيح الناجع. ولكن من عادة العرب أن الإصرار على الخطأ (وليس الاعتراف به كما تقول الحكمة) فضيلة. وإذا ما اعترف جورج بوش بحصول بعض الأخطاء في عملية كبرى كتحرير العراق من أبشع نظام ديكتاتوري همجي وإقامة نظام ديمقراطي متحضر بديلاً عنه، اعتبر العرب هذا الاعتراف دليل الفشل والهزيمة وإن البعثيين "عائدون" لا محال!!

الفرق بين العرب والغرب شاسع. فالعرب يفكرون بقلوبهم ويتركون أمورهم المصيرية كلها بيد الحاكم المستبد يقودهم إلى الهاوية كالخرفان، وما دورهم سوى التأييد وتمجيد "القائد الضرورة". أما الغرب فيفكرون بعقولهم وبدون صخب، فالحاكم هو منتخب من قبل شعبه بمنافسة شرسة ومن خلال انتخابات نزيهة، ورغم صلاحياته الواسعة لا يقدم على عمل إلا بعد دراسة مكثفة وواسعة من قبل الخبراء المحيطين به ومعظمهم أكاديميون، ولن تخرج الخطة إلى حيز التنفيذ إلا بعد غربلة، وحتى بعد تطبيقها يواصلون مراجعتها ونقدها وتعديلها باستمرار. وهذا عيب كبير في نظر العرب (لأن الرجل لا يتراجع ولا يغيِّر كلمته!!!).

إن عملية تغيير الحكم في العراق بعد أربعة عقود من أبشع حكم ديكتاتوري وتجهيل المجتمع المتعمد، ليس بالأمر الهين، وخاصة في بلد محاط بجيران معادية يضمرون له الشر ويعملون على تدميره. لذلك فهكذا مشروع حداثوي عملاق لنقل العراق والمنطقة من أنظمة القرون المظلمة إلى حضارة القرن الواحد والعشرين ليس بالأمر السهل مطلقاً، ولا بد أن ترافقه أخطاء وتضحيات وهزات عنيفة، ولكن في نفس الوقت هناك المجال للمراجعة والتصحيح ولا بد لهذه العملية أن تنجح لأنها غير قابلة للفشل ولأن الفشل يعني كارثة ليس على العراق والمنطقة بل وعلى العالم كله. ولذلك فالعملية السياسية العراقية لا تعرف غير اتجاه واحد وهو النجاح ودحر الإرهاب وتخليص المنطقة من شروره مرة وإلى الأبد.

