|
العنف الأخلاقي المبرر في الرسالة البوشية
زيان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 05:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سنوات طويلة وأمريكا تستغفل العالم بأكمله، وتواصل تطبيق مخططاتاتها الهمجية رغم أنف كل الشعوب الغربية والعربية، وتدخل الحروب وتدفع بالشعوب لتحمل نكباتها ومآسيها وتنسج الانقلابات والثورات فقط تلبية لرغبة السيطرة وشك السقوط. كما في سينما "الكو بوي"، قام بوش الطفل من نومه مفزوعا، مرتعبا، فهرول والده بوش الأكبر وربت على ظهره وقال له: ما بك يابني؟ فرد قائلا: أني أرى في المنام فارسا عربيا مسلما من الشرق الأوسط يهز عرش أمريكا، ويهدد مصالحها ومخططاتها التي بناها أجدادنا الساميين في العالم كله…فرد الأب كأنه حلم نفس الحلم…نعم يابني انه صدام ، لقد صار الوقت مناسبا للقضاء عليه، انها رسالتك الالهية، فالرب منحك كل بركاته وقبوله، كما منحها لي من قبل. وهكذا أفاق العالم على الخطاب الكاريكاتوري الساخر، لرئيس أمريكا وهو يقول" أن الرب أمره باضرام نار الحرب على الارهاب في أفغانستان والعراق، ولب الحضارة العربية الاسلامية" انها حرب تستقي مشروعيتها من الله ، قال الصوت مناديا: يا بوش إذهب وقاتل الارهاب في العراق وكل البقاع التي فيها إرهاب. إذن هذا يعني أن بوش نبي جديد. صدق العالم أكذوبة النبي الجديد، وربما إعتقد كل رؤساء العالم الغربي أنهم أنبياء أرسلهم الرب لتخليص الأرض من الشرور، لذا باركوا ونافقوا وشاركوا بالمال والنفيس ليحل السلام. من هو العدو؟ إنه الارهاب ، والارهاب لدى الغرب وكل وسائل الاعلام هو مرادف للتدين بدين "الاسلام" لذا إجتهد الإعلام في تصويره بالهمجية والتعصب خاصة بعد قضية تحطيم الآثار من قبل طالبان وأحداث الحادي عشر من سبتمبر2001، ويكون لأمريكا ضلعا فيها حتما، والصور المشينة في حق الرسول الكريم، التي كان من المفروص أن تشوه الاسلام والرسالة المحمدية وتشكك في حقيقتها، إلا أن العكس حصل بالفعل. هذا ما يكشف النقاب عن حرب قذرة أو كما أسميها "الحرب البوشية ومريدها" في البقاع العربية والغربية، وسببها "الاسلامو فوبيا" أو الخوف من الاسلام، بعد موجات الدخول في هذا الدين السمح من قبل كل الشرائح في العالم، وببساطة وبدون أي تفكير، كل مايخالف مخططات أمريكا وإسرائيل، يعيد لذهني كتاب مهم لحقيقة اليهود، هو بروتوكلات "حكماء الصهيون" لماذا؟، لأن كل ما يخدم اسرئيل اليوم تزكيه السياسة الأمريكية، ويمكن القول أن اللوبي الصهيوني قد تمكن من الاطباق على أنفاس هذه الدولة ومتى شاء التخلص منها، ما هي إلا مسالة وقت. يشير "البرتوكول الثامن عشر" من الكتاب لإعادة النظام العالمي" قد يستلزم مقدارا معينا من العنف، ولكن هذا النظام سيستقر أخيرا، وسنبرهن على أننا المفضلون الذي أعادوا السلام المفقود والحرية الضائعة للعالم المكروب، وسوف نمنح العالم الفرصة لهذا السلام، وهذه الحرية، ولكن في حالة واحدة ليس غيرها على التأكيد، أي حين يعتصم العالم بقوانينا اعتصاما صارما". وهذا يطابق العديد من أقوال بوش المسيحي مسيحية أصلها يهودي وعنصري، بفعل التحريف الحاصل بها، وما يريده في طريقتة أساسا: - توجيه الجنس البشري بالصورة التي تتماشى مع أطماعه التسلطية ورغبة شعبه الأمريكي المختار، في المدارس والجامعات والثكنات العسكرية...، وهذا ما نسمية بـ"الأمركة" أو "العلمنة"،كلاهما واحد، لأن الفكرة واحدة، تقضي باضمحلال الثقافة المحلية(اللغة، المعتقدات العادات والتقاليد وأصول الحكم…)، إلى ثقافة أمريكيةحسب التعبير الفيزيائي في الحلول، من التركيز الضعيف نحو التركيز المرتفع. - إعلان الحرب على من يعارض مخططاتها السياسية، خاصة في الشرق الأوسط، وهذا ما حدث في العراق ، مع صدام الذي أعدم رغم أن التاريخ يبين أنه كان حليفا، لكنه استعاد وعيه متأخرا، ثم شاء القدر أن يموت شهيدا، رغم التصوير المزيف الذي اجتهدت الحكومة الأمريكية في رسمه بالأذهان العربية ،ونقول أن إعدامه يعتبر اهانة للشرف الاسلامي وخرقا صارخا لحقوق الانسان فيما يطالب هم بحقوق الحيوان وينددون بها، أما اعدامه في يوم عيد الأضحى، لم يكن محل صدفة، بل ليتساءل الشارع العربي ويحتار في سبب إعدامه في يوم العيد المقدس لدى المسلمين؟، ويمنعهم من التساءل الصحيح والمشروع: هو كيف لدولة مستعمرة أن تغتال رئيس دولة أخرى أصلا، ولم تكن هناك أي شرعية لمحاكمته ولا دليل لادانته أو لامتلاكه للسلاح النووي، هذا يدل طبعا أن من خطط لموته أناس فائقئ الدهاء والذكاء في فهم العقلية العربية. - لماذا أعدم صدام ؟ تتعدد اللماذات، أهمها:وقوفه في وجه رجل العالم هذا ما لا يريد أن يعتقده الطاغية الجديد، الذي يتنبأ بنهاية العالم بالأجرام السماوية أو النيازك أوالارهاب، وما شابه ذلك من الهراء، وهو ما تشيعه النظرية الملحدة "أرما جيدون"، واللماذا الثانية أنه تمكن من إيقاف المد الإيراني الذي يريد استرجاع عرش فارس القديم، لذا سارع أتباعها في العراق للنيل منه، وخلق بؤر توتر خانقة بين السنة والشيعة، وإصدار الفتاوي الباطلة. ونتساءل ما الذي يجعل أمريكا تتروى في الرد على إيران في سعيها لللإستحواذ على السلاح النووي والطاقة النووية؟ لأن سياستها في العراق منيت بفشل ذريع في إحلال الديموقراطية، وبالكاد يمكنها الخروج، ولكن متى؟، فهي لا تقوى على الدخول في حرب جديدة ليس لها نهاية، يمكن أن تأتي على المنطقة كلها من مصر الى السعودية وسوريا والخليج بما في ذلك اسرائيل، لذا ستنتقل إلى سياسة التحالف مع ايهام الرأي العام بالحرب الباردة مع ايران، ولكن شعارها هو" كل وسائل العنف والخديعة"، أو "العنف الحقود من أجل العدالة والأمن القومي. وأخيرا يبدو أن الحرب الصليبية الحديثة على الشرق الأوسط تلبس لباسها الجديد، بإحداث إعصارا في المنطقة، يستأصل الحكومات المعادية أوغير المتعاونة مع الأمن العالمي، وكأن بوش يقول لكل حاكم: "إذا لم تستطع أن تسير بلادك على النحو الذي أريد، تنحى جانبا، وأترك الأمر لنا، ولكنك تبقى الحاكم أمام الشعب". أمريكا ببساطة لا تسعى لا للبترول ولا للثروات، بل تسعى لمحو الايمان من القلوب، ولعل الحروب الصليبية السابقة دليل على الحقد الديني المبرر، حسب بباواتهم ورهبانهم ودعاتهم لنزول المسيح ليعيد لهم المجد الضائع، وياله من مجد.
#زيان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدلية الصراع بين السلفية والعلمانية في العالم العربي الجزائر
...
-
مأذا لو قالت لا لقانون الرجال
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|