فما هي المؤشرات على نجاح إستراتيجية بوش الجديدة وهزيمة أعداء العراق؟ الجواب كالآتي:
1- فشل التيار الصدري في مقاطعة حكومة المالكي: لقد حاول هذا التيار الذي له ستة وزراء في الحكومة و32 نائباً في البرلمان، ابتزاز حكومة المالكي ففرضوا شروطهم على السيد نوري المالكي قبل شهرين بعدم مقابلة الرئيس بوش في عمان، وعلى أمريكا إعلان جدول زمني للانسحاب من العراق. فرفض طلبهم، لذا سحبوا وزراءهم ونوابهم على أمل إحراج الحكومة وإفشال الخطة الجديدة. فكان الجواب على الضد مما أراد قادة هذا التيار. فالمالكي لم يرضخ لهم، والرئيس بوش لم يكتف بعدم وضع جدول زمني للانسحاب فحسب، بل قرر إرسال المزيد من القوات (نحو 21 ألف من جنود الأمريكان) إلى العراق لمساعدة الحكومة على سحق الإرهاب وحل المليشيات. وبدلاً من إصرار التيار الصدري على المقاطعة، سارع وعاد إلى الحكومة، بعد أن تأكدوا أن "الحديدة حارة" وسيكون الوضع أفضل بكثير من دونهم، فبلعوا تهديداتهم وسكتوا وعادوا نادمين. ولا شك أن أوامر المقاطعة وإلغائها جاءت من سيدهم الحاكم في إيران دافع رواتبهم.
2- نبهنا في كتاباتنا المتكررة مع غيرنا، أن إيران وسوريا هما وراء دعم الإرهاب في العراق وبدون وقف هذا الدعم ستطول محنة الشعب العراقي ومشاكل المنطقة. وأخيراً تأكدت الإدارة الأمريكية من هذا الخطر، فجعلته على رأس إستراتيجيتها الجديدة في العراق، وترجمتها إلى عمل وذلك بإرسال المزيد من القوات البحرية وكاسحات الألغام إلى الخليج لمواجهة إيران. فما كان من إيران إلا وسارعت تتوسل بالسعودية في التوسط بينها وبين أمريكا لإبعاد شبح الحرب عليها وتفادي الضربة القاضية لها، وأنها مستعدة للمساعدة في تحقيق استقرار العراق، كما وتعالت الأصوات الناقدة في داخل إيران نفسها ضد الرئيس الإيراني الموتور محمود أحمدي نجاد، محذرينه أنه يقود البلاد إلى كارثة ومطالبين بإلجامه.
3- تغيير القادة العسكريين الأمريكيين، فقد تم تعيين الجنرال ديفد بيتروس خلفاً للجنرال جورج كيسي، قائد القوات الاميركية في العراق. والجنرال بيتروس من قوات المظلات كان قائداً للفرقة 101 المحمولة جواً التي احتلت بغداد عند غزو الاميركيين للعراق، وقاد ايضاً وحدات عملت على تهدئة الاوضاع في الموصل. وعمل في العراق مدة 29 شهراً، أحد المعارضين الأشداء لحاكم العراق بول بريمر، كما كان الشأن مع السفير كروكر. كان بيتروس مستاءً الى اقصى حدود الاستياء من الطريقة التي تعامل بها العسكريون الاميركيون مع المسلحين العراقيين. كما كان من المناهضين لضم أعضاء من الميليشيات ضمن قوات الأمن العراقي، وشارك هذا الجنرال في تأليف كتاب بعد ان ترك العراق حول «كيفية مناهضة التمرد والحروب غير النظامية». يعد بيتروس من المتحمسين لفكرة تشكيل جيش عراقي لا طائفي ولا مجال فيه لجنود سبق وان عملوا مع قوات غير نظامية. (الشرق الأوسط، 20/1/2007). وهذا التغيير في المناصب جاء بعد تغيير رامسفيلد، وزير الدفاع الأسبق، بشخص أكثر مرونة ومعرفة وهو روبرت غيتس، إضافة إلى تعيين السفير ريان كروكر الذي سيحل محل زلماي خليلزاد، سفيراً للولايات المتحدة في بغداد والذي هو الآخر معروف بفهمه العميق لمشاكل المنطقة إضافة إلى اللغة العربية التي يتحدثها بطلاقة.
4- التعامل الجدي مع الإرهابيين داخل بغداد وخاصة خلال المعارك التي جرت في شارع حيفا والتي أدت إلى قتل العشرات منهم واعتقال المئات وخاصة من الإرهابيين الوافدين من خارج الحدود.
5- إعلان بعض شيوخ محافظة الأنبار في التعاون مع القوات الأمريكية والحكومية لدحر الإرهاب.
6- تم اعتقال نحو 600 من أتباع جيش المهدي في غضون الأيام القليلة الماضية والعملية مستمرة. وهذا يشير إلى أن المواجهة صارت جدية مع هذه المليشيات التي تأتمر بأوامر إيران.
7- اعتقال خمسة من المخربين الإيرانيين في أربيل قبل شهر، ادعت إيران وكالعادة في مثل هذه الحالات، أنهم دبلوماسيون، وتبين أنهم من حرس الباسداران، جاءوا للتخريب ودعم الإرهاب.

ومن كل ما تقدم، لا شك هناك مؤشرات أخرى تؤكد على نجاح استراتيجية بوش الجديدة. ومرة أخرى نؤكد أن العملية السياسية في العراق لا تقبل التراجع والفشل، سواء كان جورج دبليو بوش (الجمهوري) على رأس الإدارة الأمريكية أو شخص من الحزب الديمقراطي، فالسياسة الخارجية الأمريكية وأية دولة غربية أخرى، لن تتغير بتغير الأحزاب الحاكمة، ولأن نجاح العراق هو نجاح للعالم وانتصار لصوت العقل والحكمة، وفشله كارثة ليس على العراق وحده بل وعلى العالم كله. ولهذا فلا مكان للفشل في هذه العملية مطلقاً. وعلى حكام إيران وسوريا وكل المخدوعين من العرب وغيرهم أن يفهموا هذه الحقيقة و يعملوا وفقها لتقليل خسائرهم وذلك بالعمل على وقف النزيف العراقي والاستماع إلى صوت العقل والضمير، وإلا فالكارثة وبيلة عليهم وعلى شعوبهم. فهل من مجيب؟



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقاً أعدِمَ صدام لدفن أسراره معه؟
- تباكى الفاشيست على العدالة في العراق!!
- إعدام صدام، ما له وما عليه...
- إيران الإسلامية على خطى عراق البعث
- الحج: متعة أم فريضة؟
- درس عملي في التسامح للمسلمين من البابا بنديكت
- حول تقرير بيكر- هاملتون
- المشروع الديمقراطي في العراق والأوضاع الراهنة*
- هل سيعلن نصر الله ندمه ثانية؟
- في البَدء كانت الكلمة.. حوار مع القراء -3
- عن ندوة الأكاديميين العراقيين في فيينا
- حول دعوة إيران وسوريا في حل المحنة العراقية
- حاميها حراميها...!!
- تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على العراق
- مفارقات في العقل العربي
- ماذا يعني إصدار الحكم على صدام حسين؟
- مسؤولية أمريكا الاخلاقية في العراق
- حرية الأديان
- كما تكونوا يولى عليكم...!
- حول دراسة مجلة -ذي لانست- عن ضحايا العنف في العراق


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مؤشرات نجاح إستراتيجية بوش الجديدة